ملك الصحراء ناصر العطيّة
بطل رالي دكار للمرة الثانية على التوالي
أثبت القطري، ناصر العطية، سائق فريق “تويوتا”، أنّه إسم كبير في عالم الراليات، عندما تُوج بسباق رالي داكار، في نسخة 2023، كما أنه انضم إلى أساطير سباقات الرالي في العالم، بعد النجاحات الكبيرة التي حقّقها في مسيرته، حيث بات “ملك الصحراء” والمسالك الصعبة.
حاز العطية على المركز الأول في رالي داكار، متفوّقاً على جميع المنافسين، ليُثبت أنه واحد من الأفضل في التاريخ وليُحقق لقباً جديداً يضيفه إلى مجموعته المُميزة من الألقاب في مختلف السباقات التي شارك فيها. وقد بات العطية المنافس الوحيد للأسماء الفرنسية المتألقة في سباقات الرالي.
ونجح العطية في انتزاع إعجاب كل المتابعين لسباقات الرالي في العالم، كما تصدّر عناوين أكبر الصحف، حيث وصفته صحيفة “ليكيب” الفرنسية، بأنّه “سائق متميز في داكار وقناص في الأولمبياد”، وذلك عقب إنجازه الجديد.
منافس قوي
حصد العطية لقب “رالي داكار” للمرة الخامسة في مسيرته وللمرة الثانية توالياً، ورغم احتلاله المركز الثامن في المرحلة الـ14 والأخيرة، والتي فاز بها الفرنسي، جيرلان شيشيريت، إلا أن العطية حسم صدارة النسخة الحالية من الرالي الذي جرى في السعودية بإجمالي زمن قدره 45 ساعة وثلاث دقائق و15 ثانية.
وتقدّم العطية بساعة و20 دقيقة و49 ثانية على منافسه الفرنسي، سيبستيان لوب، الذي احتل المركز الثاني، في وقت حل البرازيلي، لوكاس مورايس، سائق فريق تويوتا، في المركز الثالث بفارق ساعة و38 دقيقة و31 ثانية عن السائق القطري.
وبهذا التتويج، يستمر القطري ناصر العطية، على منصة التتويج لست نسخ متتالية، إذ فاز بسباق الرالي أعوام 2023 و2022 و2019 واحتل المركز الثاني في سنوات 2021 و2020 و2018.
في المقابل، يُعد هذا خامس لقب للعطية بعد نسخ 2011 و2015 و2019 و2022 و2023، ليتجاوز ألقاب الفنلندي، أري فاتانين، ويتقدم عليه فقط الفرنسي، ستيفان بيترانسيل، المتوج باللقب 8 مرات، حيث بات العطية الوحيد القادر على معادلة إنجازه.
استراتيجية موفّقة
أكد انتصار العطية برالي داكار لهذه السنة، أنّه يعتمد استراتيجية موفقة تقوده إلى حصد الألقاب ويتفادى المجازفة غير المحسوبة، لأن الأهم في مثل هذه النوعية من السباقات هو الوصول إلى خط النهاية بسلام وليس الوصول في المركز الأول في كل جولة.
ذلك أن العطية الذي احتل صدارة الترتيب العام منذ المرحلة الثالثة، لم يرتكب أخطاء تكلفه خسارة وقت ثمين في صراع التتويج، بل حاول التحكم في مسار الرالي بطريقة مثالية، ساعدته على المحافظة على المركز الأول في نهاية السباق دون أن يرتكب حوادث.
وقد وظف العطية خبرته الكبيرة في عالم الراليات، ليحرز اللقب الخامس في مسيرته، ويكون النجم الحقيقي لعالم الرالي، وهو يبدو مرشحاً لحصد المزيد من الألقاب. وقال العطية عقب فوزه “أنا سعيد جداً. كان الرالي صعباً على الجميع”.
وأضاف «من الجنون أن أتمكن من الدفاع عن لقبي. أنا سعيد جداً لأني تمكنت من الفوز للمرة الخامسة، و(ملاحه ماثيو) بوميل للمرة الرابعة”.
وأردف قائلاً: «لم يكن المطلوب منّا أن نعتمد القيادة الضاغطة والسريعة مثل المجانين. تمكنا من إنهاء الأسبوع الثاني والفوز برالي دكار في النهاية، وهذا هو الأهم”.
من ناحيته قال الملاح بوميل الذي يجلس إلى جانب العطية منذ عام 2015 :«شاركنا في الرالي ليس من أجل الفوز ولكن بهدف الصعود إلى منصة التتويج لأننا ندرك جيداً أنه علينا بذل 200 في المئة كل يوم والمخاطرة كثيراً من أجل أن نتمكن من مقارعة أودي».
وأضاف: «في الأيام الثلاثة أو الأربعة الأولى شعر الجميع بحجم المنافسة، وتمكنا من منافسة أودي، ولكن في بعض المراحل وتحديداً حائل كانت الأمور صعبة وحينها قررنا رفع وتيرتنا لخلق الفارق وسارت الأمور بشكل رائع، مع جميع المشاكل التي واجهتها الفرق الأخرى”.
وأحكم العطية قبضته على صدارة الترتيب العام منذ المرحلة الثالثة من دون أن ينجح أي سائق في مقارعته، ليتقدم «العنابي» البالغ 52 عاماً بفارق 20 و30 دقيقة توالياً عن سائقي أودي «مستر دكار» الفرنسي ستيفان بيترهانسيل والإسباني كارلوس ساينس.
وعرف العطية كيف يدير بنجاح تقدمه في الترتيب متفادياً المشاكل الميكانيكية، من دون أن يقلق راحته أي سائق آخر رغم مشاركة العلامة التجارية أودي بسيارات هجينة (هايبريد) ليجتاز خط النهاية بلباس الفائز للعام الثاني توالياً.