نوريس يلامس اللقب الأول وساو باولو ترسم ملامح بطل جديد للفورمولا 1

في سباق دراماتيكي ومثير على حلبة إنترلاغوس، خطف البريطاني لاندو نوريس الأضواء وحقق فوزه السابع هذا الموسم، ليقترب بخطوات عملاقة من تحقيق حلمه الأكبر: لقب بطولة العالم للفورمولا 1. لم يكن هذا الفوز مجرد انتصار عادي، بل كان تتويجاً لأداء استثنائي طوال عطلة نهاية الأسبوع، ورسالة واضحة لزميله ومنافسه المباشر أوسكار بياستري، بأن نوريس عازم على منح ماكلارين لقب السائقين الأول منذ عام 2008.
نوريس يتربع على عرش إنترلاغوس: سيطرة مطلقة نحو المجد
أثبت لاندو نوريس في جائزة ساو باولو الكبرى أنه سائق من طراز فريد، مقدماً أداءً متكاملاً لم يترك مجالاً للشك في أحقيته بالانتصار. فبعد أن حقق المركز الأول في التجارب التأهيلية للسباق القصير (سبرينت) وفاز به، كرر الإنجاز ذاته في التجارب التأهيلية للسباق الرئيسي، ليؤكد سيطرته المطلقة على الحلبة البرازيلية. فوزه الثاني توالياً والسابع هذا الموسم والحادي عشر في مسيرته، لم يعزز فقط ثقته بنفسه، بل وسع الفارق بينه وبين زميله الأسترالي أوسكار بياستري إلى 24 نقطة، قبل ثلاث جولات فقط من ختام الموسم. هذا الفارق الكبير يضع نوريس في موقع قوة غير مسبوق، ويجعله المرشح الأوفر حظاً لرفع كأس البطولة. وعقب السباق، عبر نوريس عن سعادته الغامرة قائلاً: “كان سباقاً رائعاً. أنا سعيد جداً بالفوز على هذه الحلبة المذهلة. قام الفريق بعمل رائع وعملت بجهد كبير على الحلبة وخارجها من أجل تحقيق ذلك، بالتالي إنها مكافأة جميلة”.
سباق الفوضى والدراما: حوادث قلبت الطاولة في البرازيل
لم يكن سباق ساو باولو خالياً من الإثارة والتقلبات، حيث شهدت بدايته فوضى عارمة أثرت على مجريات اللقاء:
بداية متوترة: دخلت سيارة الأمان في اللفة الثانية إثر حادث تعرض له البرازيلي غابريال بورتوليتو.
تصادم بياستري ولوكلير: بعد خروج سيارة الأمان، سرعان ما تم تفعيل سيارة الأمان الافتراضية نتيجة حادث تسبب به أوسكار بياستري، الذي دفع الإيطالي كيمي أنتونيلي (مرسيدس) باتجاه شارل لوكلير (فيراري)، مما أدى إلى خروج سائق فيراري من السباق. هذه الحادثة كلفت بياستري غرامة إضافة عشر ثوانٍ إلى زمنه في نهاية السباق، مما أثر بشكل كبير على ترتيبه.
فيرستابن من القاع إلى القمة: انطلق بطل العالم ماكس فيرستابن من خط الحظائر بعد تعديلات على سيارته، لكن محنته لم تتوقف عند هذا الحد، حيث اضطر للتوقف في اللفة 13 بسبب ثقب في أحد الإطارات، ليجد نفسه في المركز الأخير.
فيرستابن.. سيد التعافي: قيادة استثنائية من قاع الشبكة
على الرغم من البداية الكارثية، قدم الهولندي ماكس فيرستابن أداءً خرافياً يضاف إلى سجل إنجازاته. فبعد انطلاقه من خط الحظائر وتراجعه إلى المركز الأخير إثر ثقب الإطار، شق فيرستابن طريقه ببراعة فائقة عبر حقل السائقين، ليتمكن من الوصول إلى المركز الخامس بعد 21 لفة فقط. ولم يتوقف الوحش الهولندي عند هذا الحد، بل واصل تقدمه ليجد نفسه في الصدارة مؤقتاً في اللفة 51 بعد توقف المنافسين للصيانة. وفي اللفات الأخيرة، وبعد وقفة صيانة ثالثة، عاد فيرستابن لينافس على المراكز الأولى، ونجح في تخطي جورج راسل، ثم انقض على كيمي أنتونيلي، لكن الإيطالي صمد أمامه ليحل فيرستابن ثالثاً، في إنجاز يعكس مهارته الاستثنائية وقدرته على التعافي من أصعب الظروف.
تراجع بياستري: هل حسم الصراع الداخلي؟
بينما كان نوريس يحلق في الصدارة، تعرض زميله أوسكار بياستري لانتكاسة كبيرة. فبعد أن كان يضغط على نوريس في بداية السباق، أدت الحادثة التي تسبب بها مع لوكلير وأنتونيلي إلى فرض عقوبة إضافة 10 ثوانٍ على زمنه. هذا بالإضافة إلى أدائه الذي لم يكن بمستوى نوريس، جعله ينهي السباق في المركز الخامس. هذه النتيجة وسعت الفارق بينه وبين نوريس إلى 24 نقطة، ما يضع علامة استفهام كبيرة حول قدرته على العودة في الصراع على اللقب، ويجعل نوريس في وضع مريح للغاية في المنافسة الداخلية والخارجية.

أنتونيلي يواصل التألق: نجم جديد يسطع في سماء الفورمولا 1
لم يكن نوريس وفيرستابن الوحيدين اللذين خطفا الأضواء، فقد قدم الإيطالي الشاب كيمي أنتونيلي (مرسيدس) أداءً مبهراً، حيث تمكن من الصمود أمام هجوم فيرستابن العنيف في اللفات الأخيرة ليحتل المركز الثاني. هذا الإنجاز يمثل منصة التتويج الثانية لأنتونيلي في موسمه الأول، بعد حلوله ثالثاً في جائزة كندا، مما يؤكد موهبته الكبيرة ويجعله أحد أبرز النجوم الصاعدة في عالم الفورمولا 1.

3 جولات تفصل نوريس عن التاريخ
مع تبقي ثلاث جولات فقط على نهاية الموسم، أصبح لاندو نوريس على بعد خطوات قليلة من تحقيق لقب بطولة العالم. الترتيب الحالي للسائقين يعكس سيطرة ماكلارين على الصدارة:
لاندو نوريس (بريطانيا): 390 نقطة
أوسكار بياستري (أستراليا): 366 نقطة
ماكس فيرستابن (هولندا): 341 نقطة
في ترتيب الصانعين، تواصل ماكلارين تصدرها بفارق كبير، ما يؤكد العمل المميز الذي يقوم به الفريق:
ماكلارين: 756 نقطة
مرسيدس: 398 نقطة
ريد بُل: 366 نقطة
سباق ساو باولو لم يكن مجرد جولة عادية في بطولة العالم، بل كان نقطة تحول حاسمة في مسيرة لاندو نوريس نحو المجد. فوزه الساحق، إلى جانب الأداء القوي لفريقه ماكلارين، يضعهم على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي طال انتظاره.











