النجم السوري محمد الأحمد: حضور وكاريزما عزّزت مكانته الفنية العربية

يعود النجم السوري محمد الأحمد بقوة إلى الدراما من خلال مسلسل عيلة الملك المرتقب في رمضان 2026، إلى جانب نخبة من النجوم على رأسهم أمل عرفة وشكران مرتجى، بإدارة المخرج محمد عبد العزيز. يدور العمل في دمشق قبيل انهيار النظام السابق، ويركز على الصراعات الاجتماعية والطبقية وسط حبكة إنسانية وسياسية مشوقة، حيث يجسّد الأحمد شخصية محورية في الصراع بين المال، النفوذ، والانتماء الشعبي. كما شارك الأحمد مؤخراً في عمل عربي دولي مشترك بعنوان فرانكلين، على منصة نتفليكس، حيث جسد شخصية مركبة ضمن بيئة درامية معاصرة، ما يعكس انفتاحه على تجارب متنوعة خارج الإطار السوري التقليدي.
فرانكلين يتصدّر المراتب الأولى
View this post on Instagram
شهد محمد الأحمد نجاحاً لافتاً في تجربته الأخيرة من خلال مسلسل فرانكلين، الذي جمعه مجددًا بالنجمة دانييلا رحمة في ثنائية لاقت استحسان الجمهور والنقاد في مسلسل للموت. ومع انطلاق عرضه عبر منصة نتفليكس، تصدّر العمل المراتب الأولى في نسب المشاهدة، ودخل قائمة الـ Top 10 في عدد من الدول العربية، منها السعودية، الإمارات، مصر، واحتل المرتبة الأولى في لبنان. المسلسل من إنتاج إيغل فيلمز وإخراج حسين المنباوي وتأليف شيرين خوري، ويُعد من أول الأعمال الأصلية التي تنتجها نتفليكس بالتعاون مع الشركة العربية، ما يجعله محطة مفصلية في مسيرة الأحمد، ويؤكد مكانته كنجم قادر على تحقيق جماهيرية واسعة في الدراما العربية الحديثة.
View this post on Instagram
تدور أحداث فرانكلين في إطار دراما بوليسية نفسية مشوقة. بطل القصة هو رجل يعيش وحيدًا مع ابنته، ويعمل في مجال تزوير العملات. يجد نفسه وسط صراع عنيف بين عصابات متنافسة، ويتوجب عليه اتخاذ قرارات مصيرية لحماية ابنته. في خضم الأحداث، يتعاون مع حبيبته السابقة لتزوير أوراق نقدية من فئة 100 دولار، في مغامرة خطرة تتشابك فيها مشاعر الحب مع الخيانة، وتتقاطع فيها المصالح والسلطة في عالم لا يعرف الرحمة. قدّم الأحمد شخصية محورية وأداء عاطفي مكثف، يمزج بين الحس الأبوي، والبرود الاحترافي لرجل خارج عن القانون.
بداية متأخرة.. وانطلاقة قوية
View this post on Instagram
وُلد محمد الأحمد في 27 فبراير 1979 في مدينة حمص السورية، وهو شقيق الممثل المعروف أحمد الأحمد. التحق أولًا بجامعة البعث لدراسة الأدب العربي، ثم تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2005. على الرغم من بدايته عام 2002 بمسلسل هولاكو، فإن انطلاقته الحقيقية جاءت بعد التخرج، عبر أدوار درامية رصينة وشخصيات ذات طابع إنساني معقد.
من بائع ذرة إلى نجم شاشة
View this post on Instagram
قبل الشهرة، عمل محمد في مهن مختلفة، منها الحلاقة والتجارة وبيع الذرة، سعيًا لتحقيق الاستقلال المادي. وعلى الرغم من طموحه المبكر لدراسة الموسيقى وإتقانه للعزف على العود، لكن ثعبان صغير كان يربيه تسبب بتغيير مسار حياته، وذلك عندما خرج الثعبان من علبة زجاجية وتسبب بالخوف لوالدته، وحاول إعادته إلى العلبة لكنه جرح يده جرحًا عميقًا ما حرمه دراسة الموسيقى. هذه الحادثة سببت له الاكتئاب ليقترح عليه أخيه أحمد الأحمد دخول معهد التمثيل، لتبدأ رحلة نضج فني استثنائية.
تنوع الأعمال والشخصيات
View this post on Instagram
شارك محمد الأحمد في عشرات الأعمال بين التلفزيون والمسرح والسينما، منها: الدراما التاريخية والدينية: الظاهر بيبرس، قمر بني هاشم، رايات الحق. والاجتماعية والواقعية: قلوب صغيرة، عناية مشددة، سوق الورق. والسياسية والرمزية: الهروب، توق، غرابيب سود. إلى جانب مشاركته في الأعمال العربية المشتركة مثل عروس بيروت، للموت، خريف العشاق، مقابلة مع السيد آدم. ونال استحسانًا واسعًا لأدائه في عروس بيروت، حيث قدّم شخصية مركبة بكل توازن واحتراف، لتُصبح من أبرز محطات مسيرته.
السينما: حبه الأول
View this post on Instagram
على الرغم من تألقه في التلفزيون، صرّح الأحمد مرارًا بأنّ السينما تبقى شغفه الحقيقي، ومن أبرز أفلامه: مطر حمص، رجل وثلاثة أيام، درب السماء، صديقي محمد. وقد عبّر عن ندمه تجاه نصف مشاركاته التلفزيونية، معتبرًا أنّ دورًا سينمائيًا واحدًا جيدًا يعني له أكثر من عشرات الأدوار التلفزيونية.
الحياة الشخصية: حب مؤجل وحزن دفين
View this post on Instagram
فقدان والده وشقيقته الكبرى، التي كانت بمثابة والدته، شكّل محطات حزينة في حياته. لم يتزوج بعد، رغم تكرار الشائعات، وأكد أنه لن يرتبط إلا عن حب حقيقي. أكثر ما يزعجه في العلاقة الغيرة والشك، وهي صفات خسر بسببها علاقة حب مهمة.
نموذج للفنان السوري المتكامل
View this post on Instagram
يعتمد محمد الأحمد في اختياراته على المعنى العميق للنص، وتحليل الشخصية بعيدًا عن الاستعراض. يتمتع بحضور داخلي قوي، ونظرة إنسانية واضحة، تجعل كل شخصية يؤديها تلامس الواقع وتحمل بُعدًا دراميًا حقيقيًا. يُمثّل محمد الأحمد نموذجًا للفنان السوري المتكامل، موهبة متأصلة، ووعي إنساني، وتنوع فني بين الدراما والسينما. ومع كل دور جديد، يثبت أنّ الممثل الحقيقي لا يُقاس بعدد الأدوار، بل بأثر كل دور على المتلقي. ومع مسلسل عيلة الملك المرتقب، يبدو أنّ الأحمد ماضٍ في ترسيخ مكانته كأحد أبرز نجوم الجيل الحالي.












