موهبة تمثيلية وموسيقية لافتة
صدقي صخر
«بالرغم من استمراري فـي صناعة الموسيقى
ولكن تركيزي ينصبّ على التمثيل»
موهبة تمثيلية وموسيقية مميّزة لا بل لافتة يتمتّع بها النجم الصاعد صدقي صخر، الذي تخلّى عن عالم الهندسة ليلحق شغفه فـي عالم الفن. وهو بحماسه ونشاطه وموهبته فضلاً عن شخصيته المتواضعة والسلسة، يرسم لنفسه طريقاً واضحاً نحو قلوب المشاهدين ليثبت نفسه نجماً فـي الصفوف الأولى. للتعرّف أكثر على صدقي، أجرينا معه المقابلة التالية:
كيف بدأت حياتك الشخصية وكيف وصلت إلى الموقع الذي أنت فـيه الآن؟
منذ صغري وأنا أشعر بشغفـي للموسيقى والتمثيل، وقد بدأت منذ سن الخامسة عشر المشاركة فـي برامج مع السيدة لبنى عبد العزيز. والواقع هو أن والدتي كانت قلقة علي وكانت تفضل ألا أذهب باتجاه عالم الفن والموسيقى، لكن والدي كان له موقف مغاير وقد شجعني ودعمني للانطلاق فـي هذا المجال. وفـي الحقيقة أنا لم أدرس الفن والغناء والتمثيل، بل طوّرت مواهبي وخبرتي من خلال مشاركتي فـي التمثيل وعزف الموسيقى، خاصة آلة الهارمونيكا.
كيف انتقلت من الهندسة إلى عالم الفن، ما هي نقطة التحول فـي حياتك؟
عملت فـي الهندسة ولكن كان تركيزي ينصبّ على التمثيل. ونقطة التحوّل كانت عندما بدأت برفض مناصب فـي عملي فـي الهندسة كي أركّز على التمثيل وأحصل على مناصب فـي هذا المجال. وأصبح كل تفكيري وهدفـي يتمحوران حول التطوّر من حيث التمثيل والحصول على أدوار جديدة وذات أهمية أكبر.
بدأ أخيراً عرض مسلسل «اتزان» الذي تشارك فـي بطولته الى جانب ركين سعد، أخبرنا أكثر عن هذا المسلسل وعن كيفـية تحضيرك للدور، وهل أنت راضٍ عن أصدائه حتّى الآن؟
إن دوري فـي مسلسل اتزان صعب للغاية، ويتطلّب معرفة قوية فـي علم النفس من حيث التعرّف على مشاعر المريض ومساعدته فـي تخطيها من دون التدخل أو التأثّر فـي الوقت عينه. وكانت شخصيتي أيضاً بدورها، تعاني من اضطرابات نفسية بالرغم من كوني طبيبًا نفسيًا. وكي أتحضّر لهذا الدور، لجأت إلى صديق لي وهو طبيب نفسي، كي يعلمني تقنيات علم النفس التي تسمح له بفصل مشاعره عن مشاعر المرضى، وكيف لا يتأثّر بقصصهم ومشاعرهم أيضاً. أما الأصداء، فهي جيدة جداً حتى الآن.
قبل «اتزان» كان لك مشاركة ناجحة جداً فـي مسلسل «Rivo»، أخبرنا أكثر عن هذه التجربة وعن كيفـية اختيارك لدور مروان؟
أنا أؤمن بأن الدور هو من يختارني وليس العكس، إذ كان دوري الأساسي ليس مروان على الإطلاق، وكنت أتمنى أن ألعب دور مروان، لأنني شعرت أنني أمتلك ما يتطلّبه الدور، إلى أن دارت أحاديث فـي الكواليس حول إعطائي هذا الدور كوني موسيقي ومناسب لهذه الشخصية، وهكذا تمّ اختياري للدور.
بالإضافة إلى شخصيّة «مروان» التي تُجسّد دور عازف موسيقي، جسّدت أيضاً فـي مسلسل «منعطف خطر» شخصية عازف بيانو، هل تجذبك الأدوار التي تتطلّب معرفة موسيقية؟
تجذبني بالفعل، كما أنها تسهّل عليّ تأدية الدور بفضل خبرتي فـي هذه المهنة، إذ نصور المشاهد مباشرة وأنا أعزف على الآلات.
كيف أفادتك خبرتك الموسيقية التي تفوق العشرين عاماً، وكونك عازفًا وعضوًا فـي فرقة يسرا الهواري، فـي هذين المسلسلين «ريفو ومنعطف خطر»؟
ساعدتني خبرتي الموسيقية فـي هذين المسلسلين من خلال تمكّني من الدور كوني موسيقي، كما سهّلت عملية التصوير من حيث إعادة المشاهد وتقسيمها. فمن خلال العزف مباشرةً، نحن لا نحتاج لإعادة التصوير عدة مرات.
نلاحظ أن غالبية مسلسلاتك تعرض على منصات البثّ، برأيك هل تشكّل هذه المنصّات دعماً لتقوية الإنتاجات الدرامية أم عائقاً يحدّ من جمهورها؟
هذه المنصّات مفـيدة بالطبع وعلى جميع الأصعدة، كما أنها تساهم فـي الترويج للنشاطات الفنية التي أشارك فـيها. ونرى اليوم أعدادًا هائلة من الذين يتابعون هذه المنصّات.
بين التمثيل والموسيقى، ما الذي تُفضّله أكثر؟
أنا أحب الموسيقى كثيراً ولكنني أفضل التمثيل، فبالرغم من استمراري فـي صناعة الموسيقى حتى اليوم، ولكن تركيزي ينصب على التمثيل.
ما الهوايات التي تحب ممارستها إلى جانب الموسيقى؟
أحب الرقص جداً وأحب أن أطور من نفسي وأن أتعلم أنواع رقص جديدة، لأنني أؤمن بأن تعدّد المواهب هو ميزة ممتازة فـي المجال الفني، كما أحب زراعة النباتات والاهتمام بها كثيراً.
كيف تصف نفسك على الصعيد الشخصي وكيف تحب أن يراك الجمهور؟
أنا أحاول قدر المستطاع أن أبقى حقيقياً، مع نفسي ومع جمهوري وفـي المقابلات والتمثيل أيضاً. فحتى عندما نصور مشاهد التمثيل، أحاول بكل ما أملكه من قدرة بألا أمثل وأن أجسّد شخصيتي الحقيقية.
ما هي النصيحة التي تقدّمها لهواة الفنّ من موسيقى وتمثيل فـي العالم العربي؟
أنصح الجميع بأن يطوّروا من أنفسهم، فأنا لم أنتقل من الهندسة إلى التمثيل والموسيقى من لا شيء، بل حضرت الندوات وشاركت فـي معاهد تمثيل ودرست كثيراً كي أتمكن من قدراتي. وأنصح الجميع بأن يركّزوا على شغفهم وأن يطوروا من أنفسهم فـي هذا المجال كي ينجحوا به.