ألكاراز يواجه تحدي سينر على عرش التصنيف العالمي في باريس

في قلب العاصمة الفرنسية باريس، تتجه أنظار عشاق التنس نحو مواجهة حاسمة قد تعيد تشكيل قمة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين. فبينما يواصل الإسباني الشاب كارلوس ألكاراز تربعه على العرش للأسبوع السادس والثلاثين، يلوح الإيطالي يانيك سينر في الأفق كتهديد جدي، مدفوعاً بزخم تتويجه الأخير، ومتحفزاً لانتزاع الصدارة في بطولة باريس للماسترز التي تنطلق فعالياتها هذا الأسبوع.
صدارة متأرجحة: ألكاراز يمسك بالزمام، وسينر يلاحق
حافظ كارلوس ألكاراز على موقعه في صدارة تصنيف الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين، ليُكمل أسبوعه السادس والثلاثين على رأس القائمة. يمتلك ألكاراز حالياً 11340 نقطة، متقدماً بفارق مريح نسبياً عن أقرب ملاحقيه. في المقابل، عزز الإيطالي يانيك سينر موقعه في المركز الثاني برصيد 10500 نقطة، وذلك عقب تتويجه بلقب بطولة فيينا فئة 500 نقطة على حساب الألماني ألكسندر زفيريف، الذي حل ثالثاً برصيد 6160 نقطة. وشهد التصنيف أيضاً احتلال الأميركي تايلور فريتز المركز الرابع بـ4685 نقطة، بينما تراجع الصربي المخضرم نوفاك ديوكوفيتش إلى المركز الخامس برصيد 4580 نقطة، في مفاجأة نسبية.
معادلة باريس: كيف يمكن لسينر قلب الطاولة؟
تعتبر بطولة باريس للماسترز، وهي إحدى بطولات الألف نقطة، الفرصة الذهبية ليانيك سينر لانتزاع صدارة التصنيف العالمي من ألكاراز. لكن المعادلة ليست بالبساطة التي تبدو عليها، وتتطلب سيناريوهات محددة. إذ يجب على سينر أن يفوز بلقب بطولة باريس للماسترز لكي تتاح له فرصة العودة إلى المركز الأول عالمياً يوم الاثنين المقبل. وحتى لو فاز سينر باللقب، لن تتغير الصدارة إذا وصل ألكاراز إلى الدور نصف النهائي على الأقل. بمعنى آخر، إذا رفع سينر الكأس ولم يصل ألكاراز إلى الدور نصف النهائي، فستتغير صدارة التصنيف. زيمكن لألكاراز أن يضمن احتفاظه بالمركز الأول بغض النظر عن نتائج سينر، وذلك من خلال التقدم إلى الدور نصف النهائي في باريس. إذا لم يتمكن سينر من الفوز بأول لقب له في الماسترز هذا الموسم، فلن تتاح له فرصة العودة إلى المركز الأول في التصنيف الأسبوع المقبل.
سباق نهاية العام: معركة تورينو الكبرى
بعيداً عن صراع الصدارة الأسبوعية، تظل معركة المصنف الأول عالمياً لنهاية العام هي الأهم، وهنا يمتلك ألكاراز أفضلية واضحة. يتصدر الإسباني حالياً السباق المباشر إلى تورينو، وهو المقياس لتحديد المصنف الأول لنهاية العام، بفارق 2040 نقطة عن سينر. للحفاظ على أي فرصة للمطالبة بلقب المصنف الأول لنهاية العام، يجب على سينر أن يقلص الفارق مع ألكاراز ليصبح في حدود 1750 نقطة بنهاية بطولة باريس للماسترز. بعد باريس، تتبقى بطولات من فئة 250 نقطة (لم يدخلها أي من اللاعبين)، ثم نهائيات نيتو لرابطة محترفي التنس في تورينو، حيث يحصل البطل الذي لا يهزم على 1500 نقطة، مما يعني أن كل نقطة في باريس ستكون حاسمة.

باريس للماسترز: تاريخ عريق ومحطة حاسمة
لطالما كانت بطولة باريس للماسترز، التي تقام على الملاعب الصلبة الداخلية، ساحة اختبار حقيقية لأعضاء نادي المصنفين الأوائل عالمياً. منذ أن اكتسبت البطولة هويتها الجديدة في عام 1986، حصد تسعة من المصنفين الأوائل السابقين مجتمعين 21 لقباً في هذا الحدث. ويتصدر الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الذي يحمل الرقم القياسي لأطول فترة على قمة التصنيف العالمي (428 أسبوعاً)، قائمة الفائزين بسبعة ألقاب في باريس، كان آخرها في عام 2023، موسعاً بذلك رقمه القياسي في بطولات الماسترز إلى 40 لقباً. كما شهدت البطولة تألق لاعبين مثل دانييل ميدفيديف (بطل 2020)، وأندي موراي (بطل 2016)، وروجر فيدرر (بطل 2011)، ومارت سافين، وأندريه أجاسي، وبيت سامبراس، وبوريس بيكر، وستيفان إيدبرج. الفوز بلقب باريس غالباً ما كان نذيراً للنجاح في نهائيات نيتو لرابطة محترفي التنس، كما حدث مع موراي في 2016 وميدفيديف في 2020.
المرشحان الغائبان عن قائمة الشرف: هل يكسر ألكاراز وسينر الحاجز؟
من المفارقات أن المصنفين الأول والثاني حالياً، كارلوس ألكاراز ويانيك سينر، لم يحققا أي انتصار في بطولة باريس للماسترز حتى الآن. هذا العام، سيكونان من بين المرشحين للانضمام إلى هذه القائمة النخبوية من الأبطال. يبدأ ألكاراز مشواره في البطولة يوم الثلاثاء 28 أكتوبر عندما يواجه البريطاني كاميرون نوري في الدور الثاني، بينما ينتظر سينر الفائز من مباراته الافتتاحية. هل تشهد النسخة الحالية تتويج أحدهما بالكأس ليضيف لقباً جديداً إلى مسيرتهما، ويحسم صراع الصدارة في نفس الوقت؟









