لأول مرة فـي التاريخ
ست سيدات يشاركن فـي التحكيم فـي مونديال قطر
لأول مرة فـي تاريخ كأس العالم تشارك ٦ نساء من بين ١٠٥ حكام فـي تحكيم مباريات بطولة كأس العالم التي تنظّمها قطر بين نوفمبر وديسمير، بعد أن دخلت النساء الحكمات فـي كبرى البطولات الدولية والقارية على مستوى الاندية والمنتخبات. وستقود ٣ نساء مباريات البطولة كحكمات ساحة رئيسيات، بينما ستكون الحكمات الـ ٣ الأخريات حكمات مساعدات للحكام الأساسيين. وقد تمّ اختيار هؤلاء الحكمات بالنظر إلى جودة ادائهنّ خلال بطولات الفـيفا وباقي المنافسات الدولية والمحلية فـي السنوات الماضية.
الفرنسية ستيفاني فرابار
تم تعيين فرابارفـي قائمة الحكام الدوليين للفـيفا فـي 2009، وحكّمت العديد من المباريات البارزة. وكانت أول امرأة تحكّم فـي مباراة أوروبية كبرى للرجال عندما تولت قيادة كأس السوبر الأوروبي 2019 ، بين ليفربول وتشيلسي فـي 14 أغسطس 2019، كما أنها ستصبح أول حكمة رئيسية فـي بطولات فـيفا لكأس العالم خلال مونديال قطر.
منذ عام 2011، تحكم فرابار المباريات فـي الدوري الفرنسي الدرجة الوطنية، القسم الثالث لكرة القدم للرجال فـي فرنسا.
فـي عام 2014، أصبحت فرابار أول امرأة تحكم فـي الدوري الفرنسي الدرجة الثانية، المستوى الثاني من كرة القدم للرجال المحترفـين فـي فرنسا. شاركت كحكم فـي كأس العالم للسيدات 2015 فـي كندا. فـي 3 ديسمبر 2018 تم تعيينها لتولي مهام كأس العالم للسيدات عام 2019 فـي فرنسا. بعد انتهاء دور الـ16، تمّ الإعلان عن اختيارها من بين 11 مسؤولًا سيتم الاحتفاظ بهم للفترة المتبقية من البطولة. وتمّ اختيارها لتُحكّم نهائي البطولة التي تمّ لعبها فـي 7 يوليو 2019 بين الولايات المتحدة وهولندا.
فـي أبريل 2019، تمّ الإعلان أنها ستصبح أول حكم أنثى فـي الدوري الفرنسي الدرجة الأولى. فـي 28 أبريل 2019، حكّمت أول مباراة لها فـي الدوري الفرنسي. فـي 2 أغسطس 2019، تمّ الإعلان عن تعيينها للتحكيم فـي كأس السوبر الأوروبي 2019.
الرواندية ساليما موكاسانغا
هي من مواليد 1988 وهي حكم كرة قدم دولي من رواندا مدرجة فـي FIFA منذ عام 2012. كانت مسؤولة فـي كأس العالم للسيدات فيفا 201٩ فـي فرنسا. فـي عام 2022، أصبحت أول امرأة تحكم فـي كأس إفريقيا للأمم، كما أدارت فريقًا من الحكام فـي كلّ من الأولمبياد، وكأس العالم للسيدات، وكأس الأمم الأفريقية للسيدات، ودوري أبطال أفريقيا للسيدات. وهذا العام كانت واحدة من ثلاث حكام تم اختيارهنّ لإدارة كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها قطر. هكذا تصبح موكانسانغا أول امرأة أفريقية تتولى التحكيم فـي بطولة كأس العالم للرجال.
اليابانية يوشيمي ياماشيتا
تعتبر حكمة كرة القدم اليابانية يوشيمي ياماشيتا، إحدى ثلاث حكمات ستشاركن للمرة الأولى فـي مونديال للرجال فـي قطر 2022. وعن هذه المشاركة تقول ياماشيتا إنها: «حلم ومسؤولية كبرى».
واختيرت ياماشيتا، وهي من مواليد طوكيو فـي 1986، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بين 36 حكمًا لإدارة مباريات مونديال 2022، بعد مسيرة حافلة أدارت خلالها مباريات فـي بطولات محلية ودولية منها مونديال السيدات 2019 ودوري أبطال آسيا ومنافسات كرة القدم فـي أوليمبياد طوكيو.
وقالت ياماشيتا: «لم أكن أتوقع أن تتاح لي فرصة كهذه. أشعر بمسؤولية كبيرة للمشاركة كحكمة، وتمثيل اليابان وآسيا».
وأكدت ياماشيتا أن التحكيم فـي مونديال للرجال لن يختلف كثيرا نظرًا لأنها «نفس الرياضة فـي نهاية المطاف» التي تعمل فـيها منذ أعوام، رغم اعترافها أنها تعد نفسها بدنيًا من أجل التأقلم على سرعة اللعب، وكذلك نفسياً للتعامل مع الضغط.
وتتدرّب ساعتين لمدة ستة أيام فـي الأسبوع، فضلا عن تدريب ذهني «للاستمتاع بدون الشعور بقدر مفرط من المسؤولية»، مؤكدة أنها «تشعر بالتركيز أكثر من الضغط» فور أن تبدأ الكرة فـي التحرك بين اللاعبين، كما أنها تحاول تحويل هذا الضغط إلى طاقة قبل المباريات.
وأكّدت ياماشيتا أنها لم تتعرّض مطلقًا للعنصرية أثناء مسيرتها فـي اليابان حيث تشعر بأن «الوضع يتحسن بمرور الوقت» فـي هذا الصدد، رغم أنها تناهت إلى أسماعها فـي مستهل مشوارها تعليقات مثل «حسنًا والآن تأتي امرأة لتصبح حكمًا»، لكنها ترى أن هذه الأحكام «ليست من منطلق سوء النية».
وتابعت «لكنني لم أعد أسمع مثل هذه الكلمات الآن، ما يدفعني للاعتقاد بأن شيئاً ما قد تغيّر وأن زميلاتي من الحكمات اكتسبن الخبرة»، معربة عن أملها فـي أن يشهد المستقبل «تمكّن مزيد من النساء من تحقيق أحلامهنّ» وأن يدرن أهم المباريات، وأكدت استعدادها للمساهمة فـي «التعريف بوجود نساء حكمات».
وكشفت أنها شخصيًا انجذبت إلى كرة القدم بفضل شقيقها الأكبر وبعد ممارستها هذه اللعبة فـي الجامعة، خاضت تجربة التحكيم تحت إشراف ماكوتو بوزونو وهي حكمة شاركت إلى جوارها ياماشيتا فـي إدارة مباريات خلال طوكيو 2020 ودوري أبطال آسيا.
وثلاث حكمات مساعدات
البرازيلية نويزا باك
هي حكم مساعد من البرازيل من مواليد 1984، بدأت مسيرتها فـي عالم التحكيم عام 2005، حيث شاركت فـي تحكيم مباريات الهواة، بقيادة Maravilhense de Desportos League، المنتسب إلى اتحاد Santa Catarina لكرة القدم.
بعد عام، شاركت فـي التقييم السنوي لاتحاد سانتا كاتارينا لكرة القدم، وبالتالي انضمّت الى الاتحاد فـي عام 2006.
فـي عام 2008، ظهرت لأول مرة فـي كرة القدم الاحترافـية، وشاركت فـي التحكيم فـي مباريات بطولة ولاية سانتا كاتارينا، وفـي نفس العام، تمت دعوتها مرة أخرى للمشاركة فـي التقييم الذي سيؤلف فريق عمل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، وهذه المرة تم إدراجها فـي القائمة الوطنية من الجهاز الفني الذي تم تشكيله فقط للعب فـي كأس البرازيل للسيدات.
أما فـي عام 2008 فقرّرت الاستثمار فـي مسيرتها، سعياً وراء التحسين فـي دورة مدتها ستة أشهر فـي Balneário Camboriú، حيث حصلت على شهادة المركز الأول فـي فصل الدورة التدريبية للحكام التي يعقدها اتحاد Catarinense لكرة القدم سنويًا.
وفـي عام 2009، تمّت دعوتها لإجراء تقييم الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، حيث تمّت الموافقة عليها وبالتالي بدأت تاريخها فـي الاتحاد البرازيلي لكرة القدم. فـي السنوات التالية، فـي 2010 و2011، واصلت التحكيم فـي المسابقات الحكومية والوطنية.
وفـي عام 2012، أدرج اسمها فـي قائمة الحكام الطموحين فـي FIFA، وتمّ اعتمادها فـي 2014. أما فـي 2 مايو 2016، فمثّلت بلادها من خلال المشاركة فـي تحكيم أولمبياد ريو دي جانيرو للسيدات. فـي عام 2019، شاركت فـي التحكيم فـي مباراة الذهاب من نهائي كأس البرازيل، بين أتليتيكو-بي آر إكس إنترناسيونال. كما شاركت فـي كأس العالم للسيدات، فـي نصف النهائي بين إنكلترا والولايات المتحدة.
أما فـي عام 2020، فشاركت لأول المرة فـي التحكيم لأول فـي مباراة دولية للرجال خلال كأس أميركا الجنوبية. وفـي عام 2021، شاركت فـي التحكيم فـي كأس العالم للأندية القطرية. فـي وقت لاحق من ذلك العام، تمّ اختيارها لدورة الألعاب الأولمبية فـي طوكيو.
وقد تمّ اختيارها هذا العام لتكون مساعدة فـي كأس العالم فـي قطر، كونها واحدة من ست نساء سيشاركن فـي تحكيم هذه البطولة لأول مرة فـي التاريخ.
المكسيكية كارين دياز ميدينا
فـي عام 2019 أصبحت المكسيكية كارين دياز ميدينا أول امرأة تحكم فـي مباراة الإياب من نهائي Liga MX Guard1anes 2020 بين بوماس وليون. علماً أنه تم اعتمادها كحكم مساعد من FIFA فـي عام 2018 وخدمت فـي العديد من بطولات الكونكاكاف بما فـي ذلك بطولة السيدات تحت 17 عامًا فـي ماناغوا ونيكاراغوا ودوري Scotiabank Concacaf League وبطولة الرجال تحت 20 عامًا فـي برادنتون فلوريدا. كانت أيضًا جزءًا من فريق التحكيم فـي التصفـيات الأولمبية للسيدات 2020 فـي هيوستن، تكساس.
ولدت كارين فـي أغواسكالينتس بالمكسيك، وهي تتحدث عن شغفها باللعبة وأحلامها وكيف تساهم برامج الاتحاد فـي تطوير مسيرتها المهنية.
أما عن كيفـية دخولها عالم التحكيم فـي كرة القدم فتقول ذات يوم، أثناء العمل فـي مقهى فـي أحد مراكز الرياضة الصغيرة، لم يصل الحكم المعين للمباراة. فسألها مدير الدوري إذا كانت ترغب فـي إدارة المباراة فقالت نعم. وقد أحبّت التجربة واستمتعت بها كثيرًا، منذ تلك اللحظة خصّصوا لها المزيد من الألعاب كل أسبوع وبالأموال المكتسبة، تمكنت من دفع تكاليف الكلية. وفـي مقابلة معها تقول ميدينا: «بادئ ذي بدء، أنا أحب كرة القدم. هذه مهنة تجعلك تقع فـي الحب أكثر فأكثر كل يوم حيث يمكنك مواجهة تحدي جديد كل يوم. إنها تجربة رائعة تشمل كل حواسك فـي كل لعبة».
أما عن أحلامها فتقول «حلمي الأكبر بصفتي حكمًا، هو الاستمتاع بكل لعبة من المباريات، مع بذل أقصى جهد عند التدريب، أو تقديم الاختبارات، أو إدارة المباراة. بالإضافة إلى ذلك، أن أكون قادرة على إحداث تأثير إيجابي على زملائي، أولئك الذين أتمتع بالعمل معهم ومشاركة بعض الوقت».
واليوم تقف ميدينا على مشارف التاريخ إذ ستكون قريباً من أوائل السيدات اللواتي سيشاركن فـي تحكيم مباريات المونديال.
الأميركية كاثرين نيسبيت
فـي ديسمبر 2021 أصبحت كاثرين نيسبيت أول امرأة تدير مباراة بطولة فـي الرياضات الاحترافـية للرجال فـي أميركا الشمالية، عندما شاركت فـي تحكيم بطولة كأس MLS بين كولومبوس كرو وسياتل ساوندرز.
أما عن دخولها عالم التحكيم فتقول: «لقد بدأت التحكيم منذ الطفولة كعمل صيفـي، وهذا جعلني منخرطًة فـي كرة القدم وفـي النهاية جعلني منخرطًة فـي الرياضة. لقد أحببت حقًا هذا المجال والسعي لأن أكون الأفضل فـيه هو ما دفعني حقًا لمواصلة المضي قدمًا».
وعن دخولها عالم التحكيم الاحترافـي فـي كرة القدم تقول «كنت أستاذة للكيمياء حتى أسبوعين قبل كأس العالم للسيدات فـي عام 2019. لقد أمضيت عشر سنوات فـي إجراء بحثي الخاص وبدء مختبري الخاص فـي الجامعة (جامعة توسون فـي بالتيمور). تتمثل خلفـيتي البحثية فـي اكتشاف طرق أفضل لتحليل المواد الكيميائية فـي الدماغ، وركز مختبرنا على تطوير وتحسين تقنيات أخذ عينات من المواد الكيميائية فـي الدماغ ثم تحليلها». عملها فـي المجال الكيميائي ساعدها فـي اتخاذ القرارات فـي المباريات إذ تقول: «أنا معتادة دائماً على اتخاذ القرارات وليست دائمًا بالأبيض والأسود. يتعلق الأمر بالقدرة على استيعاب الكثير من البيانات فـي وقت واحد – كيف يحدث التدخل فعلاً، ورد فعل اللاعب، ما الذي يحدث فـي اللعبة – واتخاذ أفضل القرارات. الحكام مكرسون أيضًا بشكل لا يصدق لأدوارهم. نحن نأخذ المباريات على محمل الجد مثل اللاعبين. استعدادنا فـي الواقع مشابه تمامًا لما يقومون به». خاصة أن السيناريوهات فـي كرة القدم تتغير دائماً وهي لا تحدث أبداً بنفس الطريقة بالضبط مرة أخرى، اللعبة تتغير دائما وهذا ما يجعل اتخاذ القرارات صعباً خاصة بالنسبة لكونها تعمل كحكم مساعد فـي قاعدة التسلّل، وهذا ليس دائمًا بالأبيض والأسود كما يبدو فـي بعض الأحيان.
كان ظهور نيسبيت الاحترافـي لأول مرة فـي عام 2013، فـي المباراة الافتتاحية للرابطة الوطنية لكرة القدم النسائية (NWSL) أمام حشد كبير من الناس.
تمامًا كما يتطلع الشباب إلى لاعبيهم المفضلين، ليس هناك شك فـي أن هذه المرأة ألهمت الحكمات الطموحات فـي جميع أنحاء العالم ليقدّمن أفضل ما لديهن ويصلن إلى القمة. . . خاصة وأن التحكيم فـي مباريات كأس العالم للرجال بات ممكناً للسيدات بعد هذه السابقة التاريخية التي ستسطّرها هؤلاء السيدات الرياديات خلال كأس العالم فـي قطر 2022.