سالم الدوسري يتربع على عرش آسيا ويحصد جائزة أفضل لاعب

في ليلة كروية بهيجة شهدتها العاصمة السعودية الرياض، لم يكن التتويج مجرد حدث عابر، بل كان تأكيداً لهيمنة نجم سعودي ساطع على المشهد القاري. سالم الدوسري، التورنيدو السعودي، يظفر بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2025 للمرة الثانية في تاريخه، ليضع اسمه بحروف من ذهب في سجلات القارة الصفراء، وليفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل هذه الجائزة وهيمنة الثنائيات عليها.
الجوهرة السعودية تعود للقمة: تفاصيل التتويج
للمرة الثانية في مسيرته اللامعة، توّج النجم السعودي سالم الدوسري، لاعب الهلال والمنتخب الوطني، بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2025. جاء هذا التتويج المستحق خلال الحفل السنوي لجوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي أقيم في الرياض. الدوسري، الذي سبق له الفوز بالجائزة في عام 2022، تفوق هذه المرة على منافسين قويين هما القطري أكرم عفيف والماليزي عارف أيمن، ليؤكد مكانته كأحد أبرز المواهب الكروية في القارة.
مسيرة استثنائية: أرقام وإنجازات تقود للتتويج
لم تكن هذه الجائزة مجرد تتويج لجهود عام واحد، بل هي محصلة لمسيرة متوهجة وأداء ثابت على أعلى المستويات. قاد الدوسري فريقه الهلال إلى قبل نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-2025، وقدم مستويات لافتة في كأس العالم للأندية حيث بلغ فريقه ربع النهائي. وعلى الصعيد الدولي، كان الدوسري عنصراً محورياً في تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم 2026 قبل يومين فقط من حفل التتويج، ما يعكس تأثيره الكبير على أداء فريقه ومنتخب بلاده. وعقب فوزه، أبدى الدوسري سعادته الغامرة، لكنه أكد أن هذه الجائزة ليست نهاية المطاف، بل بداية لطموحات أكبر. وقال: “أشكر زملائي لاعبي المنتخب السعودي والهلال، وكذلك عائلتي والجماهير التي ساندتني. هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق بل بداية لطموحات أكبر وسأواصل العمل لرفع اسم السعودية عاليا في المحافل العالمية”.
هيمنة خليجية: ثنائية الدوسري وعفيف تعيد للأذهان صراع ميسي ورونالدو
ما يميز تتويج الدوسري هذا العام هو استمراره في ترسيخ ظاهرة احتكار الجائزة بينه وبين النجم القطري أكرم عفيف. منذ عام 2019، تقاسم الثنائي الخليجي هذه الجائزة المرموقة، حيث فاز بها عفيف في 2019 و2023، بينما حصدها الدوسري في 2022 و2025. هذه الهيمنة الثنائية تعيد للأذهان الاحتكار التاريخي الذي فرضه الأسطورتان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على جائزة أفضل لاعب في أوروبا والعالم لسنوات طويلة. فبعد فوز عفيف بالجائزة عام 2019 بعد قيادته قطر لكأس آسيا، توقفت الجائزة عامي 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا، لتعود في 2022 ويتوج بها الدوسري. ثم عاد عفيف ليظفر بها في 2023، قبل أن يستعيدها الدوسري في 2025. هذا التنافس الشريف والتبادل على قمة الهرم الكروي الآسيوي يضفي نكهة خاصة على الجائزة، ويؤكد على المستوى الرفيع الذي وصل إليه اللاعبان.

نظرة تاريخية: الدوسري في سجلات الأساطير
بهذا الإنجاز، ينضم الدوسري إلى نخبة قليلة من اللاعبين الذين تمكنوا من حصد الجائزة مرتين. يصبح الدوسري رابع لاعب يحقق هذا الإنجاز، بعد الياباني هيديتوشي ناكاتا (1997 و 1998)، والأوزبكي سيرفر جيباروف (2008 و 2011)، والقطري أكرم عفيف (2019 و 2023). هذا التواجد في قائمة تضم أساطير القارة يؤكد على مكانة الدوسري التاريخية ويضعه في مصاف الكبار.
جوائز أخرى: بانوراما التميز الآسيوي
لم يقتصر حفل جوائز الاتحاد الآسيوي على تكريم أفضل لاعب فحسب، بل شمل تقدير العديد من الكفاءات والمؤسسات الكروية في القارة. فاز الكوري الشمالي زي سونغ هو، مدرب منتخب بلاده تحت 20 عاماً، بجائزة أفضل مدرب في القارة الصفراء. كما حصد الاتحاد السعودي لكرة القدم جائزة أفضل اتحاد وطني في آسيا، وهو ما يعكس التطور الكبير الذي تشهده الكرة السعودية على كافة الأصعدة. أما جائزة أفضل لاعبة في آسيا، فكانت من نصيب اليابانية هانا تاكاهاشي، لاعبة أوراوا رد دايموندز ومنتخب اليابان.