السعودي الرائد عبد الستار الموسى يستذكر مسيرته الفنية بين روسيا وأوكرانيا
شكلّت أشجار النخيل وينابيع المياه والتكوينات الصخرية والعجائب الطبيعية في واحة الأحساء، مصدر إلهام للفنان السعودي عبدالستار الموسى، الذي اتجه إلى الرسم. ولد الموسى عام 1955 في الأحساء، ونشأ مثل معظم الأولاد في ذلك الوقت، على فكرة ممارسة مهنة في مهن مثل الطب أو الهندسة، لكن خططه كانت في مجالات أخرى.
عمل والد الموسى صائغاً، وأدار متجراً وورشة عمل. الموسى الذي كان موهوباً منذ صغره برؤية التفاصيل، عمل إلى جانب والده في ترتيب القلائد والخواتم اللامعة التي تم بيعها في النهاية للمناسبات الخاصة.
بعد الانتهاء من دراسته الثانوية، أتيحت له فرصة الانضمام إلى وفد لدراسة الطب في الولايات المتحدة، لكنه رفض. وسرعان ما سنحت له فرصة أخرى، وهذه المرة لزيارة الاتحاد السوفيايتي. غادر الموسى عام 1975، وطنه في ظروف استثنائية للغاية. وفي روسيا، درس الطب لمدة عامين، ليتبع بعد ذلك قلبه ويتجه إلى دراسة فنون الجرافيك في جامعة موسكو لمدة سبع سنوات.
زار الموسى متاحف روسيا الشهيرة وجلس مع زملائه الطلاب العرب من سوريا والعراق والكويت. وفي أوائل الثمانينيات، انتقل الموسى وزوجته إلى مدينة ماريوبول الصناعية الأوكرانية، حيث أصبحا عضوين في جمعية الفنانين المحلية. وعلى الرغم من كونه أجنبياً، فإنه يتذكر أنه تم الترحيب به بحرارة في كل من روسيا وأوكرانيا. وفي وسط ماريوبول، فاز الموسى بمسابقة لإنشاء لوحة جدارية عامة (لا تزال قائمة حتى اليوم) مستوحاة من السفر إلى الفضاء. أجبر الموسى على مغادرة أوكرانيا، التي كان يعتبرها موطنًا له. وتعرض بعد الغزو الروسي، للمضايقات إذا كان يتحدث الروسية وليس الأوكرانية.
تشمل أعمال الموسى، منحوتات تصويرية بالأبيض والأسود على الورق المقوى ومجموعة من الصور الفنية التي هي عبارة عن تصويرات لحياة الرجال والنساء اليومية، من بائعي القهوة وزبائن المقاهي إلى الصيادين والموسيقيين والراقصين. ويقول الموسى إنهم يمثلون رسالة حب لتربيته السعودية.
وعلى الرغم من التقدير الواسع النطاق والمتزايد لأعمال الموسى في روسيا، كافح لسنوات من أجل الاعتراف بعمله في المنطقة ،حيث كان يسافر ذهابًا وإيابًا بين الخليج وأوكرانيا بانتظام منذ التسعينيات فصاعدًا.
لكن الأمور تغيرت. ويمثل الموسى الآن معرض حافظ ومقره جدة، ويحظى بالتقدير باعتباره أحد أهم الفنانين الخليجيين في جيله. وفي نسخة 2024 من آرت دبي مطلع الشهر المقبل، سيتم تنظيم معرض فردي لأعماله من الثمانينيات.