مهرجان البندقية الـ 78 يستعيد تألّقه
بعد دورة خافتة العام الماضي غاب عنها النجوم وقلّت فـيها المنافسة بسبب إجراءات الوقاية من فـيروس كورونا، استعاد مهرجان البندقية – المهرجان السينمائي الأقدم فـي العالم- بريقه، وقد انطلقت المنافسات على الأسد الذهبي فـي اليوم الأول من شهر سبتمبر الحالي سارقة الأضواء وأنظار محبي السينما الذين ينتظرون بشغف حفل توزيع الجوائز المتوقّع فـي 11 سبتمبر والمتشوقين لما تحمله هذه الدورة من مفاجآت.
يتضمّن برنامج المهرجان هذه السنة مزيجاً ذكياً من الإنتاجات الأميركية الضخمة والأفلام من فئة سينما المؤلف، ما يجعل منه ممراً لا بد منه فـي السباق إلى جوائز الأوسكار.
فـي العام الماضي، راهن المهرجان السينمائي الأقدم على الاستمرار مهما كلّف الأمر رغم الجائحة، ومنح الأسد الذهبي لأحد الأفلام الأميركية القليلة التي تمّ اختيارها ضمن المسابقة وهو «نومادلاند»، لكن لا المخرجة كلويه جاو ولا بطلة الفـيلم فرانسيس ماكدورماند تمكنتا من الحضور.
ويبدو جو المهرجان هذا العام أكثر ارتياحاً بفضل اللقاحات، ولو أن تطبيق الإجراءات الصحية الصارمة سيستمر، والتصريح الصحي سيكون إلزامياً.
وسيكون بإمكان نجوم كثر السير على السجادة الحمراء حتى الحفل الختامي فـي 11 سبتمبر، من كريستين ستيوارت فـي دور الليدي ديانا فـي فـيلم «سبنسر» إلى المخرج بابلو لارين، إلى بنديكت كومبرباتش، مروراً ببينيلوبي كروز وأنطونيو بانديراس.
افتتاح مميز
لبّى كبار السينمائيين العالميين النداء الموجّه إليهم للإسهام فـي نجاح هذه الدورة التي تشارك فـيها 59 دولة، وتمنح فـي حفل الإفتتاح جائزتين تكريميتين لكل من الممثلة الأميركية جيمي لي كيرتيس -جائزة الأسد الذهبي الفخرية تقديراً لكامل مسيرتها، وللممثل والمخرج والكاتب الإيطالي روبرتو بينيني -جائزة الأسد الذهبي للإنجاز مدى الحياة.
وخصّص للإفتتاح آخر فـيلم صوّره المخرج الإسباني العالمي بدرو ألمودوفار بعنوان parallel mothers مع بينيلوبي كروز وروسي دي بالما وميلينا سميث وإتيانا سانشيز خيخون ودانييلا سانتياغو.
تعزيز موقع «نتفليكس»
أبرز أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها مُخرج فـيلم «باراسايت» الكوري الجنوبي بونغ جون-هو، الحائز على السعفة الذهبية عام 2019 وأوسكار أفضل فـيلم فـي العام التالي، المُخرجة الصينية كلويه جاو والممثلة الفرنسية البلجيكية فـيرجيني إيفـيرا.
وستختار اللجنة الفـيلم الفائز من بين 21 شريطاً بينها خمسة فقط لمخرجات، إذ لم يبذل المهرجان هذه السنة الجهد نفسه الذي بذله العام الفائت فـي مجال تحقيق التكافؤ بين الجنسين، فقد ضم برنامجه عام 2020 ثمانية أفلام لنساء من أصل 18 فـيلماً، ويعود ذلك إلى التباطؤ فـي الإنتاج بسبب الجائحة، ما أثّر بشكل أكبر على المخرجات، على ما أوضح ألبرتو باربيرا.
وبين الأفلام المتنافسة ثلاثة فرنسية هي «آن أوتر موند» لستيفان بريزيه و«إيلوزون بيردو» لكزافـييه جيانولي و«ليفـينمان»، وهو اقتباس لرواية آني إيرنو عن موضوع الإجهاض من إخراج الفرنسية اللبنانية أودري ديوان.
كذلك تحظى السينما الأميركية اللاتينية بتمثيل جيد مع فـيلم «كومبيتانسيا أوفـيسيال» للأرجنتيني غاستون دوبرات و«سانداون» للمكسيكي ميشال فرانكو مع فريق دولي من الممثلين بينهم تيم روث وشارلوت غينسبور.
أما منصّة نتفليكس التي تواصل السعي إلى حصد مكانة فـي مجال السينما، فتسعى إلى الأسد الذهبي عبر فـيلمين، أولهما «إيستاتا لا مانو دل ديو» للإيطالي باولو سورينتينو، والثاني «ذي باور أوف دوغ» لجين كامبيون الفائزة بالسعفة الذهبية عام 1993 عن فـيلم «ذي بيانو».
أفلام عربية متنوّعة
يشارك مركز السينما العربية للمرة السادسة على التوالي فـي مهرجان البندقية السينمائي الدولي، الذي تشهد دورته الـ78 تواجداً مكثفاً لصناعة السينما العربية،
ويتنوّع التواجد العربي بين الأفلام والمشاريع المشاركة، والحلقات النقاشية، وحفلات الاستقبال، وإطلاق مجلة السينما العربية.
بالنسبة إلى الأفلام، يشارك فـي فعاليات المهرجان أربعة أفلام عربية، ففـي قسم آفاق، ينافس فـيلم «أميرة» للمخرج محمد دياب، وهو من إنتاج فـيلم كلينك بالمشاركة مع The Imaginarium Films، ويتعاون فـي توزيعه MAD Solutions وLagoonie Film Production، تدور كامل أحداث هذا الفـيلم فـي فلسطين عن الصبية المراهقة: أميرة (تارا عبود) المولودة نتيجة تلقيح مجهري من والدها السجين فـي أحد السجون الإسرائيلية فـي الأراضي المحتلة، وتجد نفسها فـي مثل هذا السن راغبة فـي معرفة سر حمل والدتها بها بينما والدها فـي السجن، مع: صبا مبارك، علي سليمان، قيس ناشف وليد زعيتر.
وفـي قسم آفاق إكسترا يشارك فـيلم «كوستا برافا» من لبنان للمخرجة مونيا عقل، نادين لبكي كممثلة ومعها الممثل الفلسطيني صالح بكري فـي دوري زوجان يقيمان بالقرب من مكب للنفايات فـي بيروت يقرّران الإنتقال إلى منزل فـي الجبل لكن مكباً آخر كان بإنتظارهما هناك.
كما يُعرض خارج المسابقة فـيلمان، هما: الفـيلم القصير «لا ترتاح كثيراً» للمخرجة اليمنية شيماء التميمي، وهو يعتبر المشاركة اليمنية الأولى فـي المهرجان، وفـيلم مملكة الصمت للمخرجة السورية ديانا الجيرودي.
وضمن ورشة فاينال كات فـينيسيا، سوف تمنح MAD Solutions جائزة الترويج والتوزيع فـي العالم العربي إلى واحد من مشروعات الأفلام العربية المنافسة فـي الفعاليات، كما يقدم مهرجان الجونة جائزة نقدية قدرها خمسة آلاف دولار بالإضافة إلى مشاركة مشروع الفـيلم فـي منصة الجونة السينمائية.
وينظّم مركز السينما العربية خلال المهرجان حلقة نقاشية بعنوان «الأساليب الجديدة لتمويل الأفلام فـي العالم العربي»، يشارك فـيها مجموعة من أهم الأسماء فـي صناعة السينما الدولية، ويبحثون فـي أهم اتجاهات وطرق التمويل السينمائي فـي العالم العربي. بالإضافة إلى ذلك، يطلق مركز السينما العربية العدد الجديد من مجلة السينما العربية، الذي يسلط الضوء على قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً فـي السينما العربية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأفلام العربية المشاركة فـي المهرجانات الدولية الكبرى، واستعراض نشاط السينما العربية منذ بدء الوباء حتى الآن.