المونديال الموسع: قرعة الملحق تفتح بوابة الأحلام نحو كأس العالم 2026

بينما تتجه أنظار العالم نحو مونديال 2026 التاريخي، والذي سيشهد مشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى، ألقى ، ببطاقات الفرصة الأخيرة في الأيدي المتلهفة، معلناً عن مسارات الملحقين العالمي والأوروبي. ففي مقر الفيفا بمدينة زيورخ السويسرية، أجريت يوم الخميس الماضي قرعة طال انتظارها، لم تكن مجرد سحب أسماء، بل كانت رسمياً لبوابة الأحلام الأخيرة لعدد من المنتخبات الطامحة للوصول إلى محفل كرة القدم الأكبر. هذه القرعة، التي تعد نقطة تحول حاسمة في مشوار التصفيات، لم تُقدم فقط مواجهات مباشرة، بل كشفت عن سيناريوهات درامية محتملة، حيث تتصادم الطموحات الكروية على بُعد خطوة واحدة من الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
الملحق العالمي: أمل عربي كبير ومواجهات غير متوقعة
تولى النجم الفرنسي المعتزل، كريستيان كاريمبو، مهمة سحب كرات الملحق العالمي، الذي يُقام في المكسيك خلال الفترة من 23 إلى 31 مارس المقبل. المسارات التي أسفرت عنها القرعة تحمل في طياتها قصصاً مختلفة، أبرزها:
المسار الأول (إفريقيا/أوقيانوسيا/أمريكا الشمالية): وضع هذا المسار منتخب الكونغو الديمقراطية مباشرة في نهائي الملحق، ليلتقي الفائز من مباراة الدور قبل النهائي التي تجمع بين ممثلي القارتين الأقل حظاً في التصفيات، كاليدونيا الجديدة وجامايكا. مواجهة تحمل طابع التباين القاري، حيث يسعى كل فريق لكتابة تاريخ جديد.
المسار الثاني (آسيا/أمريكا الجنوبية/أمريكا الشمالية): هنا يبرز منتخب العراق كطرف عربي يأمل في تحقيق إنجاز كبير. وضعته القرعة في نهائي الملحق مباشرة، ليواجه الفائز من لقاء المربع الذهبي بين بوليفيا وسورينام. هذه المواجهة تحمل أهمية قصوى لـأسود الرافدين التي تحلم بالعودة إلى المونديال بعد غياب طويل، وتعتبرها الجماهير فرصة لا تعوض لدخول التاريخ.
الفائزان من هذين المسارين سيصعدان مباشرة إلى المونديال الموسع، في شهادة على أن التوسع الجديد قد فتح أبواباً لم تكن متاحة من قبل لمنتخبات كانت تجد صعوبة في عبور حواجز التصفيات التقليدية.

الملحق الأوروبي: عمالقة تحت الاختبار ومعارك شرسة
أما في القارة العجوز، حيث تشتد المنافسة على بطاقات التأهل، فكانت قرعة الملحق الأوروبي أكثر تعقيداً وتشعباً، مقسمة إلى أربعة مسارات، كل مسار يقود إلى مقعد واحد في المونديال. هنا، لا مجال للخطأ، فالضغط هائل والفرصة لن تتكرر. يُقام الملحق الأوروبي أيضاً في شهر مارس المقبل.
المسار الأول (إيطاليا ورفاقها): أخذت الأنظار نحو هذا المسار الذي يضم بطل أوروبا، منتخب إيطاليا. الآزوري، الذي غاب عن آخر نسختين من المونديال، يواجه شبح الإقصاء مجدداً. سيبدأ مشواره باستضافة أيرلندا الشمالية، وفي حال فوزه، سيواجه الفائز من مواجهة ويلز والبوسنة والهرسك في نهائي المسار. النهائي سيقام على أرض الفائز من ويلز والبوسنة، ما يعني أن إيطاليا قد تضطر للعب خارج ديارها في المباراة الحاسمة.
المسار الثاني (صراع الشمال والشرق): يضم هذا المسار مواجهات نارية تبدأ بلقاء أوكرانيا وضيفتها السويد، والفائز منهما سيصطدم بالفائز من مباراة بولندا وألبانيا. نهائي هذا المسار سيكون على أرض الفائز من أوكرانيا والسويد. أربع منتخبات عريقة تسعى لانتزاع البطاقة الأوروبية وسط صراع جغرافي وثقافي وكروي.
المسار الثالث (الأتراك والرومان): سيشهد هذا المسار مواجهة بين تركيا ورومانيا، والفائز منهما سيلاقي الفائز من لقاء سلوفاكيا وكوسوفو. يقام النهائي على أرض الفائز من سلوفاكيا وكوسوفو. مسار قد يحمل مفاجآت، فمنتخبات شرق وجنوب أوروبا غالباً ما تقدم مستويات مميزة في هذه المواعيد.
المسار الرابع (الاسكندنافيون والتشيك): يجمع هذا المسار بين الدانمارك ومقدونيا الشمالية، والفائز سيواجه الفائز من لقاء التشيك وجمهورية أيرلندا. سيكون النهائي على أرض الفائز من التشيك وجمهورية أيرلندا. صراع آخر يعكس عمق المنافسة في القارة، حيث تتنافس منتخبات معروفة بصلابتها التنظيمية.
الرهانات والضغوط: شهر مارس الحاسم
القرعة لم تكن سوى الخطوة الأولى في طريق وعر مليء بالضغوط والترقب. مع إقامة مباريات الملحق العالمي والأوروبي في مارس المقبل، سيكون هذا الشهر حاسماً في تحديد ملامح المونديال القادم. فالفائزون في نهائيات كل مسار لن يحققوا مجرد تأهل، بل سيصنعون تاريخاً لمنتخباتهم وجماهيرهم، وسيكونون جزءاً من أول كأس عالم يضم 48 منتخباً، في تجربة كروية جديدة تماماً. هذه المواجهات ليست مجرد مباريات كرة قدم، بل هي معارك على الحلم، تختزل فيها طموحات أمم وشغف ملايين المشجعين.












