لاعب إستثنائي
وائل عرقجي يقود لبنان الى بطولة العالم في كرة السلّة
بعد أكثر من 12 عاماً من الغياب عن بطولة كأس العالم لكرة السلّة نجح كابتن المنتخب اللبناني وائل عرقجي بإعادة زمن المجد لمنتخب الأرز من خلال قيادة فريقه للتأهل الى كأس العالم لكرة السلّة 2023، بعد الفوز الذي حقّقه ضدّ منتخب الهند. علماً أن المنتخب اللبناني كان قد تلقى دفعة كبيرة في مسيرته بالتفوّق على الفلبين، ومن قبلها احتلال المركز الثاني في كأس آسيا في يوليو خلف أستراليا المصنّفة ثالثة عالميًا.
يُعتبر وائل عرقجي لاعباً استثنائياً وقد اختير كأفضل لاعب في بطولة كأس آسيا لكرة السلة، على هامش بطولة آسيا بعدما ساهم في تحقيق العديد من الانتصارات لمنتخب لبنان، لا سيما أمام الفيليبين ونيوزيلندا في دور المجموعات، ثم أمام الصين في ربع النهائي، وبعدها في نصف النهائي أمام الأردن، وكان الأفضل تسجيلاً في النهائي أمام أستراليا بواقع 25 نقطة، رغم الخسارة بنتيجة 73-75.
واستطاع وائل عرقجي أن يجمع اللبنانيين جنباً إلى جنب، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعشيها بلد الأرز، إن كان على المستوى الاقتصادي أم السياسي، وحتى الأمني، وقد عبّر عرقجي عن واقع لبنان واللبنانيين حين قال: “لقد جئنا من بلدٍ مكسور وحزين، ونريد أن نفرح اللبنانيين”، وهذا ما نجح منتخب لبنان في فعله، في ظلّ غياب أي دعم رسمي.
مسيرة “رهيبة”
ولد وائل عرقجي الملقّب بـ”الرهيب” في العاصمة اللبنانية بيروت في الرابع من سبتمبر 1994، وهو الذي يبلغ طوله 193 سنتمتراً، وتوقع الجميع له مسيرة استثنائية منذ ظهوره الأول.
في عام 2012 ظهر وائل لأول مرة مع منتخب لبنان بالفئات العمرية، وساهم في احتلال بلاده المركز السابع في بطولة كأس آسيا تحت 18 عاماً، وهناك لفت انتباه سلوبودان سوبوتيتش، الذي كان مدرباً لنادي الرياضي بيروت المعروف عربياً وآسيوياً، وبالفعل انطلقت مسيرته على مستوى الأندية هناك.
خلال مواسمه السبعة مع الرياضي، فاز وائل عرقجي بلقب بطولة لبنان في أربع مناسبات كان آخرها في عام 2019، وكذلك حصد لقب أبطال آسيا لكرة السلة في عام 2017، وهو الذي كان قريباً من الانطلاق نحو النجومية واللعب لأحد أندية الدوري الأميركي للمحترفين في عام 2015، من خلال مشاركته في “إن بي إيه درافت”، لكن الحظ لم يحالفه.
في عام 2018، لعب وائل لفريق بيكونغ فلاي دراغونز، وخلال عام 2019 حصل على فرصة اللعب مع دالاس مافريكس في الدوري الصيفي للرابطة الوطنية لكرة السلة، وهي مسابقة خارج الموسم تنظمها الرابطة الوطنية للعبة هناك، تجتمع خلالها فرق الدوري الأميركي للمحترفين لتجربة قوائم صيفية مختلفة بدلاً من تشكيلات الموسم المعتادة.
وساعد عرقجي في عام 2020 نادي الشمال للفوز بالدوري القطري، وبدأ موسم 2020-2021 مع نفس الفريق وساهم في وصوله إلى نهائي المسابقة بمتوسط 26,4 نقطة.
ولم تتوقف إنجازات عرقجي عند هذا الحدّ، بل فاز بلقب الدوري التونسي مع فريق الاتحاد الرياضي المنستيري، ووصل معه لنهائي دوري أفريقيا لكرة السلة، إلا أنّه خسر أمام الزمالك في النهائي بنتيجة 76-73.
لعب بعدها عرقجي لصالح نادي الجهراء الكويتي في عام 2021، ليعود في 6 مارس 2022 إلى نادي بيروت، بعد غياب عن الدوري المحلي في ظلّ الظروف الصعبة التي عاشها بلده بسبب فيروس كورونا والأوضاع الاقتصادية، واستطاع معه حصد لقب البطولة بعد التفوّق على فريق الرياضي في النهائي.
على المستوى الدولي بلغ عرقجي نهائي كأس آسيا 2022 في النسخة التي اختتمت في العاصمة الإندونيسية جاكارتا، مع العلم أنّه حاز على الميدالية الذهبية في بطولة العرب التي أقيمت في دبي بفوز لبنان على تونس في النهائي بنتيجة 72-69.
بانتظار الاستحقاق الأكبر
واليوم يعلّق اللبنانيون آمالاً كبيرة على نجم منتخبهم لتحقيق نتائج مميزة في كأس العالم لكرة السلة 2023 الذي ينطلق في أغسطس المقبل وستقام في اليابان وأندونيسيا والفلبين. علماً أن هذه المرة الرابع التي يتأهل خلالها لبنان الى هذه البطولة العالمية والأولى منذ 12 عامًا، إذ كان منتخب لبنان، المصنّف 54 عالميًا، قد بلغ كأس العالم لكرة السلة لآخر مرة في عام 2010.