المنتخب السعودي يودع كأس آسيا للسلة والفيليبين يخطف بطاقة التأهل

في ليلة درامية شهدتها مدينة جدة، أسدل الستار على مشوار المنتخب السعودي في بطولة كأس آسيا لكرة السلة، بعد خسارة مؤلمة أمام نظيره الفيليبيني في الملحق المؤهل لربع النهائي. مباراة كانت على صفيح ساخن، شهدت تقلبات مثيرة، وانتهت بانتصار الفيليبين بنتيجة (88-95) بعد وقت إضافي، تاركة خلفها حسرة كبيرة في قلوب الجماهير السعودية التي كانت تحلم بمواصلة المشوار.
من التقدم إلى الخسارة في دقائق معدودة
لم تكن بداية المنتخب السعودي مثالية، حيث فرض منتخب الفيليبين سيطرته منذ الربع الأول، مستفيداً من دقة رمياته الثلاثية ليتقدم بنتيجة (25-15). هذا الفارق المبكر وضع المنتخب السعودي تحت الضغط، لكنه سرعان ما استعاد توازنه في الربع الثاني، مقلصاً الأخطاء الفردية ومحسناً من أدائه الدفاعي، ليحسم الربع لصالحه بنتيجة (22-15)، منهياً الشوط الأول متأخراً بفارق ثلاث نقاط فقط (37-40).
عودة سعودية مثيرة ومنعطف حاسم
اشتعلت المنافسة في الربع الثالث، حيث نجح المنتخب السعودي في معادلة النتيجة للمرة الأولى (50-50)، ثم تقدم بفارق ثلاث نقاط (59-56)، مما أشعل حماس الجماهير وأوحى باقتراب الفوز. لكن هذا التقدم لم يدم طويلاً، حيث تدارك منتخب الفيليبين الموقف بسرعة، منهياً الربع الثالث متقدماً بفارق نقطة واحدة (60-59)، ليحدث المنعطف الأول في اللقاء. وتواصل الحماس في الربع الأخير، مع تقدم المنتخب السعودي تدريجياً (75-69) قبل دقائق قليلة من النهاية، بفضل تحسن الأداء الدفاعي وتنويع الخيارات الهجومية. بدا الفوز في متناول اليد، لكن أخطاء هجومية قاتلة في الثواني الأخيرة مكنت المنافس من العودة وتعديل النتيجة (79-79)، ليفرض اللجوء إلى الحصص الإضافية. وفي الحصة الإضافية، بدا الإرهاق والتسرع واضحين على أداء المنتخب السعودي، مما سمح لمنتخب الفيليبين برفع الفارق تدريجياً (93-85)، قبل أن يحسم المباراة لصالحه بنتيجة (95-88). هذا التراجع في اللحظات الحاسمة كلف المنتخب السعودي غالياً، وحرمه من فرصة التأهل إلى ربع النهائي.
التسرع يقتل الحلم
أظهر المنتخب السعودي قدرة على العودة من التأخر وتقليص الفارق، كما تحسن أداؤه الدفاعي في فترات من المباراة. لكن التسرع في اتخاذ القرارات الهجومية، خاصة في الدقائق الأخيرة من الربع الرابع، كان العامل الحاسم في ضياع الفوز. عدم استغلال الفرص السانحة لإنهاء المباراة في وقتها الأصلي، سمح للمنافس بالعودة وفرض وقتاً إضافياً، حيث كان الفيليبينيون أكثر تركيزاً وهدوءاً. ولعبت الرميات الثلاثية دوراً محورياً في أداء منتخب الفيليبين، خاصة في بداية المباراة، حيث ساعدته على بناء فارق مريح. وعلى الرغم من محاولات المنتخب السعودي للحد من فعاليتها، إلا أنها ظلت سلاحاً فتاكاً استخدمه الفيليبينيون ببراعة في اللحظات الحاسمة.

وداع آخر.. الأردن يغادر البطولة أمام تايبيه
في مواجهة أخرى ضمن ملحق الدور ربع النهائي، ودع المنتخب الأردني نهائيات كأس آسيا لكرة السلة بعد خسارته أمام تايبيه بفارق 14 نقطة وبواقع (78-64). لم يقدم صقور النشامى الأداء المعروف عنهم، حيث بسط لاعبو تايبيه سيطرتهم منذ البداية، ولم يسجل المنتخب الأردني أي تفوق خلال أرباع اللقاء. وحسم منتخب تايبيه الربع الأول (21-17)، واستمر في التقدم في الشوط الثاني (39-35). وفي الربع الثالث، وسع الفارق إلى 10 نقاط (49-39)، وحاول الأردنيون العودة بفضل نقاط دار تاكر، لكنهم اصطدموا بمتانة براندون غيلبك تحت السلة، الذي تألق بتسجيل 9 نقاط و11 متابعة و7 صدات ناجحة، بالإضافة إلى تغيير مسار العديد من التسديدات الأخرى. كما تألق آدم هينتون بتسجيل 18 نقطة. وعلى الرغم من أداء دار تاكر المميز في صفوف المنتخب الأردني بتسجيل 20 نقطة و7 متابعات، إلا أنه افتقد للدعم الكافي من زملائه في التسجيل، مما أثر على قدرة الفريق على مجاراة إيقاع تايبيه الذي كان أكثر توازناً وفعالية. بهذه الخسارة، ضرب المنتخب الفائز موعداً مع إيران متصدرة المجموعة الثانية في الدور ربع النهائي.
شهدت بطولة كأس آسيا لكرة السلة في جدة وداعاً مبكراً لمنتخبين عربيين، السعودية والأردن، بعد مواجهات حاسمة لم يحالفهما فيها الحظ. هذه الخسائر تسلط الضوء على أهمية التركيز والهدوء في اللحظات الحاسمة، وضرورة تطوير الأداء الجماعي لمواجهة التحديات القادمة في البطولات القارية.