تألّق رغم الأزمات معتصم النهار ممثل قدير شغوف بعمله بحرفـية وحيوية
ممثل مكتمل الشخصية والموهبة حجز مكانه سريعاً فـي طليعة نجوم التمثيل والفن فـي العالم العربي، إنه معتصم النهار، الممثل السوري الذي بالرغم من صعوبة الظروف المحيطة به على أكثر من صعيد إستطاع أن يثبت نفسه على الساحة الفنية العربية بفضل موهبته وما يتسم به من حيوية ووسامة وحرفـية.
بأداء مقنع وشخصية كاريزماتية، يسحر معتصم النهار الجمهور العربي فـي الجزء الثاني من مسلسل «ما فـيي» الذي يُعرض حالياً، وهو منهمك بتصوير والتحضير لمسلسلات عدّة يشارك فـيها هذا العام بأدوار متنوعة، أبرزها :
مسلسل «أسود فاتح»، يجسد فـيه شخصية «راغب» زوج هيفا وهبي شريكته فـي التمثيل، الى جانب أحمد فهمي ونبيل نور الدين وشريف سلامة وفراس سعيد، وغيرهم، وسيكون عليه التكلم باللهجة المصرية. وهو من فئة مسلسلات التشويق والإثارة، تدور أحداثه بين مصر ولبنان. من تأليف شريف يسري وإخراج كريم العدل وإنتاج «الصباح أخوان»، ومن المفترض ان يبدأ عرضه أواخر إبريل.
ومسلسل «من الآخر»، يضطلع فـيه بالدور الرئيسي بشخصية «ورد العمري»، بمشاركة ريتا حايك وسينتيا صموئيل وبديع أبو شقرا ونادين خوري ورولا حمادة وغيرهم. من تأليف أياد أبو الشامات، وإخراج شارل شلالا، ومن المفترض البدء بعرضه أواخر شهر يونيو ٠٢٠٢ إنطلاقاً من لبنان.
سيقوم كذلك بالمشاركة فـي الجزء الثالث من مسلسل «أحلى أيام الدراسة» بدور «لؤي»، من تأليف طلال مارديني وإخراج سيف شيخ نجيب، الى جانب الممثلين حازم زيدان وجيانا عنيد ويامن حجلي، وطلال مارديني ومديحة كنيفاتي وباسم ياخور وروجينا ورلى شامية وهبة داغر.
وعلى الصعيد السينمائي، سيشارك فـي فـيلم «حصار جهنم ٠٥٠٢»، الى جانب حسن الرداد ومنذر رياحنة وهالة فاخر وسيد رجب. الفـيلم لا يزال قيد الإعداد فـي مصر، وهو من تأليف وإخراج محمد ميدة ويدخل فـي إطار الخيال العلمي، إذ يروي قصة فريق متطوّع لإنقاذ العالم من بعض الأشخاص الذين يحاولون السيطرة على الكرة الأرضية.
تحدّيات الحرب… وكورونا
من المعلوم أن النشاط التمثيلي يستوجب تركيزاً خاصاً والتمتّع بكامل شروط الصحة والجهوزية، فهل سيستطيع معتصم النهار إستكمال أعماله المخطّطة هذا العام بالرغم من تحديات كورونا؟
مما لا شك فـيه أن معتصم النهار، كان قد أثبت قدرته على العمل والإنتاج ففـي الظروف الصعبة خاصة أن بلده سوريا شهد حرباً مدمرة لم تحل دون إستمرار معتصم بالعمل والتألّق مع العلم أنه ما يزال مقيماً فـي سوريا. وكان قد نجا وزوجته، وكانت فـي شهرها السابع، من أعمال قصف على مدينة دمشق عام ٥١٠٢، أصابته بشظايا متفرقة بشكل طفـيف بينما كان يتناول القهوة فـي منزله، وإن كانت قد أدت لاحراق جزء من سيارته ومن منزله.
ولكن للكورونا حسابات أخرى خاصة وأنه وباء عالمي لا يمكن الهروب منه ولكن حتى الآن لا يزال عمل معتصم مستمراً ولكن.. بالكثير من الحذر.
فـي هذه الأجواء المقلقة والحذرة، التي تستدعي الوقاية على أقل تقدير، شوهد معتصم النهار فـي أحد الفـيديوهات، وهو يقوم شخصياً بإخضاع الممثلات والممثلين وإخضاع نفسه بعد ذلك لفحص الحرارة للتحقّق من عدم إصابتهم بالفـيروس، قبل دخولهم موقع تصوير الجزء الثاني من مسلسل «ما فـيي».
تجدر الإشارة فـي هذا السياق الى أن العديد من الممثلين النشطين فـي الموسم الحالي، يبدون صراحة قلقهم من المخاطر التي قد يشكّلها عليهم فايروس «كورونا» فـي حال عدم إتخاذ الترتيبات الوقائية الخاصة.
ممثل قدير
معتصم عارف النهار، ممثل سوري من مواليد السادس من ديسمبر ٤٨٩١ فـي العاصمة السعودية الرياض، حيث كانت تقيم عائلته، وإن كان ينحدر أصلاً من الجولان السوري المحتل. والسبب فـي ذلك أن والده ووالدته كانا أستاذان جامعيان فـي المملكة لمدة عشر سنوات. هو صغير العائلة المؤلفة من بنتين وثلاثة شباب. أكمل دراساته فـي كلية الحقوق بناء لطلب والديه، وفـي المعهد العالي للفنون المسرحية فـي دمشق؛ ولم تمنعه ظروف الحرب فـي سوريا من التألّق والنجاح على مساحة العالم العربي.
تزخر مسيرة هذا الفنان السوري المميز بعشرات الأدوار البارزة التي تطبع الدراما العربية المعاصرة. وقد تمّ تكريمه فـي بيروت عام ٨١٠٢، حيث نال دكتوراه فخرية، وتمّ تعيينه سفـيراً فخرياً للشباب العربي كما فاز بلقب «أفضل ممثل دور أساسي»، و«أجمل فنان سوري»، و«أفضل ممثل شاب»، و«أفضل ممثل سوري»، فـي إستفتاءات شعبية مختلفة أجرتها بعض وسائل الإعلام السورية، ما بين ٢١٠٢ و٩١٠٢.
وفاز بلقب «أفضل فنان عربي» فـي فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الفضائيات العربية عام ٩١٠٢ فـي مصر، عن دوره فـي مسلسل «خمسة ونصف» مع نادين نجيم وقصي الخولي.
زواج سعيد
تزوج عام ٥١٠٢ من لين برنجكجي بعد أن إرتبط معها بعلاقة حب، ورزقا بطفلة عام ٦١٠٢ أسمياها «ساندرا» على ما تمنت والدتها. كانت قد لفتت نظره قبل الزواج، من باب متابعة الصفحات على الإنترنت، وسعى للقائها دون نجاح فـي أحد الأماكن التي ترتادها عادة. عادا وإلتقيا صدفة، على ما يقول، فـي أحد مقاهي دمشق، وكانت ترافقها مجموعة من الصديقات… تعترف بأنها بادلته الإعجاب لأنه يشبه والدها بوسامته وبروحه الحلوة.
لا يحبذ إنخراط زوجته فـي التمثيل، فـي ما لو عرض عليها ذلك، لأنه لا يسمح ذلك بتكريس الوقت الكافـي للعائلة. كما أن لا شغف لديها هي بالتمثيل، وإن كانت تتسم بجمال جذاب وبالكثير من الأنوثة والأناقة ورقة الملامح، بالرغم من أنه بدأ يشاع بأنها قد تؤسس قريبًا شركة تعنى بالموضة وفنون التجميل. تابعت دراساتها فـي الأردن، وتتحدر جزئيًا من أصول تركية. غالبًا ما يوجه اليها السؤال عن مدى شعورها بالغيرة من كثرة المعجبات بزوجها. وتجيب عادة بالقول بأن ما يزعجها الى حد ما هو الإلحاح بصورة مستمرة فـي طرح هذا السؤال، وأنه فـي ما عدا ذلك فإنها تستوعب الأمر تمامًا، وتفتخر بعمل زوجها وبوسامته ونجوميته. ترى أنه من الطبيعي أن يلقى هذا القدر من الإعجاب، ولا داعي للغيرة، لا سيما فـي وجود الحب المشترك والثقة المتبادلة بينهما. يشير من جهته الى أنها كانت تغار بعض الشيء فـي الماضي، ولو بشكل عاقل وغير منفعل، إلا أن موضوع الغيرة لم يعد مطروحًا لديهما، وذلك من منطلق الحب الصادق لبعضهما البعض، والتعاطي الواقعي مع ما تستوجبه متطلّبات العمل.
تناديه بشكل تحببي «بوبوو» وأحيانًا «عصوم»، وهو يناديها «لولو» أو «لوليا». ترى أنه طيب وحساس ويهتم بها كثيرًا، ويعتبر بدوره أنها طيبة ومحبة وروحها مرحة، ويؤكّد على أن جو منزله وعائلته هو أكثر ما يريحه نفسياً وينسيه الهموم.
واللافت هنا، أنه إعتبر فـي إحدى المقابلات أن «القلق أكبر عقدة فـي حياته»، وبأنه يعتبر نفسه وسيماً بشكل متوسط، وإن كان يعترف بإمتلاكه «الكاريزما» على ما يظن.
مشواره الفني
إنجذب الى عالم التمثيل والفن من خلال تعرفه على عدد من طلاب «لمعهد العالي للفنون المسرحية» فـي دمشق. فقرر الإلتحاق بالمعهد وتخرج منه، دون أن يتوقف عن متابعة وإنهاء دروسه الجامعية فـي كلية الحقوق، ولو بعد حين.
يعترف بأن الوسامة قد تكون إحدى شروط حصد الإعجاب، إلا أنها غير كافـية، وأنه كان عليه الإجتهاد كثيرًا للتقدّم والنجاح.
تجدر الإشارة الى أنه غالبًا ما يتم تشبيهه بالممثل التركي أونور تونا، حتى أن والدته نفسها التبست عليها إحدى صور الممثل«أونور» وإعتقدت أنها صورة إبنها، خاصة وأنه كثيراً ما كان يطل فـي أشكال وأدوار مختلفة خلال التمثيل.
شارك فـي مسلسلات تلفزيونية عديدة، بدور البطولة أو الى جانب ممثلين آخرين، ولا سيما خلال المواسم الدرامية الرمضانية إعتباراً من عام ٧٠٠٢، أبرزها:
خالد بن الوليد، فـي جزئه الثاني، إضطلع فـيه بدور غير رئيسي، إلا أنه لفت الإنتباه بحسن أدائه، وهو من إخراج غسان عبد الله وبطولة سامر المصري، ومن ثم زمن الخوف من إخراج إيناس حقي عام ٧٠٠٢، جمال الروح، ويتقاسمون الخراب عام ٨٠٠٢، صدق وعده، وسحابة صيف والدوامة وأصوات خافتة عام ٩٠٠٢، السائرون نياما وأبو خليل القباني والقعقاع بن عمرو التميمي عام ٠١٠٢، ملح الحياة وسوق الورق وبقعة ضوء والأميمي وأيام الدراسة بدور لؤي، الذي أدّاه بصورة لاقت إستحسانًا واسعًا، وهو مسلسل من إخراج أياد نحاس، نال جوائز عديدة وعرض أعوام ١١٠٢ و٢١٠٢ و ٩١٠٢، قمر شام وصبايا عام ٣١٠٢، وجوه وراء الوجوه وقلم حمرة وخواتم عام ٤١٠٢، دنيا وحارة المشرقة وبإنتظارالياسمين والغزال عام ٥١٠٢، وباب الحارة فـي جزئه السادس والسابع والثامن، بشخصية «ظافر»، من إخراج عزام فوق العادة من عام ٤١٠٢ الى عام ٦١٠٢، وقد لاقى نجاحًا كبيرًا، إلاّ أنه مع ذلك إنسحب منه إعتبارًا من الجزء التاسع، وقال إنه نادم فـي الواقع على دوره فـي هذا المسلسل فـي الأجزاء الثلاثة التي شارك فـيها. عابروا الضباب، والعراب-تحت الحزام والخان ومدرسة الحب وخاتون، من تأليف طلال مارديني وإخراج تامر إسحاق، مثل فـيه بجدارة دور «الزيبق»، الى جانب سلوم حداد بدور «الزعيم أبو العز»، وكاريس بشار بدور «زمرد»، وورد الخال، وكندة حنا بدور «خاتون» عام ٦١٠٢، حكم الهوى وأوركيديا والإمام ووردة شامية وشبابيك عام ٧١٠٢، الفرصة الأخيرة والمهلب بن أبي صفرة من إخراج محمد لطفـي، جسّد فـيه شخصية المهلب التاريخية، الذي كان أحد ولاة الأمويين، وذلك الى جانب منذر رباحنة وديما قندلفت وغيرهم، عام ٨١٠٢، طوق البنات، وما فـيي، وهو مسلسل مشوق يؤدّي فـيه دور شاب إسمه «فارس» يعود الى لبنان ويحاول إسترجاع حقه الضائع فـيكتشف أسرارًا تتعلق بموت والديه، وهو من إخراج رشا شربتجي، وخمسة ونص من إخراج فـيليب أسمر، أدّى فـيه دور “جاد” مرافق قصي الخولي فـي المسلسل، مع نادين نسيب نجيم وغيرهم من الممثلين عام ٩١٠٢، علمًا بأنه يرتاح للتمثيل أمام ممثلات مثل ديما قندلفت وسلافة معمار ونادين نسيب نجيم.
الجزء الثاني من مسلسل ما فـيي، من تأليف كلوديا مارشليان وإخراج رشا شربتجي، من بطولته وتمثيل ڤاليري أبو شقرا، وكارمن لبس، وسينتيا صموئيل، وأحمد الزين وغيرهم. وقد بوشر بعرضه على الشاشات مطلع شهر فبراير عام ٠٢٠٢.
ومن الافلام السينمائية القليلة التي شارك فـيها:
حراس الصمت عام ٩٠٠٢، بدور غير رئيسي الى جانب نجلاء الخمري التي تؤدّي فـيه دور البطولة؛ وهو مقتبس عن رواية للكاتبة غادة السمان، من تأليف وإخراج سمير ذكرى،
والفـيلم القصير حارة سد عام ٢١٠٢، مع الممثلة إيناس زريق والطفل عبد الله عثمان، من إخراج غطفان غنوم، يتمحور حول دمشق كرمز تاريخي، ويتطرق الى هموم عيش الشباب المعاصر. أدّى الدور الرئيسي فـي الفـيلم بتجسيده شخصية «سرور» الذي هجرته حبيبته فكانت هذه الحادثة بمثابة نهاية الحياة بالنسبة إليه.
هواياته
من هوايات معتصم، ممارسة الرياضة، ولا سيما الركض والسباحة. كما يحلو له الإستماع الى الموسيقى بكافة أنواعها، بما فـي ذلك موسيقى الـراب، ومشاهدة الأفلام، ويهوى الألعاب الألكترونية وخاصة البلاي ستايشن.