مهرجان تورنتو يعود بفعاليات جديدة. . ومشاركات قليلة
على الرغم من إحتواء المهرجان على أقل عدد من الأفلام شهده على الإطلاق منذ انطلاقته، حيث انخفض إلى مئة فـيلم فقط، قرّر المسؤولون استئناف دورته هذا العام والتي من المنتظر أن تقام على مدار تسعة أيام، خلال الفترة من 9 إلى 18 من سبتمبر الحالي بحضور الجمهور، بعدما كان الحدث السينمائي الأكبر فـي أميركا الشمالية، اكتفى العام الفائت بالصيغة الافتراضية، بسبب الجائحة.
أعلن المسؤولون عن مهرجان تورنتو السينمائي الدولي إستئناف فعالياته ضمن دورته الـ 46 هذا العام، وقد تمّ الإعلان عن عودته بقوة مع المزيد من الفعاليات والعروض بالإضافة إلى السماح للجمهور بالحضور شخصيًا.
ولا يمنح المهرجان الكندي جائزة تختار الفائز بها لجنة تحكيم، بل جائزة الجمهور فقط، لكنه غالباً ما يحدّد توجّهات السباق إلى الأوسكار.
ويستقطب المهرجان عادةً نحو نصف مليون من رواد السينما، يحظون بفرصة مشاهدة نجوم هوليوود على سجادته الحمراء.
وتضرّرت العاصمة الكندية بشدة من الوباء فـي الأشهر الأخيرة، لكنها بدأت ترفع إجراءات الحجر تدريجياً، وهذا ما سيحول دون بيع الفشار لرواد السينما، فـيما ستبقى حانات الوجبات الخفـيفة مغلقة.
ويبلغ مجموع الأفلام التي تُعرض فـي المهرجان نحو مئة، أي أكثر من ضعف تلك التي عُرضت العام المنصرم، ولكن أقل بأشواط عن عدد الأفلام الطويلة والقصيرة، التي درج المهرجان على عرضها، والذي يقرب عادةً من 300.
فعاليات منتظرة
أعلن القائمون على المهرجان الكندي عن سلسلة من الأحداث التي ستشهدها دورة 2021، بما فـي ذلك عرض فـيلم «ديون» لدوني فـيلنوف، وإحياء ذكرى مرور 75 عاماً على أوّل لعبة NBA، والتي جرت فـي تورونتو فـي عام 1946. وتشمل الأحداث الخاصة الأخرى عرض اثنين من الأفلام الفائزة فـي «مهرجان كان السينمائي الدولي»، وهما: A Hero لأصغر فرهادي، وMemoria لأبيشاتبونغ ويراسيتاكول، بالإضافة إلى دراما بابلو لارين «سبنسر». كما تمّ كشف النقاب عن قائمة من 38 فـيلماً قصيراً ومعرض استعادي مخصّص للمخرج والناشط ألانيس أوبومساوين.
ستة أفلام عربية
الخبر الذي سررنا له كثيراً هو إعلان إدارة المهرجان هذا العام، عن مشاركة مجموعة كبيرة من الأفلام العربية وهي تتنوّع ما بين الأفلام القصيرة والدراما مروراً بالأفلام الوثائقية. وهذه نظرة سريعة عليها:
«بيتي» فـيلم قصير للمخرجة اللبنانية إيزابيل مكتف
من خلال هذا الفـيلم القصير قامت المخرجة إيزابيل مكتف، بتسليط الضؤ على يوم مليء بالقلق فـي منزل أحد الأثرياء فـي بيروت اجترارًا مؤثرًا للألم الذي يشعر به آباء الأطفال البالغين الذين يسعون إلى حياة أفضل بعيدًا عن المنزل. فـي هذه الدراما التي تمّ لعبها ببراعة وتصويرها بشكل جميل، نراقب أماً تنتظر عودة ابنتها، وتقضي اليوم تدخن وتعذب موظفـي المنزل حتى لا تواجه ألمها.
فـيلم كوستا برافا للمخرجة مونيا عقل
فـيلم روائي تلعب فـيه نادين لبكي وصالح بكري دور زوجين يقرران ترك التلوث السام لمدينتهما بيروت، على أمل بناء حياة مثالية فـي منزل فـي الجبل، ولكن تحطمت أحلامهما عندما تم استحداث مكب نفايات بجوارهما، ما أدّى إلى تراكم القمامة والفساد الذي كانوا يأملون فـي تركه وراءهم، ما يهدّد منزلهم الشاعري ووحدة الأسرة. الفـيلم من إخراج مونيا عقل وإنتاج ميريام ساين وجورج شقير.
فـيلم فرحة للمخرجة الأردنية دارين سلام
تدور أحداثه حول فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، كانت تعيش طفولة هادئة لتنقلب حياتها رأساً على عقب بعد أحداث النكبة عام 1948 وتتجرّد من كل حقوقها كطفلة، وتضطر كبقية أفراد جيلها إلى تذوق مرارة الرعب والخوف المتكرّر، فضلاً عن الحرمان من التعليم، لكنها تشبثت بالأمل لتجاوز مآسيها.
فـيلم صالون هدى للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد
الفـيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية، ويتعمّق فـي مفاهيم الولاء والخيانة والحرية، من خلال أحداث تدور فـي محل لتصفـيف الشعر فـي بيت لحم، تمتلكه سيدة تُدعى هدى، تتردّد أم شابة تدعى ريم على المحل بصورة دورية لتغيير قَصة شعرها، تنقلب الأمور رأسًا على عقب حين يتم تصويرها فـي مواضع مخلة بسبب «هدى» التي تحاول ابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها، ويتعيّن على «ريم» أن تختار بين شرفها وخيانة بلدها.
عن فـيلمه الجديد، يقول أبو أسعد فـي بيان: «نادراً ما أجد قصة مستوحاة من أحداث حقيقية تحتوي على تناقضات. «صالون هدى» فـيلم تملؤه التناقضات التي تتشابك سوياً بطريقة دقيقة، ثم تبدأ فـي التوافق مثل التروس الرئيسية داخل الساعة، وفـي النهاية تقوّي بعضها البعض خلال التحامها. على الرغم من وجود وظائف وأجندات مختلفة، إلاّ أنها جميعاً تعمل لنفس الهدف: التشويق».
الفـيلم من بطولة علي سليمان، منال عوض، ميساء عبد الهادي وآخرين.
فـيلم The Devil’s Drivers
الفـيلم لدانيال كارسينتي ومحمد أبو غيث، ويتميّز بكثافة مشاهد المطاردة وتدور أحداثه خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي حيث يتتبع مهربين فلسطينيين فـي رحلات لمساعدة العمال على عبور الحدود.
فـيلم Trumpets in the Sky
الفـيلم لراكان ماياسي، يبدأ بتصوير أحداث يوم معتاد لفتاة سورية تعمل فـي حقول البطاطا فـي لبنان، حتى يتحوّل ليصبح يومًا يغيّر مجرى حياتها رأسا على عقب، فـي قالب درامي غني بالتفاصيل والمفاجآت.