لماذا يعتقد منتخب البرازيل أنه سيفوز بكأس العالم قطر 2022؟
مع بقاء شهر على كأس العالم لكرة القدم، فإن منتخب البرازيل هو من حصل على شعار “المنتخب المفضل”، بينما تسعى أمريكا الجنوبية إلى الفوز باللقب السادس.
ما حدث في الماضي قد يكون غير ذي صلة على وجه الخصوص في كأس العالم الذي سيُقام لأول مرّة في الشرق الأوسط، والنسخة الأولى التي ستحصل في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر.
لكن التاريخ قد يلعب دوراً، حيث جاءت كل انتصارات البرازيليين الأربعة الأخيرة في كأس العالم خارج أوروبا.
بالرغم من انهيارهم تحت الضغط كمضيفين في 2014، وأدائهم الضعيف في روسيا قبل أربع سنوات، فهم يتجهون إلى قطر في مسيرة هائلة وبفريق قوي من دون الاعتماد المفرط على نيمار.
ما من شكّ أنّه سيجذب أكبر قدر من الاهتمام، ولكن، المدرب تيتي لديه فريق رائع، فمن أليسون بيكر في المرمى، إلى فولاذ فابينيو وكاسيميرو في خط الوسط، ووتيرة فينيسيوس جونيور وتهديد كلّ من الهدّاف روبرتو فيرمينيو وريتشارليسون.
ومع ذلك، فإن علامة الاستفهام الكبيرة التي تحيط بالبرازيل هي أنّه لم يتم اختبارهم من قبل المعارضة الأوروبية الرائدة منذ أن تخلت بلجيكا عن جانب تيتي في كأس العالم 2018، خلال الربع النهائي.
في المقابل، حرضت الأرجنتين ذكائها ضد إيطاليا في وقت سابق من هذا العام في لندن وكوبا أمريكا، حيث انتصر الفائزون بنتيجة 3-0. سيتجه أبطال العالم الذين فازوا مرتين بكأس العالم أيضاً إلى قطر، وهُم في حالة جيدة، فلم يُهزم هذا المنتخب خلال 35 مباراة منذ خسارته أمام البرازيل في 2019 كوبا أمريكا.
ليس للمدرب ليونيل سكالوني، الذي يحتل حالياً المركز الثالث عالمياً، نفس عمق الجودة التي تتمّتع بها البرازيل، ولكن هناك عدد كافٍ من اللاعبين الجيدين لإظهار أفضل ما يمكن أن يقدّمه ليونيل ميسي، الذي سجل تسعة أهداف في آخر 3 مباريات أُقيمت في بلاده. ففي سن الخامسة والثلاثين، تُعدّ هذه الفرصة الأخيرة لميسي للفوز بكأس العالم، ومن الممكن أن يكون هذا الدافع له تأثير قوي.
وفي هذا السياق، قال ميسي مؤخراً: “من المحتمل جداً أن تكون هذه مشاركتي الأخيرة في كأس العالم، نعم، لقد دخلناها بفريق قوي ومجهز تجهيزاً جيداً، ولكن يمكن حصول أي شيء. فكل مباراة صعبة للغاية، ولا يفوز المفضلون دائماً”.
انظر فحسب إلى فرنسا عام 2002، عندما قاد الفريق زين الدين زيدان وهو مصاب، إلى كوريا الجنوبية بصفته حامل لقب أبطال أوروبا، فقط ليتحطم في دور المجموعات من دون تسجيل أي هدف. وبعد عقدين من الزمن، فاز منتخب فرنسا لكرة القدم مرة أخرى، ومع ذلك، ثمّة أمر ليس بصحيح في فريق ديدييه ديشان.
ومن جهته، كان كيليان مبابي منشغلاً بالتقارير التي يريدها خارج باريس سان جيرمان، بينما كانت الإصابات تتكاثر.
سيغيب نغولو كانتي الشامل عن البطولة، بينما يكافح بول بوغبا لاستعادة لياقته بعد العملية الجراحية التي خضع لها في الركبة.
ومن ناحية أخرى، يملك ديشان بالفعل ثنائي مذهل، يتألف من مبابي وكريم بنزيما، الفائزين بجائزة الكرة الذهبية.
وفي هذا الصدد، علّق بنزيما قائلاً: “أتمنى أن أكون في تشكيلة قطر، وأن أذهب إلى كأس العالم وأفعل كل شيء للفوز به”.
على الأقل ستكون فرنسا موجودة، على عكس إيطاليا التي فشلت في التأهل بعد عام من الفوز ببطولة أمم أوروبا.
سيمثل التشكيل مشكلة لإنجلترا، التي خاضت ست مباريات بدون أي فوز في حملة كارثية في دوري الأمم الأوروبية، ومن المقرر أيضاً أن يظهر المنتخب من دون الظهير الأيمن الهائج ريس جيمس بسبب إصابته، فهو يُعتبر أحد أفضل لاعبيهم.
ليس من الواضح ما إذا كانت ألمانيا بالفعل أفضل من الطرف التي خرج من بطولة أمم أوروبا 2020، في دور الستة عشر، على الرغم من استبدال المدرب يواخيم لوف بهانسي فليك منذ ذلك الحين.
لقد عادت هولندا، ولكن هل هم، أو في هذا الصدد هل تبدو بلجيكا حقاً وكأنها فائزة محتملة بكأس العالم؟
تتساءل البرتغال عما إذا كانوا بحاجة إلى طرد كريستيانو رونالدو وإعطاء مساحة أكبر لنجومهم الشابة للهجوم.
ويبقى أيضاً أن نرى ما إذا كانت إسبانيا تمتلك الدفاع أم الهجوم لتصل لكل تلك المسافة، وهذا يترك سؤالان آخران يتعين الإجابة عليهما.
هل يمكن أن تظهر حزمة مفاجأة أوروبية، مثل كرواتيا في عام 2018؟ إذ كان الأمر كذلك، فقد تستحق الدنمارك وصربيا المشاهدة.
وفي المقابل، هل يمكن لساديو ماني من منتخب السنغال أن يذهب بعيداً في عودة الفوز بكأس الأمم الأفريقية؟ أما البرازيل والأرجنتين، ومن خلال الفوز بمجموعاتهم، سيتم تعيينهم في دورة للّقاء في الدور نصف النهائي مع الجائزة الكبرى.
يبدو هذا الأمر معقولاً في الوقت الحالي، لكن مع قيام البطولات المحلية وصولاً إلى نهائيات كأس العالم، يمكن للكثير أن يتغير خلال الأسابيع القليلة القادمة.