باريس للماسترز: صدمة في القمة تهز التصنيف العالمي وصراع التأهل لتورينو

مع انطلاق منافسات بطولة باريس للماسترز، تتجه أنظار عشاق التنس نحو العاصمة الفرنسية حيث لا تقتصر الإثارة على مجرد الفوز بالمباريات، بل تمتد لتشمل صراعاً محتدماً على بطاقات التأهل لنهائيات نيتو في تورينو، ومعركة حامية الوطيس على صدارة التصنيف العالمي. شهدت البطولة انتصارات حاسمة أعادت الأمل لبعض اللاعبين، وأكدت حضور نجوم صاعدين، لكن الصدمة الكبرى كانت بخروج المصنف الأول عالمياً كارلوس ألكاراز، ما فتح الباب على مصراعيه أمام يانيك سينر لاعتلاء العرش.
أوجيه ألياسيم: انتصار شاق يحيي آمال تورينو
في مواجهة مثيرة ومليئة بالتقلبات، نجح الكندي فيليكس أوجيه ألياسيم في الحفاظ على بصيص الأمل للتأهل لنهائيات نيتو لرابطة محترفي التنس. عاد ألياسيم بقوة بعد خسارته للمجموعة الأولى أمام المتأهل الأرجنتيني فرانشيسكو كوميسانيا، ليحسم المباراة لصالحه بنتيجة (6-7) و(6-3) و(6-3). هذا الفوز لم يكن سهلاً، حيث استمرت المعركة على مدار ساعتين و20 دقيقة، ولم يخسر أوجيه ألياسيم أي نقطة خلف إرساله الأول في المجموعة الثانية، مما يعكس تركيزه وقوته الذهنية. وبهذه النتيجة، قلص ألياسيم الفارق مع الإيطالي لورنزو موسيتي، صاحب المركز الثامن حالياً في السباق المباشر إلى تورينو، إلى 440 نقطة فقط. ويترقب الكندي، الذي وصل إلى نصف نهائي باريس عام 2022، مواجهة في الدور الثاني ضد الفرنسي ألكسندر مولر، بينما يواجه موسيتي مواطنه لورنزو سونيجو اليوم الأربعاء 29 أكتوبر في مباراة قد تكون حاسمة لموقعه.
فونسيكا: نجم برازيلي صاعد يؤكد حضوره
لم تكن الأضواء مسلطة على المخضرمين فقط، بل خطف الشاب البرازيلي جواو فونسيكا الأنظار بانتصار آخر يؤكد موهبته الصاعدة. بعد فوزه بلقبه الثاني في جولة رابطة اللاعبين المحترفين في بطولة بازل فئة 500 نقطة الأحد الماضي، واصل فونسيكا تألقه في باريس، حيث عاد من تأخره ليفوز على الكندي دينيس شابوفالوف بنتيجة (5-7) و(6-4) و(6-3) في ظهوره الأول بالبطولة. وعلق فونسيكا على فوزه قائلاً: “في التنس عليك تغيير الذهنية أسبوعاً بعد أسبوع، فزت قبل يومين، والآن أنا هنا ألعب في باريس، أنا سعيد جداً لتغيير الذهنية والاستعداد لهذه المباراة، خسرت المجموعة الأولى وبعدها قمت بتغيير بعض الأشياء وأنا سعيد جداً بالطريقة التي كنت عليها ذهنياً في هذه المباراة”. هذا الانتصار يرفع رصيد فونسيكا في المواجهات المباشرة ضد شابوفالوف إلى (2-0)، ويضعه في مواجهة قوية بالدور الثاني ضد المصنف العاشر الروسي كارين خاشانوف. كما سجل فونسيكا اسمه في التاريخ كأول برازيلي يفوز بمباراة في بطولة الماسترز 1,000 نقطة في باريس منذ توماس بيلوتشي في عام 2015.

نتائج مبكرة أخرى: مفاجآت وتأكيد للمراكز
شهدت الجولة الأولى من البطولة عدة مواجهات أخرى أسفرت عن نتائج مهمة:
فالنتين فاشيرو من موناكو، بطل شنغهاي الماسترز، واصل مسيرته الناجحة بفوزه على التشيكي جيري ليهيتشكا بنتيجة (6-1) و(6-3)، ليجهز لمواجهة جديدة ضد ابن عمه الفرنسي آرثر ريندركنيتش.
الروسي دانيل ميدفيديف، المصنف 11، لم يجد صعوبة في التغلب على الإسباني جوم مونار بمجموعتين دون رد (6-1) و(6-3)، ليضرب موعداً مع البلغاري جريجور ديمتروف في الدور الثاني.
الفرنسي كورينتين موتيت أقصى الأمريكي ريلي أوبليكا بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة (3-6) و(7-5) و(6-1)، وسيواجه الكازاخستاني ألكسندر بوبليك، المصنف 13.
في مواجهة أرجنتينية خالصة، حسم كاميلو أوجو كارابيلي اللقاء لصالحه أمام توماس مارتن إتشيفيري (7-5) و(6-3)، ليصطدم في الدور المقبل بالألماني ألكسندر زفيريف.
الكندي جابريل ديالو تغلب على الهولندي تالون جريكسبور بمجموعتين دون رد (6-3) و(6-4)، وسيلتقي في الدور الثاني بالأسترالي أليكس دي مينور.
صدمة في القمة: ألكاراز ينهار في باريس وسينر على بعد خطوة من الصدارة
تلقى الإسباني كارلوس ألكاراز، المصنف الأول عالمياً، صدمة مدوية في أولى مبارياته ضمن دورة باريس للماسترز، بعد خسارته أمام البريطاني كاميرون نوري المصنف 31 عالمياً بثلاث مجموعات (4-6) و(6-3) و(6-4). عاد ألكاراز إلى المنافسات بعد غياب ثلاثة أسابيع بسبب إصابة في الكاحل، وبدا أنه في طريقه للفوز بعد حسمه للمجموعة الأولى، لكن أداءه تراجع بشكل كبير في المجموعتين التاليتين. وعلق نوري على هذا الفوز قائلاً: “ربما يكون هذا الفوز الأهم في مسيرتي. عملت بجد طوال هذا العام، ومن الرائع أن يأتي فوز كهذا ليجعل كل ذلك الجهد مستحقاً”. هذه الخسارة المفاجئة لألكاراز تفتح الباب على مصراعيه أمام الإيطالي يانيك سينر لاعتلاء صدارة التصنيف العالمي. فبعد خروج المصنف الأول، أصبح سينر بحاجة فقط للفوز بلقب بطولة باريس للماسترز ليتوج بالمركز الأول عالمياً يوم الاثنين 3 نوفمبر.
بغض النظر عما سيحدث هذا الأسبوع، يظل ألكاراز مسيطراً بقوة على معركة المصنف الأول عالمياً لنهاية العام، حيث يتصدر السباق المباشر إلى تورينو بفارق 2,040 نقطة. يجب على سينر، الذي سيواجه زيزو بيرجس في مباراته الافتتاحية، أن يقلص الفارق ليصبح في حدود 1,750 نقطة بنهاية بطولة باريس للماسترز لتكون لديه أي فرصة للمطالبة بلقب المصنف الأول لنهاية العام للمرة الثانية.
ترقب لمواجهات حاسمة
مع كل كرة تُضرب وكل نقطة تُحسم، تتشكل ملامح السباق نحو تورينو وتتضح معالم معركة الصدارة العالمية التي أصبحت أكثر إثارة بعد خروج ألكاراز. الأيام القادمة في باريس ستكون حافلة بالإثارة والتشويق، حيث يسعى كل لاعب لتحقيق أهدافه في واحدة من أهم بطولات الموسم.








