العرش الفرنسي ينتظر وريثه.. زيدان على أبواب الديوك وديشامب إلى السعودية

تترقب الأوساط الكروية الفرنسية والعالمية تحولاً وشيكًا في قيادة منتخب الديوك، بطل العالم 2018 ووصيف مونديال 2022. فبعد سنوات من التكهنات والانتظار، تبدو الأحلام أقرب إلى التحقق بالنسبة لأسطورة كرة القدم الفرنسية، زين الدين زيدان، الذي يُتوقع أن يتولى زمام الأمور بعد نهاية مشوار المنتخب في كأس العالم 2026. في المقابل، تشير تقارير صحفية إسبانية وفرنسية إلى أن المدرب الحالي، ديدييه ديشامب، يضع نصب عينيه مغامرة جديدة في الدوري السعودي.
نهاية حقبة ذهبية وبداية تحدٍ جديد لديشامب
منذ صيف 2012، يحمل ديدييه ديشامب، القائد السابق للمنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم 1998، لواء تدريب منتخب بلاده. حقبة تاريخية قاد فيها الديوك إلى المجد بالتتويج بمونديال 2018 ودوري الأمم الأوروبية 2021، بالإضافة إلى وصافة يورو 2016 ومونديال 2022. مسيرة بلغت 174 مباراة، حقق فيها 112 فوزًا، لتضعه في مصاف أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم الفرنسية. لكن هذه المسيرة الأسطورية، التي يتجاوز عمرها الثلاثة عشر عامًا، تبدو في طريقها إلى نهاية محددة بعد مونديال 2026 الذي سيقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. صحيفة آس الإسبانية وليكيب الفرنسية تتفقان على أن ديشامب، البالغ من العمر 57 عامًا، يرى أن وقته قد حان لإنهاء فصله مع المنتخب. بل إن الأمر يتجاوز مجرد التفكير، فقد أكدت التقارير أن وكلاء ديشامب يبحثون بنشاط عن عرض سعودي، وأن المدرب نفسه ألمح إلى ذلك مؤخرًا.
اتصالات من أندية سعودية
في مقابلة مع برنامج تيلي فوت الفرنسي، كشف ديشامب عن تلقيه اتصالات من أندية سعودية، مؤكدًا أنه لا يستبعد أي شيء بعد المواعيد النهائية المحددة لمسيرته مع المنتخب. وتشير ليكيب إلى اهتمام خاص من نادي اتحاد جدة، الذي يضم في صفوفه نجمين فرنسيين مخضرمين: كريم بنزيما ونجولو كانتي، مما يجعله وجهة محتملة ومغرية للمدرب المتمرس. ويرى ديشامب أن سجله الحافل مع المنتخب سيجعله هدفًا رئيسيًا للأندية السعودية الطامحة.
زيدان: حلم القيادة الوطنية ينتظر ساعة الصفر
على الجانب الآخر من المشهد، يقف زين الدين زيدان، الاسم الذي طالما ارتبط بالعودة إلى التدريب، لكن هذه المرة بهدف أسمى: قيادة منتخب بلاده. منذ رحيله عن ريال مدريد في صيف 2021، رفض زيزو العديد من العروض المغرية، ماليًا وفنيًا، سواء كانت من أندية أوروبية كبرى أو منتخبات وطنية، متمسكًا بهدفه الأوحد. المعلومات الواردة من صحيفة آس الإسبانية تؤكد أن تولي زيدان لمهمة تدريب فرنسا بعد مونديال 2026 ليس مفاجأة، بل هو خطة مدروسة ومرتقبة. زيدان نفسه أشعل الجدل بتصريحاته الأخيرة سأعود للتدريب قريبًا، وهي التصريحات التي فسرتها الأوساط الكروية على أنها إشارة واضحة للاقتراب من حلمه.

زيدان والسجل الذهبي
يمتلك زيدان سيرة تدريبية مبهرة، رغم أنها مقتصرة على نادي ريال مدريد فقط، حيث قاد الفريق الملكي لتحقيق إنجازات غير مسبوقة، أبرزها الفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، ليعادل رقم كارلو أنشيلوتي. هذا السجل الذهبي، إلى جانب مكانته الأسطورية كلاعب في فرنسا وحصوله على لقب كأس العالم 1998، يدعمان بقوة ترشيحه لتولي دفة الديوك. وقد تجنب زيدان قبول أي تحديات تدريبية قد تمس بهيبته أو تبعده عن هدفه الأسمى.
خطة محكمة وتكهنات تتزايد
تذهب التقارير إلى ما هو أبعد من مجرد التكهنات، لتشير إلى أن مسار المنتخب الفرنسي ونتائجه في كأس العالم 2026 لن تغير من هذه الخطط المرسومة. فالقرار يبدو قد اتخذ مسبقًا، مع وجود إقرار من ديشامب نفسه بأن مسيرته التي بدأت في عام 2012 على وشك الانتهاء. هذا السيناريو يفتح الباب أمام انتقال سلس للقيادة، يجمع بين نهاية حقبة ناجحة جدًا على يد ديشامب، وبداية عهد جديد يقوده أحد أساطير اللعبة، زيدان، الذي يمتلك كل المقومات ليكون خليفته المثالي.












