«أسعى لإلهام الشباب والفتيات ألا يتخلّوا عن أحلامهم وطموحاتهم
والسعي وراءها والتمسك بها»
سارة صبري
أول مصرية فـي الفضاء
اختتمت سارة صبري رحلتها بنجاح، لتصبح أول مصرية تصل إلى الفضاء، وذلك على متن سفـينة الفضاء الخاصة بشركة Blue Origin فـي الرحلة البشرية السادسة لها، NS-22. وقد تمّ اختيار سارة صبري فـي برنامج رواد الفضاء المواطنين من منظمة Space For Humanity لتصبح أول مصرية تذهب إلى الفضاء. ويشتمل البرنامج على تذكرة مدعومة من المنظمة على متن رحلة شركة Blue Origin وذلك ضمن مجموعة من القادة الإستثنائيين.
اختيرت سارة صبري لخوض غمار هذه الرحلة من بين أكثر من 3000 رائد فضاء مواطن من 100 دولة حول العالم، بناءً على ما تملكه من مهارات قيادية وقدرة على إحداث تأثير عالمي وإلتزام بالمهمة.
واستغلت سارة صبري الدقائق الثلاث فـي النظر إلى الأرض من الفضاء وتجربة تأثير النظرة العامة، وهو تحوّل إدراكي ومعرفـي فـي الوعي أثناء رحلات الفضاء خلال مشاهدة الأرض من الفضاء الخارجي، حيث تتمّ رؤية الأرض على أنها كائن واحد ولا ترى الخطوط التي تفصل بين البلدان، هنا تختفـي الحدود، وتصبح النزاعات التي تقسم الناس أقل أهمية، والحاجة إلى إنشاء مجتمع كوكبي بإرادة موحدة لحماية هذا الكوكب.
وفـي هذه المناسبة، قالت سارة إنها فـي غاية السعادة والحماس للمشاركة فـي هذه التجربة الخيالية وتحقيق حلمها فـي الذهاب إلى الفضاء وتمثيل مصر وقالت: «يشرفني أن يتم اختياري من Space for Humanity لأكون أول مصرية تذهب إلى الفضاء مع Blue Origin. يشرفني أن أمثل ثقافتي فـي هذه اللحظة التاريخية. كمصرية وامرأة افريقية وكعربية. كان أجدادي يحلمون أحلامًا كبيرة ويحقّقون المستحيل وأنا أخطّط لإعادة ذلك. هذه قصتي».
وأضافت سارة أنها لطالما حلمت بالذهاب إلى الفضاء وقد أصبحت أول سيدة مصرية تصبح رائدة فضاء تناظرية؛ سعيًا وراء حلمها باقتحام مجال الفضاء ولم تكن لتتخيّل أن يتم اختيارها فـي هذا البرنامج من ضمن مجموعة هائلة من الأشخاص المؤثرين. «أؤمن بأن هذه الفرصة ليست لي فحسب بل هي لكل فتاة مصرية تحلم بمجال عمل ليس تقليديًا أو لديها حلم تسعى إلى تحقيقه وأسعى لإلهام الشباب والفتيات ألا يتخلوا عن أحلامهم وطموحاتهم والسعي وراءها والتمسك بها».
تفاصيل الرحلة
تعتبر هذه الرحلة سادس رحلة سياحة فضائية ناجحة لشركة «بلو أوريجين» خلال ما يزيد قليلاً عن عام، وقد انطلقت أول رحلة فـي أواخر يوليو 2021، وكان جيف بيزوس نفسه على متنها.
وقد أقلعت من غرب تكساس رحلة “NS-22” إلى الفضاء، على متن مركبة «نيو شيبرد»، وهو نظام صاروخي شبه مداري قابل لإعادة الاستخدام. ووصلت بمجرد دفعها بواسطة قاذفة، إلى ارتفاع يزيد عن 100 كيلومتر قبل أن تعود لتهبط نحو الأرض، وتمّ كبح سرعتها بواسطة مظلات لتهبط بهدوء فـي الصحراء.
ومن فوق اختبرت سارة مع باقي الركاب الخمس انعدام الجاذبية إذ فصلوا أنفسهم عن مقاعدهم لبضع لحظات، واستمتعوا برؤية انحناء الأرض من خلال نوافذ كبيرة. علماً أن الرحلة استغرقت 11 دقيقة فقط بين الانطلاق والعودة الى الأرض.
وكالة الفضاء المصرية تهنّئ ووسائل التواصل تشكّك
استقبلت وكالة الفضاء المصرية الخبر بحفاوة بالغة حيث هنأت المهندسة الشابة فـي منشور عبر صفحتها الرسمية على فـيسبوك على كونها «أول رائدة فضاء مصرية».
ولكن بعد انتشار الخبر، بدأ بعض مستخدمي منصّات التواصل الاجتماعي فـي التشكيك فـي مدى صحة ما يتمّ تداوله والتدقيق فـي عمل سارة الحقيقي.
وخلص البحث والاستنتاجات إلى أن سارة صبرى ليست رائدة فضاء، وإنما سائحة إلى الفضاء. وهذا يعني أنها لم تشارك فـي مهمة استكشافـية أو مهمة لدراسة الفضاء، فضلاً على أن الرحلة لا تندرج ضمن رحلات الفضاء الدولية العلمية.
وتجدر الإشارة أن سارة صبري نشرت على حسابها على موقع «لينكد إن» منشورًا، أوضحت فـيه تفاصيل رحلتها قبل شهرين، قائلة: «من الضروري توضيح بعض البيانات الواردة، أخشى أن يكون لقب (رائد الفضاء المصري الأول) مضلّلا، أنا لست رائد فضاء رسميًا (حتى الآن). أنا رائد فضاء تناظري، ما يعني أنني أقوم بتدريب ومحاكاة بعثات القمر والمريخ هنا على الأرض للتحضير لمهام مستقبلية إلى الفضاء».
وأضافت «رغم أنني أساعد وكالة الفضاء المصرية فـي بعض المشاريع، إلاّ أنني لست مستشارًا رسميًا لها ولا يمكنني التحدث نيابة عنها».
سارة المهندسة الحالمة
سارة صبري ابنة الـ29 عاماً تقيم حالياً فـي العاصمة الألمانية برلين وهي مهندسة ميكانيك وطب حيوي، وهي أول سيدة مصرية تصبح رائدة فضاء تناظرية وأول مصرية تذهب إلى الفضاء. وهي أيضًا المؤسس والمدير التنفـيذي لمبادرة الفضاء العميق Deep Space Initiative (DSI)، وهي شركة غير ربحية تهدف إلى زيادة الفرص والإتاحة فـي مجال الفضاء وتمكين استكشاف الفضاء العميق للبشرية أجمعها. وتتمثّل مهمة DSI فـي المساعدة على محو الحدود الجغرافـية من خلال توفـير فرص البحث والمحاضرات التعليمية والبودكاست للجمهور، بغض النظر عن جنسيتهم أو مواردهم.
حصلت صبري على درجة البكالوريوس فـي الهندسة الميكانيكية عام 2016 من الجامعة الأميركية فـي القاهرة، مع تخصّص فـي الميكاترونيكس، بالإضافة إلى تخصّص ثانوي فـي علم الأحياء والكيمياء وPreMed، وفـي عام 2020، حصلت على درجة الماجستير فـي الهندسة الطبية الحيوية من بوليتكنيكو دى ميلانو فـي إيطاليا. وتمتد مجموعة خبرات سارة الواسعة من الميكاترونكس والجراحة الروبوتية إلى تطوير الخلايا الجذعية وBioastronautics.
شغف بالفضاء
بدأ اهتمام صبري بالفضاء المحاكى فـي فبراير 2021، فوفق خبراتها المذكورة فـي حسابها على موقع «لينكد إن»، أضافت سارة لملفها الوظيفـي وصف “«مسؤول طبي/ رائد فضاء تناظري» بمحطة لونارز لأبحاث الفضاء. وتعرّف محطة لونارز نفسها بأنها محطة أبحاث تناظرية لمحاكاة مهمات الفضاء على الأرض، وتقع فـي مطار ببولندا، ويعود تأسيسها لعام 2017، وكانت المحطة الأولى من نوعها فـي أوروبا، على مساحة 250 مترًا مربعًا.
توفّر المحطة عزلة كاملة لطاقمها فـي المطار لمدة أسبوعين، بعد تدريب المتقدمين وتوزيع المسؤوليات على مدى أسبوعين سابقين، وتكلفة المشاركة للفرد هي 1750 يورو، ومن شروط الالتحاق: عدم استخدام الهاتف فـي أثناء العزلة، واختبار يثبت عدم الإصابة بفـيروس كوفـيد19-، والالتزام بساعة من التمارين الرياضية يوميًا. وكانت سارة مسؤولة عن إجراء الفحوصات الطبية على نفسها وطاقم الرحلة.
وذكرت سارة فـي تاريخها الأكاديمي على حسابها على موقع «لينكد أن» اجتيازها لدورة «العوامل البشرية» (عبر الإنترنت) ضمن برنامج «جامعة المريخ»، وهي منظمة غير ربحية للأبحاث، تأسست عام 2020 فـي الولايات المتحدة. وتقدم «جامعة المريخ» برنامجًا ينقسم لأكثر من ست دورات، يتطلّب 30 ساعة من الدراسة، ويوفّر نظرة عامة فنية على العلوم والتقنيات وأنشطة ما بعد الوصول إلى سطح المريخ.
تقدّم «جامعة المريخ» برنامجًا للراغبين فـي التدريب العملي على الأنشطة والمهام التناظرية، كما يحدث لرواد الفضاء الحقيقيين فـي وكالة «ناسا»، لكن تقدمه الجامعة بشكل تمثيلي على الأرض، فتوفّر مختبرات ومساحات عامة يتشارك فـيها الطلبة والباحثون.
كما توفّر الجامعة تجارب محاكية للهبوط على سطح المريخ، من خلال زيارة ثلاث مناطق فـي الولايات المتحدة: الأولى هي «أخدود الظبي» جنوب غرب الولايات المتحدة، و«فوهة بارينجر» فـي ولاية أريزونا، و«الأخدود العظيم» فـي ولاية أريزونا، وتوفّر فـي كل منطقة غرفة تشبه بيئة المريخ.
لا تضع الجامعة شروطا للملتحقين بالبرنامج، فتقبل الجميع من أي خلفـية أكاديمية، لكن من متطلّبات الالتحاق هي تقديم سيرة ذاتية وخطاب لإبداء الرغبة، يتضمن اهتماماتك ووصف شغفك بالمعرفة، وإجادة أولية للغة الإنكليزية، ودفع 600 دولار للدورة الواحدة.