مايكل شوماخر أسطورة عالم سباقات الفورمولا 1 الغائب الحاضر في أذهان الملايين من عشاقه
ساعات ثمينة تجسّد حياة البارون الأحمر ستُعرض في مزاد علني وتصل قيمتها إلى 4 ملايين دولار
لا يمكن أن يمرّ اسم مايكل شوماخر، نجم وأسطورة فريق فيراري في سباقات “الفورمولا 1″، مرور الكرام على الرغم من اعتزاله عام 2012، فلقد ترك شوماخر بصمته المميّزة، وتخطّى حدود رياضته وبلغ كافة أصقاع الأرض، وكان إرثه مكتملاً قبل حادثة التزلّج المأساوية التي غيّرت حياته برمتها قبل 10 سنوات. يومها كافح الأطباء لإنقاذ حياته في إحدى مستشفيات غرونوبل، وظل في غيبوبة صناعية لفترة طويلة، قبل أن يعود إلى منزل العائلة في سويسرا، ولم يظهر علناً منذ الحادث، مع حماية عائلته لخصوصيته.
شكّل إعلان أسرة مايكل شوماخر بأنها أودعت مجموعة من ساعاته الشخصية الثمينة لدى مقر دار كريستيز للمزادات الرئيسي في جنيف الذي يقام خلال شهر مايو، مفاجأة كبيرة، وأعاد إلى الأذهان صورة “شومي”، إحد أعظم سائقي سباقات الفورمولا 1 في التاريخ، الذي بدأ مسيرته الرياضية في سباقات الكارتينغ عندما كان عمره 15 عاماً، وسرعان ما أظهر موهبة استثنائية وقوة دافعة للفوز، ما جعله يتصاعد في تصنيفات السائقين الشباب.
وبفضل دعم عائلته، استطاع شوماخر أن يتقدم خطوات كبيرة نحو تحقيق حلمه بأن يصبح سائقاً احترافياً. من فريق جوردان فورد إلى فريق بينيتون فورد، وصولاً إلى العام 1994 الذي شهد تتويج شوماخر لأول مرة بلقب بطولة العالم، لتتوالى النجاحات حيث فاز بلقب بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا وان، سبع مرات، خمس منها مع فيراري الذي انتقل إليها في العام 1996، وقد حصل على تلك الألقاب في سنوات (1994 و1995 و2000 و2001 و2002 و2003 و2004). وظلت نجاحات شوماخر متتالية، إلا أنه فجّر مفاجأة في العام 2006 بعد سباق جائزة إيطاليا الكبرى على حلبة مونزا، عندما قرّر الاعتزال وإنهاء مسيرة احترافه بعدما أحرز بطولة العالم سبع مرات وحقق 91 انتصارا على حلبات الفورمولا وان. إلا أنه عاد للمشاركة مع فريق مرسيدس في العام 2010، قبل أن يعلن من جديد في 2012 اعتزاله نهائياً عقب عودته إلى البطولة لفترة استمرت ثلاث سنوات مع فريق مرسيدس. ليأتي حادث التزلج الذي تعرض له، ليبعده عن حلبات السباق والعالم بأسره، إذ يُعاني شوماخر منذ ذلك الحادث، من وضع صحي غير مستقرّ بعيداً عن الأضواء الإعلامية، وتركّز عائلته على رعايته ومساعدته في تجاوز التحدّيات التي يواجهها.
مجموعة من ساعاته الشخصية في مزاد علني
في خبرٍ مفاجىء أعلنت عائلة شوماخر عرض مجموعة من ساعاته الشخصية الفاخرة والثمينة للبيع، حيث سيتم عرض 8 ساعات تعود ملكيتها إلى شوماخر، ضمن مزاد علني في 13 مايو المقبل، خلال الأسبوع الذي يسبق جائزة .إيميليا رومانيا الكبرى، بقيمة تقدر بـ 4 ملايين دولار أميركي. وفـي ما يلي بعض هذه الساعات
FP Journe Vagabondage I
تشمل مجموعة الساعات المعروضة، نموذجًا فريدًا من نوعه لساعة FP Journe Vagabondage I، التي تم تقديمها إلى الأسطورة الألمانية كهدية شخصية من قبل جان تود مديره السابق ضمن فريق فيراري. وتُظهر هذه الهدية مقدار قوة العلاقة بين تود ومصمم الساعات فرانسوا بول جورن، وتمثل رمزية ألقاب بطل العالم الألماني، من تصميم خوذته وشعار الحصان الجامح. وتم حفرها بإهداء من تود إلى شوماخر، في أواخر عام 2004.
تتميزالساعة بعلبة من البلاتين ومينا مُخصص بلون “أحمر فيراري” مع رمز الحصان الجامح المميز لعلامة فيراري عند علامة الساعة التاسعة وصورة مصغرة طبق الأصل من خوذة شوماخر عند علامة الساعة الثالثة. وعلى مينا الساعة هناك سبعة رموز للكرة الأرضية الخاصة بالاتحاد الدولي للسيارات (FIA)، كل منها يمثّل إحدى بطولات شوماخر السبعة في بطولة العالم للفورمولا 1. وهناك نقش على ظهر العلبة يقول : Xmas 2004 – Jean Todt for my friend Michael Schumacher –”عيد الميلاد 2004 – من جان تود إلى صديقي مايكل شوماخر”.
لم تضع دار كريستيز تقديرًا مسبقًا لسعر البيع على هذه الساعة، لكن بالنظر إلى وضعها الفريد وقصتها الرائعة، إضافة إلى كونها ساعة فاغابونداج من البلاتين، لن يكون من المُستغرب أن تحقق أكثر من 1 مليون فرنك سويسري.
Audemars Piguet Royal Oak Selfwinding Chronograph
قدّمت هذه الساعة إلى شوماخر من قبل تود أيضاً أواخر 2003، وتضم إهداءً للقبه السادس. وهي أيضاً “قطعة فريدة من نوعها”.
تتميز هذه الساعة بأنها كانت، هي الأخرى، هدية عيد الميلاد ومنقوش على ظهرها J. Todt pour M. Schumacher, Noel 2003 (ج. تود إلى م. شوماخر، عيد الميلاد 2003) ، وهي من طراز “أوديمار بيغيه رويال أوك كرونوغراف”، من الذهب الأبيض، بمينا مخصص بطريقة مماثلة لساعة FP Journe، ولكن هذه المرة تشكل صورة خوذة شوماخر خلفية عداد الـ 12 ساعة الفرعي عند علامة الساعة التاسعة، بينما يظهر رمز الحصان الجامح لفيراري على عداد الـ 60 ثانية الفرعي عند موقع الساعة السادسة. أما عداد الـ 30 دقيقة الواقع عند علامة الساعة الثالثة، فيحمل ست نجوم صغيرة، تشير كل واحدة منها إلى انتصارات بطولة العالم التي حقّقها شوماخر حتى عام 2003. ومرة أخرى، لم يتم إصدار تقدير رسمي لسعرها، ولكن من المتوقع أن تحقق هذه الساعة ما يزيد عن 500000 ألف فرنك سويسري.
عندما أهدى تود هاتين الساعاتين إلى شوماخر، كان مايكل حينها سفيراً لعلامة Omega التي أنتجت عدة نسخ “مصغرة” تحمل اسمه من ساعة سبيدماستر. وفي عام 2010، تم الإعلان عن انتقاله إلى علامة Audemars Piguet والتي أطلقت ثلاثة طرز باسمه من ساعة رويال أوك أوفشور Royal Oak Offshore.
Audemars Piguet Royal Oak Concept Laptimer
تتميّز ساعة “رويال أوك كونسبت لابتايمر مايكل شوماخر” من Audemars Piguet، بوظيفة كرونوغراف ميكانيكية متفرّدة بعقربين مركزيين يمكن تكرار بدء تشغيلهما وإيقافهما وإعادة ضبطهما بشكل مستقل لحساب توقيت لفات السباق بدقة.
ساهم شوماخر في بناء هذه الساعة لأكثر من عامين قبل الحادث الأليم الذي تعرض له، وبعد ذلك أعربت أسرته عن رغبتها في استمرار العمل على التصميم حتى يصل إلى مرحلة الإنتاج التجاري. بلغت تكلفة الساعة 210,000 فرنك سويسري وتم صنع ما مجموعه 221 نموذجاً منها، في إشارة إلى عدد السباقات التي حقق فيها شوماخر نقاط بطولة العالم.
Rolex Daytona Paul Newman
امتلك شوماخر بشكل شخصي، ساعة “رولكس دايتونا بول نيومان”، وتقدر قيمتها بين 230.000 و440.000 دولار أميركي.
وأوضح ريمي جيلمين، رئيس قسم الساعات الأوروبية لدى كريستيز، إنه ناقش موضوع عرض هذه الساعات مع أسرة شوماخر، لمدة عامين، وإنهم قد استقروا على عرضها للبيع أمام الجامعين ومحبي الفورمولا 1 ومعجبي السائق الألماني. وتجسّد هذه الساعات مسيرة شوماخر الرائعة في عالم السباقات، وتعكس أيضاً عشقه لعالم الساعات.
