131 فـيلماً من 61 بلداً مهرجان البحر الأحمر السينمائي بدورته الثانية فعاليات غنية ورؤية سينمائية جريئة
يعرض المهرجان 131 فـيلماً من الأفلام الطويلة والقصيرة من 61 بلداً، عبر 41 لغة، وهي أعمال تحمل بصمة مجموعة من الأسماء العريقة فـي تاريخ السينما، إضافة إلى العديد من المواهب الشابة، كما يستضيف المهرجان 34 عرضاً أول لأفلام عالمية، و17 عرضاً أول لأفلام عربية، و47 عرضًا لأفلام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يشهد حضور العديد من المواهب والنجوم المشاركين فـي هذه الأفلام، مع توقّعات بازدياد عدد الأفلام المشاركة خلال الأسابيع المقبلة. كما يضم المهرجان مجموعة من البرامج، من بينها: «اختيارات عالمية»، و«سينما السعودية الجديدة» و«كنوز البحر الأحمر» و«روائع عربية» و«روائع العالم» و«جيل جديد»، بالإضافة إلى عروض «السينما التفاعلية» و«حلقات البحر الأحمر» و«ورؤى البحر الأحمر»، وهو برنامج جديد مكرّس لصانعي الأفلام الذين يبلغون آفاقاً جديدة من الإبداع، من خلال أساليب وتقنيات سرديّة مبتكرة وجديدة.
كما وقع الاختيار على أسطورة صناعة السينما العالمية أوليفر ستون ليرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية فـي الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
وبهذه المناسبة قال محمد التركي؛ الرئيس التنفـيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي: «يواصل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تعزيز مكانته كمنصة متميّزة للاحتفاء بالأفلام السينمائية والربط بين الحضارات وتوسيع آفاق شرائح الجمهور. وتحمل دورة هذا العام شعار «السينما كل شيء»، لتعكس رؤية سينمائية جريئة وبصمة ثقافـية».
وتُنظم خلال المهرجان مسابقة رسمية للفـيلم الطويل والقصير، يتم من خلالها إلقاء الضوء على أهم الإنجازات والإبداعات السينمائية من آسيا وإفريقيا والعالم العربي. حيث يعرض المهرجان 26 فـيلمًا ضمن مسابقة الأفلام القصيرة و16 فـيلماً فـي مسابقة الفـيلم الطويل، تتنافس على جوائز اليُسر التي تقدّمها لجنة التحكيم فـي حفل توزيع الجوائز يوم 8 ديسمبر.
يسلّط المهرجان الضوء على المواهب الشابة التي تساهم فـي رسم ملامح صناعة السينما فـي المملكة العربية السعودية من خلال سبعة أفلام روائية طويلة و18 فـيلماً قصيراً، سيتم تقديمها لخبراء صناعة السينما العالميّة، جنبًا إلى الجمهور المحلّي.
«البحر الأحمر. . رؤية جديدة»
سيتضمن المهرجان فـي نسخته هذا العام برنامجاً جديداً بعنوان «البحر الأحمر: رؤية جديدة»؛ حيث صُمم البرنامج ليكون منبرًا لعرض المشاريع التي تطرح رؤية سنيمائية جديدة. يحتفـي البرنامج الجديد بالأفلام التي تتناول مواضيع تجمع بين الجرأة والمتعة والإثارة. وقد تمّ اختيار ثمانية أفلام من مناطق متعدّدة للعرض ضمن برنامج الرؤية الجديدة.
وبمناسبة الإعلان عن البرنامج الجديد، صرّح كليم أفتاب، مدير البرنامج الدولي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قائلاً: «نهدف فـي مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي إلى إلهام الجيل الجديد من صناع الأفلام من خلال إلقاء الضوء على مجموعة متنوّعة من الأفلام التي ستغيّر رؤيتنا حول مفهوم السينما. كما أن إضافة هذا النوع الجديد من البرامج للدورة الثانية للمهرجان من شأنه أن يفتح المجال للأصوات والآراء الجديدة ويدعم الرؤى الحديثة حول صناعة الأفلام، وبالتالي يدفعنا إلى رؤية السينما بشكل مختلف».
من جانبه، قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي والأفلام الكلاسيكية فـي المهرجان: «لقد استمتعنا كثيرًا باختيار هذه الأفلام؛ التي تعكس أمثلة رائعة على براعة الصناعة، وتطرح لغة سينمائية مختلفة تتناول مواضيع مثيرة سيكون لها تأثير كبير فـي نفوس جماهيرنا، كانفجار مرفأ بيروت، وتغيير المشهد الحضري، وتأثير الشهب والنيازك فـي المغرب إلى الدخول فـي عالم السحر والخيال»، وتضم القائمة:
فـيلم «ما بعد النهاية» وهو آخر فـيلم وثائقي من للمخرج اللبناني نديم ميشلاوي. يلقي الفـيلم الضوء على مدينة بيروت بماضيها القاتم ومستقبلها الغامض وحاضرها المتشائم. ويستعين الفـيلم بمذكّرات المخرج بعد وفاة والده، وتجاربه فـي مدينة بيروت، تلك المدينة التي يسكنها الخوف من الفقدان والحرمان. ويتجاوز الفـيلم أبعاد المشهد السياسي فـي بيروت ليتغنّى بتاريخ المدينة وثقافتها وعمارتها.
فـيلم «جزيرة الحجر» لمارك جنكين الحائز جائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا)، تدور أحداثه على سطح جزيرة غير مأهولة فـي عام 1973؛ حيث تتحول تجربة إحدى المتطوّعات المهتمات فـي دراسة الحياة البرية من مراقبة زهرةٍ تنمو بين الصخور لرحلة إلى ما وراء الطبيعة تدفعها والمشاهد إلى التساؤل عن الفارق بين الحقيقة والخيال المرعب.
فـيلم «شظايا السماء»، وهو الفـيلم الوثائقي الثاني للمخرج المغربي عدنان بركة، وقد استغرقت صناعته عدة سنوات، وهو يستعرض قصة رجلين يجوبان الصحراء المغربية بحثًا عن الشظايا الهاوية من السماء والتي تشتهر بها صحراء المغرب.
كما سيشهد البرنامج العرض الأول لفـيلم «جغرافـيّات العزلة» فـي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لصانعة الأفلام الكندية جاكلين ميلز الحاصلة على العديد من الجوائز. فبينما تنغمس عالمة الطبيعة زوي لوكاس فـي تصوير الحياة على جزيرة السمّور الكندية فـي المحيط الأطلسي، تلتقط عدستها مواطن الجمال والسحر فـي الأصوات ومناظر الرمال والحيوانات والطبيعة وتفاصيل البيئة حولها، مستعينةً بأرشيف يوثّق أكثر من 40 عامًا من نشاطها فـي تصوير الجزيرة. ويستعرض الفـيلم الوثائقي الطبيعة الخلابة والحياة فـي هذا المكان فـي أجواء شاعرية ساحرة.
فـيلم «موقف إنساني» من تأليف وإنتاج وإخراج أندرس إمبلم. تدور أحداث الفـيلم فـي مدينة أوليسوند النرويجية ويروي قصة فتاتين ليف وأستا. تحاول أستا إيجاد معنى للحياة فـي هذه البلدة الساحلية الهادئة غرب النرويج حيث تعمل كمراسلة صحفـية، وبينما تحاول كشف الحقيقة وراء اختفاء أحد طالبي اللجوء السياسي، تتغير حياتها ورؤيتها حول مفهوم العدالة.
كذلك يعرض المهرجان آخر مشروع لمخرج فـيلم التحريك الشهير فـينوم «خامسة – بئر النسيان». يحكي الفـيلم قصة الولد أدي الذي يستيقظ ليجد نفسه فـي قاع بئر مظلم لا يتذكر أي شيء. ولكنه يجد معبدًا ضخمًا تحت الأرض تحرسه تايدر. ويتأكد أدي أنه قد فقد الذاكرة عندما يفشل فـي الإجابة على أسئلة تايدر والتي تخبره أن ذكرياته حبيسة خلف باب النسيان. ويضطر أدي إلى عبور باب النسيان ليستعيد ذكرياته قبل فوات الأوان.
ويشهد البرنامج العرض الأول على الساحة العالمية لفـيلم «كنوز العرب الضائعة: مدينة دادان الأثرية». ويتناول الفـيلم الوثائقي مدينة دادان القديمة التي تقع فـي محافظة العلا، شمال غرب الجزيرة العربية على طريق البخور والمذكور فـي الأناجيل الثلاثة، على الرغم من قلة ما يعرف عن هذه المنطقة. ويدور الفـيلم حول فريق من علماء الآثار الدوليين والذين يحاولون فك شفرة هذه المنطقة وكشف غموضها.
كذلك يعرض الفـيلم الروائي الثاني للمخرج اللبناني كريم قاسم «أخطبوط» تداعيات الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت. ويحاول الكشف عن تفاصيل هذه الفاجعة ويطرح أسئلة وجودية فرضتها فداحة الحدث؛ حيث تتناول هذه الأسئلة ماهية الرؤى العالمية حول مفهوم المعاناة، ومعنى الحياة والأهداف المشتركة، وغيرها من الأفكار المنثورة تحت الحطام.
برنامج «اختيارات عالمية»
لعل برنامج «اختيارات عالمية»، يمثّل زبدة هذا المهرجان إذ يضمّ مختارات من أفضل الأفلام التي عرضتها المهرجانات السينمائية الدولية ونالت على إعجاب الجمهور والنقاد، بالإضافة إلى أفلام تمّ اختيارها من قِبل فريق المهرجان بهدف تقديمها إلى الجمهور الشغوف بالسينما.
وعلى الصعيد ذاته قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي والأفلام الكلاسيكية فـي مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: «يعرض المخرجون العرب مجموعة مميّزة من القصص الجريئة والأصلية التي استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة فـي المهرجانات والمحافل السينمائية حول العالم. وقد غطّت قصصاً جديدة شملت طيفاً من المواضيع والقضايا الصعبة والمثيرة، والتي تمّ سردها بدقة وأصالة. وتتطرّق هذه المواضيع الى الهوية والوطنية، والترحال، وكلها معالجة ببراعة وبشغف». يضم البرنامج 19 فـيلمًا من أفضل الأفلام العالمية المختارة أهمها:
فـيلم «العمّة» للمخرج السنغافوري «هي شومينغ» الحاصل جائزة الفنان الشاب فـي عام 2019، من قبل المجلس الوطني للفنون فـي سنغافورة. تدور أحداث الفـيلم حول قصة الأرملة «ليم» التي تمضي وقتها بين إرضاء ابنها البالغ من العمر 20 عامًا، ومشاهدة الدراما الكورية المرعبة، يضطر ابنها إلى الاعتذار عن مصاحبتها فـي رحلة إلى كوريا الجنوبية حيث مواقع تصوير مسلسلها المفضّل. ومع شعورها بالقلق والخوف من السفر وحيدةً؛ ترى فـي الرحلة فرصة لتخطّي الكثير من التحدّيات. فـي إطار من الكوميديا والمغامرة.
فـيلم «نهاية الأسبوع فـي غزة»، الذي تجري أحداثه فـي قالب كوميدي ملئ بالإثارة حول الصحفـي البريطاني الذي يجد نفسه محاصرًا فـي فلسطين المحتلة بعد انتشار فـيروس قاتل حول العالم، حيث تفرض الأمم المتحدة حظرًا بريّا وجويَّا وبحريَّا على العالم أجمع، وتصبح غزّة المسوّرة بالجدران، الملاذ الأكثر أمانًا على الأرض، يخاطر الصحفـي فـي الدخول عبر نفقها المغلق بمساعدة مهرّبين. الفـيلم من إخراج الفلسطيني باسل خليل الذي حظي فـيلمه القصير الأول «السلام عليك يامريم» بعرضه الأول فـي مهرجان كان عام 2015.
«سلام» الفـيلم الوثائقي الذي يدور حول نجمة الراب الفرنسية ميلاني جورجيادس «ديام» إحدى أكثر الفنانات نجاحًا فـي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بفرنسا، بإعتبارها الفنانة التي حقّقت أرقاما وأرباحا قياسية. ومع قرارها المفاجئ بالانسحاب من المجال العام فـي ذروة نجاحها عام 2008، نكتشف أن قرارها جاء من خلفـية اعتناقها للإسلام وتفرّغها لإدارة جمعية خيرية ترعى الأيتام. يتطرّق الفـيلم إلى جوانب متعدّدة من حياتها تُسائِل من خلالها الصحة العقلية والهوية الإسلامية وتبعات الشهرة، ضمن قصة شيقة للمخرجتين هدى بن يمينة وآن سيسي.
فـيلم «علم» المدعوم من صندوق البحر الأحمر للمخرج فراس خوري، يروي الفـيلم قصة تامر ورفاقه الذين يقضوا أيامهم فـي جموح وتمرّد داخل مدرسة فلسطينية متاخمة لحدود دولة الاحتلال، يقاطعه انضمام الناشطة ميساء إلى فصله؛ ومعها تتحوّل همومه إلى السياسة على نحو مفاجئ. وفـيما تبدأ استعدادات دولة الاحتلال للاحتفال باليوم الوطني، تخطّط ميساء ومجموعتها لاستبدال علم الاحتلال بالعلم الفلسطيني، إنعاشًا لذكرى القضيّة. ومع اقتراب تاريخ الاحتفال يحتار تامر بين قرار الانضمام للحشود أو التخلّف عنهم.
«دنيا وأميرة حلب» من إخراج ماريا ظريف وأندريه كادي، يروي الفـيلم معاناة «دنيا» برفقة والدها وجدّيها فـي النزوح من حلب، حيث يسلب هذا القرار دنيا من بقايا براءتها ويزلزل وجدانها. تستلهم القصّة التجلّيات الاجتماعية للحياة السورية وتتألّق بموسيقى العود والناي التي تستنهض التفاؤل من ركام الألم؛ فـي تخليدٍ لذكرى مأسآة اللجوء السوريّة.
ومن تونس تروي المخرجة أريج السحيري فـي فـيلمها الروائي «تحت الشجرة» قصّة مجموعة من جانيات الثمار ضمن رحلتهنّ اليوميّة إلى بساتين الشمال التونسي الزاهية التي تموج بالشذى وتتألّق بالألوان؛ حيث تلاحقهنّ عدسة الكاميرا إلى الحكايات والأحاديث والهموم والآمال التي تختلج صدورهنّ، عبر صورة خلّابة توثّق بساطة الأيام والعادات، استوحت المخرجة الفـيلم من قضاء يوم كامل مع الممثلة البطلة؛ لتقدم من خلاله تحيةً فنّية إلى النساء العاملات والطبيعة والجمال.
فـيلم «أزرق القفطان» للمخرجة مريم توزاني الذي اُختير رسميًا لتمثيل المغرب فـي سباق الأوسكار لهذا العام، تدور قصة الفـيلم حول «حليم» نسّاج القفطان المغربي التقليدي، الذي يتميّز بالاحترافـية والدقة والعمل لساعاتٍ طويلة خلال اليوم، مؤدّيًا حرفته التي تتّسم بالضغوطات والمتطلّبات العالية، تتكبّد زوجته مينا فـي المقابل همّ التعامل مع الزبائن والمشترين، ورغم اعتلالها وإحساسها بالاغتراب عن نفسها، يواسيها الدفئ الذي يجمعها بزوجها فـي معمل النسيج، ولكن وصول الشاب الحرفـيّ المجتهد يوسف للتدرّب مع حليم، يرافقه منظورُ جديد لعلاقة مينا بزوجها.
«أشكال» أول فـيلم روائي طويل للمخرج التونسي يوسف الشابي المدعوم من صندوق البحر الأحمر. تدور أحداثه فـي إحدى حدائق قرطاج فـي شمال تونس، يتم العثور على جثة محترقة لحارس ليلي من بين الركام ضمن حديقةٍ مهجورة، تميل النيابة العامّة لتقييدها كحالة انتحار، ومع ضغطهم على ضابطيّ التحقيق «فاطمة» و«بطل» لإنهاء التحقيق فـي أسرع وقت، تظهر سلسلة متتابعة من الجثث المحترقة، يفترض الرأي العام معها أنّها ليست متّصلة وحسب؛ بل أنها تُنذر بعقابٍ سياسيّ للبلد.
ويتناول فـيلم «الابن» للمخرجة كوردوين أيوب الحاصلة على عدة جوائز، قصة «ياسمين وناتي وبيلا»، حيث يتصدرن مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقطع صوّرنه وهن يرقصن بالحجاب ويغنين البوب. وفـيما تخترق الشّهرة معالم حياتهن، يشعرن بالاغتراب عن ثقافتهن مع الافتتان بعوالم مختلفة؛ يواجهن فـيها أسئلة جوهريّة عن الذات والقيم والمسؤولية، ضمن إطار يستعرض هموم الشباب وتبعات التقنيّة والشهرة، فـي قصّة تجمع بين الفرح والحزن والبكاء والضحك، معًا.
فـيلم الجريمة «سباكة ذهب» للمخرج فاتح أكين، تدور أحداثه حول زيوار حاجبي الشهير بـ«أكزاتار» الذي عرف أنّ الحياة تخبّئ له الكثير من الألم والمعاناة، ويتيقّن من هذه الحقيقة عندما يهرب من جحيم العراق، إلى جحيم آخر فـي ألمانيا، استنزف بدوره ما بقي من كرامته الإنسانية. وبينما يقاوم متسلقَّا طريقه إلى القمّة، من بوابة الجريمة إلى تجارة المخدرات، يختبر أكزاتار جحيمًا جديدًا؛ حينما تختفـي شحنة من المخدّرات ضمن مسؤوليته، لتضع حياته على المحكّ.
وتقدم المخرجة والمنتجة الوثائقية جيتيكا نارانج الفـيلم الوثائقي «الشبيه» من واقع الثقافة الشعبية الهندية، حيث يتحوّل الممثل المغمور الذي يشبه نجمًا معروفًا، إلى نجمٍ من نوع آخر، حينما يمثّل أدوار النجوم الذين يشبههم. وتستعين نارانج فـي فـيلمها الحالي بثلاث ممثّلين؛ كيشور بهانوشالي شبيه الممثل الهندي ديف أناند، وفـيروز خان شبيه الممثل أميتاب باتشان، وبراشانت والدي الذي يعتاش من تقليد النجم شاروخان.
وباقة من الأفلام العائلية المختارة
كذلك أعلن المهرجان، عن عرض باقة متنوّعة من الأفلام العائلية التي تستهدف الجيل الناشئ والأطفال ضمن برنامج «السينما العائلية»، الذي يستعرض إبداعات سينمائية من جميع أنحاء العالم، تضم مجموعة من أكثر الإصدارات إثارة والتي تستهدف المشاهدين من الجيل الناشئ والأطفال، بالإضافة إلى أحدث أفلام الرسوم المتحركة والدراما والقصص المثيرة، لتأخذ متابعيها من الأطفال وعائلاتهم فـي رحلة تعكس سحر السينما وتأسر الألباب.
ويهدف برنامج «السينما العائلية» إلى تعريف الأجيال الجديدة بالسينما العالمية، والاحتفاء بمجتمع حديث مترابط من خلال رواية الأفلام المشتركة، كما يقدم المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تستهدف المشاهدين والزوار من الصغار، للاستمتاع بتجربة المهرجان، وتنمية عقولهم ومواهبهم.
ومن الأفلام التي سيتم عرضها ضمن برنامج السينما العالمية؛ فـيلم الرسوم المتحركة العائلي «القط ذو الحذاء: الأمنية الأخيرة» الذي يأخذ مشاهديه فـي مغامرة كوميدية شيقة، الفـيلم من إخراج جويل كروفورد، ويؤدي أصوات الشخصيات فـيه كلّ من: أنطونيو بانديراس، وسلمى حايك وفلورنس بوج. . وخلال أحداثه سيرافق الحاضرون القطَّ ذي الحذاء فـي رحلة شيقة يسعى خلالها إلى العثور على الأمنية الأسطورية الأخيرة واستعادة أرواحه التسعة.
ويقدم المخرج جييرمو ديل تورو، الحائز جائزة الأوسكار بالتعاون مع المخرج مارك جوستافسون الفـيلم الروائي الرائع بينوكيو؛ الذي تم تصويره بتقنية إيقاف الحركة، وتدور أحداثه حول النجار جيبيتو الذي عاش فـي ثلاثينيات القرن الماضي فـي إيطاليا تحت حكم موسوليني، وهيمن الحزن على حياته بعد فقدانه لابنه كارلو وهو فـي عمر الـ10 سنوات. ويواسي جيبيتو حزنه بصنع دمية خشبية أسماها بينوكيو والتي يقدر لها أن تتحول إلى صبي حقيقي وتبدأ مغامراتها.
كما يشارك المخرج الفـيتنامي هام تران الحاصل على الماجيستر فـي الإخراج من جامعة كاليفورنيا لوس أنجليس للسينما والتلفزيون، بفـيلم الخيال العلمي «مايكا» الذي يروي قصة هونغ البالغ من العمر ثماني سنوات، الذي تعرّف إلى مايكا؛ الكائن الفضائي الخارق المتخفّي فـي شكل فتاة، بعد أن وصل إلى موقع سقوط نيزك قرب منزله. وسرعان ما يتحول حزنه الناتج عن شعوره المرير بالوحدة مؤخرًّا إلى فرحة عارمة، ومغامرة يقوم خلالها بمساعدة مايكا فـي العودة إلى كوكبها الأصلي فـي إطار من المغامرة والبراءة والفكاهة.
أمّا «بيجمان»، فهو الفـيلم الذي سيفضله عشاق كرة القدم من الشباب. الفـيلم من إخراج كميل شوينار، وهو كاتب ومخرج هولندي متخصص فـي الأعمال الدرامية الشبابية والرسوم المتحركة، وتدور أحداثه حول الصديقان ديلان ويوسف حيث يقضيان أوقاتهما فـي لعب كرة القدم بهدف الاحتراف والظفر بكأس البطولة التي يرعاها قدوتهما؛ لاعب كرة القدم الهولندي المغربي سفـيان توزاني. وبينما يحاولان تحقيق ذلك يواجهان حدثًا مأساويًّا يغيّر كل شيء. تجمع قصّة الفـيلم بين الكوميديا والتراجيديا فـي أبسط أشكالها، وتدور أحداثها فـي إطار يسلّط الضوء على قيم الصداقة والمثابرة والطموح.
كذلك سيعرض المهرجان فـيلمًا بعنوان «الفرعون والهمجي والأميرة»، يروي ثلاث حكايات فـي ثلاثة أماكن وثلاثة أزمنة مختلفة ضمن قصص من وحي التاريخ، خضعت للحبّ والعدل والسلام. ويميزها جميعًا الجمال البصري الذي شكّلته أنامل الفنّان الفرنسي الشهير ميشيل أوسيلوت، الذي يصحبنا بداية فـي رحلة إلى السودان فـي العصر الفرعوني؛ للتعرّف إلى أول فرعون أسود البشرة، ثم يسافر بنا إلى فرنسا فـي العصور الوسطى؛ حيث تدور وقائع الثورة الفرنسية التاريخيّة، وينتهي بنا فـي تركيا فـي القرن الثامن عشر؛ حيث يبحث الأمير المنفـيّ عن أميرته المحتجبة.
صناعة فـيلم بيومين!
استحدث القيّمون على المهرجان مسابقة خاصة بالمبدعين الشباب، تمنح المتسابقين مدة يومين لصناعة فـيلم سينمائي قصير، واختير النجم التونسي ظافر العابدين رئيساً للجنة التحكيم، وفـي عضويتها المخرج وائل أبو منصور، والسيناريست الفرنسي كلود موريراس.
وعلّق الفنان ظافر العابدين قائلاً:«مثل هذا النوع من المسابقات والتحدّيات يساعدنا فـي البحث عن المواهب غير المعروفة لإكتشافها وتقديمها إلى الجمهورمن خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات والخبرة اللازمة لصناعة مشاريعهم السينمائية المستقبلية».
وستختار لجنة التحكيم برئاسة العابدين أفضل مشروعين وتمنحهما جائزتين كبيرتين، مضافاً إليهما إرسال مسؤولي الفريقين الفائزين فـي بعثة إطلاع وتدريب إلى فرنسا العام المقبل 2023، فـي وقت جرى إعتماد مسابقة السينما التفاعلية.
كذلك أعلن المهرجان، عن برنامج مسابقة السينما التفاعلية والذي يحتفـي بالتقنيات والابتكارات السينمائية الجديدة؛ إذ يعرض البرنامج 10 أعمال من أفضل إبداعات الواقع الافتراضي فـي السينما العالمية لعام 2022، والتي ستتنافس للفوز بجوائز اليسر الذهبية والفضية.
وتجدر الإشارة إلى أن جائزة اليسر الذهبية تبلغ قيمتها 10,000 دولار أميركي.
كما يتعاون برنامج السينما التفاعلية مع برنامج إثراء للحلول الإبداعية وهو أول برنامج لتطوير أعمال الواقع الافتراضي فـي المملكة العربية السعودية، لعرض أربعة مشاريع من الأعمال المختارة لدورة مهرجان هذا العام. وتضم هذه الأعمال كلا من «التنبّؤ بالمطر»، و«القط العسيري»، و«ومضة»، و«تأملات فـي الكون».
وتكريم للنجم الهندي شاروخان
كذلك أعلن المهرجان أنه سيكرّم فـي دورته هذا العام الممثل والمنتج الهندي شاروخان تقديراً لإسهاماته المتميّزة فـي صناعة الأفلام.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا النجم الأسطوري شاروخان أو الملك خان، كما يطلق عليه معجبيه، يتربع على عرش السينما البوليودية، وواحد من أكثر النجوم نجاحاً فـي العالم.
فمن خلال عطاء دام لأكثر من ثلاثة عقود فـي مجال صناعة الأفلام، ومشوار فني يشمل أكثر من 100 فـيلم، حقق إسهامًا مهنيًا متميزًا فـي الهند والعالم أجمع؛ حيث حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لجهوده السينمائية فـي صناعة الأفلام.
وبمناسبة الإعلان عن تكريم النجم شاروخان، علق محمد التركي، الرئيس التنفـيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قائلاً «نحن سعداء بتكريم النجم شاروخان الذي يحظى بموهبة متميّزة ويعد واحدًا من أيقونات السينما العالمية.
وأضاف «استقر النجم الهندي فـي قلوب معجبيه منذ بداية ظهوره حتى يومنا هذا. فبعد مسيرة فنية ثرية امتدت 30 عامًا فـي مجال صناعة الأفلام، يظل شاروخان أحد أبرز نجوم السينما الهندية الذي يتمتع بإعجاب الجماهير من كافة أنحاء العالم. ونحن نتطلع للترحيب بالنجم الكبير فـي جدة فـي ديسمبر القادم».
بدوره، قال نجم بوليوود العالمي: «أشعر بامتنان كبير بهذا التكريم، وتشرفني المشاركة فـي افتتاح الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي. كما تغمرني البهجة لتواجدي بين الجمهور السعودي وبين المعجبين من جميع أنحاء المنطقة؛ الذين كان لهم الأثر الأكبر فـي دعم مسيرتي الفنية على مر السنين».