التحليق عالياً عبر السينما: الإرث العريق لمروحيات بيل في أفلام هوليوود

عندما صاح آرنولد شوارزينيغر بقوّة Get to the chopper!، في لحظة شهيرة من الفيلم الكلاسيكي Predator للعام 1987، كان بهذا يلفت الانتباه إلى نجمة حقيقية في العالم الفعلي، ألا وهي نسخة مهام خاصّة من هليكوبتر Bell 212 UH-1N Twin Huey. وفي المشاهد الأولى، برزت أيضاً هليكوبتر Bell 206 JetRanger. ومن هناك، انطلقت مروحيتا بيل اللتان ساعدتا بصياغة مشاهد الحركة القوية في الفيلم لتصبحا عناصر أساسية في كثير من أفلام هوليوود.
ولقد صارت مروحيات بيل ملازمة لأفلام الحركة وتركت أثراً دائماً في المشاهد السينمائية، وظهرت مؤخراً في فيلم Mission Impossible, The Final Reckoning.
الجيل الأول: إرساء منصّة بارزة للمروحيات في أفلام الحركة

بدأت رحلة بيل إلى النجومية في عالم هوليوود العام 1974، عندما ظهرت Bell 47G-5A بشكل أساسي في فيلم Gone in 60 Seconds. وتألّقت هذه المروحية الرشيقة والخفيفة الوزن والمرنة في مشاهد المطارَدة، حيث استعرضت قدرتها في الحفاظ على الزخم والإيقاع القوي للفيلم المليء بالحركة والإثارة والطاقة العالية.
وانتقالاً إلى العام 1983، سطع نجم Bell 206B JetRanger III في فيلم Scarface. ولقد لعب هذا الطراز الانسيابي والعالي الاعتمادية دوراً محورياً في بعض أكثر مشاهد النجاة المبهرة في الفيلم، وكانت المروحية مثالية لتلبية رغبة هوليوود المتنامية في مشاهد التشويق الجوّية.
ورغم أنه لم يكن نظرياً فيلماً سينمائياً، إلاّ إنه يجدر علينا ذكر البرنامج التلفزيوني الشهير جداً لفترة ثمانينيات القرن الماضي بعنوان Airwolf (1984)، والذي تمحور حول طيّار جريء والعمليات المتخفّية التي نفّذها لصالح هيئة حكومية سرّية. وقد ارتكزت الهليكوبتر الهجومية الخيالية على طراز Bell 222، وجرى تعديلها لمنحها قدرات مستقبلية وجعلها أيقونة أحبّها الجميع.
الجيل الثاني: عصر جديد من الحركة العالية التقنية

برزت Bell 222 في فيلم X-Men سنة 2000، حيث ساعد تصميمها الانسيابي وأداؤها المبهر على الارتقاء بالعالم المستقبلي لسلسلة هذه القصّة السينمائية التي أصبحت تحظى بشعبية واسعة، مساهِمة في ابتداع بعض أكثر المشاهد الجوّية إثارة في الفيلم. وبعد سنوات قليلة، تألّقت Bell UH-1 Iroquois، التي تُعدّ الأولى ضمن سلالة Huey الأيقونية، في فيلم Transformers للعام 2007، لتضيف المزيد من الأصالة إلى مشاهد القتال عالية الطاقة في الفيلم.
الجيل الثالث: إرث بيل العريق المستمر في السينما المعاصرة

بحلول العقد الثاني من الألفية الجديدة، عزّزت منصّات بيل بقوّة مكانتها كجزء أساسي من بعض أكثر أفلام الحركة تميّزاً في هوليوود. وباعتبارها مفضَّلة دوماً، ظهرت Bell UH-1 Iroquois الأساسية في فيلم The Expendables 3 لسنة 2014. وفي 2016، ظهرت UH-1 من جديد هذه المرّة Bell UH-1N Iroquois في فيلم War Dogs. وبالنسبة للحياة الواقعية، يتم إنتاج واستخدام أحدث نسخ Huey، وهي AH-1Z Viper وشقيقتها المتعدّدة الاستعمالات UH-1Y Yankee، لصالح الجيوش المعاصرة حول العالم بأسره، كما تحتل موقع النجومية أيضاً في ألعاب الفيديو مثل Call of Duty أو المسلسلات التلفزيونية، مثل S.H.I.E.L.D. أو Stranger Things.

لكن ليس Huey فقط التي تكون محطّ الأضواء في أفلام الحركة، بل أيضاً Bell 407 التي لعبت في العام 2016 دوراً أساسياً في فيلم Deepwater Horizon، حيث جرى استخدامها لنقل الناجين من الكارثة الفعلية التي حصلت على منصّة التنقيب عن النفط. ولقد ساعدت مزايا الاعتمادية والمرونة التي تتمتّع بها بتوليد إحساس متميّز خلال مشاهد الإنقاذ التي شهدت الكثير من اللحظات الدقيقة.

أما Bell V-22 Osprey، التي تُعتبَر أيقونة بحدّ ذاتها، أكان في هوليوود أم خارجها، فقد لعبت دوراً محورياً في فيلم Godzilla vs Kong لسنة 2021 عبر تصميمها الفريد بالمحرّك الدوّار وتقنياتها المتطوّرة، حيث تتمتّع بقدرة التنقّل بين الإقلاع العمودي والطيران المتقدّم، ما يجعلها الهليكوبتر المثالية للمشاهد الآسرة التي تضمّنها الفيلم.
وظهرت V-22 مرّة أخرى على شاشات السينما حول العالم في فيلم Venom: The Last Dance الشيّق والنهائي لسنة 2024، ومؤخراً في فيلم Mission Impossible: The Final Reckoning للعام 2025 والذي بدأ عرضه حديثاً. وهناك مجموعة من الأوامر في الفيلم التي تدعو لركوب الهليكوبتر Get to the Osprey، كما العديد من المشاهد التي تستعرض بشكل جميل تقنية المحرّك الدوّار والذي يتيح الإخلاء السريع للجنود في ظل ظروف قاهرة بالإضافة لنقل العسكريين عن حاملات الطائرات.
بناءً لكل ما سبق، فقد شكّلت مروحيات بيل جزءًا محورياً من بعض أبرز اللحظات التي يتم تذكّرها دوماً في تاريخ الأفلام، بدءًا من الأيام الأولى لمروحية Bell 47G-5A وصولاً إلى V-22 Osprey الحديثة والمتطوّرة. وأكانت قد ظهرت في مشاهد حركة غنية بالتشويق والإثارة والطاقة أم لعبت دوراً رئيسياً في عمليات الإنقاذ البطولية، فإن إرث ’بيل‘ الهوليوودي يستمر بالتألّق والارتقاء للأعلى.