كأس العالم لكرة القدم – قطر 2022
الحلم يتحقّق
أيام تفصلنا عن إطلاق صفارة انطلاق مونديال قطر 2022، الحدث الحلم الذي تُقدّر تكلفة تنظيمه بأكثر من 220 مليار دولار، لتكون التكلفة الأعلى فـي تاريخ كأس العالم، بعدما قامت قطر بتجهيز بنية تحتية متكاملة، تتضمّن شبكة طرق ومواصلات داخلية، إلى جانب بناء ثمانية ملاعب مُكيّفة لاستضافة مباريات المونديال. هذا وبلغت تكلفة الملاعب فحسب 6,5 مليارات دولار، وفقاً للجنة العليا للمشروعات والإرث فـي قطر.
يعتبر كأس العالم لكرة القدم هو أكبر حدث رياضي على هذا الكوكب، حيث تُقاتل الدول من جميع القارات بكل ما تملك من قُوّة، للحصول على حق المشاركة فـي الحدث الذي يُقام كل أربع سنوات. وقد اجتذبت بطولة 2018 نسبة مشاهدة عالمية مجتمعة بلغت 3,572 مليار مشاهدة، أي نصف سكان الكوكب. ووفقاً للفـيفا، جذبت المباراة النهائية بين فرنسا وكرواتيا وحدها جمهوراً بلغ 1,12 مليار. هذا العام، سيتنافس 32 فريقاً مرة أخرى على الجائزة النهائية لكن هذه المرة فـي قطر، حيث ستُقام النهائيات للمرّة الأولى فـي الشرق الأوسط.
المنتخبات المرشّحة للفوز بكأس العالم قطر 2022
تتجه الأنظار إلى بطولة كأس العالم التي تُقام للمرة الأولى فـي العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وللمرة الثانية فـي القارة الآسيوية بعد مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2022، وذلك عندما تستضيف قطر النسخة الـ22 من البطولة خلال الفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر.
ويشهد مونديال كأس العالم قطر 2022، حضور العديد من المنتخبات العالمية التي سبق لها التتويج بالبطولة، وستكون مرشحة للفوز باللقب العالمي فـي البطولة التي تُقام للمرة الأولى فـي الشتاء، وتُعد النسخة الأكثر تقاربًا فـي المساحات بين الملاعب فـي تاريخ المونديال.
ووفقاً لدراسة قد أُجريت حول الفرق الأكثر نسبةً للفوز فـي كأس العالم، تبيّن أنّ فرنسا لديها فرصة بنسبة 17,93 فـي المئة، للاحتفاظ بلقبها وستكون على الأرجح الفائزة فـي البطولة. ولكن ستحتاج للارتقاء بمستواها، لتستطيع تقديم أداء أفضل مما قدّمته فـي كأس يورو 2020، على الرغم من تعثرها فـي دور الستة عشر.
وتأتي البرازيل المرشحة الثانية لانتزاع لقب كأس العالم، ويأتي بعدها منتخب إسبانيا فـي المركز الثالث. لقد عانى منتخب إنكلترا من كابوس أحبط الكثير من المشجعين فـي شهر يونيو، حين فشلت فـي الفوز بأي من مبارياتها الأربع فـي دوري الأمم، ومع ذلك بناءً على حيثيات عديدة، منها مستوى اللاعبين، ولكنها ما تزال رابع مرشح للفوز فـي البطولة، وهو التخمين الذي قد يختلف عليه البعض، فقد حصلت على فرصة بنسبة 8,03 فـي المئة للفوز بأول لقب عالمي لها منذ 56 عاماً.
وعلى الرغم من أن الأرجنتين شاركت فـي 33 مباراة دون هزيمة، وفازت بلقبين فـي العام الماضي، إلاّ أنها المرشح الثامن فحسب. بينما يحتل منتخب البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو المرتبة التاسعة بين المرشحين، ومن المرجح أن يكون رونالدو عاملاً رئيسيًا لقابلية الفوز. السنغال هو المنتخب الإفريقي الذي يحمل النسبة الأعلى لاحتمالية الفوز بكأس العالم من بين المنتخبات المتأهلة من القارة السمراء، لكن لم تُمنح سوى فرصة 0,19 فـي المئة للفوز باللقب.
الجوائز النقدية
ذُكر تقرير FIFA السنوي، أنّ القيمة النقدية لجوائز كأس العالم FIFA قطر 2022، بلغت إجمالي 440 مليون دولار أميركي. وجاء التوزيع على النحو التالي:
- بطل كأس العالم: 42 مليون دولار
- المركز الثاني: 30 مليون دولار
- المركز الثالث: 27 مليون دولار
- المركز الرابع: 25 مليون دولار
- من المركز الـ5 إلى الـ8: 68 مليون دولار ( (17 مليون دولار لكل فريق )
- من المركز الـ9 إلى الـ16: 104 مليون دولار ( 13 مليون دولار لكل فريق )
- من المركز الـ17 إلى الـ32: 144 مليون دولار ( 9 ملايين دولار لكل فريق )
بالإضافة إلى تقديم مبلغ 1,5 مليون دولار أميركي لكل فريق تأهل إلى الدورة الحالية، على أن يُقّدم المبلغ قبل بداية البطولة لتتمكّن المنتخبات من تغطية تكاليف التحضيرات.
المنتخبات الكبيرة التي ستغيب عن كأس العالم 2022
بالرغم من الصدمة الكبيرة التي تضمّنها كأس العالم 2022، والتي هي عدم مشاركة إيطاليا فـي هذه النسخة من فـيفا، إلاّ أنّها لن تكون الوحيدة من «الأسماء الكبيرة» التي ستغيب عن كأس العالم لكرة القدم 2022. فمن هي الفرق الكبيرة الأخرى التي لن تُشارك فـي كأس العالم 2022:
أفضل عرض فـي كأس العالم: فازت عام 1934 و1938 و1982 و2006
أضاعت إيطاليا فرصة التأهل بعد خسارتها فـي الدقيقة 92 من نصف النهائي أمام منتخب شمال مقدونيا فـي شهر مارس. فحتّى مشاركتها فـي التصفـيات تُعدّ مفاجئة أيضاً، نظراً إلى فوزها فـي بطولة أوروبا 2020، وسلسلة النتائج الجيدة فـي الأدوار التأهيلية التي سبقت البطولة.
ولكن، فـي المباريات الخمس التالية، فازت إيطاليا مرّة واحدة فحسب، وتعادلت 4 مرّات. وقد قادها المركز الثاني بعد سويسرا إلى التصفـيات حيث فشلت فـي التسجيل ووجدت نفسها فـي عداد المفقودين فـي كأس العالم للمرّة الثانية على التوالي.
كولومبيا- الترتيب 17
أفضل عرض فـي كأس العالم: ربع نهائي (2014)
لطالما كانت كولومبيا، التي تضمّ الفائز السابق بجائزة الحذاء الذهبي لكأس العالم، خاميس رودريغيز، والتي تألّقت فـي النسختين الأخيرتين من البطولة، واحدة من المرشحين المفضلين للتأهل لكأس العالم 2022.
حاز فريق كولومبيا المرتبة السادسة فـي بطولة كأس ليبرتادوريس، بفارق نقطة واحدة عن بيرو، التي تأهّلت إلى التصفـيات بعد أن حصلت الفرق الأربعة الكبرى على التأهل التلقائي.
السويد- الترتيب 20
أفضل عرض فـي كأس العالم: المركز الثاني (1958)
شاركت السويد فـي 12 بطولة من أصل 21 بطولة من كأس العالم، كما استضافت البطولة فـي عام 1958، حينما قدّم الفريق أفضل أدائه ووصل إلى النهائي، ليخسر المباراة أمام البرازيل.
تشيلي- الترتيب 29
أفضل عرض فـي كأس العالم: المركز الثالث (1962)
بدأت تشيلي المشاركة فـي كأس العالم منذ أوّل نسخة له عام 1930، كما أنها استضافت نسخة عام 1962 وفازت بالمركز الثالث. أمّا فـي الإصدارات الأخيرة ( 1998 و2010 و2014 ) فقد وصلت تشيلي إلى دور الستة عشر. وجاءت هذه العروض مع لاعبين مثل أرتورو فـيدال وغاري ميديل وأليكسيس سانشيز، ومع تضاؤل مستوى هؤلاء اللاعبين، تواجه تشيلي صعوبة فـي الحصول على نتائج إيجابية. هذا وقد فاز فريق تشيلي بمباراة واحدة فحسب من الأربع مباريات التأهيلية لقطر 2022.
نيجيريا- الترتيب 31
أفضل عرض فـي كأس العالم: دور الـ16 (1994، 1998، 2014 )
ظهرت نيجيريا لأول مرّة فـي كأس العالم فـي عام 1994، وحقّقت نجاحاً فورياً مع الجماهير بفضل أسلوب لعبها الهجومي واحتفالاتها الممتعة بالأهداف.
وبالرغم من أدائه الرائع، فقد خسر الفريق فـي الدور الـ16، بعد أن تألّق الفريق الإيطالي بأداءٍ ممتاز، بقيادة روبرتو بادجو.
ومنذ ذلك الحين، غابت نيجيريا عن نسخة عام 2006 فحسب من كأس العالم، لتعود بكامل قوّتها من جديد بعد أربع سنوات وتشارك فـي كأس العالم الذي أُقيم فـي جنوب أفريقيا.
روسيا- الترتيب 35
أفضل عرض فـي كأس العالم: المركز الرابع ( 1966 كاتحاد سوفـياتي )، الربع النهائي (2018)
شاركت روسيا فـي 4 نهائيات لكأس العالم منذ عام 1991، حيث لعب الإتحاد الروسي أول مباراة دولية له ضد المكسيك فـي عام 1992 وفاز بنتيجة 0-2.
وكانت مشاركتها الأولى فـي كأس العالم فـي الولايات المتحدة عام 1994، حيث حقّقت المركز الثامن عشر.
هذا ويُعدّ وصول الفريق إلى المركز الرابع فـي إنكلترا عام 1966، هو الأداء الأفضل له على الإطلاق.
مصر-الترتيب 40
أفضل عرض فـي كأس العالم: دور المجموعات ( 1934، 1990، 2018 )
مع إقامة كأس العالم فـي الشرق الأوسط، ومع قيادة محمد صلاح للفريق، ومع قدوم أعداد هائلة من المغتربين إلى قطر، كان لمصر فرصة كبيرة فـي التأهل لبطولة 2022.
ومع ذلك، فقد أضاع نجم الفريق الأكبر، محمد صلاح، ركلة جزاء إلى جانب إثنين آخرين، عندما تعادل منتخب مصر مع السنغال فـي التصفـيات.
فشلت مصر فـي تجاوز دور المجموعات فـي جميع كؤوس العالم الثلاث التي شاركت فـيها، وقد شهدت نسخة 2018، نهاية مخيبة للآمال، حيث لم يكن صلاح لائقاً تماماً، بسبب تعرّضه لإصابة فـي الكتف.
الجزائر- الترتيب 37
أفضل عرض فـي كأس العالم: دور الـ16 (2014)
كانت واحدة من أكثر التصفـيات إثارةً فـي تصفـيات كأس العالم، التي أذهلت العالم أيضاً، وكانت الجزائر على وشك التأهل إلى قطر 2022، بعد تسجيلها هدف متأخر فـي الوقت الإضافـي على الكاميرون عند تعادلهما فـي التصفـيات.
ومع ذلك، فقد سجّل كارل توكو إكامبي هدفاً قبل إطلاق صافرة النهاية بثوانٍ فحسب، ليحجز مركزًا لفريقه على أساس أهداف خارج الديار.
10 نجوم سيغيبون عن كأس العالم بسبب الإصابة!
تشمل قائمة اللاعبين الذين سيغيبون عن بطولة كأس العالم 2022، عددًا من النجوم، ما يضع منتخباتها فـي أزمة ويجبرها على إعادة ترتيب أوراقها قبل أسابيع من البطولة.
ومع قرب انطلاق المونديال، تزداد أنباء غياب النجوم عن هذا الحدث بسبب الإصابات المتزايدة التي يشهدها الموسم الأوروبي، فمن هم أبرز الغائبين الجدد حتّى الآن؟
باولو ديبالا منتخب الأرجنتين
أحد أبرز نجوم الأرجنتين، سيحرم العالم من مهاراته خلال المونديال، بسبب إصابة عضلية تعرض لها قبل أسابيع بالدوري الإيطالي مع فريقه روما.
أليكسز سيلميكرز منتخب بلجيكا
النجم البلجيكي الصاعد لن يلحق بالمونديال مع منتخب بلاده، ما يحطم حلمه بالمشاركة فـي البطولة لأول مرة.
ريس جيمس منتخب إنكلترا
ظهير منتخب إنكلترا المتألق سيغيب عن البطولة بسبب إصابة تعرض لها فـي دوري أبطال أوروبا مع ناديه تشلسي.
كالفن فـيليبس منتخب إنكلترا
كان فـيليبس من العناصر الرئيسة لمنتخب إنكلترا فـي بطولة أوروبا الأخيرة، ولكن الإصابة ستحرمه من المشاركة فـي موندياله الأول.
جيني فـينالدوم منتخب هولندا
نجم ليفربول السابق لن يكون مع منتخب هولندا فـي المونديال، بالرغم من الدور الكبير الذي لعبه بالتصفـيات، وذلك بسبب الكسر الذي تعرّض له بساقه.
ديوغو جوتا منتخب البرتغال
ضربة قوية تعرض لها منتخب البرتغال، بإعلان غياب المهاجم ديوغو جوتا عن المونديال، بعد إصابة عضلية تعرض لها مع ناديه ليفربول.
رونالد أراوخو منتخب أوروغواي
قلب دفاع برشلونة والأوروغواي لن يلحق بالمونديال، ما يعني خسارة كبيرة لمنتخب بلاده، الذي سيفقد واحداً من أفضل المدافعين فـي أوروبا.
نغولو كانتي منتخب فرنسا
أعلن نادي تشلسي المنافس فـي الدوري الإنكليزي الممتاز، أن نغولو كانتي سيغيب عن نهائيات كأس العالم فـي قطر، بعد خضوعه لجراحة لعلاج إصابة فـي عضلات الفخذ الخلفـية.
بيدرو نيتو منتخب البرتغال
مثل جوتا، سيغيب المهاجم البرتغالي نيتو عن منتخب بلاده فـي المونديال، بسبب إصابة تعرّض لها مع ناديه وولفرهامبتون الإنكليزي.
خيسوس كورونا منتخب المكسيك
يعتبر كورونا من أمهر اللاعبين المكسيكيين فـي أوروبا، لكن مشاركته هذه المرة لن تتحقّق، ما يضعف فرص المكسيك فـي البطولة.
اللاعبون اليافعون المُتوقع تألّقهم فـي كأس العالم 2022
ساعد كيليان مبابي عندما كان يبلغ من العمر 19 عاماً، فريق فرنسا على الفوز فـي نهائيات كأس العالم 2018، ومع قدوم مونديال قطر، بدأ كل من المشجعين والخبراء التكهّن بمن سيكون نجم كرة القدم المستقبلي. وفـي ما يلي نستعرض 5 لاعبين من المتوقّع أن يتألّقوا فـي كأس العالم قطر 2022:
جود بيلينغهام – إنكلترا
لم يُعرف بيلينغهام، البالغ من العمر 19 عاماً، بقدميه السريعتين وتمريراته الحادة فحسب، بل بصفاته «الشبيهة بالقائد» خارج الميدان أيضاً.
فبعد فوزه بكأس سيرانكا 2019، وهو فـي الـ17 من عمره، تطوّرت قدرات جود بسرعة هائلة خلال الموسم الماضي، وقد انطلق انطلاقة قوية هذا الموسم.
إدواردو كامافـينجا – فرنسا
فـي عمر الـ17، أصبح إدواردو أصغر هدّاف فرنسي منذ أكثر من قرن. وفـي موسمه الأول مع ستاد رين، ساعد لاعب الوسط فـي تأهيل فريقه إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة فـي التاريخ.
تعاقد كامافـينجا مع ريال مدريد مقابل 40 مليون يورو، ما عاد بالفائدة لصالح النادي، ليفوز فـي ما بعد بدوري أبطال أوروبا 2022.
هذا وسجّل إدواردو فـي سجله 100 ظهور على مستوى الفريق الأول، ومن المتوقّع أن يعود النجم الصاعد وهو يحمل لقب كأس العالم لهذا العام.
بيدري – إسبانيا
يُعدّ بيدري ساحراً بقدرته التمريرية الإبداعية، إذ تمّت مقارنة هذا النجم البالغ من العمر 19 عاماً، بأندريس إنييستا ودافـيد سيلفا.
قدّم بيدري خلال بطولة أمم أوروبا 2022، أداءً جيداً للغاية، إذ استولى على الميدان بحضوره كلاعب خط وسط.
ستحتاج إسبانيا إلى مهارات النجم، إذ تعتمد على هذا الشاب الذي يلعب دورًا رئيسيًا، فـي مباريات كأس العالم.
نونو مينديز – البرتغال
تمّت تسمية لاعب مركز الظهير الأيسر بالـ«مستضعف» من فريق باريس سان جيرمان. ومن خلال قيادة أكبر النجوم، أصبح مينديز من أفضل تعاقدات الفريق بفضل أدائه الشامل.
ففـي موسمه الأول مع باريس سان جيرمان، أصبح أصغر لاعب فـي الفريق يشارك فـي ما لا يقل عن عشر مباريات وارتقى إلى مقاعد البدلاء ليحتل المرتبة الثامنة من حيث وقت اللعب، حيث حقق الترتيب 2،406 دقيقة.
سيكون الظهير الأيسر ذا فائدة حيث تحاول البرتغال تقديم أداء جيد فـي كأس العالم قطر.
بوكايو ساكا – إنكلترا
يُعد بوكايو المُتوّج بلقب أفضل لاعب فـي إنكلترا لهذا العام، أحد أفضل اللاعبين فـي العالم. فتركيز النجم فـي هذه اللعبة عزّز مكانته ليصبح من أهم لاعبي أرسنال.
سجّل ساكا فـي مسيرته الشابة فـي الدوري الإنكليزي الممتاز، 21 هدفاً و19 تمريرة حاسمة. وفـي هذا الموسم فحسب، شارك فـي ثمانية أهداف فـي آخر 7 مباريات الدوري الإنكليزي.
هذا وسجّل ساكا أربعة أهداف من خلال مشاركته فـي 20 مباراة فحسب.
لأول مرة فـي التاريخ
ست سيدات يشاركن فـي التحكيم فـي مونديال قطر
لأول مرة فـي تاريخ كأس العالم تشارك ٦ نساء من بين ١٠٥ حكام فـي تحكيم مباريات بطولة كأس العالم التي تنظّمها قطر بين نوفمبر وديسمير، بعد أن دخلت النساء الحكمات فـي كبرى البطولات الدولية والقارية على مستوى الاندية والمنتخبات. وستقود ٣ نساء مباريات البطولة كحكمات ساحة رئيسيات، بينما ستكون الحكمات الـ ٣ الأخريات حكمات مساعدات للحكام الأساسيين. وقد تمّ اختيار هؤلاء الحكمات بالنظر إلى جودة ادائهنّ خلال بطولات الفـيفا وباقي المنافسات الدولية والمحلية فـي السنوات الماضية.
ثلاث حكمات رئيسيات
الفرنسية ستيفاني فرابار
تم تعيين فرابار فـي قائمة الحكام الدوليين للفـيفا فـي 2009، وحكّمت العديد من المباريات البارزة. وكانت أول امرأة تحكّم فـي مباراة أوروبية كبرى للرجال عندما تولت قيادة كأس السوبر الأوروبي 2019، بين ليفربول وتشيلسي فـي 14 أغسطس 2019، كما أنها ستصبح أول حكمة رئيسية فـي بطولات فـيفا لكأس العالم خلال مونديال قطر.
منذ عام 2011، تحكم فرابار المباريات فـي الدوري الفرنسي الدرجة الوطنية، القسم الثالث لكرة القدم للرجال فـي فرنسا.
فـي عام 2014، أصبحت فرابار أول امرأة تحكم فـي الدوري الفرنسي الدرجة الثانية، المستوى الثاني من كرة القدم للرجال المحترفـين فـي فرنسا. شاركت كحكم فـي كأس العالم للسيدات 2015 فـي كندا. فـي 3 ديسمبر 2018، تمّ تعيينها لتولّي مهام كأس العالم للسيدات عام 2019 فـي فرنسا. بعد انتهاء دور الـ16، تمّ الإعلان عن اختيارها ف من بين 11 مسؤولًا سيتم الاحتفاظ بهم للفترة المتبقية من البطولة. وتمّ اختيارها لتُحكّم نهائي البطولة التي تمّ لعبها فـي 7 يوليو 2019 بين الولايات المتحدة وهولندا.
فـي أبريل 2019، تم الإعلان أنها ستصبح أول حكم أنثى فـي الدوري الفرنسي الدرجة الأولى. فـي 28 أبريل 2019، حكّمت أول مباراة لها فـي الدوري الفرنسي بين أميين وستراسبورغ. فـي 2 أغسطس 2019، تم الإعلان عن تعيينها للتحكيم فـي كأس السوبر الأوروبي 2019.
الرواندية ساليما موكاسانغا
هي من مواليد 1988 وهي حكم كرة قدم دولي من رواندا مدرجة فـي FIFA منذ عام 2012. كانت مسؤولة فـي كأس العالم للسيدات 2019 FIFA فـي فرنسا. فـي عام 2022، أصبحت أول امرأة تحكم فـي كأس إفريقيا للأمم، كما أدارت فريقا من الحكام فـي كلّ من الأولمبياد، وكأس العالم للسيدات، وكأس الأمم الأفريقية للسيدات، ودوري أبطال أفريقيا للسيدات. فـي عام 2022 كانت واحدة من ثلاث حكام تم اختيارهنّ لإدارة كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها قطر. هكذا تصبح موكانسانغا أول امرأة أفريقية تتولى التحكيم فـي بطولة كأس العالم للرجال.
اليابانية يوشيمي ياماشيتا
تعتبر حكمة كرة القدم اليابانية يوشيمي ياماشيتا، إحدى ثلاث حكمات ستشاركن للمرة الأولى فـي مونديال للرجال فـي قطر 2022. وعن هذه المشاركة تقول ياماشيتا إنها: «حلم ومسؤولية كبرى».
واختيرت ياماشيتا، وهي من مواليد طوكيو فـي 1986، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بين 36 حكمًا لإدارة مباريات مونديال 2022، بعد مسيرة حافلة أدارت خلالها مباريات فـي بطولات محلية ودولية منها مونديال السيدات 2019 ودوري أبطال آسيا ومنافسات كرة القدم فـي أوليمبياد طوكيو.
وقالت ياماشيتا: «لم أكن أتوقع أن تتاح لي فرصة كهذه. أشعر بمسؤولية كبيرة للمشاركة كحكمة، وتمثيل اليابان وآسيا».
وأكدت ياماشيتا أن التحكيم فـي مونديال للرجال لن يختلف كثيرا نظرًا لأنها «نفس الرياضة فـي نهاية المطاف» التي تعمل فـيها منذ أعوام، رغم اعترافها أنها تعد نفسها بدنيًا من أجل التأقلم على سرعة اللعب، وكذلك نفسياً للتعامل مع الضغط.
وتتدرّب ساعتين لمدة ستة أيام فـي الأسبوع، فضلا عن تدريب ذهني «للاستمتاع بدون الشعور بقدر مفرط من المسؤولية»، مؤكّدة أنها «تشعر بالتركيز أكثر من الضغط» فور أن تبدأ الكرة فـي التحرك بين اللاعبين، كما أنها تحاول تحويل هذا الضغط إلى طاقة قبل المباريات.
وأكّدت ياماشيتا أنها لم تتعرض مطلقا للعنصرية أثناء مسيرتها فـي اليابان حيث تشعر بأن «الوضع يتحسن بمرور الوقت» فـي هذا الصدد، رغم أنها تناهت إلى أسماعها فـي مستهل مشوارها تعليقات مثل «حسنًا والآن تأتي امرأة لتصبح حكمًا»، لكنها ترى أن هذه الأحكام «ليست من منطلق سوء النية».
وتابعت «لكنني لم أعد أسمع مثل هذه الكلمات الآن، ما يدفعني للاعتقاد بأن شيئاً ما قد تغيّر وأن زميلاتي من الحكمات اكتسبن الخبرة»، معربة عن أملها فـي أن يشهد المستقبل «تمكّن مزيد من النساء من تحقيق أحلامهنّ» وأن يدرن أهم المباريات، وأكدت استعدادها للمساهمة فـي «التعريف بوجود نساء حكمات».
وكشفت أنها شخصيًا انجذبت إلى كرة القدم بفضل شقيقها الأكبر وبعد ممارستها هذه اللعبة فـي الجامعة، خاضت تجربة التحكيم تحت إشراف ماكوتو بوزونو وهي حكمة شاركت إلى جوارها ياماشيتا فـي إدارة مباريات خلال طوكيو 2020 ودوري أبطال آسيا.
وثلاث حكمات مساعدات
البرازيلية نويزا باك
هي حكم مساعد من البرازيل من مواليد 1984، بدأت مسيرتها فـي عالم التحكيم عام 2005، حيث شاركت فـي تحكيم مباريات الهواة، بقيادة Maravilhense de Desportos League، المنتسب إلى اتحاد Santa Catarina لكرة القدم.
بعد عام، شاركت فـي التقييم السنوي لاتحاد سانتا كاتارينا لكرة القدم، وبالتالي انضمّت الى الاتحاد فـي عام 2006.
فـي عام 2008، ظهرت لأول مرة فـي كرة القدم الاحترافـية، وشاركت فـي التحكيم فـي مباريات بطولة ولاية سانتا كاتارينا، وفـي نفس العام، تمّت دعوتها مرة أخرى للمشاركة فـي التقييم الذي سيؤلف فريق عمل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، وهذه المرة تمّ إدراجها فـي القائمة الوطنية من الجهاز الفني الذي تمّ تشكيله فقط للعب فـي كأس البرازيل للسيدات.
أما فـي عام 2008 فقرّرت الاستثمار فـي مسيرتها، سعياً وراء التحسين فـي دورة مدتها ستة أشهر فـي Balneário Camboriú، حيث حصلت على شهادة المركز الأول فـي فصل الدورة التدريبية للحكام التي يعقدها اتحاد Catarinense لكرة القدم سنويًا.
وفـي عام 2009، تمّت دعوتها لإجراء تقييم الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، حيث تمّت الموافقة عليها وبالتالي بدأت تاريخها فـي الاتحاد البرازيلي لكرة القدم. فـي السنوات التالية، فـي 2010 و2011، واصلت التحكيم فـي المسابقات الحكومية والوطنية.
وفـي عام 2012، أدرج اسمها فـي قائمة الحكام الطموحين فـي FIFA، وتمّ اعتمادها فـي 2014. أما فـي 2 مايو 2016، فمثّلت بلادها من خلال المشاركة فـي تحكيم أولمبياد ريو دي جانيرو للسيدات. فـي عام 2019، شاركت فـي التحكيم فـي مباراة الذهاب من نهائي كأس البرازيل، بين أتليتيكو-بي آر إكس إنترناسيونال. كما شاركت فـي كأس العالم للسيدات، فـي نصف النهائي بين إنكلترا والولايات المتحدة.
أما فـي عام 2020، فشاركت لأول المرة فـي التحكيم لأول فـي مباراة دولية للرجال خلال كأس أميركا الجنوبية. وفـي عام 2021، شاركت فـي التحكيم فـي كأس العالم للأندية القطرية. فـي وقت لاحق من ذلك العام، تم اختيارها لدورة الألعاب الأولمبية فـي طوكيو.
وقد تمّ اختيارها هذا العام لتكون مساعدة فـي كأس العالم فـي قطر، كونها واحدة من ست نساء سيشاركن فـي تحكيم هذه البطولة لأول مرة فـي التاريخ.
المكسيكية كارين دياز ميدينا
فـي عام 2019 أصبحت المكسيكية كارين دياز ميدينا أول امرأة تحكم فـي مباراة الإياب من نهائي Liga MX Guard1 anes2020 بين بوماس وليون. علماً أنه تمّ اعتمادها كحكم مساعد من FIFA فـي عام 2018 وخدمت فـي العديد من بطولات الكونكاكاف بما فـي ذلك بطولة السيدات تحت 17 عامًا فـي ماناغوا ونيكاراغوا ودوري Scotiabank Concacaf League وبطولة الرجال تحت 20 عامًا فـي برادنتون فلوريدا. كانت أيضًا جزءًا من فريق التحكيم فـي التصفـيات الأولمبية للسيدات 2020 فـي هيوستن، تكساس.
ولدت كارين فـي أغواسكالينتس بالمكسيك، وهي تتحدث عن شغفها باللعبة وأحلامها وكيف تساهم برامج الاتحاد فـي تطوير مسيرتها المهنية.
أما عن كيفـية دخولها عالم التحكيم فـي كرة القدم فتقول ذات يوم، أثناء العمل فـي مقهى فـي أحد مراكز الرياضة الصغيرة، لم يصل الحكم المعين للمباراة. فسألها مدير الدوري إذا كانت ترغب فـي إدارة المباراة فقالت نعم. وقد أحبّت التجربة واستمتعت بها كثيرًا، منذ تلك اللحظة خصصوا لها المزيد من الألعاب كل أسبوع وبالأموال المكتسبة، تمكّنت من دفع تكاليف الكلية. وفـي مقابلة معها تقول ميدينا: «بادئ ذي بدء، أنا أحب كرة القدم. هذه مهنة تجعلك تقع فـي الحب أكثر فأكثر كل يوم حيث يمكنك مواجهة تحدي جديد كل يوم. إنها تجربة رائعة تشمل كل حواسك فـي كل لعبة».
أما عن أحلامها فتقول «حلمي الأكبر بصفتي حكمًا هو الاستمتاع بكل لعبة من المباريات، مع بذل أقصى جهد عند التدريب، أو تقديم الاختبارات، أو إدارة المباراة. بالإضافة إلى ذلك، أن أكون قادرة على إحداث تأثير إيجابي على زملائي، أولئك الذين أتمتع بالعمل معهم ومشاركة بعض الوقت».
واليوم تقف ميدينا على مشارف التاريخ إذ ستكون قريباً من أوائل السيدات اللواتي سيشاركن فـي تحكيم مباريات المونديال.
الأميركية كاثرين نيسبيت
فـي ديسمبر 2021 أصبحت كاثرين نيسبيت أول امرأة تدير مباراة بطولة فـي الرياضات الاحترافـية للرجال فـي أميركا الشمالية، عندما شاركت فـي تحكيم بطولة كأس MLS بين كولومبوس كرو وسياتل ساوندرز.
أما عن دخولها عالم التحكيم فتقول: «لقد بدأت التحكيم منذ الطفولة كعمل صيفـي، وهذا جعلني منخرطًة فـي كرة القدم وفـي النهاية جعلني منخرطًة فـي الرياضة. لقد أحببت حقًا هذا المجال والسعي لأن أكون الأفضل فـيه هو ما دفعني حقًا لمواصلة المضي قدمًا».
وعن دخولها عالم التحكيم الاحترافـي فـي كرة القدم تقول «كنت أستاذة للكيمياء حتى أسبوعين قبل كأس العالم للسيدات فـي عام 2019. لقد أمضيت عشر سنوات فـي إجراء بحثي الخاص وبدء مختبري الخاص فـي الجامعة (جامعة توسون فـي بالتيمور). تتمثّل خلفـيتي البحثية فـي اكتشاف طرق أفضل لتحليل المواد الكيميائية فـي الدماغ، وركز مختبرنا على تطوير وتحسين تقنيات أخذ عينات من المواد الكيميائية فـي الدماغ ثم تحليلها». عملها فـي المجال الكيميائي ساعدها فـي اتخاذ القرارات فـي المباريات إذ تقول: «أنا معتادة دائماً على اتخاذ القرارات وليست دائمًا بالأبيض والأسود. يتعلق الأمر بالقدرة على استيعاب الكثير من البيانات فـي وقت واحد – كيف يحدث التدخل فعلاً، ورد فعل اللاعب، ما الذي يحدث فـي اللعبة – واتخاذ أفضل القرارات.الحكام مكرسون أيضًا بشكل لا يصدق لأدوارهم. نحن نأخذ المباريات على محمل الجد مثل اللاعبين. استعدادنا فـي الواقع مشابه تمامًا لما يقومون به» خاصة أن السيناريوهات فـي كرة القدم تتغير دائماً وهي لا تحدث أبداً بنفس الطريقة بالضبط مرة أخرى، اللعبة تتغير دائما وهذا ما يجعل اتخاذ القرارات صعباً خاصة بالنسبة لكونها تعمل كحكم مساعد فـي قاعدة التسلّل، وهذا ليس دائمًا بالأبيض والأسود كما يبدو فـي بعض الأحيان.
كان ظهور نيسبيت الاحترافـي لأول مرة فـي عام 2013، فـي المباراة الافتتاحية للرابطة الوطنية لكرة القدم النسائية (NWSL) أمام حشد كبير من الناس.
تمامًا كما يتطلع الشباب إلى لاعبيهم المفضلين، ليس هناك شك فـي أن هذه المرأة ألهمت الحكمات الطموحات فـي جميع أنحاء العالم ليقدّمن أفضل ما لديهن ويصلن إلى القمة… خاصة وأن التحكيم فـي مباريات كأس العالم للرجال بات ممكناً للسيدات بعد هذه السابقة التاريخية التي ستسطّرها هؤلاء السيدات الرياديات خلال كأس العالم فـي قطر 2022.
جدول كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 ومواعيد المباريات (بتوقيت مكة المكرمة)
الصور من لارا (على صفحة)
قطر على قدر التحديات!
مع العدّ التنازلي لإطلاق صافرة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 فـي قطر، يتجدّد سؤال يؤرق العالم حول ما إذا كانت الدولة الخليجية قادرة على إدارة 32 منتخباً يمثلون بلداناً مختلفة ونحو 1,2 مليون مشجع بسلام؟
بدأ السؤال للمرة الأولى عام 2010 حين أعلن جوزيف بلاتر أن الأنظار ستتجه إلى أصغر دولة تستضيف المونديال فـي تاريخه.
لكن مع اقتراب أبرز حدث ضمن أحداث العام 2022 على الإطلاق، تزداد التساؤلات، أسئلة عادة ما يقابلها المسؤولون القطريون برسائل طمأنة، ليس آخرها ما قاله أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حين وقف قائلاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فـي سبتمبر الماضي مؤكدًا: «لقد تطلب التحدّي الذي أقدمنا عليه منذ 12 عاماً تصميماً وعزماً حقيقيين، وكثيراً من التخطيط والعمل الجاد».
وهو الحديث الذي جاء على أرض كانت تنافس بلاده على نيل شرف الاستضافة، الولايات المتحدة، والتي لطالما شكك مسؤولوها بأحقية الدوحة فـي الفوز بالصفقة العالمية، ولكن فـي وقت مضى.
واليوم تواجه الدولة المكتنزة أرضها بالمال والغاز، مصيراً تؤكّد أنها ستتخطّاه بكل اقتدار، إذ يقول أميرها «ها نحن اليوم نقف على أعتاب استضافة منتخبات العالم وجماهيرها، ونفتح أبوابنا لهم جميعاً من دون تمييز ليستمتعوا بكرة القدم وأجواء البطولة المفعمة بالحماسة، وليشهدوا النهضة الاقتصادية والحضارية فـي بلادي».
لكن الدولة التي يمثّل الأجانب النسبة الأكبر من تعدادها السكاني البالغ 2,9 مليون نسمة، تواجه جملة من التحدّيات والانتقادات، يزيدها العدد غير المسبوق الذي يتوقّع أن يصل إلى 1,2 مليون زائر خلال البطولة، إذ يمثّل أكثر من ثلث تعدادها السكاني.
يبرز أيضا التحدّي الأمني فـي البطولة، وتحسباً لأي مكروه قد يفسد عرس البلد الذي اتخذ من ثرواته قوة ناعمة من خلال شراء الأندية العالمية، بدأت الدوحة أخيراً فـي تنظيم تمرين عسكري شارك فـيه أكثر من 13 دولة وأطلق عليه «تمرين وطن».
وقالت اللجنة المنظمة لكأس العالم «إنه يأتي فـي إطار تأكيد الجاهزية الأمنية والاستعداد لاستضافة المونديال، إذ يُعدّ “الأكبر من نوعه من حيث عدد الجهات العسكرية والمدنية والدول المشاركة».
تأشيرة «هيا» تحل أزمة سكن وتنعش الدول المجاورة
فـي جانب آخر وفـي إطار التحدي المتعلق بالسكن فقد تقاسمت قطر مع جيرانها تأشيرة «هيّا»، البطاقة التي يمكن العبور بها من السعودية أو دبي نحو قطر لمشاهدة مباريات كرة القدم والعودة فـي اليوم نفسه.
ومع وجود خيارات محدودة للإقامة والترفـيه، آثر كثير من المشجعين الإقامة فـي دبي والسفر إلى الدوحة يوم المباراة، وهو نهج اختارته الرابطة الرسمية لمشجعي المنتخب الألماني التي حجزت 300 موقع فـي فندق بدبي.
ورفضت الرابطة الكشف عن عدد المشجعين الذين سيسافرون إلى قطر، ولكن حتى باحتساب الجماهير التي لا تنتمي إلى الرابطة فإن الأرقام تبدو أقل بكثير من 62 ألف ألماني اشتروا تذاكر لحضور مباريات فـي روسيا قبل أربع سنوات.
أما فـي الأحساء والخبر، المدينتين السعوديتين اللتين تقعان على مقربة من قطر، فثمة خيارات عدة لفك الخناق عن الملايين القادمين لمشاهدة البطولة، إذ كشف المنظّمون البريطانيون، بحسب تقارير صحافـية، عن تهيئة مقار إقامة جماهير المنتخب الإنكليزي فـي السعودية خلال بطولة كأس العالم.
كما يرى مراقبون أن دولاً خليجية ومنها سلطنة عمان ستنتعش فـيها الحياة الاقتصادية والسياحية مدة شهر وأكثر أيضاً بفضل المونديال.
ومما لا شكّ فـيه أنّ قطر تحاول قدر المستطاع أن تُوفّر أماكن للإقامة، إذ إنّها قامت بإنشاء مواقع للتخييم ومقصورات، بالإضافة إلى استئجار السفن السياحية الضخمة، حتى تتمكّن من توفـير الأماكن للجماهير، الذين يتوقّع قدومهم إلى الدولة الخليجية من أجل حضور كأس العالم 2022. وفـي هذا الإطار أعلنت شركة «أم أس سي» عن توقيع اتفاقية مع منظّمي بطولة كأس العالم 2022 فـي قطر، من أجل توفـير سفـينة سياحية ضخمة، تعمل كفندق للجماهير خلال أيام البطولة التي ستنطلق فـي 20 نوفمبر. فبسبب تزايد الطلب الفائق على غرف الإقامة، قام منظّمو مونديال قطر باستئجار سفـينة سياحية ثالثة، لتعمل أيضاً كفندق لمشجعي كرة القدم، حيث سترسو فـي ميناء الدوحة، وستُوفّر 1075 كابينة.
شبكة مواصلات متطوّرة لتسهيل حركة الجماهير
ضمن سعيها الحثيث لتقديم كافة التسهيلات لجماهير بطولة كأس العالم 2022، أنجزت قطر شبكة مواصلات متطورة لتيسير الحركة وتوفـير خدمات نقل آمنة وسهلة لجميع المشجعين وكافة المجموعات المشاركة فـي البطولة والفعاليات المصاحبة لها.
وانتهت هيئة الأشغال العامة القطرية (أشغال) من تنفـيذ شبكة شوارع سريعة ورئيسة تسهل الوصول لكافة ملاعب المونديال وأماكن التدريب والإقامة الخاصة بالبطولة، بالإضافة لأهم الأماكن الحيوية فـي البلاد ومواقع تجمع المشجعين ومحطات المترو.
وحسب بيانات الهيئة، فقد أنشأت 207 جسور وما يقارب من 100 تقاطع طرق و143 نفقا، ومن أبرز هذه الطرق المجد والخور ولوسيل والدائري السابع ومحور صباح الأحمد.
كما قامت الهيئة بتنفـيذ 1180 لوحة إرشادية، لتسهيل الوصول إلى الملاعب والعديد من المرافق المتعلقة ببطولة كأس العالم.
وتتم متابعة حركة الطرق من خلال مركز التحكم بشبكة المرور التابع للهيئة، بالتنسيق مع غرفة التحكم الخاصة بمونديال قطر 2022.
وتمّ تنفـيذ أكثر من 6 ملايين متر مربع من المواقف، لخدمة حافلات البطولة والمركبات الأخرى، وذلك لتسهيل حركة التنقل قبل البطولة وخلالها وبعدها.
وبهدف تطوير نمط الحياة صحيا أنشأت «أشغال» 2131 كيلومترًا من مسارات المشاة والدراجات الهوائية فـي الطرق السريعة تتصل بجميع الملاعب المستضيفة، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 16 جسرًا وخمسة أنفاق للمشاة، حسب تقرير أوردته وكالة الأنباء القطرية.
كما أتمّت شركة سكك الحديد القطرية (الريل)، استعداداتها لاستقبال مشجعي كأس العالم من خلال مترو الدوحة، الذي يتكون من ثلاثة خطوط (الأحمر والذهبي والأخضر).
وسيكون هناك ربط مباشر مع خمسة ملاعب مونديالية، فـيما ستخصَّص للملاعب الثلاثة الأخرى باصات لنقل الجماهير إليها.
وتضم شبكة المترو 37 محطة وأسطولاً يتكون من 110 قطارات و18 ترامًا تعمل فـي معظم ساعات اليوم.
وسيتم تقليص المدة الزمنية بين قطار وآخر من 5 دقائق إلى 165 ثانية، أي ما بين دقيقتين ونصف إلى ثلاث دقائق حتى يتواجد قطار على جميع الخطوط ما يتيح زيادة ومضاعفة السعة الاستيعابية فـي خطوط المترو الثلاثة.
وسيتمكن حاملو بطاقات «هيا» (الخاصة بدخول قطر خلال فترة المونديال) وبطاقة «تذاكر الملاعب» من التنقل بالمترو والترام بالمجان أثناء البطولة اعتباراً من 10 نوفمبر إلى 23 ديسمبر، أما غير حاملي بطاقة «هيا» فستتوفر لهم بطاقات الرحلات والتذاكر الأسبوعية فـي جميع المحطات.
بدورها، أعلنت شركة مواصلات «كروة» عن تشغيل أكثر من 2300 حافلة تعمل على مدار اليوم وتتوزع على أكثر من 80 طريقاً.
كما تمّ توفـير 3000 سيارة أجرة تابعة لشركة «كروة» و11500 سيارة عبر تطبيق «أوبر» و3500 سيارة من خلال تطبيق «كريم» جاهزة لخدمة جماهير كأس العالم.
وسيخصص شارع «الكورنيش» فـي قلب العاصمة للمشاة فقط بداية من 1 نوفمبر وحتى 19 ديسمبر، استعدادًا لاستضافة مجموعة متنوعة من الأنشطة لجماهير البطولة فـي منطقة «الكورنيش».
وستكون خدمات النقل لذوي الإعاقة متوفرة فـي جميع وسائل النقل من سيارات أجرة وحافلات ومواقف السيارات المخصّصة قرب الملاعب وأماكن الفعاليات وأيضا شبكة مترو الدوحة.
من سيستضيف كأس العالم 2030؟
تستضيف قطر كأس العالم 2022 فـي نوفمبر وديسمبر، على أن تُقام النسخة التالية فـي كندا والولايات المتحدة والمكسيك فـي عام 2026.
أما نسخة العام 2030 فقال رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم «اليويفا» ألكسندر تشيفرين، إنه متأكّد من إقامة كأس العالم 2030 فـي إسبانيا والبرتغال.
وقّع البلدان اتفاقاً فـي عام 2020، للمضي قدماً فـي عرض مشترك لاستضافة كأس العالم، حيث أصبح الاتفاق رسمياً فـي شهر حزيران/يونيو.
هذا وأضاف ألكسندر بواسطة فـيديو خلال افتتاح مؤتمر دولي لكرة القدم فـي لشبونة: «أنا متأكد من إقامة كأس العالم 2030 فـي إسبانيا والبرتغال»، متابعاُ بالقول: «هذا العرض هو الفائز، وسنبذل قصارى جهدنا لمساعدة دولتين متحمستين، تعيشان وتتنفسان كرة القدم ولديهما مقومات جيدة».
اقتُرح 14 ملعباً فـي 12 مدينة، ليكون من بين 11 ملعباُ فـي إسبانيا لاستضافة المباريات فـي حال نجاح العرض المشترك فـي تصويت الفـيفا فـي أيار 2024، وستعرض البرتغال من جهتها ثلاثة ملاعب أيضاً.
استضافت إسبانيا كأس العالم 1982، وفشلت فـي محاولتها مع البرتغال لاستضافة نسخة 2018، التي أُقيمت فـي روسيا. ولم يسبق للبرتغال استضافت كأس العالم، لكنها استضافت بطولة أوروبا لعام 2004.
هذا وقدّم كل من الأرجنتين وأوروغواي وتشيلي وباراغواي عرضاً مشتركاً لأميركا الجنوبية، وهو عرض قد يعيد ذكريات قديمة، خاصّة أن أوروغواي استضافت النسخة الافتتاحية لكأس العالم فـي عام 1930.
وفكّرت اتحادات كرة القدم الأربعة فـي المملكة المتحدة فـي التقدّم بعرض مشترك مع أيرلندا، بينما خطّطت بلغاريا وصربيا واليونان ورومانيا لتقديم عرض مشترك، رغم إلغاء العرضين فـيما بعد.
أعلن المغرب فـي عام 2018، أنه سيقدم عرضاً لاستضافة البطولة فـي عام 2030، بينما ذكرت تقارير لاحقة إلى إمكانية حدوث ذلك ضمن عرض مشترك مع السعودية ومصر. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الصين من جهتها، قد تقدم عرضاً أيضاً.
قطر وتاريخ إنجازاتها فـي كرة القدم
سيكون يوم 20 نوفمبر، يوماً هاماً جداً لكرة القدم القطرية، حيث سيقوم منتخب الرجال بالمشاركة فـي كأس العالم لأول مرّة كمضيف لهذه البطولة، بينما يواجه الاكوادور فـي استاد البيت للاحتفال بافتتاح كأس العالم 2022. وفـي هذه المناسبة لا بدّ من الإضاءة على المسيرة الكروية فـي قطر وتطوّرها:
1960: تمّ تشكيل الاتحاد القطري لكرة القدم، ليصبح بعد ثلاث سنوات، عضواً رسمياً فـي الاتحاد الدولي لكرة القدم.
1970: خاض المنتخب الوطني أول مباراة رسمية له ضدّ البحرين خلال كأس الخليج العربي الذي يُقام كل سنتين، وخسر بنتيجة 2-1.
1977: فازت قطر على البحرين فـي أول ظهور لها فـي كأس العالم، لكنها احتلّت المركز الثالث وفشلت فـي الخروج من المجموعة.
1980: أول ظهور لمنتخب قطر فـي كأس آسيا، تحت إدارة اللاعب والمدرب السابق لفريق برشلونة والبرازيل، إيفاريستو.
1984: وصل الفريق إلى نهائي كأس الخليج العربي للمرّة الأولى، لكنه خسر بنتيجة 4-3 أمام العراق فـي ركلات الجزاء.
1992: تأهلت قطر لدورة الألعاب الأولمبية الصيفـية، حيث تغلّبت على مصر وتعادلت مع كولومبيا. وفـي العام عينه، فاز الفريق بأول كأس خليجي، حيث فاز بأربع من أصل خمس مباريات فـي البطولة.
1997: تأهلت قطر للدور الأخير من التصفـيات المؤهلة لكأس العالم 1998، لكنها فشلت فـي التأهل بعد خسارتها أمام السعودية فـي المباراة الأخيرة. فكان لهذا الفوز أن يضمن مكاناً لقطر فـي كأس العالم 1998 الذي أُقيم فـي فرنسا.
2004: فازت قطر للمّرة الثانية بكأس الخليج العربي، وهذه المرّة كانت المضيفة لها أيضاً.
2006: فازت قطر بأول ميدالية ذهبية لها فـي دورة الألعاب الآسيوية، من خلال فوزها على العراق فـي النهائي.
2014: عام مؤثر فـي كرة القدم القطرية، حيث خسر الفريق مباراة واحدة فحسب طوال العام، وفاز فـي اتحاد غرب آسيا لكرة القدم وفـي بطولة كأس الخليج العربي.
2019: بالرغم من كلّ الصعاب، فازت قطر للمرّة الأولى فـي كأس آسيا. وفـي طريقها نحو اللقب، هزمت أيضاً كوريا الجنوبية فـي ربع النهائي وفازت بالبطولة على اليابان فـي النهائي. وفـي العام نفسه، دُعيت قطر للعب فـي كوبا أميركا، حيث، بعد تعادلٍ مثير بنتيجة 2-2، خسرت المباراتين التاليتين.
2021: تمّت دعوة الفريق للعب فـي كأس الكونكاكاف الذهبية، حيث وصل إلى نصف النهائي، قبل أن يخسر بنتيجة 1-0 أمام الولايات المتحدة المضيفة.
كادر
متحف «عالم كرة القدم»
احتفاءً بالحدث التاريخي لأول بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ تُقام فـي المنطقة، يحتضن متحف قطر الأولمبي والرياضي 3-2-1، معرض «عالم كرة القدم» فـي الفترة الممتدة من 2 تشرين الأول / أكتوبر 2020 حتى 1 نيسان / أبريل 2023. ويتناول هذا المعرض الأصول الأولى للعبة كرة القدم وتأسيس كأس العالم FIFA، حيث يأخذ زواره فـي رحلة عبر تاريخ اللعبة وقدرتها على تقريب الناس على الرغم من اختلاف أعمارهم وجنسياتهم وجنسهم وثقافاتهم. ويندرج المعرض تحت مظلة مبادرة «قطر تُبدع»، الحركة الثقافـية الوطنية التي ترعى وتروج وتحتفـي بتنوع الأنشطة الثقافـية فـي قطر على مدار العام، فـي سعيها لربط الجماهير فـي قطر وحول العالم بالصناعات الإبداعية فـي قطر.
ينقسم المعرض إلى جزأين، مستلهمًا فكرته من سير مباراة كرة القدم ومحاكيًا إياه على امتداد شوطين، إذ يتناول القسم الأول، «كرة القدم للجميع، وجميعنا لكرة القدم»، الإقبال العالمي على كرة القدم، فـيما يأخذ القسم الثاني، «الطريق إلى الدوحة»، الزوار فـي رحلة من أول مباريات كأس العالم FIFA للرجال التي أقيمت فـي الأوروغواي عام 1930 إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2022، والتي ستُقام فـي استاد لوسيل فـي 18 كانون الأول/ديسمبر 2022. وفـيما تنطلق المباريات وتتفجر معها الإبداعات الكروية، ينبثق القسم الأخير، «نكتب التاريخ»، كأنه الوقت بدل الضائع، يكبر محتواه تدريجيًا خلال فترة إقامة المعرض وبطولة كأس العالم فـي قطر 2022، حيث تُضاف قطع فنية من البطولة، مثل كرات القدم والأحذية والأوشحة والتذاكر والملصقات والبضائع الرسمية وغيرها، حيث تُوثّق الإنجازات التاريخية التي تُحقق فـي هذه النسخة وتحتفـي بالأحداث التي تصنع التاريخ فـي قطر.