زيم كمال مدير الإبتكار فـي Montblanc «منتجاتنا تتميّز بإستمراريتها لأننا نفكر مسبقًا بما سنبتكره وكيف سيتمّ إستخدامه»
لعل أبرز ما يميّز ساعات Montblanc إضافة إلى دقّة حركاتها وتعقيدات وظائفها، هو جمال تصاميمها العابرة للأزمان والقادرة على إستقطاب أنظار مختلف الفئات العمرية بفضل كلاسيكيتها وما تشهده من إبتكارات فـيها مع المحافظة دوماً على الجوهر.
كيف لا، وهذه العلامة رائدة فـي تطوير مفهوم الحرفـية الراقية التي تستمد إلهامها من تراث الدار العريق الذي يعكس أعلى معايير المهارة والبراعة، لتضع بين أيدينا منتجات فاخرة تتخطّى حدود الزمن والموضة، لترافقنا مدى الحياة.
وللتعرّف أكثر على أحدث منتجات هذه الدار الراقية وإصداراتها وتوجّهاتها، كان لنا لقاء مع زيم كمال مدير الإبتكار فـيها وذلك على هامش المعرض الدولي للساعات الفاخرة فـي جنيڤ.
ما هي أحدث إبتكاراتكم فـي عالم صناعة الساعات لهذا العام؟
نحن نعمل وفق إستراتيجية 1+4، ما معناه أنه لدينا أربعة خطوط خاصة بمجموعاتنا. خطان يمثّلان إرث الدار وآخران لمجموعاتنا العصرية Star Legacy، TimeWalker و.Boheme
بالنسبة لـ Boheme و Star Legacy، لا تزال البصمة النسائية طاغية عليهما، ولكن فـي وقتنا هذا وكما تعلمون، فإن الحواجز الجندرية لم تعد واضحة، لذلك لا يمكننا القول إن TimeWalker أو 1858 هي فقط للرجال، لأن للأمر علاقة بكيفـية التعبير عن شخصية كل فرد، وهذا أمر لا نريد أن نمليه على زبائننا، فنحن نترك لهم حرية إختيار ما يريدون. هناك الكثير من النساء اللواتي تسعين لإقتناء ساعة 1858 أو ساعة TimeWalker لأنهنّ تفضلنها على باقي الساعات.
من هم زبائن مون بلان اليوم؟
عندما بدأت عملي لدى العلامة منذ نحو ست سنوات، كانت هناك فئة خاصة من الزبائن كلها من رجال الأعمال. ولكن على مدى السنوات الماضية تطوّر العالم وتبدّلت معه نوعية الزبائن وأصبح بإمكاننا الوصول الى مروحة واسعة من الزبائن، موزّعة فـي أقطاب العالم الأربعة، حتى أن زبائننا أنفسهم تغيّروا نتيجة المهنية والإحترافـية التي بات معظمهم يتمتّع بها. وبدورنا نحن أيضًا تبدّلت إنطباعاتنا حيال المهنية، لم نعد نقول أعمال وإنما بدأنا نقول أسلوب عيش إحترافـي أو أسلوب عيش راقٍ. إنه نمط حياة بات يفرض حضوره.
كما أن زبائننا تغيروا أيضًا، فنحن الآن نتعامل مع أولادهم. وهذا بالنسبة لي الجانب الأهم فـي مسيرة التقدّم. فإن تمكّننا من التواصل مع أبناء زبائننا، يحقّق أمرين، الأول هو تعريف زبائن جدد على الدار، أما الأمر الثاني فهو تجديد فخر الزبون باختياره لعلامتنا، إذ يشعر الآباء بفخر كبير لمجرد تعبير أبنائهم عن إعجابهم بما يقومون به. فكما نعلم جميعًا نحن كأهل يرانا ابناؤنا متحمسين لأمور لا تستحق منا هذه الحماسة الزائدة، فـي المقابل يرى أهلنا أن هناك نقصًا فـي ما نقوم به من أمور، ويعتبرون أننا لا نقوم بما هو صائب، فهم يرغبون بإتمام الأمور وفق ما يرونه هم مناسبًا. وبما أن هذا التوتر فـي العلاقة بين الأولاد والأهل متواصل، لذلك رأينا أنه من خلال كسب حب الأولاد يمكننا تحقيق المزيد من النجاحات. وبهذه الطريقة تبدّلنا وعملنا وطوّرنا أنفسنا نحو الأفضل.
ما هو الرائج اليوم فـي عالم صناعة الساعات، وأين تقف مون بلان وسط كل هذا؟
لأنني أتيت من عالم الموضة والأزياء فأنا أتفهم الموضة وأتبعها، ولكن بالنسبة لعلامة مون بلان لا يمكننا إعتبارها علامة للموضة وحسب. فمنتجاتنا تتميز باستمراريتها والإبتكارات التي ترونها الآن تم تصميمها منذ نحو سنتين، ما معناه أننا فكرنا مسبقًا بما سنبتكره وكيف سيتم إستخدامه وكيف سيستمر لثلاثة أو خمسة أعوام، وماذا يجب علينا أن نبدّل، بإختصار نحن نفكر على المدى البعيد. ولنأخذ مثالاً على ذلك، موضوع الألوان: نحن نعاين اللون ونقدّر إمكانية رواجه وتأثيره، هل يمكن أن ينتقل من عالم الموضة إلى عالم المفروشات والسيارات والساعات، ومن ثم نأخذ القرار المناسب. بعدها ندرس إمكانية تجسيد هذا الأمر الشائع من خلال إبتكارات مون بلان. هكذا نتبّع تقييمًا مستمرًا لكل ما يجري من حولنا لتقرير ماذا نعتمد وماذا نستبعد، إنها عملية إختيار وإنتقاء.
أحيانًا نرى أمورًا ونتساءل لماذا نريدها، بصراحة أنا نفسي لا أعرف الإجابة ولكنني أثق بحدسي، ولحسن الحظ أن 97 فـي المئة من الأوقات أكون فيها على صواب. ولكن الموضة الرائجة باتت اليوم أكثر تحدّياً. وهي تكون على شكل لمسة من هنا وأخرى من هناك، والناس تقع فـي حيرة أمام الإختيار من الماضي أم من المستقبل، مع العلم أن البشر بطبيعتهم ينشدون أمان الماضي، وغالباً ما تعود صيحات الموضة الى نحو 50 عاماً الى الوراء.
فظاهرة “البانك” مثلاً عرفتها أجيال كاملة، وأهلي كانوا منزعجين جدًا منها، ولكنها موضة يناهز عمرها الـ50 عامًا. وهنا يكمن الفرق، فنحن تمكنّا من المساهمة فـي صيحات الموضة لأننا إنتمينا إلى تلك الحقبة وعرفناها، فبإمكاننا التعبير عنها.
ما هي أوجه الشبه بين تصاميم الموضة وعالم صناعة الساعات الراقية؟
معدومة. إنهما عالمان مختلفان وكأننا بهما نقارن بين التفاح والإجاص. الموضة تعني إدراك روح العصر والتعبير عنها بطريقة قوية وهي غالبًا ما نختارها ومن ثم تتلاشى. بينما صناعة الساعات الراقية هو أمر يستمر ونحتفظ به. فنحن نقدّم رفـيق الوقت أي أن الساعة تبقى معنا لوقت طويل جدًا، وهذه الساعات يجب أن تتلاءم مع مناسبات عدّة ومع غالبية صيحات الموضة.
وأحد أكبر المفارقات بين عالم الموضة وعالم صناعة الساعات، هو خياطة التصميم وقد تطوّر الأمر منذ عشر سنوات ليصبح أكثر تحديدًا ودقة. ولهذا أصبحت الأزرار والساعات أصغر حجمًا لتتناسب وأكمام القمصان. من هنا التأثير الكبير على عالم صناعة الساعات وإعتماد ساعات أصغر حجمًا. فخيارات تنفـيذ الملابس باتت تحدّد حجم الساعات. ولكن بشكل عام نحن نتكلّم عن عالمين مختلفـين. نعم هناك ساعات مبتكرة من قبل علامات خاصة بالموضة إلاّ أنها مكمّلة لخطوط الموضة فقط، وقد تُستخدم صناعة الساعات السويسرية للتعبير عن هذا الأمر، لكنها ليست بساعات راقية. نحن صنّاع الساعات الحقيقيون نفكر بطرق مختلفة عن صنّاع الموضة، كما أنه لدينا تطلّعات عدّة وتأثيرات متنوعة.
هل إعتمدتم هذا العام موضوع العام الماضي عينه، أي ”الإكتشاف”؟
مواضيعنا لها علاقة بالسفر والتواصل مع الطبيعة. فـي هذه الأيام والأوقات يلازمنا عامل السرعة ويرافقنا ويضغط علينا، فكل شيء من حولنا سريع جدًا، لذلك نحن بحاجة للقيام بخطوة إلى الوراء وإستعادة التواصل مع ذاتنا، وهذا الأمر تساعدنا الطبيعة على تحقيقه. فالطبيعة تغسل كل الأمور التافهة التي تتراكم وتساعدنا على التفكير. “لماذا الساعات” لأننا نحتاج الى الوقت لنكون قادرين على القيام بهذا الأمر. وثانيًا نحن نستعمل الـ1858 على أنها الكاليبر الخاص لمعاودة الإتصال، فهذه القطعة مستوحاة من الثلاثينيات وكذلك Minerva، وكل ذلك يرمز الى الإكتشاف، ويعيد الشخص الى أعماقه.
ماذا نتوقّع فـي مجال الإبتكارات الجلدية؟
لقد أعدنا النظر فـي مجال الأحجام. فالناس اليوم تبحث عن منتجات جلدية متوسطة الحجم. وبدل الحصول على حقيبة واحدة يفضّلون الحصول على ثلاثة حقائب مختلفة الإستعمال. ثانياً تركّز مجموعتنا الجلدية الجدية على النعومة، فسكان العالم يتزايدون، ما يعني أن المساحات تضيق والجلد أصبح الأقرب لنا. وثالثاً، اهتمينا بالشخصنة لذلك إبتكرنا جلود مطبّعة تترك مساحات واسعة يمكنكم الكتابة عليها بقلمكم. ونحن نود تشجيعكم للقيام بهذا الأمر. انتم تشترون القطعة مع بعض المساحة ومن ثم تأخذون قلم مون بلان وتكتبون عليها. وهكذا، نحن نعمل بطريقة عملية وبديهية.
ماذا عن إبتكارات High Artistry الفنية الراقية، نحن نعلم إنكم تطلقون قطعتين سنوياً؟
عندما بدأت العمل كانت الفكرة عرض ما يمكننا تقديمه باستعمال أداة للكتابة. وقضت استراتيجيتي بابتكار عنصر لم يتم إستخدامه من قبل فـي صناعة أداة كتابة. ما يعني توسيع أرشيف المهارات من خلال استخدام طلاء المينا وترصيع الأحجار، وهي تقنية لم تطبّق سابقًا. وهذا أمر يحثّنا على إطلاق ابتكارات مميّزة وبحرفـية تامة. وهذا ما هي عليه هذه الإبتكارات التي تعني إبراز الجمال فـي كل قطعة، والإعجاب بأدوات مون بلان الكتابية بالوصول الى الحد الاقصى وتزويده بالحبر ومن ثم الكتابة. وهنا لا نتجاهل أبدًا الشق العملي أو الهدف أو التعبير. لقد إنتهيت حاليًا من تنفـيذ ثلاثة إبتكارات تعبّر عن السفر والإكتشافات والبلدان والثقافات.
لا تزال مستقرا فـي لندن وتتنقّل بين ثلاثة مصانع.
الأمر يتعلق بتركيزي على أمر ما. فمثلاً هذا الأسبوع ينصب تركيزي على الساعات، أما الأسبوع المقبل فعلى الجلد. أنا مرن جدًا لأنني رجل أعمال عصري.
