يجمع بين الخبرة الواسعة في إدارة الأعمال والمعرفة المتعمّقة والبديهية في صناعة الساعات نيـكـولا أنـدريتـا الرئيس التنفيذي الجديد لدار روجيه دوبوي «إلى جانب معرفتنا بصناعة الساعات وروحنا الإبداعية ما يميّزنا هو الشغف الذي نوليه لكل ساعة نصنعها وإهتمامنا بأدّق التفاصيل»
 |
عالم الساعات ليس غريباً على نيكولا أندريتا، الرئيس التنفيذي الجديد لدار «روجيه دوبوي»، والذي ينتمي إلى عائلة ساهمت على مدى ثلاثة أجيال في إثراء صناعة الساعات من جوانب عدّة. ومثل روجيه دوبوي، فإن حب القيام بالأشياء بشكل مختلف كان عاملاً أساسياً في تحقيقه لمسيرة مهنية ناجحة في قطاع المنتجات الفاخرة، إمتدت لأكثر من عقدين من الزمان.
ولد أندريتا في إيطاليا لأب إيطالي وأم سويسرية، وهو مواطن إيطالي/سويسري يتقن لغات عدة (إيطالية، فرنسية، إنكليزية، إسبانية، كانتونية)، وله شغف كبير جداً بالتقنيات والابتكارات الجديدة. وإلى جانب ذلك، لديه معرفة واسعة في إدارة سيناريوهات متعدّدة الجنسيات ضمن بيئات متنوّعة ثقافياً وعبر قارات عدة (الاتحاد الأوروبي، وآسيا، والأميركيتين). ونظراً لحبه للتحدّي، يمكن العثور على أندريتا أثناء وقت فراغه منشغلاً بأحدى المغامرات القوية مثل الإبحار وركوب الأمواج الشراعية، أو القفز بالمظلات والطيران والأكروبات، أو حتى خلف عجلة قيادة واحدة من سيارات السباق.
قضى السنوات الأولى من حياته المهنية بالعمل لوالده في شركة تملكها العائلة، واكتسب خبرة لمدة خمس سنوات في هونغ كونغ، حيث شغل مناصب عدّة، بينما نجح في تنمية وصقل مجموعة من المهارات في الإدارة المالية.
وبعودته إلى أوروبا في العام 2003، قرّر أن يطلق العنان لطموحاته الريادية، وأن يؤسس علامته التجارية الخاصة تحت مسمى N.O.A (والتي تعني None of the Above – أي: ليس مما سبق)، والتي منحته سمعة دولية مميّزة كرائد للأعمال في عالم الساعات الفاخرة. وبعد بيع العلامة التجارية لمستثمر أميركي في العام 2013، حوّل تركيزه في العمل على فئة الساعات المُعاد إطلاقها وتطويرها لدار «تيفاني أند كو» الأميركية في سويسرا، وذلك قبل إنضمامه إلى روجيه دوبوي في ديسمبر 2018.
وكونه محاوراً ذكياً ومؤثراً ومقنعاً، يجلب نيكولا أندريتا إلى روجيه دوبوي تماماً ذلك النوع من المفارقات والتناقضات التي تعبّر عن الأسلوب المتفرّد للعلامة التجارية، حيث يجمع بين الخبرة الواسعة عبر مختلف القارات في إدارة الأعمال، مع معرفة متعمّقة وبديهية في صناعة الساعات، جنباً إلى جنب مع روح ريادة الأعمال.
ومثل روجيه دوبوي، يجمع نيكولا أندريتا بين الإبداع المتحرّر والحب الجامح واللامتناهي الذي يفوق تجارب الحياة. ما يحمله للساعة التي يتوق إليها بشدة؟ الساعة التالية بالطبع التي سيتمكّن من خلالها من تجسيد ما تفخر به روجيه دوبوي بالفعل.
الزميلة كريستين أبي عاصي إلتقت به وكانت معه هذه المقابلة.
ما هو المشترك بينك وبين العلامة التجارية؟
تعيش روجيه دوبوي بروح مثيرة للإعجاب إلى حد كبير، وتُبدع في خضم التحدّيات.. تماماً مثلما أفعل أنا. أعتقـد أنه يجب أن نعيش الحياة على أكمل وجه، وأن تستمر في مفاجأتنا يوماً بعد يوم.
ما هي المهارات الهامة للنجاح في صناعة الساعات؟
يمكنني أن أقول إن الشغف يأتي فوق كل شيء! فعالم صناعة الساعات يتسم بالتنافسية الشديدة، وأعتقد أن ما يميّزنا فيه – بجانب معرفتنا بصناعة الساعات وروحنا الإبداعية – هو الشغف الذي نوليه لكل ساعة نقوم بتصنيعها. إننا نهتم بكل وأدق التفاصيل.
ما هي البيئات التي تحدّد ملامح العلامة التجارية؟
الإسراف! بالنسبة لنا، الإسراف في العطاء هو المعيار الطبيعي، وهذا يعني أننا كما ذكرنا نعيش بروح مثيرة للإعجاب وبطموحات تعانق السماء، كما أننا نُبدع في خضم التحدّيات. سوف تجد صعوبة في العثور على علامة تجارية مترفة ومعاصرة مثل روجيه دوبوي. نحن واحدة من الصناعات النادرة التي تستطيع الجمع بين هذه الأساليب ضمن إبداعاتنا، ما يجعلها مميزة في جوهرها وفريدة من نوعها.
أخبرنا عن العملية الإبداعية في «روجيه دوبوي»، كيف تتفاعل مع كل قسم؟
إبداعنا ليس له حدود. فلسنا مضطّرين لفرض أي حدود أو قيود؛ إن صانعي الساعات والمصمّمين لدينا يتمتعون بحرية التصرّف لابتكار أكثر الساعات المعبّرة والعصرية على الإطلاق. إننا نعمل وفق أساس قوي بأن لا شيء مستحيل. وقد يستغرق تحقيق أهدافنا سنوات عديدة، لكننا لا نتوقف أبداً عن الإبداع والابتكار مع تخطّي كل الحدود المعروفة.
إن بعض الطرز يتطلّب سنوات من التطوير مثل «اكسكاليبر توفولد» (Excalibur Twofold). فقد عملنا سنوات عدة لتطوير الألياف المعدنية المركبة (MCF). أردنا إيجاد مادة شديدة البياض دون استخدام السيراميك، وهي مهمة بلغت ذروتها وتجسّدت في طراز «توفولد» بعد سنوات عديدة من البحث والتطوير. هذا مجرد مثال، ولكن يمكنني أن أعطيك العديد من الأمثلة الأخرى.
وتتيح لنا منظومتنا التصنيعية المتكاملة استكشاف واختبار وتنفيذ الحلول التي نطوّرها بالكامل داخل الدار.
أخبرنا عن العملية الإبداعية التي أدّت إلى ابتكار ساعة «روجيه دوبوي اكسكاليبر ديابولوس إن ماكينا»؟
يعتبر مُعيد الدقائق من الخصائص المتطوّرة في صناعة الساعات، والتي كانت جزءاً من الحمض النووي لعلامتنا التجارية منذ بداياتها. وعلى مر السنين، واصلنا تصنيع هذه الخاصية، ولكن مع تطوير تصميمها بصورة دائمة. نريد أن نبتكر ساعات معبّرة، مع أسلوبنا المهيكل، وفي الوقت نفسه مواكبة الاتجاهات المعاصرة دائماً، لذا نعمل بدقة بالغة على اتباع التطوّر الذي تشهده مفردات التصميم، بينما نحافظ على وفائنا تجاه الخصائص المهيبة للساعات، والتي تعدّ ركيزة متأصّلة في عالم صناعة الساعات.
ويمكن القول إن ساعة «اكسكاليبر ديابولوس إن ماكينا» (Excalibur Diabolus in Machina) تمثّل دليلاً حياً على فلسفتنا؛ روجيه دوبوي تمنح الطريقة الأكثر الإثارة لاستكشاف أروع الإبداعات في عالم الساعات الراقية. ويتجسّد هذا المعتقد بوضوح في أدوات التوربيون المميزة الخاصة بنا، وكافة حركات الكاليبر التي تقدّمها الدار. حتى أن أسلوبنا المتحرّر والخارج عن المألوف لا يمكنه أن يمنعنا من البقاء مخلصين لما نحن عليه.
تُعرف روجيه دوبوي بروح الإبداع والخروج عن المألوف، كيف ينطبق ذلك على «اكسكاليبر ديابولس إن ماكينا»؟
تمثّل هذه الساعة بدقة بالغة ملامح عالمنا بأكمله، سواء من الناحية الجمالية، وكذلك من الناحية التقنية البحتة. إن دقات مُعيد الدقائق مختلفة تماماً عن مُعيد الدقائق الكلاسيكي. لقد اخترنا ضبطها بصوت رنين التريتون الثلاثي، «تنافر» عن المألوف؛ فنغمة «ديابولوس إن ماكينا» الشهيرة كانت محظورة في الموسيقى الدينية للعصور الوسطى، ولكن استُخدمت أيضاً مؤخراً لشدّتها وعنفوانها وصوتها الغريب. ويوضح هذا النهج بشكل مثالي أسلوبنا لإعادة ابتكار قواعد اللعبة.
ومن حيث التصميم، فإن الهيكل النجمي هو ما نستخدمه عادة في حركاتنا الهيكلية لتشكيلة «اكسكاليبر»، وهي سمة مميزة لنا.
ولقد استمتعنا بالفعل في الخروج عن المألوف وتخطي قوانيننا. وفي هذه الحالة، أتاح ذلك لنجمنا الشهير بالبزوغ والتوهّج، ما أدى إلى تصميم مذهل يجلب الانسجام إلى الفوضى أثناء إعادة محاذاة الخطوط الهندسية الجامدة. ولا يوجد عنصر واحد من هذا النجم غير المنظّم في المستوى نفسه، مما يخلق إبداعاً أكثر تعقيداً ولكنه مثير إلى درجة كبيرة في صناعة الساعات.
كم عدد الساعات التي تظنون أنها ستتوفّر في الشرق الأوسط؟
سيعتمد ذلك على قدرتنا على إقناع أصدقائنا في المنطقة!
وكما أشرت، يعتمد هذا المفهوم على مبدأ «سلسلة فريدة»، ما يعني أن كل تركيبة، ولون/ مادة تعد فريدة لكل ساعة، ولكن أيضاً سنتمكن من تلبية متطلّبات العديد من أصحاب الساعات في المستقبل، حيث سنعمل على تطوير المزيد من الساعات الفريدة.
من هو العميل النموذجي لساعاتكم، وما هي النظرة التصوّرية للعلامة التجارية هذه الأيام؟
من الصعب جداً تحديد من قد يكون عميلنا النموذجي. ولكن ما هو واضح هو أنهم جميعاً يشتركون في طريقة تفكير واحدة تقودها متعة الحياة.
وفي العادة، نصف «معتقدنا» بهذه العبارات: نكرّس أنفسنا في روجيه دوبوي لعالم قياس الوقت بتقنياته الفائقة، وذلك بفضل نهجنا الإبداعي الذي يقودنا لابتكار ساعات مذهلة وغير عادية ومتطوّرة تقنياً مخصّصة لعائلتنا الحصرية من العملاء الذين يستمتعون بالذوق الرفيع.
قرأنا أن روجيه دوبوي تركّز على التجارب الفريدة، هل يمكنك أن تخبرنا أكثر عن ذلك؟ وما سبب أهمية ذلك؟
التجارب الفريدة تخلق المشاعر التي تُجسّد حتماً ذكريات عظيمة. هذا ما نقدّره حقاً: إمكانية عيش لحظات رائعة تترسّخ في التاريخ، حيث يصبح أصدقاؤنا وساعاتنا أبطالاً. أن نعيش الحياة على أكمل وجه هو ما نمثّله. وعملاؤنا يشاركوننا المعتقد نفسه.
هل نتوقّع اتفاقيات شراكة جديدة، إلى جانب لامبورغيني وبيريلي؟
كلاهما هام جداً بالنسبة لنا. لقد أرادت روجيه دوبوي وحلبة لامبورغيني سكوادرا إنشاء هذه الشراكة لأننا نتشارك القيم نفسها، والروح الجريئة نفسها. ولم يتم ذلك لأغراض تسويقية. وتعد «اكسكاليبر هوريكان»، و«اكسكاليبر أفينتادور»، و«وان أوف» العام الماضي جميعها أمثلة فعلية لما يحدث عندما تتلاقى إبداعات المهندسين بمهارة صانعي الساعات.
نحن نبتكر ساعات مستوحاة من أسمائها المتجانسة. ويتّضح جمال هذا التعاون في أننا نطوّر علاقة أكثر قرباً، وأصبحنا الآن قادرين على إضافة خبرتنا الخاصة في المشاريع المشتركة القائمة على الابتكار. وقد أطلقنا للتو إصداراً آخراً باللون الأسود بالكامل من طراز «اكسكاليبر هوريكان»، وسيجلب المستقبل بالتأكيد بعض الساعات الجديدة الرائعة وغير المتوقّعة.
وكما ذكرنا، لا نزال مدركين تماماً للعلاقة التي يمكننا تطويرها مع الشخصيات الأخرى ذات البصيرة النافذة. ولكن لكي ينجح الأمر، يجب أن يكون هناك أساس للقيم المشتركة والإرادة المتبادلة لكي يصبح جزءاً من تعاون طويل الأمد.
Excalibur Diabolus in Machina
 |
هي أحدث ابتكار لروجيه دوبوي، وتمثّل بالذات نقطة توازن بين عبقريّة حرفيّي الماضي والتقنيات الحديثة المبتكرة. إبتكار من المُتوقَّع أن يفاجئ كل الجريئين الذين يؤمنون أن الحياة يمكن عيشها ليس فقط بشغف وقوة، بل بإفراط!
Excalibur Twofold
 |
إلى جانب الإنجاز التقنيّ اللافت، تؤكّد دار روجيه دوبوي على مثالٍ جديد من براعتها: ساعة أكسكاليبور توفولد التي تجسّد تماماً تميّز الدار التعبيري ومهارتها.
محترمةً أعلى معايير التقاليد الساعاتية المتطوّرة، تتمتّع ساعة أكسكاليبور توفولد بتعقيدٍ ساعاتي هام، التروبيون المزدوج المحلّق. وفيّاً لجيناته، يحمل هذا الإنجاز التقني الجديد تحدٍّ تصميمياً لافتاً يتطلّب براعة مهارته المطلقة.
