سعفة «كان» الذهبية تتخطى الصين وتحط في كوريا الجنوبية…
تمن االريفييراب الفرنسية إلى اسيولب إلى انيويوركب إلى اباكستانبت وفي مختلف الوسائل الإعلامية، إستحوذ خبر فوز فيلم ابارازايتب (أو اجيزا إنغتشونغب) للكوري الجنوبي ابونغ جوون -هوب (٤٨ سنة) بجائزة االسعفة الذهبيةب في ختام مهرجان اكانب للأفلام ٢٠١٩ صدارة الأنباء. وقد سلّمت له الجائزةت الممثلة الفرنسية الكبيرة اكاترين دو نوفب.
وبالرغم من توالي السنوات وتطوّر وسائل التواصل، والصعوبات التي واجهها مهرجان اكانب، في بداياته وفي بعض مراحل حياته، ما زالت االسجادة الحمراءب، وسحر االكوت دازورب، وإرتباط إسم فرنسا بالفن والذوق والتألّق، مكوّنات تبقي لمهرجان اكانب وهجه وأهميته، وهو ما زال يستقطب الأناقة والمواهب والجمال ومجموعات مختارة من المشاهير القدماء والجدد، ومعهم جمهور المصورين والمراقبين والمعجبين والنقاد …
أي نوع من الأفلام هو؟
مدة الفيلم أكثر من ساعتين وعشر دقائق بقليل، وهو من نوع ما يسمى بـاالكوميديا السوداءب النقدية، يمثّل فيها اسونغ كانغ-هوب والي سن-كيونب واتشو-جيونغب واتشوا وو-شيكب وابارك سو-دامب.
يأخذ الفيلم شكل كوميديا وقصة مثيرة على السواء، فيه الكثير من الومضات المشهدية والعنف، ويتمحور حول شاب يعيش مع عائلته من الطبقة الفقيرة، يتمكّن من الإختلاط بعائلة ثرية من طريق إرشاد إبنتهم إلى اللغة الانكليزية، وينجح أفراد عائلته وشقيقته كذلك في ولوج أبواب العمل لدى العائلة الثرية نفسها، في ما يمكن وضعه في خانة الصراع والارتقاء الطبقي في آن.
وبهذا، يكون فيلم ابونغ جوون-هوب، الفيلم الكوري الجنوبي الأول الذي يفوز بمثل هذه الجائزة؛ ما دفع مخرجه السيد ابونغب الى القول إنه الم يتصوّر أبدًا أن يحصل على الجائزة، وإن كان يحلم بها كل حياتهب. ومن المفترض أن يبدأ عرض الفيلم في سيول في الثلاثين من مايو .
هل نال الفيلم تأييد جميع النقاد؟
فازت الفيلم بإجماع لجنة التحكيم، التي كانت برئاسة المكسيكي االخندرو غونزاليس إيناريتوب، ولاقى تقديرًا واسعًا من أغلبية النقاد ، بما يقترب من الإجماع (٨،٥ من أصل ١٠) ، لأنه عالج بشكل بارع المواضيع الإجتماعية المعاصرة ، ولا سيما التوتر الناتج عن الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء . وقد تزامن حصول الكوري ابونغب على الجائزة، مع احتفال بلاده هذا العام بالذكرى المئة لانطلاق صناعة الافلام الكورية .
إلاّ أن الملاحظة النقدية الممكنة في مجال تقييم فيلم ابارازايتب، فهي أن المشاكل الاجتماعية تختلف من بلد الى آخر، ومن مجتمع الى آخر، وفقًا للخلفية الثقافية لهذه البلدان ولنوعية التحدّيات التي تواجهها شعوبها، وأنه يصعب بالتالي التعميم.
هل هو الفيلم الأفضل؟
تجدر الإشارة الى أن حصول فيلم ما على السعفة الذهبية، التي هي الجائزة الأعلى في مهرجان اكانب، تكريم أساسي مميّز (حصل عليه فيلم ابارازايتب بتاريخ ٢٥ مايو في المهرجان)، إلا أنه لا يعني بالضرورة إعتباره الافضل في العالم؛ وهذا ما سيتم تقييمه في مناسبات عالمية أخرى، وعلى سبيل المثال، في مهرجان اسيدنيب للأفلام، ما بين الخامس والسادس عشر من يونيو ٢٠١٩.
ماذا سيحصل في مهرجان سيدني؟
“مهرجان سيدني للأفلام” مهرجان سنوي تمّ إفتتاحه في الحادي عشر من يونيو ١٩٥٤، يمول من طريق الهبات ويشمل مجموعة أفلام وأشرطة وثائقية تعرض وتناقش في االمسرح الوطنيب ؛ وهو أكثر تركيزًا على المهارات التكنولوجية وأكثر ”ديمقراطية” لأنه أكثر إنفتاحًا على الجمهورت ، يديره اناشين مودلايب . سيتم عرض ٣٠٧ أفلام خلال مهرجان سيدني تعود لـ٥٥ دولة مختلفة منها أوستراليا ، ومن بينها على سبيل المثال فيلم ”بارازايت” ؛ وفيلم ”بين أند غلوري” لـ”بدرو المودوفار”، بمشاركة ”بنيلوبي كروز”، و”ذي ديد دونت داي” لـ”جيم جرموش”، بمشاركة ”بيل نوراي” و”سيلينا غوميز” … وكما حصل في مهرجان ”كان” ، سيتم تكريم مخرجة الأفلام الفرنسية الراحلة ”أنييس فاردا”.
تعليقات الصحافة الأجنبية
نشرت صحيفة ”نيويورك تايمز” لائحة بجميع الجوائز التي منحت في المهرجان ، مشيرة الى ان مجمل الإحتفال حصل بشكل سلس لا إعتراض عليه .
تقييم وكالة الصحافة الفرنسية كان أيجابيًا كذلك، من حيث إدراجها الكثير من عبارات التقدير التي صدرت عن مراجع مختلفة بشأن الفيلم، نظرًا لتصويره البارع لما يمكن تسميته ”بالقلق الاقتصادي” المتنامي للمجموعات البشرية.
سي.بي.اس. نيوز، بالتعاون مع اأسوشياتد برسب، خصّصت مساحة واسعة للجائزة التي نالها فيلم ابونغب. إلاّ أنها لفتت الى أن الكثيرين كانوا يتمنّون لو امكن منح السعفة هذا العام كذلك المخرجةب افلام وليس لمخرج،ت إبرازًا لدور المراة ومواهبها. وأشارت إلى أنه كان هناك خشية من قبل منظّمي المهرجان من حصول تنافس في الاهتمام بسبب حمى متابعة اغايم اوف ثرونزب الذي كان يتزامن عرضه مع الحفلات الختامية للمهرجان.
رويترز نشرت معلومات مفيدة مماثلة ولفتت الى أن فيلم ”بارازايت” كان على تنافس مع أفلام هامة كثيرة أخرى ، ومنها الفيلم الأخير لـ”كوانتان تارانتينوب اونس أبون إي تايم إن هوليود.”
بدورها اأورونيوزب إعتبرت أن فيلم ”بارازايت” كان من بين الأفلام المتوقّع فوزها في المهرجان.
وقد أوردت بعض وكالات الأنباء أن بونغ صرّح ردًا على سؤال، بأن فيلمه لا يتضمن أي هزء بكوريا الشمالية، كما يمكن أن يستشف من بعض المشاهد، مشيرًا إلى أن المشهد الذي يتم فيه التهكّم على شخصيات كورية شمالية من عالم الإعلام مثلاً ما هو إلاّ على سبيل الممازحة.
انتهى مهرجان كان لعام ٢٠١٩ إلا ان دينامية صناعة الافلام وعالم الفن والإبداع يتابع مسيرته دون توقف بانتظار مهرجان كان للعام ٢٠٢٠ وهي سنة ستكون مميّزة ربما بأحرفها المتناسقة ورمزيتها على أكثر من صعيد.