هادي حبيب يرسم مستقبل رياضة التنس في لبنان

دخل لاعب التنس اللبناني هادي حبيب التاريخ في “أستراليا المفتوحة” بعدما انتصر على الصيني بو يان شاوكيت، المصنّف 65 عالميًا، ما وضع لبنان لأول مرة في تاريخه في الدور الثاني، في واحدة من بطولات التنس الأربع الكبرى.
رغم المرحلة الصعبة التي يمرّ فيها لبنان، استطاع هادي حبيب صاحب الـ 26 عامًا أن يكون رمزًا للأمل وأن يرفع علم بلاده عاليًا في الملاعب والمحافل العالمية. هذا البطل اللبناني الذي يحظى بمحبة واحترام مشجعي الرياضة على أنواعها، قدّم رسالةً قوّية: أن الحلم، مهما كانت الظروف، سيظلّ دائمًا طريقًا للنجاح.
و رغم خسارته المشرّفة في الدور الثاني من بطولة أستراليا المفتوحة أمام الفرنسي أوغو أومبير، بطل التنس المصنّف الـ 14 عالميًا، إلا أنّ هذا لم يقلّل من قيمة إنجاز هادي الذي يستعدّ لتحقيق المزيد من الإنجازات في بطولاته التالية.
وقد علّق حبيب على وصوله الى الدور الثاني من بطولة أستراليا المفتوحة قائلاً: “اللعب على هذا المستوى، أظهر لي الجوانب التي يجب أن أطوّرها في لعبتي، وأنا متحمس للعودة إلى التمرين والتركيز على هذه الأمور”.
مع الوصول الى الدور الثاني في بطولة أستراليا المفتوحة، قفز تصنيف هادي الى المركز الـ 166 عالميًا، ما يضمن له الدخول إلى البطولات الكبرى المقبلة، وربما كل البطولات التالية، وهذه خطوة كبيرة في مسيرته التي يطمح حبيب أن تكون ملهمة للأجيال القادمة.
وقد عبّر حبيب عن أمله هذا في إحدى المقابلات بالقول:” أخبرني العديد من الناس بعد هذا الفوز، إنني ألهمت العديد من الأطفال لبدء لعب التنس، وحفّزتهم على الإيمان بأنه من الممكن تحقيق ذلك. وهذا يجعلني سعيدًا للغاية لأنني كنت في يوم من الأيام، ذلك الطفل الذي كان يحمل هذا الحلم “. وبالتالي يسعى حبيب بشكل وثيق الى تطوير لعبة التنس في لبنان والشرق الأوسط.
مسيرة التميّز لا زالت في بداياتها

وُلِد هادي حبيب في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية عام 1998، وكان أفضل إنجاز له وصوله إلى المرتبة الـ166 عالمياً، في الثاني من ديسمبر الماضي، كما شارك في أولمبياد باريس 2024، ومثّل منتخب الأرز في الفردي وكذلك منافسات الزوجي، حين كان إلى جانب بنجامين حسن، لكنه خسر أمام المصنف الأول عالمياً سابقاً والثالث حالياً، الإسباني كارلوس ألكاراز، الذي بلغ النهائي لاحقاً.
أظهر هادي حبيب، المولود في الولايات المتحدة، تعلقاً كبيراً ببلده لبنان، بعدما رفع علم بلاد الأرز، حين انتصر في مباراته الأخيرة على نظيره الصيني، وسط فرحة كبيرة من الجالية اللبنانية في ملبورن، والتي زحفت من أجل دعمه والوقوف خلفه.
وكان قد لمع إسم هادي حبيب، حين ظهر مع بلاده في أولمبياد باريس 2024، وكتب يومها على حسابه على إنستغرام: “أنا ممتنٌ للغاية. لقد كان تمثيل روح لبنان هذا الأسبوع في أروع حدث رياضي في العالم شرفاً كبيراً. استمتعت كثيرًا هناك! شكراً لكم جميعاً على دعمكم الرائع”.
بدأ هادي حبيب ممارسة لعبة التنس في سنّ التاسعة بمنطقة المطيلب في لبنان، وكان الأمر بالنسبة له على سبيل المتعة، ويقول عن تلك المرحلة: “كان من الواضح منذ المرة الأولى، التي لعبت فيها التنس، أنّها ليست لعبة أردت فقط ممارستها، بل في الوقت عينه بات حلمي أن أصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم.”

ولتحقيق حلمه هاجر هادي حبيب مع والديه فادي وسوزي حبيب، إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ التدريب والاحتراف في جنوب كاليفورنيا، قبل انتقاله للحصول على تمارين في أكاديمية IMG، لكنه لم يترك الدراسة، وتخرّج في جامعة تكساس الأميركية، في مايو 2021، حاملاً بكالوريوس في الإدارة الرياضية.
وعن مسيرته في هذه اللعبة يقول حبيب: “أحب لعب التنس وأعلم أنّ هذا ما كان مقدّراً لي”، تلك الكلمات تثبت أن اللاعب اللبناني آمن بنفسه وعمل من يومها لتحسين مستواه، والصعود خطوة وراء خطوة، حتى وصل إلى بطولة أستراليا، التي قدّمت للعالم أساطير، وهي واحدة من أهم أربع بطولات في التاريخ، إلى جانب رولان غاروس الفرنسية، وكذلك ويمبلدون البريطانية، وأميركا المفتوحة.