ناصر الزياني
الفائز بجائزة ريتشارد ميل للفنون للعام 2021
«أودّ ربط فنّي بثقافة الناس فـي جميع أنحاء الخليج»
بعد فوزه بالمركز الأول فـي جائزة ريتشارد ميل للفنون 2021، وذلك فـي حفل تكريم خاص أقيم فـي 10 مارس 2022 برز اسم الفنان ناصر الزياني بقوة على الساحة الفنية العربية. فناصر هو فنان بحريني أميركي من مواليد 1991، المنامة، البحرين، يعيش ويعمل فـي أبو ظبي. وهو يحاول من خلال فنّه وأبحاثه توثيق الزمان والمكان من خلال النص والصورة، بالإضافة إلى الأشياء التي تمّ العثور عليها. وهو يدمج موضوعات علم الآثار الواقعي والخيالي، ويقدّم أحدث أعماله: الروايات البديلة للتجربة الجماعية.
شارك الزيّاني فـي الكثير من المعارض بين الإمارات العربية المتحدة والولايات الأميركية المتحدة والبحرين. وهو حاصل على ماجستير من كلية رود آيلاند للتصميم (2019) وبكالوريوس من الجامعة الأميركية فـي الشارقة (2015). كما انه فائز بجوائز عدّة منها :
Fundación Casa Wabi x ArtReview Residency (2017)
Villa Lena Foundation Residency (2018)
وThe Cultural Foundation Art Residency فـي أبو ظبي (2021).
جائزة ريتشاد ميل:تجربة فريدة وإستثنائية
اختير ناصر الزياني، المولود فـي العام 1991 فـي العاصمة البحرينية المنامة والمقيم فـي أبوظبي، للحصول على الجائزة من قبل لجنة دولية تضم سمو الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس منصة «أ. ع. م اللامحدودة» وأحد كبار جامعي الأعمال الفنية ورعاة مركز بومبيدو والمتحف البريطاني ومؤسسة الشارقة للفنون، إضافة إلى كريستين ماسل الناقدة الفنية وكبيرة أمناء المتحف الوطني للفنون الحديثة فـي مركز بومبيدو، وهلا وردة المهندسة المعمارية ومؤسسة مكتب «إتش دبليو» المعماري وشريكة جان نوفـيل والتي قادت مشروع اللوڤر أبو ظبي، والدكتورة ثريا نجيم مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي فـي اللوڤر أبوظبي.
ويبحث العمل الفائز، الذي يحمل عنوان «تَسقي البعيد وتُخلي القريب»، فـي الروايات البديلة للتجارب الجماعية التي تدمج موضوعات واقعية وخيالية فـي علم الآثار بهدف تعزيز إمكانيات التعبير الإبداعي وإثرائها.
وأعرب الزياني عن سعادته بالفوز بجائزة ريتشارد ميل للفنون للعام 2021، مبديًا امتنانه وشكره لكل من ريتشارد ميل ومتحف اللوڤر أبوظبي، لتمكينه من المشاركة فـي هذه التجربة التي وصفها بـ «الفريدة والاستثنائية». وقال: «لم تقتصر هذه التجربة على عالم الفن، وإنما عرّفتني إلى أشخاص يُقتدى بهم وأصدقاء دائمين، وأنا ممتن جدًا للدعم الذي حظيت به فـي إطار هذه المبادرة، وأتطلع بشوق إلى ما يحمله المستقبل لي ولزملائي الفنانين المشاركين فـي المعرض».
وللتعرّف أكثر على شخصية هذا الفنّان كان لنا لقاء معه أطلعنا خلاله على أسلوبه الفنّي وشاركنا تفاصيل رحلته الفنية.
يرأيك، ما هو الأثر الذي ستحدثه جائزة Richard Mille للفنون على عملك؟
آمل أن يكون ذلك مفـيدًا حقًا فـي عملي، حتى أتمكن فـي الاستديو الخاص بي، من إعادة استثمار الخبرات التي تلقيتها من العرض فـي متحف اللوڤر، وكوني جزءًا من جائزة ريتشارد ميل للفنون. وآمل أن تكون المحطّة الأولى فـي علاقتي مع ريتشارد ميل التي يمكن أن تؤدّي إلى المزيد من المشاريع.
هل لك أن تخبرنا عن المشهد البحريني الذي عرضته ضمن العرض؟
إن المناظر الطبيعية المحدّدة التي أنظر إليها هي ينبوع عذاري، وهو واحد من أكثر من 30 ينبوعًا طبيعيًا فـي البحرين، جف معظمها، بما فـي ذلك نبع عذاري، الذي كان أكبر نبع. إنه حقًا مشهد لا يتجزأ من المناظر الطبيعية فـي البحرين، فهو يعكس المناخ الجاف جداً للبحرين تاريخياً، ما يجعل من وجود هذه المياه والينابيع عنصراً هامًا جدًا للحياة النباتية والزراعة فـي هذا البلد. يأتي اسم البحرين من كلمة «بحرين»، وذلك للتشديد على أهمية المياه المالحة والعذبة فـي آن فـي حياة هذا البلد. وعندما نبدأ فـي فقدان المياه العذبة، يبدو الأمر أشبه بفقدان جزء من هوية البحرين. لذا فإن هذا المشروع هو حقًا لتسليط الضوء على أهمية هذه المناظر الطبيعية لشعب البحرين.
أنت مقيم حاليًا فـي أبو ظبي، كيف تصف علاقتك بالبحرين ومشهدها الفني؟
لفترة طويلة، لم أشعر بالكثير من التواصل مع البحرين، لأنني أقيم فـي أبو ظبي منذ فترة طويلة وأصبحت متجذرًا فـي هذا المكان، ومنخرطًا للغاية فـي المجتمع هنا.
لكنني أعتقد فـي هذه اللحظة، أنني أصبحت أكثر انخراطًا فـي البحرين، وفـي كل مرة تسنح لي الفرصة للعمل فـي البحرين، أقول نعم على الفور.
أشعر أن كل مشهد فني منعزل تمامًا فـي كل بلد، لذلك أود أن أبدأ فـي ربط فنّي بثقافة الناس فـي جميع أنحاء الخليج.
قادم من الغرب والشرق، كيف تعرّف بنفسك وكيف تحدّد فنّك؟
إنه سؤال صعب، لا أشعر فـي كثير من الأحيان أنّني من الغرب. بالطبع خلال نشأتي تعرّفت على كلتيّ الثقافتين. فـي منهجي فـي صناعة الفنّ، أعتقد أنني أتّبع المعارف التي اكتسبتها خلال تحضير درجة الماجستير فـي الفنون الجميلة، وليس من فهمي الثقافـي للغرب.
ما الذي جعلك تقرّر تكريس حياتك للفن؟
القرار كان جزءاً من رحلة طويلة بدأت فـي أبو ظبي. بعد أن حصلت على درجة البكالوريوس فـي الهندسة المعمارية، تمّ قبولي فـي زمالة فنيّة، حيث أعمل حاليًا. فـي ذلك الوقت، كان جزءًا من الرحلة، لذا فقد سهل الاختيار لأخذ الفن على محمل الجد.
ما رأيك بالمشهد الفني الإماراتي وكيف تعتقد أنه يمكن تطويره؟
من وجهة نظري الخاصة، أود أن أقول، فـي الوقت الذي أعيش فـيه هنا، ومحاولة بناء ممارسة فنية، هناك الكثير من الفرص للفنانين الناشئين الشباب. هذه هي الحال الآن، وليس قبل 10 سنوات. أكره أن أقول إنه مشهد فني شاب، لأنه ليس شابًا، لكن الجيل الذي كنت جزءًا منه، وصل الآن إلى نقطة يمكن أن ترى فرقًا. لقد كافحنا فـي البداية ليُنظر إلينا كفنانين، أما الآن فمن السهل اعتبار أنفسنا فنانين. اليوم بات الشباب الإماراتي يملك فرصة أخذ المخاطرة ودراسة الفنّ وهو أمر لم يتوفّر لي.
كيف تعرّفت على جائزة ريتشارد ميل للفنون، ولماذا قرّرت المشاركة بها؟
تعرّفت عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعملت مع متحف اللوڤر فـي الماضي. لذلك كنت على دراية بمجموعتهم. عندما رأيت الإعلان عن جائزة الفن، تحمّست حقًا للعمل مع متحف مثل متحف اللوڤر. وبمجرد أن قرأت وصف الموضوع، رأيت عملي مناسبًا حقًا.
كيف ترتبط قطعتك الفنية الفائزة بالذاكرة والوقت والأرض؟
أودّ القول إن الموضوعات التي أعمل عليها فـي مجموعة «ري المسافة» تلائم كلّها المواضيع الثلاثة المطروحة ضمن جائزة الفن. فلوحتي تعكس منطقة تختفـي وهي جزء من المشهد الثقافـي للبحرين.
التطلّع إلى الأمام ومحاولة توثيقه بعد زواله، يعتمد حقًا على ذكرياتي الشخصية والجماعية لإعادة بناء تلك القصة.
ما هي مشاريعك فـي عام 2022؟
سيكون لديّ عمل معروض فـي البحرين والرياض ودبي، وأنا ممتن لذلك.