ثاني أطول الملوك حكماً في التاريخ
الملكة إليزابيث الثانية شخصية ألهمت الكثير من الأعمال الدرامية
توفيت الملكة إليزابيث الثانية في الثامن من سبتمبر/أيلول 2022 عن 96 عامًا، بعدما قضت أكثر من 70 عامًا على عرش المملكة المتحدة، واحتلت المرتبة الثانية ضمن قائمة أكثر الملوك حكمًا في التاريخ. وبالتالي كانت حياة الملكة إليزابيث الثانية مليئة باللحظات الهامة التي أثّرت على تاريخ ليس المملكة المتحدة فحسب، إنما العالم. وقد وجد صنّاع السينما والدراما في حياتها مادة خصبة وملهمة لأعمالهم التي لم تنل إعجاب الجمهور فحسب، وإنما حصدت الجوائز والتكريمات ولعبت الدور الأكبر في تشكيل وجهة نظر الجمهور عن الملكة الراحلة.
The Crown
لعل أحدث هذه الإنتاجات وأكثرها شهرة مسلسل ذا كراون من إنتاج نتفليكس الذي فاز بـ 21 جائزة إيمي وتم ترشيحه لعشرات الجوائز الأخرى.
يعتبر ذا كراون العمل الأهم والأشهر والأكثر نجاحًا عن الملكة إليزابيث، فمع أن البعض يراه مثيراً للجدل فإنه يظلّ أحد التحف الفنية التي أنتجتها منصة “نتفليكس”.
فهذا المسلسل التلفزيوني الذي امتد منذ 2016 حتى الآن، استعرض السيرة الذاتية ليس للملكة إليزابيث فحسب، بل للعائلة المالكة ككل؛ بداية من زواج الملكة إليزابيث من الملك فيليب، وصولاً إلى زواج الأميرة ديانا من ولي العهد آنذاك الأمير تشارلز، وكيف تحطّم زواجهما على صخور التعاسة.
ومن المفترض أن يُعرض الموسم الخامس قريباً، وسنشهد خلاله ظهور الأمير ويليام وزوجته كاثرين دوقة كامبريدج.
جدير بالذكر أن المسلسل حقق نجاحاً هائلاً، وشارك في بطولته عشرات الممثلين الذين لعبوا أدوار أفراد الأسرة المالكة ومن حولهم على مدار أجيال مختلفة.
واستكشف أول موسمين من ذا كراون السنوات الأولى من حكم إليزابيث الثانية، حيث لعبت كلير فوي دور “ليليبت” وهي تتعامل مع صعودها المفاجئ إلى العرش وهي في الخامسة والعشرين من عمرها فقط. و كتبت صحيفة نيويورك تايمز “أظهرت لنا فوي، شابة نابضة بالحياة يتم تحويلها إلى رمز وطني”.
وتقول الدكتورة جيزيل باستين، أستاذة اللغة الإنكليزية المساعدة في جامعة فلندرز إن المواسم القليلة الأولى من ذا كراون غطت “فترة لم يُعرف سوى القليل جداً فيها عن حياة الملكة الخاصة وشخصيتها. لقد عرف الجمهور البريطاني الحقائق الأساسية عنها، لكن القصص المتعلقة بحياتها الخاصة وشخصيتها خارج أوقات العمل كانت تحت سيطرة القصر بشدة”.
وتضيف الدكتورة باستن إنه من خلال جعل ممثلة شابة تلعب دور الملكة، كان بإمكان الجماهير أن يتوهموا بأنهم يشاهدون الأحداث “الحقيقية” التي عايشتها المرأة الشابة، التي أصبحت ملكة لظروف مأساوية في وقت أبكر بكثير مما كان متوقعاً أو مرغوباً.
ويحقّق The Crown نجاحاً كبيراً بين الجماهير، حيث شاهدته 76 مليون أسرة منذ بدايته في عام 2016، وفقاً لبيانات نيتفليكس الصادرة في عام 2020.
ويجادل البعض بأن أحداث هذا المسلسل قد تم دفعها بعيداً في الموسم الرابع للمسلسل، والذي سلط الضوء على الزواج المحكوم عليه بالفشل بين الأميرة ديانا والأمير تشارلز، والخيانة الزوجية مع زوجته الحالية دوقة كورنوال، كاميلا باركر بولز.
وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة من كتّاب السيرة الملكية حول دقّة ونزاهة المسلسل إلا أنّ الأمير هاري دافع عنه قائلاً: “إنه ليس أقل إثارة أو دقة من معظم تغطية الصحف الشعبية للعائلة المالكة وإنه لا يثير قلقه”.
وكشفت بيانات نيتفليكس، أن ذا كراون استمر في تحقيق النجاح مع كل موسم، حيث شاهدت 21 مليون أسرة الموسم الثالث في شهره الأول – بزيادة قدرها 40 في المئة عن الموسم الذي سبقه، بحسب موقع أي بي سي الأسترالي.
صحيح أن “ذا كراون” هو العمل الأحدث والأشهر حالياً، لكنه ليس العمل الدرامي الوحيد الذي استغل رغبة الجمهور بإلقاء نظرة خاطفة وراء الستار الملكي.
The Queen
The Queen، فيلم بريطاني ينتمي إلى فئة السيرة الذاتية، أنتج عام 2016 ، ويتناول الأحداث التي تلت وفاة الأميرة ديانا في الحادث المأساوي بصحبة عماد الدين (دودي) الفايد في أواخر التسعينيات، وكيف وجدت الملكة إليزابيث نفسها أمام خيارين: إما أن تكتفي بجنازة عائلية، أو تخضع للتيار الجماهيري وتعاطف الشعب البريطاني مع ديانا، فتُقيم جنازة شعبية هائلة تليق بمحبة الجميع لها رغم خروجها من الأسرة المالكة والخلافات القائمة.
الفيلم من بطولة هيلين ميرين وجيمس كرومويل، وصدر العمل عام 2006 وفاز وقتها بجوائز الأوسكار والغولدن غلوب وبافتا، بينما تجاوزت إيراداته 123 مليون دولار من أصل ميزانية لم تتخطَ 15 مليونا.
الفيلم من كتابة بيتر مورغان وإخراج ستيفن فريرز، وقد كان أول فيلم يأخذ الجماهير خلف جدران القصر لعرض جانب من حياة الملكة لم يسبق للعالم رؤيته من قبل. وقام الفيلم، وهو من بطولة هيلين ميرين، بتأريخ الآثار المباشرة لوفاة الأميرة ديانا، ورسم الصراع بين الملكة ورئيس الوزراء آنذاك طوني بلير أثناء محاولتهما التوصل إلى حل وسط بشأن الكيفية التي ينبغي على العائلة المالكة التصرّف بها.
وتقول جيزيل باستين، أستاذة اللغة الإنكليزية المساعدة في جامعة فلندرز “قبل هذا الفيلم، كان تصوير إليزابيث الثانية مقتصراً على الأدوار الصغيرة في السير الذاتية المنخفضة الميزانية حول أفراد العائلة المالكة الآخرين، وخاصة الإنتاجات التلفزيونية حول تشارلز و ديانا وأندرو وفيرجي.
بقي الأمر كذلك حتى أوائل منتصف القرن العشرين عندما خفّف مكتب اللورد تشامبرلين القواعد المتعلقة بالسماح بتصوير الملوك الأحياء على الشاشة أو المسرح”.
وقد أعاد هذا الفيلم ذو الميزانية الكبيرة وضع الملكة في مركز الروايات الملكية في المكان الذي كانت تشغله بشكل أساسي الأميرة ديانا في الثمانينيات وأوائل التسعينيات.
وتقول بطلة العمل هيلين ميرين في معرض حديثها عن الدور في مقابلة أجريت عام 2022 مع مجلة تاون آند كانتري: “في ذلك الوقت، كان العمل الأول من نوعه، حيث لعبت دور الملكة. لقد كان الأمر مرهقاً للأعصاب لأنني لم أكن أعرف – ولم يعرف أحد – كيف سيستقبله الجمهور، ناهيك عن المؤسسة الرسمية في بريطانيا”.
وبغض النظر عن عدم اليقين الأولي، إلا أنه حقّق نجاحاً كبيراً، فبالإضافة إلى فوز ميرين بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في عام 2007، ورد أن الملكة دعت ميرين لتناول العشاء وهو عرض كان عليها رفضه بسبب التصوير في الخارج.
Royal Family
في أواخر الستينيات من القرن الماضي، اقترح الصحفي الملكي آنذاك ويليام هيسلتين القيام بتصوير جزء من الحياة اليومية للعائلة المالكة من أجل البث على التلفزيون، بهدف تعريف الجمهور بالحياة الشخصية للأسرة الحاكمة، وهو ما سيقوي بدوره العلاقة بين الجهتين، ويمنح الجمهور طابعا بأنه حتى الملوك لهم حياتهم العادية، وأنهم ليسوا بعيدين عن الشعب وهمومه.
وبث الفيلم الوثائقي التلفزيوني البريطاني Royal Family، أول مرة على شاشة تلفزيون “بي BBC1 و ITV في يونيو 1969.
شاهده وقتها أكثر من 30 مليون مشاهد في بريطانيا وحدها، قبل أن تُباع حقوق عرضه ويُشاهد عالميًا من قبل 350 مليون شخص، ومع أنه لم يعرض على التلفزيون البريطاني مند 1977، وكان الوصول إليه صعباً؛ إلا أنّ العمل تم تسريبه على الإنترنت عام 2021.
The Majestic Life of Queen Elizabeth II
“الحياة المهيبة للملكة إليزابيث الثانية” (The Majestic Life of Queen Elizabeth II) فيلم وثائقي آخر طويل، يوثق مرحلة هامة من التاريخ البريطاني، إذ يتضمن لقطات أرشيفية عديدة من حياة الملكة إليزابيث، بالإضافة إلى بعض اللقاءات مع الخبراء، ويروي حياة الملكة التي حكمت بريطانيا منذ الصغر وطوال عهد متخم بالأحداث والإنجازات.
Monarchy.. The Royal Family at Work
“النظام الملكي.. العائلة المالكة في العمل” (Monarchy.. The Royal Family at Work) والمعروف أيضا باسم “عام مع الملكة” (A Year with the Queen) مسلسل تلفزيوني وثائقي من إنتاج “بي بي سي” و”آر دي إف ميديا” ، وكان الهدف من العمل، تتبع العائلة المالكة البريطانية طوال عام كامل، بين زيارات دولية ورسمية، والأعمال اليومية داخل مقر النظام الملكي، وعملية فرز حقيبة البريد الملكية، وإقامة المآدب، وبالطبع العديد من المراسم والحفلات الملكية، وصدر المسلسل عام 2007 ومنحه جمهور موقع “آي إم دي بي” تقييمًا بلغ 7.9 نقاط.
The King’s Speech
صدر فيلم The King’s Speech عام 2010، وهو دراما تاريخية من فئة السيرة الذاتية، لعب بطولته كولن فيرث وهيلينا بونهام كارتر، وحصد أربع جوائز “أوسكار” وسبع جوائز “بافتا” البريطانية، إلى جانب استحسان النقاد والجمهور.
استعرض العمل قصة وصول الملك جورج السادس إلى العرش بطريقة غير متوقعة، وكيف جاهد من أجل علاج مشكلته مع التلعثم في محاولة منه لمنح شعبه الثقة بينما الدولة على شفا حرب عالمية ثانية.
وخلال العمل نشهد علاقة الملك جورج مع ابنتيه أثر وصوله للحكم وتضحياته الخاصة من أجلهما، خاصة إليزابيث التي باتت ولية العهد.