الصندوق الکویتي يستهدف مشروعات الطاقۀ المُتجدّدة للحفاظ على البیئۀ

يحرص الصندوق الكويتي، على اعتماد وتنفيذ مُمارسات مهمة من أجل المحافظة على البيئة، حيث أولى الصندوق اهتماماً كبيراً للمشروعات التي تساعد على التحول نحو الطاقة النظيفة، وأصبح القطاع البيئي يمثل إحدى أولويات عمله في المرحلة الحالية، في ظل وجود توجه عالمي ورغبة بحل مشكلات تغيّر المناخ.
أبرز مشاريع الصندوق الكويتي في مجال البيئة
تُشكل مشكلة تغير المناخ أحد التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الحاضر، وأصبح إيجاد الحلول لها أولوية لكل دول العالم، نظراً لأبعادها السلبية وتهديدها ليس للبيئة فقط، وإنما لكافة مناحي الحياة، بداية من تغير أنماط الطقس، وتهديد الإنتاج الغذائي، مروراً بارتفاع منسوب مياه البحار وحدوث فيضانات كارثية، وصولاً إلى استغلالنا المتزايد للموارد الطبيعية للأرض، ما يهدد استقرار المناخ ويؤدي إلى انقراض العديد من الأحياء، لذا فإن الأمر يتطلب تضافر الجهود لمواجهة هذه المشكلة، والعمل معاً من أجل تحقيق الأهداف 17 للتنمية المستدامة لعام 2030، التي أطلقتها الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، لتحسين أحوال العالم وسكانه في غضون السنوات 15 المقبلة. وتبرز في هذا الإطار مساهمة الصندوق الكويتي من خلال تمويل العديد من المشاريع بمجال البيئة والمحافظة عليها، وتقليل انبعاثات الغازات الضارة مشروع التكيف والصمود للعواصف الرملية والترابية العابرة للحدود، حيث قام الصندوق بتمويل المشروع بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) ودولة الكويت بمنحة مقدارها 4 مليون دينار كويتي أي ما يعادل نحو 12.8 مليون دولار، بهدف تقليل حدوث العواصف الرملية والترابية التي مصدرها عدد من المحافظات في جنوب جمهورية العراق، وتؤثر بشكل مباشر على الكويت ودول المنطقة. ويهدف المشروع إلى مُعالجة المُسببات التي تؤدي إلى تكون العواصف الترابية وذلك لتوفير بيئة آمنة ونظيفة للسكان المتضررين في الحاضر والمستقبل. وأكد مهندس عمليات في الصندوق الكويتي السيد عبد العزيز السميط على أهمية هذا المشروع باعتباره الأول من نوعه قائلاً “إن دولة الكويت تعتبر المستفيد الأكبر من المشروع فيما يخص الجوانب الصحية والاقتصادية، اذ تتسبب هذه الظاهرة بالعديد من الامراض تعود لنوعية الاتربة التي تحملها هذه العواصف، كما يتأثر اقتصاد الكويت سلبا بتأثير العواصف الترابية على المنشئات النفطية ومحطات توليد الكهرباء وزحف الاتربة على الطرقات، وأضاف السميط اننا نتوقع ان يساهم هذا المشروع في تحسين المعيشة على دولة الكويت والمنطقة اجمع.
مكافحة آثار تغير المناخ

واعتبرت السيدة أميرة الحسن مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في دولة الكويت أن هذا المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط. يضمن تعاون المشروع بين شركاء متعددين، وكل من يؤمن بأهمية تنفيذه بشكل صحيح وتحسين فعاليته في المستقبل فيما يتعلق بمكافحة آثار تغير المناخ على مستوى العالم، حيث يؤثر على سكان المدن الحضرية والساحلية على حد سواء فيما يتعلق بالآثار الاقتصادية والصحية. وسيتم تنفيذ مشروع التكيف والصمود للعواصف الرملية والترابية العابرة للحدود في الكويت وجنوب العراق بتمويل كامل من قبل الصندوق الكويتي بميزانية إجمالية قدرها 4 مليون دينار كويتي. ومن المتوقع أن يساهم المشروع في تخفيف أكثر من 40 في المئة من الغبار العابر للكويت عبر معالجة وتثبيت التربة في منبعين من منابع العواصف الرملية في محافظتي ذي قار والمثنى في جمهورية العراق وتقع نحو 250 كيلومتراً شمال الحدود الكويتية والتي تؤثر مباشرة على الكويت. وحسب دراسة علمية حديثة خاصة بالعواصف الرملية والترابية العابرة على دولة الكويت، التي تمتد لتشمل البحرين وقطر، أكدت وجود ثمانية مسارات للرياح تثير الغبار على البلاد بما يوازي 60 طنا لكل كيلومتر مربع واحد مما يسبب مشاكل صحية وبيئية واقتصادية حيث تقدر الخسائر بحوالي 190 مليون دينار سنويا (نحو 618 مليون دولار).