11 أسطورة خاطئة حول العمل عن بعد
فرض وباء كورونا ضرورة العمل عن بعد لمئات ملايين العمال حول العالم، فـي البداية تخوّفت الشركات من الفكرة، وبنت رفضها لها بمجموعة من الفرضيات التي سرعان ما أثبتت عدم دقتها، فالكثير من أصحاب الأعمال ومدراء الموارد البشرية يتخوّفون من فكرة العمل عن بعد، للأسف هذه التخوّفات مبنية على اعتقادات خاطئة. العمل عن بعد مفـيد لصاحب العمل وللموظفـين على السواء، وسيكون من المؤسف ألا تستفـيد الشركة من المزايا التي يتيحها العمل عن بعد.
سواء كنت موظفًا عن بعد، أو تدير فريق عمل عن بعد، فمن المهم أن تفصل الحقائق عن الأساطير والمغالطات فـي ما يتعلق بالعمل عن بُعد. هذا المقال سيمحّص بعض الأساطير الشائعة لدى الموظفـين وأصحاب العمل ويظهر خطأها.
-1 العمل عن بعد لا يصلح إلا للمتمرّسين فـي التكنولوجيا الحديثة
العمل من خارج المكتب قد يبدو أنه غير ممكن إلا للمتمرّسين فـي التكنولوجيا الحديثة، وهذا بعيد عن الواقع، فـي الحقيقة، الكثير من الأدوات التي يستخدمها الموظفون عن بعد بسيطة وشائعة الاستخدام، وعلى الأرجح أنك تستخدم بعضها، مثل واتساب، ومستندات غوغل وغوغل درايف وسكايب وغيرها. لن تحتاج إلا إلى الحد الأدنى من المعرفة التقنية للتواصل مع زملائك، والتعاون مع فريقك.
2-الموظفون عن بعد يعملون متى شاؤوا
إحدى أكثر الأساطير انتشارًا هي أنّ الموظفـين عن بعد يتحكّمون بشكل كامل فـي جَداول عملهم. وهذا غير صحيح دائمًا. يملك بعض الموظفـين عن بعد حرية تحديد جداول العمل المناسبة لهم، وبعضهم يمكن أن يعملوا من أي مكان شاؤوا، لكن هذا ليس حال جميع الموظفـين عن بعد. فبعض الشركات قد تطلب من موظفـيها العاملين عن بعد أن يلتزموا بساعات عمل معينة، خصوصًا فـي الوظائف التي تتطلّب التفاعل المباشر بين الموظف والعملاء. أو قد ترغب الشركة أن يعمل جميع أعضاء فريق العمل فـي الوقت نفسه حتى لو كانوا يعملون من مواقع مختلفة.
3-العمل عن بعد يعني أنك ستكون وحيدا
صحيح أنّ أكثر الموظفـين عن بعد يعملون من منازلهم، ولا يلتقون مباشرة بزُملائهم ورؤسائهم، إلا أنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ الموظف عن بعد سيشعر بالوحدة، لأنه على الأرجح سيتواصل مع فريق العمل طوال اليوم، سواء عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف أو الدردشة بالفـيديو. إذا كنت تعمل بمفردك، أو كنت مستقلاً، فـيمكنك الخروج من المنزل والعمل فـي فضاء عام، فـي المقاهي أو الحدائق العامة.
4-الموظفون عن بعد أقل احترافـية ومهنية من الموظفـين المكتبيّين
على الرغم من أنّ الموظفـين عن بعد قد لا يحضرون إلى مقر العمل، ولا يلتقون مباشرة بزملائهم، إلا أنه لا ينبغي اعتبارهم غير محترفـين، وغير مهمين للشركة، ولا ينبغي التقليل من مساهماتهم فـي العمل. خصوصًا أنّ إنتاجيتهم كما تشير الكثير من الدراسات أعلى من إنتاجية الموظفـين المكتبيّين عمومًا، لذا لا بد من تقديرهم واحترامهم.
5-الموظفون عن بعد يجنون مالاً أقل من الموظفـين المكتبيّين
إضافة إلى كون رواتب الموظفـين عن بعد مجزية، فهم يوفرون المال أيضًا مقارنة بنظرائهم المكتبيّين، إذ يوفرون تكاليف التنقل اليومي إلى مقرات العمل، وتكاليف الوجبات الغذائية، وركن السيارات، وغيرها من النفقات.
6-العمل عن بعد لا يصلح إلا للشباب
فتح جيل الألفـية أعينه على الحاسوب وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، لذلك فهم مناسبون للعمل عن بعد لأنه يتطلّب استخدامًا مكثفًا للتكنولوجيا الحديثة. لكن هذا لا يعني أنّ الأشخاص الأكبر سنا لا يمكنهم العمل عن بعد، فـي الحقيقة، لذلك فالعمل عن بعد يصلح لجميع الفئات والأعمار، ويمكن للموظفـين الذين حصلوا على تقاعد مبكّر أن يستثمروا خبراتهم ووقت فراغهم فـي العمل عن بعد ضمن المهام والوظائف التي يمكن إنجازها عن بعد.
7-الموظفون عن بعد لا يزورون مقر الشركة أبدًا
هذا ليس صحيحًا بالضرورة، إذ تتطلّب بعض الوظائف عن بُعد من الموظفـين زيارة مقر الشركة من حين لآخر، مثلا مرة واحدة فـي السنة، أو السفر للقاء العملاء، أو حضور الاجتماعات والدورات التدريبية.
8-الموظفون عن بعد يعملون أقل من الموظفـين المكتبيّين
يعتقد البعض أنه لمجرد أنّ الموظفـين عن بعد لا يخضعون لرقابة مباشرة من رؤسائهم كما هو حال الموظفـين المكتبيّين، فإنهم لن يعملوا إلا قليلاً. وهذا غير صحيح، لأنّ معظم المدراء وأصحاب العمل يقيّمون أداء مُوظفـيهم بحسب النتائج، لذلك فالمُوظف عن بعد ليس حرًّا كما يعتقد هؤلاء، إذ عليه الالتزام بمواعيد التسليم، وربما يكون الضغط عليه أكبر، ذلك أنّ الموظف العامل من المكتب قد يُعذر فـي حال تأخر عن موعد التسليم، لأنه كان مراقبًا طوال الوقت، أما الموظف عن بعد، ففـي حال تأخر، فقد يُتهم بالتقصير فـي العمل. لذلك فالمُوظف عن بعد يعمل كما يعمل الموظف المكتبيّ، الفرق أن الموظف عن بعد يربح الوقت الذي يضيّعه الموظف المكتبيّ فـي التنقل إلى مقر العمل ذهابًا وإيابًا، أضف إلى ذلك أنّ الموظف عن بعد يمكنه أن يعمل خارج أوقات العمل، فـيمكنه أن يعمل ليلاً، أو فـي الصباح الباكر، أو فـي أيام العطل.
9-العمل عن بعد محصور فـي مجال البرمجة
مهما كانت الصناعة أو المجال الذي تعمل فـيه، فعلى الأرجح أنك ستجد وظائف متاحة عن بعد. توظف العديد من الشركات الناشئة فرقًا عن بعد بشكل كامل.
10- العمل عن بعد غير آمن
انتشرت هذه الأسطورة بعد أن قام مكتب البريد الأميركي فـي عام 2014 بإيقاف العمل عن بُعد بسبب خرق أمني. مصدر المشكلة لم يكن هو العمل عن بعد فـي حدّ ذاته، بل كان مصدر المشكلة هو الاعتماد على برامج قديمة ذات جودة منخفضة.
يشعر الكثير من أصحاب العمل ومسؤولو الأمن فـي الشركات بأنّ نقل معلومات وبيانات الشركة إلى أجهزة الحاسوب الخاصة بالموظفـين عن بعد سيؤدي إلى تسرب تلك البيانات. وهذا غير صحيح، إذ أنّ هناك عددًا كبيرًا من التقنيات والطرق البسيطة والفعالة والرخيصة التي يمكن أن تجعل العمل عن بعد آمنًا تمامًا. مثل التأمين ذو العاملين (two factor authentication)، والشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) التي تمكن الموظفـين من الدخول بأمان إلى خوادم الشركة.
11- لا يمكن إدارة فريق عمل عن بعد بفعالية
بلى، يمكنك إدارة فريق عمل عن بعد بفعالية وكفاءة. صحيح أنّ إدارة فريق عمل عن بعد يخلق بعض التحدّيات الخاصة، خصوصًا من ناحية إعداد جدول عمل يناسب جميع الموظفـين، والتعاون على المشاريع، وتمتين روح الفريق، إلا أنّه يمكنك حل كل هذه المشاكل بقليل من الابداع.