بورصة النجوم تهبط.. فينيسيوس يتصدر قائمة الخاسرين في سوق 2025!

سوق كرة القدم لا يرحم، يرفع النجوم إلى القمة في لحظة، ويهوي بهم في لحظة أخرى. عام 2025 لم يكن استثناءً، بل شهد مفاجآت مدوية وتراجعات صادمة في القيمة السوقية لأبرز الأسماء اللامعة. المفاجأة الأكبر؟ النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الكرة الذهبية في 2024، وجد نفسه يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر انخفاضًا في قيمتهم. لطالما كان سوق الانتقالات مرآة تعكس أداء اللاعبين، لياقتهم البدنية، تأثيرهم على فرقهم، وحتى الضغوط الإعلامية. في هذا التحقيق، نغوص في أسباب تراجع قيمة أبرز النجوم في عام 2025، ونكشف كيف يمكن لعوامل متعددة أن تهز عرش أغلى اللاعبين في العالم.
فينيسيوس جونيور: من عرش الكرة الذهبية إلى قلق الإصابات
بعد أن أنهى عام 2024 متوجًا بجائزة أفضل لاعب في العالم في حفل فيفا بالدوحة، كان فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، على أعتاب مجد جديد. لكن بداية موسم 2025 حملت له صدمات متتالية. إصابات عضلية متكررة أبعدته عن الملاعب، وقللت من عدد مبارياته بشكل ملحوظ. ومع وصول كيليان مبابي الذي خطف الأضواء والعناوين في مدريد، تضخمت الضغوط الإعلامية على فينيسيوس. وانخفضت القيمة السوقية للنجم البرازيلي من 200 مليون إلى 170 مليون يورو. كان فيني في المواسم السابقة رمزًا للمتعة والإثارة في سانتياغو برنابيو، يرقص بالكرة وكأنه يؤدي رقصة السامبا. لكن في 2025، بدا وكأنه فقد بعضًا من تلك الشرارة، ما أدى إلى تراجع قيمته السوقية بـ30 مليون يورو، ليصبح هذا الانخفاض هو الأكبر بين نجوم كرة القدم.
فيل فودين: موهبة إنجليزية تصارع شبح الإصابات
لطالما اعتُبر فيل فودين، جوهرة مانشستر سيتي، موهبة إنجليزية فريدة تمزج بين المهارة الفائقة، اللمسة السلسة، والقدرة على التسجيل. لكن موسم 2025 كشف جانبًا مختلفًا من مسيرته. تعرض فودين لأكثر من إصابة عطلت استمراريته، وعندما عاد، لم يتمكن من استعادة الحدة الهجومية التي اعتاد عليها جمهور السيتي. تراجع قيمته بـ40 مليون يورو من 140 مليون إلى 100 مليون يورو، يعكس تأثير الإصابات على مسيرة اللاعبين الواعدين.
مارتن أوديغارد: قائد أرسنال يواجه فرامل المستوى القيادي
كان قائد أرسنال وواجهة مشروع ميكيل أرتيتا، مارتن أوديغارد، يتوقع له أن يواصل الصعود بثبات. لكن موسم 2025 وضع له فرامل قاسية. تراجعت أهدافه وتمريراته الحاسمة، وبدا تأثيره على الفريق أقل حسمًا مما كان عليه في العامين الماضيين. ورغم أنه لا يزال لاعبًا مهمًا جدًا في الغانرز، إلا أن قيمته السوقية انخفضت بـ25 مليون يورو دفعة واحدة من 110 مليون إلى 85 مليون يورو، في انعكاس لحقيقة أن المستوى القيادي وحده لا يكفي دائمًا في بورصة كرة القدم.
وسان فلاهوفيتش: مهاجم يوفنتوس يفقد بريقه في تورينو

المهاجم الصربي دوسان فلاهوفيتش، الذي وُصف يومًا بأنه الوريث الطبيعي لأساطير يوفنتوس في خط الهجوم، وجد نفسه في 2025 أمام واقع مختلف. قلة الأهداف، ضغوط الجماهير، وغياب الفاعلية في المباريات الكبيرة جعلت فلاهوفيتش يفقد هالته. إضافة إلى ذلك، دخول جوناثان ديفيد إلى الفريق وشائعات الخلاف مع إدارة النادي جعلت مستقبل الصربي في تورينو غامضًا، والنتيجة انهيار قيمته السوقية إلى 35 مليون يورو فقط، من 60 مليون إلى 35 مليون يورو أي تقريبًا نصف ما كانت عليه قبل عام.
راسموس هويلوند: مشروع مانشستر يونايتد يواجه ثقل التوقعات
عندما تعاقد مانشستر يونايتد مع راسموس هويلوند، اعتُبر المشروع الهجومي الجديد للشياطين الحمر. لكن التوقعات الثقيلة فاقت إمكانياته الحالية. صحيح أن المهاجم الدنماركي لعب بروح عالية، لكنه افتقر إلى الحسم المطلوب أمام المرمى، ولم ينجح في أن يصبح قائدًا للهجوم، ما أثر على قيمته السوقية بشكل كبير والتي انخفضت من 60 مليون إلى 35 مليون يورو.
برناردو سيلفا: عامل السن يطارد عبقري السيتي
برناردو سيلفا كان ولا يزال لاعبًا عبقريًا في خط وسط مانشستر سيتي، لكن 2025 أكد أن عامل السن بدأ يلعب ضده. التراجع البدني بات واضحًا، ولم يعد اللاعب البرتغالي قادرًا على تقديم نفس النسق العالي الذي ميزه في سنوات الذروة. تراجع قيمته السوقية من 60 مليون إلى 38 مليون يورو، يعبر عن بداية مرحلة جديدة في مسيرته، من لاعب يحدث الفارق في كل مباراة، إلى لاعب خبرة يكمل المنظومة.
إرلينغ هالاند: الماكينة النرويجية لا تسلم من تصحيح السوق

من النادر أن تجد اسم هالاند في قائمة الخاسرين، لكن السوق لا يرحم حتى الماكينة النرويجية. ورغم تسجيله أكثر من 20 هدفًا، جعله غياب البطولات الكبرى مع مانشستر سيتي في 2025 يبدو أقل تأثيرًا مما كان عليه. قيمة هالاند انخفضت بـ20 مليون يورو من 200 مليون إلى 180 مليون يورو، لكن النرويجي لا يزال بين الأعلى في العالم، وقد يُنظر إلى هذا الانخفاض كـتصحيح مؤقت لا أكثر.
رودري: الكرة الذهبية لا تحمي من قسوة الإصابات
قبل أشهر فقط، كان رودري على قمة العالم بعدما حصد جائزة الكرة الذهبية. لكن إصابته الخطرة بتمزق في الرباط الصليبي بددت كل ذلك الزخم. غاب عن الملاعب لفترة طويلة، ومعها انخفضت قيمته. المفارقة أن أهميته داخل مانشستر سيتي لم تتغير، لكن السوق يحاسب بالواقع لا بالذكريات، والغياب الطويل كان كافيًا لسحب 20 مليونًا من قيمته التي باتت 110 مليون يورو بعد أن أن وصلت إلى 130 مليون يورو.
إدواردو كامافينغا: الموهبة وحدها لا تكفي في مدريد
في مدريد، كان يُنتظر من كامافينغا أن يصبح رجل الوسط الجديد بعد اعتزال كروس وإصابات تشواميني. لكن الموسم الجديد كشف عن تراجع ملحوظ. الإصابات وعدم الاستمرارية جعلاه يبدو بعيدًا عن المستوى الذي كان متوقعًا منه. نتيجة لذلك، تراجعت قيمته، وكأن السوق بعث برسالة للاعب الفرنسي بأن الموهبة وحدها لا تكفي، ويجب أن تثبت نفسك. وتراجعت القيمة السوقية من 80 مليون إلى 60 مليون يورو.
غافي: جوهرة برشلونة ضحية الرباط الصليبي
كانت جوهرة برشلونة والمنتخب الإسباني، غافي، في مسار صعود مذهل. لكن إصابته القاسية بقطع في الرباط الصليبي أوقفت كل شيء. ابتعد لفترة طويلة عن الملاعب، وفقد مكانه الأساسي في خطط هانسي فليك مع بروز لاعبين آخرين. انخفضت قيمته بـ20 مليون يورو كاملة من 80 مليون إلى 60 مليون يورو، وهو درس قاسٍ للاعب شاب كان يُنظر إليه كإحدى أبرز المواهب في العالم.
في عالم كرة القدم، لا شيء ثابت. فبين ليلة وضحاها، يمكن أن تتغير الأقدار، وتتحول القيمة السوقية للاعبين من صعود صاروخي إلى هبوط مؤلم، في بورصة لا تعترف إلا بالأداء المستمر والجاهزية البدنية الكاملة.