انفجار فينيسيوس في الكلاسيكو: هل يغادر نجم ريال مدريد البرنابيو؟

شهدت الليلة التي احتفل فيها ريال مدريد بانتصار ثمين على غريمه التقليدي برشلونة في الكلاسيكو بنتيجة 2-1، لحظة درامية كادت أن تخطف الأضواء من الفوز نفسه. ففي الدقيقة 71، انفجر النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور غضبًا بعد قرار مدربه تشابي ألونسو استبداله، مطلقًا تصريحات نارية تُشير إلى رغبته في مغادرة الفريق. هذا الانفجار العلني، الذي تابعته أعين ما يقرب من 650 مليون مشاهد حول العالم، لم يكن مجرد رد فعل لحظي، بل كشف عن توترات عميقة وأزمة متصاعدة داخل أسوار النادي الملكي، تُلقي بظلالها على مستقبل أحد أبرز نجومه.
شرارة الغضب: تفاصيل الانفجار في قلب الكلاسيكو
في الدقيقة 71 من عمر الكلاسيكو المثير، ومع تقدم ريال مدريد بهدفين لهدف، قرر المدرب تشابي ألونسو إجراء تغيير تكتيكي، أخرج بموجبه فينيسيوس جونيور وأدخل رودريغو. اللحظة التي رفع فيها الحكم الرابع لوحة التبديل، وشاهد فينيسيوس رقمه، كانت كافية لإشعال فتيل الغضب لديه. وبحسب شبكة دازن، لم يصدق اللاعب البرازيلي أنه سيغادر الملعب مبكرًا، فتوجه نحو ألونسو وهو يردد بغضب: أنا؟ أنا؟ مستر. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تصاعد الانفجار اللفظي ليُعلن فينيسيوس بوضوح: “من الأفضل أن أغادر هذا الفريق”. هذه الكلمات الصادمة، التي قيلت في خضم واحدة من أهم مباريات الموسم، عكست حجم الإحباط الذي يعيشه اللاعب. وفي مشهد يعكس عمق الأزمة، رفض فينيسيوس الجلوس على دكة البدلاء، وتوجه مباشرة إلى غرفة تبديل الملابس، متجنبًا مصافحة مدربه.
هدوء ألونسو وتصاعد التوتر: صراع الإرادات على خط التماس

في المقابل، حافظ المدرب تشابي ألونسو على هدوئه المعتاد لحظة غضب فينيسيوس، واكتفى بالقول: “هيا يا فيني”. هذا الهدوء الظاهري لم يُخفِ حجم التوتر الذي طفا على السطح. ولإخماد الأزمة، اضطر لويس لوبيس، مدرب حراس ريال مدريد، للتدخل والذهاب إلى غرفة تغيير الملابس للتحدث مع فينيسيوس، ليتمكن من إقناعه بالعودة إلى مقاعد البدلاء بعد دقائق، حيث جلس بجانب الحارس لونين. بعد اللقاء، حاول ألونسو التخفيف من حدة الموقف، مصرحًا:” لا أريد أن أفقد التركيز على الأمور المهمة. هذه أمور سنتحدث عنها لاحقًا. في المباراة الرائعة التي خضناها، ساهم فيني كثيرًا أيضًا”. وأضاف: “هناك شخصيات مختلفة داخل الفريق. الآن سنستمتع باللحظة، وعندما يحين الوقت، سنتحدث في غرفة الملابس”. تصريحات ألونسو، وإن كانت دبلوماسية، إلا أنها أكدت وجود حديث منتظر بين الطرفين، ما يشير إلى أن الأزمة لم تُحل بعد.
ما وراء الكواليس: جذور الأزمة بين النجم والمدرب
لم يكن انفجار فينيسيوس في الكلاسيكو حدثًا معزولًا، بل هو تتويج لسلسلة من المواقف المتوترة التي كشفت عن تباعد واضح بين اللاعب ومدربه. ففينيسيوس، الذي كان يُعتبر لاعبًا لا غنى عنه في عهد المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، يلاحظ الآن برودًا واضحًا في تعامل ألونسو معه. تحت قيادة ألونسو، أزال المدرب الإسباني صفة اللاعب الذي لا غنى عنه عن البرازيلي، وبدأ بإشراكه كبديل في ثلاث من أصل 13 مباراة هذا الموسم، وهي سياسة تدوير يرى البعض أنها غير متكافئة مقارنة بزميله رودريغو الذي شارك في بعض المباريات. ورغم أن فينيسيوس سجل خمسة أهداف وقدم أربع تمريرات حاسمة هذا الموسم، إلا أن أدائه في الكلاسيكو الأخير لم يترك أثرًا ملموسًا، ما ربما ساهم في قرار ألونسو بالتبديل وزاد من تأجيج الأزمة. هذه المعاملة الجديدة، التي تختلف عن الدعم المطلق الذي كان يتلقاه، يبدو أنها أثرت بشكل كبير على نفسية اللاعب.
تداعيات الانفجار: مستقبل فينيسيوس ومكانة ألونسو
تُثير هذه الحادثة تساؤلات جدية حول مستقبل فينيسيوس جونيور في ريال مدريد. هل كانت تصريحاته مجرد تعبير عن غضب لحظي، أم أنها تعكس رغبة حقيقية في الرحيل؟ وكيف ستؤثر هذه الأزمة العلنية على معنويات الفريق، خاصة وأنها جاءت بعد فوز مهم؟. على الجانب الآخر، يواجه تشابي ألونسو تحديًا في الحفاظ على سلطته ومكانته كمدرب. فتعامله مع هذه الأزمة سيحدد مدى قدرته على إدارة النجوم الكبار والسيطرة على غرفة الملابس. إن أي تصرف خاطئ قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع ويهدد استقرار الفريق في مرحلة حاسمة من الموسم.
هل تتجاوز الأزمة أسوار البرنابيو؟
بينما احتفل ريال مدريد بانتصاره في الكلاسيكو، فإن انفجار فينيسيوس جونيور قد ألقى بظلاله على هذا الفوز، وكشف عن أزمة داخلية تحتاج إلى معالجة سريعة وحاسمة. العلاقة المتوترة بين أحد أبرز نجوم الفريق ومدربه، التي شهدها العالم أجمع، تضع النادي الملكي أمام مفترق طرق. فهل يتمكن ألونسو من احتواء غضب نجمه وإعادة الأمور إلى نصابها، أم أن حلم فينيسيوس بمغادرة الفريق سيتحول إلى حقيقة، وتتجاوز تداعيات هذا الانفجار أسوار البرنابيو لتُشكل فصلًا جديدًا في تاريخ الصراعات بين النجوم والمدربين؟.









