ثلاثة منتخبات كرة قدم عربية تأهلت لأولمبياد باريس.. هل ستنجح في تحقيق إنجاز تاريخي؟

نجحت ثلاثة منتخبات عربية بالتأهل لخوض الألعاب الأولمبية الصيفية لكرة القدم تحت 23 سنة التي ستقام في العاصمة الفرنسية باريس هذا العام، والتي ستنطلق في 24 يوليو أي قبل يومين من افتتاح الألعاب الأولمبية، على أن تقام المباراة النهائية على ملعب بارك دي برانس، في العاصمة باريس في 9 أغسطس.
مهمة صعبة
الفوز بأولمبياد كرة القدم ليس بالمهمة السهلة لأي من المنتخبات العربية، إذ تميل كفّة التوقعات الى فوز منتخبي هنغاريا وبريطانيا اللذين يتصدّرا قائمة الأكثر تحقيقا للأولمبياد عبر التاريخ بثلاثة ألقاب، خاصة في ظل غياب البرازيل حاملة لقب آخر نسختين على التوالي والتي لم تنجح في التأهل هذا الموسم.
ويقع المنتخبان المغربي والعراقي في المجموعة الثانية مع الأرجنتين وأوكرانيا، بينما يقع المنتخب المصري في المجموعة الثالثة مع إسبانيا وجمهورية الدومينيكان وأوزباكستان.
منتخب مصر في ظلّ غياب محمد صلاح

تأهّل منتخب مصر الأولمبي إلى هذه النسخة بعد أن حصل على وصافة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 التي أقيمت في المغرب، بعد الهزيمة أمام صاحب الأرض في النهائي بنتيجة (2-1).
وشارك منتخب مصر في النسخة الأخيرة من منافسات كرة القدم في الأولمبياد، التي أقيمت في طوكيو باليابان، إذ تأهل من دور المجموعات بعد تحقيق فوز وتعادل وهزيمة، وودّع البطولة من ربع النهائي أمام البرازيل بنتيجة (1-0) ولم يتخطَ “الفراعنة” من قبل دور ربع النهائي مطلقاً.
وكان المنتخب المصري يراهن على مشاركة محمد صلاح ضمن الفريق إذ تسمح القوانين بمشاركة 3 لاعبين فوق عمر الـ23 ، لكن فريق ليفربول رفض السماح لصلاح بخوض هذه المنافسة.
كذلك يغيب تريزيغيه عن قائمة المنتخب ضمن الثلاثي فوق السن بسبب رفض فريقه التركي مشاركة اللاعب في أولمبياد باريس 2024، مع منتخب مصر الأولمبي، على الرغم من موافقة اللاعب، وأرجع النادي التركي قراره إلى حاجته لخدمات جناح منتخب مصر في بطولة الدوري الأوروبي.
وفي النهاية وقع اختيار البرازيلي روجيريو ميكالي المدير الفني للمنتخب الأولمبي المصري، على ضم الثلاثي بلال مظهر وعمر فايد وإياد العسقلاني، ضمن قائمة مكونة من 18 لاعبا، إلى جانب أربعة لاعبين في القائمة الاحتياطية.
أشرف حكيمي يقود منتخب المغرب

تأهل بطل أفريقيا تحت 23 سنة، إلى منافسات دورة باريس، ساعياً إلى تحقيق إنجاز فريد. ويسير منتخب المغرب تحت الـ23 ، على خطى منتخب المغرب الأول، الذي أبهر العالم عندما حقق المركز الرابع في كأس العالم الذي أقيم في قطر 2022.
ويطمح المنتخب المغربي إلى فك نحس الخروج من دور المجموعات لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية، عندما يخوض غمارها للمرة الثامنة في أولمبياد باريس.
مرّة واحدة فقط نجح فيها أشبال الأطلسي في تخطي دور المجموعات، وكانت منذ زمن بعيد، وتحديداً في المشاركة الثانية في ميونيخ عام 1972، عندما حلوا في المركز الثاني (للمجموعة الأولى)، لكنهم خاضوا دور مجموعات أيضاً في الدور الثاني، وأنهوه في المركز الأخير بعد ثلاث هزائم (المجموعة الثانية).
ويشدّد مدرّب المنتخب المغربي طارق السكتيوي، خليفة مواطنه عصام الشرعي صانع إنجاز التتويج بلقب أمم أفريقيا للأولمبيين، على حرصه الكبير مع المسؤولين عن اللعبة في البلاد، على تغيير هذه الصورة، والذهاب إلى أبعد دور ممكن في باريس على الرغم من صعوبة المهمة.
وقال في أكثر من حديث صحافي: “مجموعتنا قوية على غرار جميع المجموعات في المسابقة؛ لأنه عندما تصل إلى هذا المستوى تكون المنافسة عالية، وجميع المنتخبات تطمح إلى تحقيق نتائج إيجابية، وجعل المهمة صعبة على خصومها”. وأضاف: “لكن، نحن من يتعيَّن علينا أن نواجه هذه الصعوبات وتخطيها من خلال الفوز في مبارياتنا. ندرك جيداً أن الفوز لن يكون سهلاً، وأنه لن يُمنح لنا من خصومنا. لن ننتظر هدايا من منافسينا، ولكن علينا البحث عن الفوز وانتزاعه”.
وأوقعت القرعة المغرب في المجموعة الثانية إلى جانب الأرجنتين، بطلة 2004 و2008، وأوكرانيا والعراق، ويستهل مشواره بمواجهة الأولى في 24 يوليو الحالي.
ويملك المنتخب الأولمبي المغربي، بطل القارة السمراء، الأسلحة اللازمة للذهاب بعيداً في المسابقة بالنظر إلى تشكيلته المعزّزة بركائز أساسية للمنتخب الذي أبلى البلاء الحسن في مونديال قطر، في مقدّمتها مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي، وحارس المرمى منير المحمدي المنتقل حديثاً إلى نهضة بركان، بعد انتهاء عقده مع الوحدة السعودي، وجناح العين الإماراتي سفيان رحيمي المتوّج هدافاً لمسابقة دوري أبطال أسيا والفائز بلقبها هذا العام.
وفضلاً عن هذا الثلاثي فوق السن القانونية (23 عاماً)، تزخر تشكيلة الأولمبي بلاعبين واعدين وجدا مكاناً في صفوف أسود الأطلسي على غرار صانع الألعاب غنك البلجيكي بلال الخنوس، ولاعب وسط بولونيا الإيطالي أسامة العزوزي، وجناح ريال بيتيس الإسباني عبد الصمد الزلزولي، ولاعب وسط رينس الفرنسي أمير ريتشاردسون، وجناح فياريال الإسباني إلياس أخوماش، ومهاجم موناكو الفرنسي إلياس بن الصغير.
وكان المغرب يعوّل على مشاركة نجمه إبراهيم دياز، لكن فريقه ريال مدريد رفض الترخيص له على غرار جميع لاعبيه، ومن بينهم نجمه الوافد حديثاً الفرنسي كيليان مبابي.
وسيواجه المنتخب المغربي في أولى مواجهاته منتخب الأرجنتين، غدًا الأربعاء ، على ملعب جوفروا غيشار في مدينة سانت إتيان، ثم أوكرانيا، السبت المقبل، على الملعب نفسه، قبل مواجهة العراق في 30 يوليو على ملعب أليانز ريفييرا في نيس.
منتخب العراق يتطلّع الى تحقيق مفاجأة

ينتظر عشاق كرة القدم ومشجعو منتخب أسود الرافدين بشغف اللقاء المنتظر بين العراق وأوكرانيا في أولمبياد باريس 2024، جاء هذا الترقب عقب تألق المنتخب العراقي وتحقيقه المركز الثالث في بطولة كأس آسيا للشباب تحت 23 عامًا، ما أهله لهذه المنافسة الدولية.
ويتطلع منتخب العراق الأولمبي لكرة القدم إلى تحقيق “مفاجأة”، وحصد ميدالية للمرة الأولى في تاريخه، عندما يخوض منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية، للمرة السادسة في تاريخه.
وعقب تأكّد مشاركة المنتخب العراقي في منافسات كرة القدم؛ قالت اللجنة الأولمبية العراقية إنها تعول على رياضتين من أجل حصد الميداليات في أولمبياد باريس 2024، هما رياضتا كرة القدم ورفع الأثقال حسب سرمد عبد الإله، الأمين المالي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية.
ووضع عبدالإله آمال العراقيين في حصد ميدالية على منتخب كرة القدم، قائلا: “المنتخب الأولمبي لكرة القدم يمتلك عناصر مميزة بإمكانها صنع الإنجاز للمنتخب العراقي، وكذلك فإن العراق يضع ثقته وأمله بالرباع علي عمار لحصد إحدى الميداليات”.
ويستهل المنتخب العراقي الذي يقوده المدير الفني راضي شنيشل، مشواره في منافسات أولمبياد باريس بمواجهة أوكرانيا يوم 24 يوليو في مدينة ليون الفرنسية. ثم يلعب مواجهته الثانية في الأولمبياد ضد الأرجنتين يوم 27 يوليو الجاري على الملعب ذاته في مدينة ليون. ويختتم منتخب العراق مشوار مرحلة المجموعات بمواجهة المغرب يوم 30 من يوليو الجاري في مدينة نيس الفرنسية.
والجدير ذكره أن المنتخب العراقي يخوض منافسات أولمبياد كرة القدم للمرة السادسة في تاريخه بعدما شارك للمرة الأولى في دورة 1980 التي أقيمت في موسكو.
وصعد أسود الرافدين، إلى الدور الثاني في هذا الدوري، ولكنهم خسروا في ربع النهائي (4-0) أمام ألمانيا الشرقية.
كذلك تأهل المنتخب العراقي الى الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لوس أنجليس عام 1984. كما تأهل الى أولمبياد سول عام 1988 حيث خرج من دور المجموعات. وفي أولمبياد أثينا 2004 وصل العراق الى الدور النصف النهائي لكنه خسر أمام الباراغواي. أما آخر دورة ألعاب أولمبية تأهل لها المنتخب العراقي قبل أولمبياد باريس فكانت دورة عام 2016 ،التي أقيمت في ريو دي جانيرو لكن المنتخب العراقي لم يستطع يومها تخطّي دور المجموعات. فهل سينجح بتحقيق مفاجآت في دورة باريس؟
نظام المنافسة
يشارك في بطولة كرة القدم في الألعاب الأولمبية 16 منتخبا، مقسمة على أربع مجموعات، يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى ربع النهائي. حيث يصطدم متصدّر المجموعة الأولى بوصيف المجموعة الثانية، فيما يلتقي متصدّر المجموعة الثالثة بوصيف المجموعة الرابعة.
يصطدم الفائزان من المسار الأول في نصف النهائي، والحال نفسه بالنسبة للفائزين من المسار الثاني، على أن تجمع المباراة النهائية بين المنتصرين يوم 9 أغسطس.
فيما يلتقي الخاسران “من نصف النهائي” في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع “الميدالية البرونزية” يوم 8 أغسطس 2024.
ترتيب مجموعات أولمبياد باريس 2024:
المجموعة الأولى: فرنسا – أميركا – غينيا – نيوزيلندا.
المجموعة الثانية: الأرجنتين – المغرب – أوكرانيا – العراق.
المجموعة الثالثة: إسبانيا – أوزبكستان – مصر – جمهورية الدومينيكان.
المجموعة الرابعة: اليابان – الباراغواي – إسرائيل – مالي.
مباريات المنتخبات العربية في أولمبياد باريس 2024:
المجموعة الثانية:
الأرجنتين X المغرب (24 يوليو18:00 بتوقيت مكة المكرمة)
العراق X أوكرانيا (24 يوليو 19:00 )
الأرجنتين X العراق (27 يوليو 15:00)
المغرب X أوكرانيا (27 يوليو 17:00)
المغرب X العراق (30 يوليو 17:00 ).
المجموعة الثالثة:
مصر X الدومينيكان (24 يوليو 17:00 )
مصر X أوزبكستان (27 يوليو 17:00 )
مصر X إسبانيا (30 يوليو 15:00).