مغامرة تجذيف إستثنائية عبر المحيط الهادئ
باريس نوريس
«أصعب جزء فـي المهمة يكمن فـي الوصول إلى خط البداية»

Loro Piana blazer turtleneck pants and shoes
Creative Director & Stylist: Sarah Keyrouz
Photographer: Sandra Chidiac
Hair & Make Up Artist: Ivanna Osypyshyna
Agent: Johanna Moyano
باستخدام حبّه لرياضات المغامرة، يلتقط باريس نوريس صوراً فريدة من السماء وتحت البحر للمناظر الطبيعية، ومن أبرز مغامراته الغوص فـي حطام السفن المفقودة، والحفر بحثًا عن القطع الأثرية أسفل مدينة القدس، والطيران المظلي فوق القلاع القديمة.
من غابات إنكلترا الى العالم نشأ باريس نوريس على أرض منزل فخم يقع فـي غابات لونجليت الكثيفة فـي إنكلترا، وكانت الطبيعة الخام بمثابة ملعبه ووسيلة لتطوير موهبته الفطرية فـي الاستكشاف. وقد أكسبته كفاءته الاستثنائية فـي ممارسة الأنشطة البدنية، منحة دراسية مرموقة للغاية حيث تنافس كلاعب ديكاتلون فـي مدرسة ميلفـيلد الشهيرة عالميًا ببراعتها الرياضية. منذ صغره يسعى باريس جاهداً ليكون فـي القمة، وهذا ما دفعه بعد ساعتين فقط من امتحاناته النهائية فـي جامعة إدنبرة، للانطلاق فـي رحلة باتجاه واحد إلى المدينة الأسرع نموًا فـي العالم: دبي.
Valentino shirt, pants, sneakers
الكثير من المغامرات قيد الإعداد
أولى مغامراته فـي دبي كانت إطلاق برنامج «Guy in Dubai» ، الذي يكشف باريس من خلاله عن الجوانب المثيرة والمتغيّرة باستمرار لدولة الإمارات العربية المتحدة. وبالفعل نجح هذا البرنامج فـي الوصول الى الجماهير على أكثر من 12 منصّة بث رئيسية فـي جميع أنحاء العالم، بما فـي ذلك Amazon Prime وOSN وICE التابعة لخطوط طيران الإمارات. يستخدم باريس برامجه التلفزيونية كوسائل قوية لاستكشاف العالم من خلال عدسة المغامرة وإشعال الحماسة فـي الآخرين لمشاركته نظرته للحياة. من خلال عرضه الجديد «Guy in The Sky»، انطلق بالفعل فـي مغامرات مثيرة عبر أيرلندا وبولندا، مع الكثير من المغامرات المذهلة قيد الإعداد. اليوم، يتمّ بث عروض باريس فـي 123 دولة لأكثر من 22 مليون شخص على Amazon Prime وApple TV وTubi TV وOSN وLG TV، وعلى عدد من شركات الطيران بما فـي ذلك طيران الإمارات والخطوط الجوية البريطانية والاتحاد للطيران والخطوط الجوية السعودية وفلاي دبي وإير لينغوس. والعربية للطيران والإيبيرية والمزيد. يظهر باريس بانتظام فـي وسائل الإعلام الدولية باعتباره مناصرًا لسفر المغامرات، وله مقطع أسبوعي فـي إذاعة عين دبي، وعمود أعمال شهري فـي صحيفة ذا ناشيونال، وكثيرًا ما يكون متحدثًا رئيسيًا فـي الأحداث الحية حول هذا الموضوع. باريس هو أيضًا طيار باراموتور ولديه صفقات رعاية مع باراجيت، بالإضافة إلى لاند روفر وتاغ هوير وغانت. فـي عام 2017، أسس شركة GID Media Production التي تنتج حاليًا وتوزع البرامج التلفزيونية على منصات الاشتراك فـي الفـيديو حسب الطلب مثل Amazon Prime وApple TV وOSN وعبر أنظمة الترفـيه على متن الطائرات على مستوى العالم.
Fendi knitwear, pants, leather jacket

BOSS turtleneck, blazer, and pants, Zegna shoes

Bally shirt, pants, leather coat
هل كانت خطة جمع أصدقاء المدرسة القدماء والذهاب لخوض مغامرة فـي المحيط الهادئ عبارة عن حلم الطفولة أم خطة حديثة؟ وكيف استطعت إدارة عمليات التنظيم والتمويل؟
لطالما كانت هذه الأنواع من المغامرات من أحلام الطفولة بالنسبة لي، كما أنني أعتبر أن محاولة البقاء على قيد الحياة فـي ظروف قاسية هو أمر ممتع. كما كان لدي الكثير من الأحلام التي تتمحور حول النجاة فـي المحيط كي أعثر على جزر استوائية، ولكن بقيت هذه الخطط عبارة عن أفكار فحسب، إلى أن قال لي صديقي القديم فـي المدرسة أولي آموس، بأنه هو وشقيقه (هو صديق لي أيضاُ) يريدان الذهاب فـي رحلة للتجذيف عبر المحيط. ولم أكن بحاجة للتفكير أو التشاور مع أي شخص قبل أن أحجز مكاني كشخص ثالث فـي هذه الرحلة. ولم يقم أحد منّا بالتجذيف عبر نهر من قبل، ولكن كانت الخطة هي خوض هذه المغامرة فـي أكبر محيط فـي العالم، وكان علينا البدء بالتدريب. لطالما علمنا أن أصعب جزء فـي هذه المهمة يكمن فـي الوصول إلى خط البداية، فمن هناك، تصبح العملية عبارة عن التجذيف وحماية أنفسنا كي نبقى على قيد الحياة. ولكن، تتطلب هذه الخطة قدراً كبيراً من التمويل، كما أنّنا كنّا بحاجة لجهات راعية لدعمنا كي نحقق هذه الخطة. ولأنني أقوم بإنتاج برامج تلفزيونية عن المغامرات، وحقّق برنامجي «Guy in Dubai»، نجاحاً هائلاً على أمازون برايم وشركات الطيران فـي جميع أنحاء العالم، فكّرنا فـي صنع فـيلم وثائقي عن هذه الخطة، بحيث يصبح وسيلة إعلامية يهتم بها الرعاة بشكل أكبر. لذا، قمنا بجمع قدر أكبر من المال كي ننتج هذا الفـيلم، الذي ساعدنا فـي جذب الدعم الذي نحتاجه. كيف تغلّبت على التعب وسوء الأحوال الجوية وغيرها من المواقف الصعبة خلال المهمة؟ لقد أصبح الإرهاق بمراحله الأسوأ فـي اليوم الثالث، عندما كان الحرمان من النوم هو الأمر الأكثر إرهاقًا، وبالنسبة لي خاصة، كان يعني دوار البحر والغثيان، أنني لن أتمكن من تناول الطعام. فكنت أقوم بالتجذيف لمدة 14 ساعة فـي اليوم، وأحرق حوالي 10,000 سعرة حرارية يومياً دون تناول أي طعام، لقد كان الأمر جحيماً. واجهنا عاصفتين خلال 39 يوماً، واحدة منهما ضربت الأرض فـي هاواي، وتصدّرت الأخبار وسُميت بالعاصفة كالفـين. وكان الأصدقاء والعائلة خائفـين علينا، ولكن كانت حقيقة الوضع تكمن فـي مواجهة أمواج بارتفاع 40 قدماً ورياح قوية للغاية كانت تتواجد خلفنا مباشرة وتدفعنا إلى الأمام بشكل أسرع. كنا نركب الأمواج وكأننا نركب مجرى خشبي فـي حديقة ترفـيهية، ونقضي أجمل الأوقات فـي حياتنا. كانت العاصفة الأولى التي واجهناها قبل 30 يوماً مختلفة للغاية، كانت الأمواج تحطم جوانب القارب وكادت أن تتسبب بقلبه. وفـي وقت ما، انقطع مجذاف ألياف الكربون الخاص بنا من قوة الموجة التي كادت أن تقلب القارب. كانت حرارة المياه 8 درجات وكانت كل دفقة باردة لدرجة التجمّد. وكان أسوأ جزء أننا كنا بعيدين جداً عن الأرض، ولم يعلم أحد أنّنا كنا فـي وسط عاصفة، فلم يتم ذكرها فـي الأخبار ولم تتم تسميتها، والأشخاص الوحيدون الذين علموا بهذه العاصفة هم الأشخاص الأربعة الذين كانوا فـي قارب التجذيف فـي وسط المحيط الهادئ وهم يحاولون البقاء على قيد الحياة.ما هــو مـقــدار الأمــوال الــتــي جـمـعـتــها لـلأعـمــال الخــيريـة؟
(Blue Marine Conservation وInvictus Games Foundation)، ولماذا اخترت هاتين المؤسستين لتبرعاتك؟ لقد جمعنا حوالي 150,000 جنيه إسترليني للأعمال الخيرية، وقد تمّ جمعها بشكل أساسي فـي حفل العشاء الذي نظمّناه فـي لندن. أردنا جميعًا المساهمة بشكل إيجابي فـي الحفاظ على البيئة البحرية، بما أننا سنكون ضيوفهم لبعض الوقت. وعلى مرّ السنين، ركزت خلال العديد من حلقاتي التلفزيونية على دعم مبادرات الحفاظ على البيئة مثل زراعة المانغروف والحفاظ على السلاحف، وأصبحت سفـيرًا عالميًا لـ«Padi» لتعزيز الغوص والحفاظ على البيئة البحرية. إن Invictus Games هي مؤسسة خيرية رائعة تدعم الجنود الذين سقطوا، وساعدت صديقًا لنا ضمن الفريق عندما فقد ساقيه بسبب انفجار عندما كان فـي مهمة مع زميلنا الآخر فـي الفريق هاري آموس. فقد ألهم فريقنا للتجذيف عبر المحيط عندما قاد الطريق عبر المحيط الأطلسي باستخدام طرفـين اصطناعيين.
Loro Piana blazer, turtleneck, pants and shoes
هل شعرت خلال السباق أنك متعب للغاية وأردت الانسحاب؟ وكيف قمت برفع معنوياتك؟
لم يكن هناك حقًا خيار للانسحاب، فلم نكن مدعومين بقارب جانبي يمكنه اصطحابنا لنعود، نحن كنا بمفردنا وكان الانسحاب عبارة عن البقاء فـي وسط المحيط. لذا، كانت قلة الخيارات تعني أن ثمة مخرجاً واحداً، وهو الجلوس فـي مقعدك والتجذيف. كانت المعنويات مرتفعة طوال الوقت تقريباً على متن القارب، فقد كنّا نُضحك بعضنا البعض، وتحدّثنا فـي كل الأمور، وإذا مر أي شخص منا بوقت عصيب، كنا نعانقه ونقول له « أنت بخير يا صاحبي، نحن نساندك». وبصراحة، أنا أفتقد وجودي هناك.هل حققت بعض الأرقام القياسية الجديدة خلال السباق؟
نظرًا لعدم إكمال هذا الطريق بالتحديد، كنا نأمل فـي تسجيل رقم قياسي عالمي، لكننا تعرضنا للهزيمة. ومع ذلك، فقد سجلنا 91 ميلاً بحريًا فـي يوم واحد، خلال عاصفة كالفـين التي تم تأكيدها كالأسرع. قد لا يكون هذا هو الرقم القياسي الرسمي الإجمالي الذي كنا نسعى إلى تحقيقه، لكنه كان أمراً مهماً.هل واجهت أي حيوانات من الحياة البرية فـي المحيط الهادئ؟ (الحيتان الزرقاء والدلافـين والقرش)؟
عند مغادرة كاليفورنيا، لاح لنا اثنان من الحيتان الحدباء وكانت هذه هي المرة الأولى التي نرى فـيها حيتان، وكانا قريبان للغاية. فـي اليوم الثالث، قمنا بالتجذيف إلى جانب ثلاثة حيتان زرقاء أثناء الهجرة. كان المشهد جميلاً ولكن محبطاً بعض الشيء لأنها كانت أسرع منا. بعد اليوم الثالث، وحتى وصولنا إلى هاواي، لم نر شيئًا. وعند غوصنا فـي المياه، لم يكن هناك حتى سمكة واحدة. وقد ربطت ذلك بحقيقة أن أكثر من 90 فـي المئة، من الحياة البحرية توجد فـي المياه الساحلية، لكن كان الأمر غريباً. كان هناك لقاء واحد ينبغي ذكره، خلال مناوبة صباح باكر، كنت أجذّف عندما ضربني شيء ما فـي وجهي. نظرت إلى الأسفل على سطح السفـينة، فإذ بحبار نابض بعيون كبيرة ونظرات غريبة. صرخت كفتاة حتى اكتشفت ما هو، ولم يصدقني أحد أنه كان هناك حبار قافز واتضح فـيما بعد أن حبار المحيط الهادئ القافز موجود، وقد تمّ اكتشافه سابقاً من قبل اليابانيين.كان السباق حوالي 40 يومًا، ما كان جدولك اليومي، من حيث الأكل والشرب والنوم… ؟
كان الجدول عبارة عن تجذيف، تناول الطعام والنوم وكان يتكرّر باستمرار، حتى وصلنا إلى الأرض. لقد جذّفنا فـي نوبات مدتها ساعتين، وهذا يعني أنه كان لديك ساعتان للراحة. فـي هذا الوقت، كان عليك الأكل وتنظيف نفسك ومعالجة أي جروح وتصليح ما هو متضرر على القارب، وفـي الوقت المتبقي، كان يمكنك النوم، وهي فترة لم تتجاوز الساعة والنصف.نشأت فـي بلدة تقع فـي قلب الغابة، كيف نما شغفك تجاه المحيط؟
لقد نما حبّي للمحيط حقًا عندما بدأت فـي الغوص وأصبحت أقدّر جمال ما هو موجود تحت الماء. حدث هذا منذ حوالي ست سنوات وأنا أعيش فـي دبي وأمارس رياضة الغوص فـي الفجيرة. وبعد أن أصبحت سفـيرًا لـ«Padi»، سمح لي ذلك بالترويج للغوص بشكل أكبر وأردت تعزيز الحفاظ على البيئة أكثر بهذه الطريقة. تعلمت لاحقًا الغوص الحر وحصلت أيضًا على رخصة القارب، ما أتاح لي فرصاً أكثر لخوض مغامرات البحر. وقادني ذلك إلى تغطية مواضيع الحفاظ على المحيطات فـي برنامجي التلفزيوني «Guy in Dubai».ما هي خطتك المستقبلية ومغامرتك المقبلة؟
عندما كنّا على متن القارب فـي المحيط الهادئ، كنا معزولين عن كل الأخبار، باستثناء خبر واحد وصل إلينا وهو الخبر المأساوي المتمثل فـي انفجار الغواصة أثناء غمرها فـي سفـينة تايتانيك. لقد كنت أخطط لمهمة مع Oceangate للغوص إلى سفـينة التايتانيك والسبب الوحيد لعدم وجودي على تلك الغواصة هو لأن توقيت تلك المهمة تعارض مع إطلاق مسعى التجذيف لدينا. لذلك صدمني ذلك الخبر بشدّة. كانت خطتي الأصلية هي تصوير فـيلم وثائقي عن المهمة. وبما أنّ الوقت قد يطول قبل استئناف هذه الرحلات من جديد، أشعر الآن أن ثمة قصة يمكن سردها عن غرق سفـينتين، لتكريم الأشخاص الذين فقدوا حياتهم، وعوملوا بشكل غير عادل فـي وسائل الإعلام بعد ذلك.لماذا قرّرت الذهاب فـي رحلة ذات اتجاه واحد إلى دبي بعد ساعتين من الانتهاء من امتحاناتك النهائية فـي جامعة Edinburgh؟
بعد فشل محاولتي فـي الانضمام إلى جامعة فـي هونولولو أو فلوريدا للحصول على بعض أشعة الشمس، انتهى بي الأمر فـي إدنبرة وكندا. ولم يكن هذا بالضبط ما خططت له. فـي الفترة التي سبقت ترك الجامعة، كانت لدي خطة عمل لبدء مشروع تجاري وأردت الشروع به فـي المكان الأسرع نموًا فـي العالم. فـي ذلك الوقت، كانت هناك الأزمة المالية عام 2008 وكانت الأمور قاتمة لخريج جديد فـي المملكة المتحدة. وكانت دبي تتصدّر الأخبار بنموّها وازدهارها، فصعدت على الطائرة مع صديقي وشريك العمل وتوجهنا إلى دبي.
كيف كانت بداياتك فـي دبي؟ أخبرنا المزيد عن برنامج «Guy in Dubai» وعن مشروعك المقبل.
لقد بدأت بمشاريع ريادة الأعمال بدءًا من الأعمال التقنية وحتى أعمال تطوير القيادة. وفـي هذا الوقت بدأت التحدّث أمام الجمهور وكسبت بعض الخبرة الجيدة حقًا عندما كان عمري 27 عامًا أمام جماهير كبيرة. لم يساعد هذا فـي تواصلي أمام الكاميرا فحسب، بل إنني الآن أقوم بإلقاء محادثات حول العالم وأسرد قصصاً عن مغامراتي وعن دروس القيادة والعمل الجماعي التي استخلصتها من هذه التجارب. كان برنامج «Guy in Dubai» خطتي لابتكار عرض يجسّد عامل الإبهار فـي دبي ويلهم الناس ليخوضوا عدداً أكبر من المغامرات. أنا فخور بأننا نقوم الآن بتصوير الموسم الثالث والذي سيكون مكونًا من 26 حلقة، وهو أضخم موسم لنا حتى الآن. ونظرًا لشعبية البرنامج والأجواء المثيرة التي خلقناها، تساءلت مجالس السياحة فـي جميع أنحاء العالم عما إذا كنا نستطيع أن نستنسخ البرنامج فـي بلادهم. لذلك، بدأنا تصوير برنامج السفر «Guy in the Sky»، وهو إصدار حول السفر وهو قيد الإنتاج حاليًا. إنه أمر مثير للغاية أن نرى ما فعلناه حتى الآن، إذ إننا ابتكرنا أمراً مميزاً للغاية.