من حلم تصميم الأزياء والغناء إلى إحتراف التمثيل توبا بويوكستون ممثلة من الدرجة الأولى تختار أدوارها بعناية وشهرتها عالمية
بجمالها الخالي من التكلّف والتبرّج، وإطلالتها وسحر نظراتها وأناقتها وموهبتها، وضحكتها التي تشي بالبراءة فضلاً عن أدائها المقنع، رسمت الممثلة التركية توبا بويوكستون طريقها الى قلوب جمهور المسلسلات التركية فـي أكثر من 111 بلداً حول العالم فأصبحت ودون أي مجال للجدل نجمة من الصف الأول، تختار أدوارها بعناية وتعرف كيف توازن بين حياتها المهنية المتألّقة واجباتها كأم لطفلتين.
تتمتّع هذه الممثلة التركية المتميّزة بنجومية كبيرة فـي بلدها تركيا وعلى مساحة العالم العربي، وتلقى أعمالها الكثير من الأعجاب فـي عشرات الدول، وصولاً الى الصين واليابان.
حلمها فـي الأساس، كان فـي أن تصبح مصمّمة أزياء، وفقًا لتخصّصها، ولما يتناسب مع شخصيتها، وأن تنجح فـي عالم الغناء، فـي ما لو أخذت مثل هذا الخيار. إلاّ أنها إنجذبت نحو التمثيل، الذي أصبح شغفها، ولم تكن تتوقّع أن تصل الى هذه الدرجة العالية والعالمية من الشهرة.
الشاشات تفتقدها. . فماذا تقول؟
حالياً تغيب توبا عن الموسم الدرامي لأنها وبحسب تصريحها: «لا يوجد عمل لفت إنتباهي ويستحق الإبتعاد عن طفلتَي وأحرمهما قبلة قبل النوم». وأضافت: «أقدّر رغبة المشاهدين وأشكرهم على حبّهم ورغبتهم برؤيتي فـي أحد الأعمال، ولكن عندما سأقوم بعمل ما، يجب أن أكون مقتنعة به أوّلاً ويستحق أن أتعب من أجله. فأنا لا أجد الطاقة الكافـية لتصوير حلقة مدتها ساعتين فـي الأسبوع من أجل عمل غير مقتنعة به».
وقد إستغلت فترة الحجر منزلي لقضاء الوقت مع توأميها مايا وتوبراك، علماً أنها إنفصلت حديثاً عن حبيبها رجل الأعمال أوموت أفـيرجان.
وكشفت تقارير صحافـية أن توبا وأوموت تركا بعضهما منذ بداية أزمة فـيروس كورونا، ورغم أنها وأوموت نجحا فـي حل الخلافات التي نشبت بينهما طوال هذه الفترة، إلاّ أنهما قرّرا كتابة نهاية قصة حبهما هذه المرة.
شهرة عالمية
على الرغم من أن حلم توبا فـي الأساس، كان فـي أن تصبح مصمّمة أزياء، أو أن تحترف عالم الغناء. إلا أنها إنجذبت نحو التمثيل، الذي أصبح شغفها، وحقّقت من خلاله درجة عالية من الشهرة ليس على مستوى تركيا وإنما على مستوى العالم.
فهي حاصلة على جائزة أفضل ممثلة عن دورها فـي فـيلم «الوردة الصفراء»، من «مهرجان بار التلفزيوني الدولي» فـي جمهورية صربيا ومونتينغرو، عام ٥٠٠٢، وجائزة أفضل ممثلة، عن دورها فـي مسلسل «سنوات الضياع» عام ٧٠٠٢، و«عاصي» عام ٨٠٠٢ والعشق الأسود عام ٥١٠٢، من جامعة إسطنبول.
كذلك رشّح مسلسلها «عاصي» عام ٩٠٠٢ فـي «مهرجان مونتي كارلو التلفزيوني» الحادي والخمسين، كأفضل مسلسل تلفزيوني.
وسُميت عام ٤١٠٢، لجائزة «إيمي أواردز الدولية» فـي دورتها الـ ٤٢ كأفضل ممثلة، وذلك لدورها فـي مسلسل «٠٢ دقيقة».
وتمّ تعيينها فـي العام نفسه، كسفـيرة للنوايا الحسنة لحقوق الأطفال، من قبل منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة؛ وحصلت نتيجة ذلك، على «جائزة جيوسيبي سياكا» الدولية عام ٥١٠٢. وقد عيّنت كعضو لجنة التحكيم فـي المهرجان الدولي للفـيلم الآسيوي شهر أكتوبر ٧١٠٢.
كما أنها تحمل فـي جعبتها العديد من الجوائز الأخرى من جمعيات ومجلات ومواقع تركية مختلفة.
ونظراً لقاعدة جمهورها الواسعة اعتمدت توبا كممثلة ترويجية لمنتجات العديد من العلامات التجارية ولعل أبرزها علامة بانتين التي بدأت عقدها معها منذ 2008.
كذلك تمثّل توبا سفـيرة للكثير من العلامات التجارية الراقية مثل علامة «إي دبليو سي شافهاوزن» السويسرية، التي اعتمدتها سفـيرة لها فـي تركيا. وعلامة «أرتي مدريد» لصناعة الحلى والمجوهرات، التي اعتمدتها كأول سفـيرة لها فـي الشرق الأوسط.
مسلسلات وأفلام كثيرة أثبتت جدارتها وكرّست نجاحها
إسمها الكامل Hatice Tuba Büyüküstün، وهي من مواليد مدينة إسطنبول، فـي الخامس من يوليو ٢٨٩١. معروفة بشكل خاص فـي العالم العربي، بإسم «لميس» أو «عاصي»، كما وردت هذه التسمية فـي الدبلجة العربية لبعض أعمالها الذائعة الشهرة.
تخرّجت من ثانوية «دوغوس هاي سكوول”، ثم تابعت دراسات عليا فـي قسم «تصميم الأزياء وهندسة ديكور المسرح»، فـي «جامعة معمار سنان للفنون الجميلة»، وعملت خلال هذه الفترة فـي مجال الإعلانات التجارية منذ العام 2000.
دخلت عالم التمثيل بعد أن إلتقت بـ«تومريس جيريتلي أوغلو»، الذي كان يعتبر من أبرز المخرجين، وعرض عليها المشاركة فـي مسلسلات وأفلام تركية.
وكان أول ظهور لها فـي مسلسل تلفزيوني فـي الأربع حلقات الأخيرة من مسلسل «سلطان مقامي»، الذي عرض على قناة «دال» التركية، وذلك بدور «نسرين» عام ٣٠٠٢؛ وتتالت بعده الأدوار فظهرت فـي مسلسل «إكليل الورد» أو «شمبيريمد غول أويا»، بدور «ظريفة» بالتركية، أو«جميلة» بالعربية عام ٤٠٠٢. وقد برزت كنجمة ساطعة فـي مسلسل «سنوات الضياع» بدور البطولة، مجسّدة شخصية «فـيليز تكينار» بالتركية و«لميس» بالدبلجة العربية، من ٥٠٠٢ الى ٧٠٠٢، الى جانب «بولنت إينال»، وهو المسلسل المشوق الذي لفتت فـيه أنظار الملايين، وشكّل لها إنطلاقة نوعية فـي مسيرتها الفنية؛ كذلك شهد مسلسلها التالي «عاصي» بدور «عاصي كوزكو أوغلو»، من ٧٠٠٢ الى ٩٠٠٢، الى جانب «مراد يلدريم» بدور «أمير دوغان»، نجاحاً واسعاً وإنتشر فـي أكثر من ٧٦ دولة مختلفة.
وتابعت مسيرتها الفنية مع مسلسل «بائعة الورد»، بدور الفتاة الغجرية الفقيرة وصاحبة الصوت الجميل «حسرة»، أو «لميس» بالدبلجة العربية، عاميّ ٠١٠٢ و ١١٠٢، الى جانب «جانسيل إلتشين» بدور أستاذ الموسيقى مراد ؛ وهو المسلسل الذي مثلت فـيه كذلك مع «أنور صايلاك»، الذي جسّد شخصية «رأفت»، وأصبح زوجها عام ١١٠٢، بعد أن إنغرما فعلاً ببعضهما البعض.
كذلك تألّقت فـي مسلسل «٢٠ دقيقة» عام ٣١٠٢، بدور «ملاك» زوجة «علي هلسكار»، وهو مسلسل من ٩٥ حلقة، تمّ توزيعه فـي ١١١ دولة مختلفة حول العالم، مستوحى من فـيلم بوليسي فرنسي، وحصل على نجاح واسع؛ و«العشق الأسود» بدور البطولة، وبشخصية مصمّمة الجواهر «ايليف دينيزر» عامي ٤١٠٢ و ٥١٠٢، الى جانب الممثل «إنجين أكيوريك»، الذي جسّد شخصية المحقّق «عمر ديمير»؛ و«جسور والجميلة» الذي قامت فـيه بدور البطولة، وجسّدت شخصية «سوهان كورلوداغ» عام ٦١٠٢، الى جانب النجم «كيفانش تاتليتوغ» بدور «جسور»؛ وكلها مسلسلات ناجحة طبعت مسيرتها.
أما أحدث أعمالها فهو مسلسل تاريخي يعرض حالياً على المنصة الرقمية «نتفليكس» بالإنكليزية، مع الترجمة اللازمة، بعنوان «نهضة الأمبراطورية العثمانية» («رايز أوف إمبايرز: أوتومان»، فـي عنوانه الأساسي)، بدور الأميرة الصربية «مارا خاتون» التي تزوجت السلطان مراد الثاني؛ علماً بأن نسبة مشاهدة المسلسل خارج تركيا فاقت الـ ٥١ مليون مشاهدة، وفقاً لبعض الإحصاءات. إلا أنها تعرّضت رغم ذلك لإنتقادات واسعة النطاق من قبل العديد من المتابعين، بسبب ظهورها فـي أحد المشاهد «الجريئة» فـي سياق المسلسل.
إضاقة الى اللائحة الطويلة من المسلسلات أدّت توبا أدواراً فـي الأفلام السينمائية أو التلفزيونية، وكان أبرزها فـيلم تلفزيوني بعنوان «غوليزار» عام ٤٠٠٢، أو «الوردة الصفراء» فـي نسخته العربية، بدور غوليزار، أو «إليسار» بالعربية؛ وفـيلم تلفزيوني آخر بعنوان «إسال يولو»، «طريق الحب»، بدور «دينيز» أو «لميس» بالعربية، الى جانب «بولنت إينال» عام ٥٠٠٢؛ وفـيلم سينمائي بعنوان «أبي وإبني» بدور «آيسون» فـي العام نفسه؛ وفـيلم «الإمتحان» أو «سناف» عام ٦٠٠٢، قامت فـيه بدور المعلمة «زينب إيرز»، الى جانب الممثل البلجيكي العالمي «جان كلود فان دام»؛ و«إسأل قلبك»، بدور البطولة، جسدت فـيه دور «أسماء» عام ٠١٠٢؛ و«الفستان الضيق» بدور هيلين ؛ وفـيلم قصير بعنوان «الغابة» بدور زينب؛ و«ذكريات الرياح» بدور زيبور عام ٥١٠٢؛ وفـيلم «إسطنبول الحمراء» عام ٧١٠٢، بدور «نوال»، شاركها بطولته «خالد آرغنش».
والغناء من مواهبها الإضافـية
ترافق أفلامها ومسلسلاتها أغان متناغمة ومتنوّعة عديدة. واللافت أن صوت «توبا» جميل فعلاً، وإن كانت لا تحترف الغناء.
ومن الأغاني التي تحبها، أغنية «ساينيزده»، التي يعود إصدارها لعام ٥٩٩١ لـ«أركان ساتشي»، ومعنى الكلمة بالعربية «بفضلكم». وقد قامت بتأديتها بصوتها الرخيم، فـي فـيديو غنائي جاذب نشرته عبر قناتها على «اليو تيوب» عام ٩١٠٢، بعد أن أعادت كتابتها مع الفنان وعازف البيانو «أوزير عتيق».
ابنة مدلّلة ووالدة محبة
منذ طفولتها حظيت «توبا» من والدها «سردار» ووالدتها «هاندان»، بمحبة حصرية وكاملة، كونها إبنتهما الوحيدة؛ وإن كانت والدتها تفضل لها اليوم، بالإضافة إلى نجاحها الفني، حياة عاطفـية وزوجية أكثر محافظة وإستقرارًا.
ينحدر أهلها من مدينة «أرزوروم» التركية شرقي الأناضول، علمًا بأن أسرة والدها سكنت سابقًا فـي جزيرة «كريت» اليونانية، وأسرة والدتها فـي شبه جزيرة القرم.
حياتها الأسرية لم تعرف الإستقرار لغاية تاريخه، لظروف يختبرها العديد من الفنانين، بفعل تعارض الإرتباطات الشخصية والمهنية فـي بعض الأحيان، أو بفعل الغيرة المفرطة.
بعد إرتباطها بعلاقات عاطفـية لم تكتمل مع معارف وزملاء، ولا سيما مع الممثل «بولنت إينال»، تزوجت فـي ٨٢ يوليو ١١٠٢ فـي باريس، من الممثل التركي «أونور صايلاك»، الذي كانت إلتقته خلال تمثيله الى جانبها فـي مسلسل «بائعة الورد»، ورزقت منه بإبنتين توأمين تحملان إسم «توبراك» و«مايا» مطلع عام ٢١٠٢. إلا أن العلاقة الزوجية بينهما لم تدم سوى بضع سنوات، فإنفصلا فـي الخامس من يونيو ٧١٠٢، بالرغم من إستصعابها لهذه الخطوة التي كانت تفضّل تجنّبها لو أمكن ذلك، وفقاً لما صرحت به.
بعد الطلاق عاشت علاقة عاطفـية مع رجل الأعمال «أوموت أفـيرجان»، الذي يصغرها بسبع سنوات. وإنتشرت لها بعض الصور على ضفة مسبح فـي أحد منتجعات مدينة «بودروم» عام ٨١٠٢؛ وهي صور اثارت إنزعاج والدتها بشكل خاص على ما أفـيد، خاصة وأنها وصفت بـ«غير اللائقة»، وأنه «لا بد من أن تؤثر سلباً على إبنتيها أمام رفاقهن، وهما قد أصبحتا فـي الثامنة من العمر».
إلا أن هذه العلاقة لم تنجح كذلك وقرّرا إنهاءها مع بداية فـيروس كورونا حيث تفرّغت توبا لإمضاء الوقت مع ابنتيها.
«الجمال الطبيعي هو الأكثر جذباً ورونقاً»
لا تمضي توبا وقتاً طويلاً فـي الإعتناء بمستلزمات الماكياج والتبرج، إذ تعتبر أن الجمال الطبيعي هو الجمال الأكثر جذباً ورونقاً، إضافة الى أن المواد الكيميائية تدمر الجلد. وتكتفـي فـي هذا المجال بالأساسيات، أي بتحديد أطراف العينين بقلم الماكياج، وبحماية بشرتها من أشعة الشمس، ووضع الكريمات المرطبة لها فـي الليل والنهار، حفاظاً على نضارتها، وتناول الطعام الصحي، وشرب الكثير من الماء والسوائل، مع عناية خاصة بصحة وحيوية شعرها، الذي يهمها أن تغذيه وتعالجه وتصفّفه بالأناقة التي تتسم بها. كما يهمها توفـير شروط النوم الهادىء لساعات وافـية، وتعطي لنفسها الوقت اللازم لجلسات التدليك التي تساعد على الإسترخاء وإزالة التوتر.
النظارات الشمسية هي من الأكسسوارت المفضلة بالنسبة إليها، وذلك لحماية العينين من جهة، ولمواكبة تطوّر الموضة كما من جهة أخرى. . . لا تخفـي حبها للمجوهرات، التي تأتي مكمّلة لمظهرها، وتعكس مزاجها، وتشعرها بالإرتياح مع نفسها.
وبالرغم من موافقتها على أخذ مجموعة صور إستعراضية لها بأزياء متنوّعة لصالح عدد محدود جدًا من الشركات، إضافة لظهور صور لها بكامل أناقتها فـي مجلات «إيل-آرابيا» و«فوغ-تركيا»، و«ماري كلير»، فإنها نفت أن تكون عارضة أزياء بالمعنى المهني والإحترافـي للكلمة، كما تشير الى ذلك بعض التقارير.
كيف تمضي أوقات فراغها
كثرة أعمالها وأنشطتها تدفعها إلى اللجوء إلى الراحة والإسترخاء فـي أوقات الفراغ، وإرتشاف القهوة والقراءة والكتابة.
وإضافة الى كون التمثيل هو شغفها، فإن من أبرز هواياتها الرسم منذ طفولتها، وقد بلغ حاضراً حدّ الإحتراف لدرجة التفكير بتنظيم معرض خاص، وكذلك الرقص والسفر، والتبضع، والطبخ، والسباحة فـي البحر، وإن كانت لا تخفـي خشيتها من مخاطر أسماك القرش.
وهي تواظب بشكل منتظم وعام، كمعظم الفنانين، على ممارسة الرياضة.
أغنيتها المفضلة «آي هاف غوت يو أندير ماي سكين» للمغني الأميركي «فرانك سيناترا»، وفـيلمها المفضل «بريكفاست أت تيفاني» لعام ١٦٩١، بطولة الممثلة البلجيكية «أودري هيبورن».
كما أن لديها كلب أبيض أسمه «كورسار»، وتحب الأحصنة، وتقتني أكثر من سيارة فاخرة كمرسيديس وأودي وجاغوار، وإن كانت تستهوي بشكل خاص سيارة الـ«جيب-رانغلر».
أعمالها الإجتماعية-الخيرية
لها إهتمام خاص بالدفاع عن حقوق الأطفال واللاجئين، وقضايا المرأة.
قامت فـي هذا السياق بزيارة مخيمات للاجئين فـي دول عدّة، ومنها الأردن للمرة الأولى عام ٥١٠٢، ولبنان وتركيا، كما شاركت عام ٢٠٢٠ فـي حملات منظمة الصحة العالمية للتوعية، لتلافـي ومواجهة مخاطر جائحة كورونا.