يسلّط الضوء على تاريخ وتراث وثقافة محافظة العلا «مهرجان شتاء طنطورة» يعود بموسمه الثاني
بعد نجاح الموسم الافتتاحي فـي العام 2018، يعود «مهرجان شتاء طنطورة» مجدداً للاحتفال بالفنون والثقافة والتراث والتاريخ فـي منطقة العلا التاريخية، إذ ستنطلق فعالياته بتاريخ 19 ديسمبر من خلال مجموعة من عروض الأداء والتجارب والفعاليات الغنية.
يدعو المهرجان، الذي تتواصل فعالياته حتى السابع من مارس 2020، عشاق الفنون والثقافة من حول العالم إلى الإستمتاع بالتجارب والفعاليات المميّزة ضمن أجواء «محافظة العلا» التاريخية، والتي تحتضن «الحجر» أو مايعرف «بمدائن صالح» وهو أول المواقع المسجلة فـي قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي فـي المملكة العربية السعودية.
ويتضمّن برنامج المهرجان عروضاً مميّزة من حول العالم، تمثّل أنماطًا فنية مختلفة، بما فـي ذلك الفنون الشرقية، والكلاسيكية، والأوبرالية.
أنشطة وفعاليات.. فن ثقافة ورياضة
ستتضمن فعاليات الموسم الثاني من «مهرجان شتاء طنطورة» مجموعة غنية من الأنشطة والفعاليات المخصّصة لمحبي الفن والثقافة بالإضافة لهواة المغامرات وعشاق التاريخ والرياضة بما فـيها مهرجان المناطيد، وفعالية «رحلات الطائرات الكلاسيكية»، بالإضافة إلى كأس خادم الحرمين الشريفـين لسباق القدرة والتحمّل (مُلتقى الفرسان)، وهو ثاني أكبر سباق للقدرة والتحمّل على مستوى العالم، وتجارب للطهي تحت النجوم تنظم بإشراف طهاة عالميين حائزين على تصنيف درجة ميشلان.
ويحتضن المهرجان أيضاً فعاليات جاذبة أخرى كالأسواق التراثية جنباً إلى جنب مع المناطق المخصّصة للعلامات التجارية العالمية الراقية. ويمكن لزوار المهرجان القيام بجولات ضمن المواقع التاريخية العريقة، والتي تمتد جذورها إلى حوالي 2000 عام، والتي سيتم استعادة عبقها الغابر إلى الحياة بواسطة تكنولوجيا الواقع الافتراضي الأحدث من نوعها.
مهرجان خارج حدود الزمن فـي موقع تاريخي خالد
سيتم تنظيم فعاليات هذا العام من «مهرجان شتاء طنطورة» تحت شعار «مهرجان خارج حدود الزمن فـي موقع تاريخي خالد» وذلك وفقاً لأربعة محاور للفعاليات:
إعادة تجسيد التراث: من خلال هذا المحور يوفّر المهرجان للزوار تجربة استثنائية لمشاهدة معالم المدن التاريخية القديمة، ليس فقط كمعالم أثرية ولكن كمجتمعات حية، حيث سيتم تعريف الزوار كيف عاشت الحضارات القديمة فـي «الحجر» و«مملكة دادان». وضمن هذا المحور يقدم المهرجان تجارب يشرف عليها رواة قصص محترفون بما فـيها تجربة إستكشاف حضارة العلا لكي تمنح الضيوف الفرصة لمعايشة المواقع التاريخية الحية فـي كل من «الحجر» و«دادان» والمشاركة فـي التقاليد المحلية التي كانت تقام هنالك. كما ستتاح الفرصة للزوار تجربة أحدث وسائل التكنولوجيا والابتكار مثل الواقع الافتراضي وتطبيقات الأجهزة الذكية وذلك لعيش تجربة تفاعلية وممتعة مليئة بالمعلومات التعريفـية عن هذه المواقع الحضارية. وبالإضافة إلى ذلك أيضاً، تغطي أنشطة المهرجان جوانب الثقافة كافة من خلال تقديم فعاليات مخصّصة لفنون الطهي تشمل الأطعمة الشعبية التي تتوفّر فـي المتنزه الشتوي وصولاً إلى فنون الطهي الراقية من أنحاء المنطقة المتوفرة فـي سوق وادي القرى.
واحة الثقافة: ضمن هذا المحور سيقدم المهرجان نجوماً عالميين من حول العالم وذلك ضمن عروض فـي مسرح «مرايا» الحديث الذي يتسع لـ 500 مشاهد. وقد تمّ إنشاء هذا المسرح ليشابه ظاهرة السراب المتجسّد فـي محيط المساحات الحجرية القديمة. ويحيط بالمسرح الفريد من نوعه جدران من المرايا التي تومض إلى الأفق مجسّدة بهجة لعين الناظر. ويستطيع ضيوف المهرجان فـي هذا الموقع أن يتمتّعوا بعروض الأداء التي تتراوح من العروض التي يقدّمها الفنانون الكلاسيكيون والأوبراليون من حول العالم.
المغامرة والاستكشاف: لمحبي التشويق والإثارة يقدّم هذا المحور جرعة عالية من الأدرينالين ضمن فعاليات متنوعة. بدءًا من «رحلات الطائرات الكلاسيكية» التي توفّر للزوار مغامرات متميّزة ومشاهدة معالم المنطقة من الأعلى على متن طائرات قديمة يرجع تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية.
ولتجربة طيران هادئ عبر السماء، يوفّر «مهرجان المناطيد» الثاني فـي العلا مقصداً محبّباً لعشاق المناطيد على مستوى المنطقة لعيش تجربة الطفو فـي السماء بصحبة أسطول مكون من 100 منطاد معلّق، وإستكشاف العجائب التي رسمتها آلاف السنين على أرض العلا أو للتمتّع بالطيران بشكل منفرد عند موعد غروب الشمس. كما يمكن للزوار متابعة أكثر من 200 خيال من حول العالم سيتنافسون على مضمار يبلغ طوله 120 كيلومترًا فـي إطار فعاليات كأس خادم الحرمين الشريفـين لسباق القدرة والتحمل (مُلتقى الفرسان)، وهو ثاني أكبر سباق على مستوى العالم من نوعه.
الملاذ الهادئ: يتيح هذا المحور القيام بجولات حصرية تحت النجوم فـي ظل تواجد مطاعم عالمية فاخرة ذات تصنيف ميشلان تم إعدادها فـي محيط مواقع ذات أهمية أثرية وطبيعة خلابة، حيث تُعد التجربة الأولى من نوعها فـي العالم.
إستضاف الموسم الافتتاحي من «مهرجان شتاء طنطورة» فـي العام المنصرم ما يزيد عن 37 ألف زائر من حول العالم وذلك على مدى 10 أسابيع، كما شهدت مشاركة أسماء عالمية معروفة من الفنانين العالميين مثل بوتشيللي وياني والفنانة العربية المتميزة ماجدة الرومي وعازف البيانو الصيني لانغ لانغ.
وبناءً على النجاح المتميّز الذي حقّقه المهرجان فـي العام الماضي، ستتم زيادة برنامج فعاليات الموسم الحالي لمدة أسبوعين إضافـيين ومن المتوقّع أن يستقطب 40 ألف زائر للتمتّع بالعروض الثرية للثقافة والتراث.
ويستلهم «مهرجان شتاء طنطورة» من التقاليد العريقة والملهمة لمحافظة العلا التي كانت تحتفـي تاريخياً بمواسم تغير الفصول، إذ يعد البرنامج إحتفالاً ببدء موسم الشتاء.