سواريز يقود إنتر ميامي للمربع الذهبي بكأس الدوريات في غياب ميسي

في ليلة كانت فيها الأنظار تتجه نحو غياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، خطف المهاجم الأوروغوياني المخضرم لويس سواريز الأضواء، ليقود فريقه إنتر ميامي إلى الدور نصف النهائي من كأس الرابطتين الأميركية والمكسيكية. بهدفين حاسمين، وأثبت أن سحره لم يخفت بعد، وأن الفريق يمتلك أوراقًا رابحة حتى في أحلك الظروف.
غياب ميسي: قلق متزايد وتساؤلات حول المستقبل

كانت الأجواء في ملعب تشايس مشحونة بترقب عودة ميسي، الذي غاب عن المباراة بسبب تجدد إصابته العضلية الطفيفة في أعلى ساقه اليمنى. هذه الإصابة، التي أبعدته عن الملاعب لأسبوعين قبل أن يعود ليسجل هدفًا في الدوري، تعود لتثير القلق حول جاهزية النجم الأرجنتيني وقدرته على تحمل ضغط المباريات المتتالية. الأرجنتيني خافيير موراليس، مساعد مدرب إنتر ميامي، أوضح الموقف قائلاً: “اعتمدنا على حالة ليو، ولم تكن هذه هي الحالة المثالية. فضلنا عدم المخاطرة، وعدم التراجع في عملية تعافيه.” هذه التصريحات تشير إلى أن الجهاز الفني يتعامل بحذر شديد مع حالة ميسي، وهو ما قد يعني غيابات متقطعة له في المستقبل، مما يضع عبئًا أكبر على بقية نجوم الفريق.
سواريز المنقذ
في ليلة التحدي في ظل غياب البرغوث، كان لويس سواريز هو البطل بلا منازع. المباراة، التي لم تشهد الكثير من الفرص، تحولت إلى مسرح لتألق المهاجم الأوروغوياني البالغ من العمر 38 عامًا. جاء الهدف الأول في الدقيقة 23 من ركلة جزاء نفذها سواريز بنجاح، بعد لمسة يد واضحة على المدافع المكسيكي خافيير أكينو داخل منطقة الجزاء. هذا الهدف منح إنتر ميامي التقدم وأشعل حماس الجماهير. لم تخلُ المباراة من الدراما، فبين الشوطين، طُرد المدرب خافيير ماسشيرانو بسبب اعتراضاته الحادة على الحكام، ليضطر لمتابعة الشوط الثاني من المدرجات. ومن هناك، شاهد ماسشيرانو هدف التعادل لتيغريس في الدقيقة 67، عندما انسل أنخيل كوريا وسدد كرة زاحفة سكنت شباك الحارس أوسكار أوستاري. ومع اقتراب المباراة من نهايتها، عاد أكينو ليرتكب الخطأ ذاته، بلمسه الكرة داخل المنطقة. وبعد الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، تم تأكيد ركلة الجزاء الثانية لإنتر ميامي. وفي لحظة حاسمة، تقدم سواريز مجددًا، وسدد الكرة بثقة إلى شمال الحارس الأرجنتيني ناويل غوسمان، مانحًا فريقه الفوز الثمين في الوقت القاتل (الدقيقة 87). وعبر سواريز عن سعادته قائلاً: “كانت المباراة صعبة للغاية لأنهم لعبوا بشكل رائع. كل يوم أبذل قصارى جهدي لمساعدة الفريق على الفوز”.
الطريق إلى النهائي في ديربي فلوريدا
بهذا الفوز، ضرب إنتر ميامي موعدًا في الدور نصف النهائي مع غريمه أورلاندو سيتي، في ديربي فلوريدا المنتظر. أورلاندو سيتي تأهل بعد تغلبه على بطل الدوري المكسيكي تولوكا أف سي بركلات الترجيح، بفضل تألق حارسه البيروفي بيدرو غاليسي الذي تصدى لركلتين وسجل الركلة الحاسمة بنفسه. بين تألق سواريز وقلق غياب ميسي، يواصل إنتر ميامي رحلته في كأس الرابطتين، مؤكدًا أن كرة القدم لا تتوقف عند نجم واحد، وأن الروح القتالية والخبرة يمكن أن تصنع الفارق في اللحظات الحاسمة.