The Charles ملاذ عصري هادئفـي وسط ميونيخ
يتألّق فندق «ذا تشارلز» بطابع رائع يخاطب عشّاق السفر والترحال، وقد كنّا محظوظين بتلقّي دعوة للإقامة فـيه خلال هذا الصيف حيث إختبرنا تجربة مميّزة تجمع الترف والراحة والرفاهية فـي أجواء من الخصوصية والدفء فـي وسط مدينة ميونيخ التي تضج بالحياة.
يتربع هذا الفندق التابع لسلسلة فنادق «روكو فورتيه» المنتشرة فـي أوروبا وروسيا والصين، فـي موقع إستراتيجي وهادئ بين ساحة كارلزبلاتس وساحة كونيغزبلاتس فـي حديقة «أولد بوتانيكال غاردن» لمدينة ميونيخ، متيحاً للزوار إمكانية الوصول بسهولة إلى المتاحف والفعاليات الفنية الحيّة فـي الحديقة الإنكليزية، التي تعتبر من أكبر المتنزهات داخل المدن فـي العالم، وتبعد عن الفندق مسافة دقائق معدودة سيراً على الأقدام. وحتى أفضل من ذلك يقع بالقرب من الفندق مطعم لبناني راق إسمه بعلبك. وعلى الرغم من موقعه بالقرب من المعالم الرئيسة من المدينة إلاّ أنه فـي شارع هادئ، ما يجعله الملجأ المثالي للسياسيين والمشاهير الذين يبحثون عن بقعة من الهدوء والخصوصية على بعد خطوات من نقاط المدينة الحيوية.
هندسة معاصرة تخاطب عشاق السفر
يمكنك تمييز هذا الفندق من بعيد، ففـي حين تشتهر معظم فنادق «روكو فورتيه» بمبانيها التاريخية، فإن فندق «ذا تشارلز» فـي ميونيخ يمثّل إستثناءً لهذه القاعدة بمبناه الجديد بالكامل، حيث ركّز السير روكو فورتيه على احتياجات المسافرين العصريين أثناء تصميم الفندق بالتعاون مع المهندس المعماري المرموق كريستوف ساتلر. وتمّ بناء الفندق، الذي سمي تيمناً بتشارلز فورتيه (والد السير روكو فورتيه)، فـي الموقع الذي كانت تشغله سابقاً مكتبة جامعة العلوم الطبيعية فـي حديقة «أولد بوتانيكال غاردن»، مع تصميم ديكوره الداخلي للتعبير عن ثلاث قصص مختلفة، وهي قصة عائلة فورتيه، قصة حديقة «أولد بوتانيكال جاردن»، فضلاً عن قصة ميونيخ وإرثها الفنّي العريق.
ويتألّق «ذا تشارلز» الذي يدار بأسلوب عائلي، بطابع رائع يخاطب عشّاق السفر والترحال، مع إطلالات ساحرة على حديقة «أولد بوتانيكال غاردن» من البهو الرئيسي والمطعم والتراس، ما يجعله واحة من الصفاء والهدوء وسط مدينة دائمة الحركة والمشاغل. كما يمتاز المبنى بنوافذه الكبيرة وقبة زجاجية فـي وسطه، لتملأ المكان نهاراً بفـيض من الإنارة الطبيعية التي تغمر البهو الرئيسي والمطعم والطوابق كافة.
ويتسم النمط المعماري للفندق بأناقة لطيفة، يمكن ملاحظتها عند التمعّن بتفاصيلها؛ حيث تستقبل الواجهة عند المدخل الرئيسي الضيوف بانحناءاتها الخفـيفة لتعطيهم لمحة عمّا ينتظرهم من حفاوة ترحيب وضيافة فـي الداخل، ثم تتواصل هذه الانحناءات مع البرجين الدائريي الشكل اللذين يحيطان بالواجهة من الجانبين. ويعيد هذا التصميم إحياء تقاليد الفنادق المهيبة التي اشتهرت بها الريڤييرا الفرنسية خلال القرن التاسع عشر، ما ينسجم مع هوية ميونيخ التي لطالما تشابه المدن الإيطالية لما تتّسم به مبانيها من طراز معماري متوسطي.
وحرصت أولغا بوليتزي، شقيقة السير روكو فورتيه، على إستخدام عناصر هادئة للديكور وألوان خافتة بالتعاون مع فريقها المتخصّص بالتصميم فـي وكالة «آرت كونسالت إنترناشيونال» من مدينة ماينز الألمانية، وطاقم استديو التصميم الداخلي «ماركوس-ديدنهوفن»، بينما تولّت مصمّمة الإنارة غابرييله فون كاردوف كافة الجوانب المتعلقة بالإضاءة.
وتتمثّل أبرز ملامح الديكور فـي اللمسات المستوحاة من عالم الطبيعة، والحاضرة بقوة فـي كافة أرجاء المكان، فضلاً عن ألوان البني والبنفسجي والأخضر التي تشكّل أساس التوليفات اللونية فـي الغرف، مستوحاة من الألوان الترابية الطبيعية. كما تمّ استخدام مواد طبيعية عالية الجودة، مثل القطن والحرير.
غرف كبيرة مع إطلالات رائعة
تمتاز غرف الفندق بكونها الأكبر مقارنةً بأي غرف فندقية أخرى فـي المدينة، بمساحات تبدأ من 40 قدماً
مربعة، وهي مزوّدة بنوافذ كبيرة تمتد من الأرضية إلى السقف لتضمن الاستفادة المثلى من ضوء النهار، مع إتاحة إطلالات رائعة على حديقة «أولد بوتانيكال غاردن» وشوارع ميونيخ التاريخية، فضلاً عن الإطلالات البانورامية من الطوابق العليا للفندق على جبال الألب فـي الأفق خلال الأيام الصافـية، لتصوغ مشهداً رائعاً يسحر الأنظار. وتشتمل كافة الغرف على حمام كبير مع حجرة إستحمام، وحوض إستحمام، ومرحاض مزوّد بكافة مستلزمات النظافة الشخصية.
الأجنحة .. أعلى مستويات الراحة
لطالما كانت العائلة فـي صميم فلسفة سلسلة «روكو فورتيه»، بما يعكس إرث عائلة فورتيه التي تواصل
تحقيق النجاحات فـي عالم الضيافة على مدى أربعة أجيال، ما أكسبها خبرات واسعة تؤهلها لتقديم خدمات وباقات وعروض منقطعة النظير لضيوفها. ويضم فندق «ذا تشارلز» فـي ميونيخ جناحين عائليين بغرفتي نوم ليضمن مساحة فسيحة وأعلى مستويات الراحة، انطلاقاً من تركيزه على توفـير تجارب تتمحور حول العائلة.
تبلغ مساحة الجناحين العائليين 113 و145 مترًا مربعًا، ويضم كل منهما غرفتي نوم منفصلتين مع سرير كبير مريح من قياس «كينغ»، بالإضافة إلى غرفة معيشة مزوّدة بأريكة وطاولة لتناول الطعام، إضافة إلى الإطلالات الرائعة طوال اليوم من النوافذ التي تمتد من الأرضية إلى السقف والشرفات الفرنسية، وحمّامين كبيرين مع منظومة تدفئة مثبتة تحت الأرضية، ودوش مطري، وحوض إستحمام لمزيد من الرفاهية. وبفضل موقعه الإستثنائي، يضمن الفندق لنزلائه تجربة مميّزة تجمع بين الإقامة فـي قلب ميونيخ من جهة، مع ضمان كل الهدوء والإطلالات الرائعة على حديقة «أولد بوتانيكال غاردن» من جهة أخرى. وقد اختارت أولغا بوليتزي، مديرة التصميم لدى سلسلة «روكو فورتيه»، الأقمشة الطبيعية والألوان الدافئة فـي الديكورات الداخلية، مع إدخال لمسات خاصة على الأجنحة مثل اللوحات المرسومة خصيصاً من أجل الفندق، والتي تضفـي دفقاً من الطاقة الإيجابية على أجوائه. وبالإضافة إلى الأجنحة العائلية، يضم الفندق أجنحة تنفـيذية بغرفتي نوم فـي الأبراج القائمة فـي زوايا المبنى، والتي تمتاز بإطلالاتها البانورامية بزاوية 180 درجة على المدينة. فـي حين يمتاز الجناح الرئاسي، الذي يشمل غرفتي نوم أيضاً، بإطلالات مذهلة على
جبال الألب.
السبا مساحة للإسترخاء والرياضة والإعتناء بالجمال
 |
وقد كانت لنا كذلك فرصة تجربة المنتجع الصحي الذي يتمركز فـي قبو الفندق ويمتد على مساحة 800 متر مربع، ويضم حوض سباحة بطول 15 مترًا وعرض 8 أمتار، مع كراسي مدفأة للإسترخاء وحمّام بخاري وساونا وحمّامات دش ذات خصائص علاجية وغرفة للإسترخاء. ويخص الفندق عشاق الحركة والنشاط بصالة رياضية عصرية مزوّدة بأحدث أجهزة TechnoGym ،كما يقدّم «ذا تشارلز» جلسات تدريب خاصة للبيلاتس والتاي تشي واليوغا. وتتولّى أيرين فورت إدارة السبا حيث تُستعمل مستحضرات عناية بالبشرة من إبتكارها. والجدير ذكره أن هذا السبا هو واحد من أفضل المنتجعات الصحية فـي ميونيخ، والأولوية داخله للمقيمين فـي الفندق، ما يعطيك الشعور بأنك داخل سبا خاص بك.
مطعم صوفـيا: مأكولات فاخرة فـي أجواء ريفـية
ولا تكتمل تجربة الإقامة فـي هذا الفندق الفاخر دون المرور بمطعم «صوفـيا» الذي إفتتح أبوابه خلال أبريل 2016، مطلاً على شارع زوفـيينشتراسه، ليستقبل ضيوفه بأشهى الوجبات، متيحاً لهم أيضاً ركناً للمشروبات وصالة فاخرة، من موقعه الفريد بالقرب من حديقة «أولد بوتانيكال غاردن» فـي قلب مدينة ميونيخ. ويحرص المطعم على تقديم أطباقٍ فاخرة محضّرة من أجود المكوّنات الطبيعية الطازجة، لتجربة تجمع بين المذاق الشهي والأجواء المريحة التي تبعث على الإسترخاء.
ويتولى الشيف ميكايل هوسكين، الحائز سابقاً نجمة ميشلان، قيادة طاقم المأكولات والمشروبات، ليقدّم قائمة تركّز على المكوّنات المحلية والموسمية، والمُنكهة بلمسات خارجة عن المألوف قادمة من شتى بقاع العالم. ويوفّر هذا المطعم لزواره، الاستمتاع بفرقة جاز يومياً مع وجبة العشاء كما يقدّم بوفـيه رائعًا على الفطور.
وأشرفت أولغا بوليتزي، مديرة التصميم لدى سلسة فنادق «روكو فورتيه»، والحائزة العديد من الجوائز المرموقة، على عملية تجديد وإعادة تصميم المطعم، بأسلوب يضمن أجواء مريحة بفضل عناصره المعمارية المميّزة مثل الإنارة الطبيعية الوافرة، والسقوف العالية التي تجعل المكان أكثر رحابة، وشجرتي التين السامقتين فـي الوسط، والأصص الريفـية التي تحوي نباتات وأعشاب تشكّل امتداداً للخضرة الغنّاء على الترّاس وفـي الحدائق المجاورة.
