قصص ملهمة لمشاهير عالم الرياضة والتكنولوجيا

غالبًا ما نغفل حقيقة أنّ مشاهير عالم الرياضة ورواد التكنولوجيا والطهي هم أشخاص عاديون مثلنا واجهوا الكثير من المعوّقات والمشاكل كما لحظات اليأس والاستسلام إلّا أنهم نجحوا في تحويل حياتهم إلى قصص ملهمة بفضل قدرتهم على الإيمان بقدراتهم وتغلّبهم على لحظات الضعف بفضل رؤيتهم المتفائلة للمستقبل. لذا لا بدّ من الإضاءة على بعض القصص الملهمة بين الحين والآخر لنستعيد الأمل والإيمان بما نريد أو نطمح لتحقيقه.
فما رأيكم بالتعرف معنا على القليل من هذه القصص التي اخترناها لنؤكد أنّ النجاح ليس ناجمًا عن «الحظ» أو «الاستثناء»، بل عن قوة الإرادة والإيمان بالنفس.
ستيف جوبز أسطورة التكنولوجيا

وُلد ستيف جوبز في عام 1955 في سان فرانسيسكو، وتخلّى عنه والداه البيولوجيان بعد ولادته مباشرة، لتتبناه عائلة متواضعة. لم تكن طفولته مثالية، ولم يكن طالبًا مميزًا في المدرسة. لكنه كان يملك شيئًا واحدًا غيّر حياته لاحقًا: فضول لا يشبع وشغف بالتكنولوجيا.
في مرآب صغير بمنزل عائلته، وبمشاركة صديقه المبرمج ستيف وزنياك، أسّس جوبز شركة Apple عام 1976. كانت رؤيته ثورية: جعل التكنولوجيا بسيطة وجذابة في آنٍ واحد.
View this post on Instagram
رغم نجاحه، واجه ستيف تحديات كبيرة. في عام 1985، تمّ طرده من شركته الخاصة بعد خلافات داخلية مع مجلس الإدارة.
لاحقًا، اشترت آبل شركة NeXT وأعادت جوبز إلى منصب المدير التنفيذي، ليبدأ فصل جديد في قصة النجاح. ومنذ عودته إلى آبل، قاد جوبز الشركة إلى ثورة غير مسبوقة في عالم التكنولوجيا.
ستيف جوبز لم يكن مجرّد رجل أعمال، بل مفكر ومبدع عاش بشغف. وكان يؤمن بأن التصميم لا يقتصر على الشكل، بل يشمل الوظيفة.
ليونيل ميسي من شوارع روزاريو إلى قمم المجد العالمي

وُلد ليونيل ميسي في مدينة روزاريو، في الأرجنتين كان أصغر أربعة أطفال في عائلة متواضعة. والده خورخي كان عاملًا في مصنع، ووالدته سيليا كانت عاملة تنظيف.
منذ أن كان عمره 4 سنوات فقط، أحب ميسي كرة القدم بشدة. كان يحمل الكرة معه دائمًا، ويلعب في الشارع ومع أصدقائه في كل وقت. في عمر 6 سنوات، انضمّ إلى نادٍ محلي يُدعى نيويلز أولد بويز، وبدأ الناس يلاحظون مهاراته الكبيرة رغم صغر حجمه.
عندما بلغ الـ 10 سنوات، اكتشف الأطباء أن ميسي يعاني من نقص هرمون النمو، وهذا يعني أن جسده لا ينمو بشكل طبيعي. كانت عائلته وقتها فقيرة، ولم تملك المال الكافي لدفع ثمن العلاج، الذي كان مكلفًا جدًا.
View this post on Instagram
في سن 13 سنة، سافر مع والده إلى إسبانيا، حيث أعجب نادي برشلونة بمهاراته الفريدة. وافق النادي على دفع تكاليف علاجه مقابل أن ينضم إلى أكاديميتهم لكرة القدم. وبدأ ميسي تدريبًا جادًا مع نادي برشلونة، وواجه صعوبات في التكيف مع حياة جديدة، لكنه أصرّ على النجاح.
رغم المرض والفقر، لم يستسلم ميسي أبدًا. بالإصرار والعمل الجاد، تحوّل من طفل مريض وصغير الحجم إلى واحد من أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ.
غوردن رامزي الشيف الذي لا يرضى بالقليل

وُلد غوردون في أسرة فقيرة، وكان والده كثير التنقل بين الوظائف ويعاني من مشاكل في الإدمان. انتقلت العائلة إلى إنكلترا عندما كان صغيرًا، واستقروا في مدينة ستراتفورد أبون أفون. عانى من عنف منزلي وعدم استقرار، ما جعله ينضج بسرعة ويعتمد على نفسه منذ سن مبكرة.
كان غوردون يطمح لأن يكون لاعب كرة قدم محترف، ولعب مع فرق شبابية معروفة لكن حلمه لم يكتمل. لأنه تعرّض لإصابة في الركبة أنهت مسيرته الكروية وهو في سن 18، كانت تلك اللحظة مؤلمة جدًّا، لكنها غيّرت مسار حياته تمامًا. بعد إصابته، قرر دراسة فنون الطهي في كلية محلية، وكانت هذه بداية طريقه في المطبخ. عمل بجد في مطابخ بسيطة، ثم سافر إلى فرنسا للتعلم من كبار الطهاة مثل جويل روبوشون وغي سافوي.
View this post on Instagram
افتتح أول مطعم خاص به عام 1998 في لندن، وحصل بسرعة على 3 نجمات ميشلان، وهو إنجاز نادر. عُرف بأسلوبه الصارم، وصوته العالي في المطبخ، لكنه أيضًا مدرّب ممتاز يهتم بالجودة والانضباط.
أصبح نجمًا تلفزيونيًا بفضل برامجه الناجحة مثل: Hell’s Kitchen، MasterChef، Kitchen Nightmares. تُبث برامجه في أكثر من 100 دولة، وهو الآن من أشهر الطهاة في العالم.
ماركوس سامويلسون أحد أبرز الطهاة العالميين

وُلد ماركوس سامويلسون في إثيوبيا، وسط ظروف صعبة زادها سوءًا فقدانه لوالديه في صغره. إذ توفيت والدته بسبب مرض السل عندما كان عمره أقل من 3 سنوات، تم تبنيه مع شقيقته من قِبل عائلة سويدية، وانتقل للعيش في غوتنبرغ، السويد. وهناك بدأ عشقه للطبخ، خاصة أنه تعلّم من جدته التي كانت تطهو له أطباقًا تقليدية. درس فنون الطهي في معهد مرموق في السويد، ثم سافر إلى فرنسا والنمسا لاكتساب خبرات أوسع. انتقل لاحقًا إلى الولايات المتحدة، وهناك سطع نجمه كشيف شاب موهوب في مطعم «أكوافيت» في نيويورك، حيث حصل على نجمة ميشلان وهو في العشرينات من عمره.
View this post on Instagram
يُعرف بقدرته على دمج الثقافات المختلفة في طبق واحد بطريقة مميزة وراقية، فيمزج بين المأكولات الإفريقية، السويدية، والأميركية. لم تكن بدايته مميزة جدًا، لكنه اجتهد حتى أصبح أحد أبرز الطهاة العالميين، ومالكًا لمطاعم فاخرة، وضيفًا دائمًا في برامج الطهي الدولية.