بعد تكريمها بجائزة السعفة الذهبية الفخرية
ميريل ستريب تشارك تجربتها الفنية
جذبت النجمة الأسطورية ميريل ستريب التي تعدّ واحدة من أكثر نجمات هوليوود شهرة وتألقًا، حشودًا هائلة إلى ندوتها في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 77 ، والتي أقيمت مساء أمس الأربعاء، بهدف مناقشة تجربتها الفنية ورؤيتها لعالم السينما بعد تكريمها أخيرًا بجائزة بجائزة السعفة الذهبية الفخرية.
حملت النجمة العالمية ميريل ستريب البالغة من العمر 74 عامًا قضيّتها التي حاربت لأجلها طوال مسيرتها الى مهرجان كان حيث استفاضت خلال ندوة عقدت على هامش المهرجان بالحديث عن عدم المساواة في التمثيل بين الرجال والنساء.
:ميريل ستريب: المساواة لا تتعلّق بالمال فقط
وشرحت ستريب، التي كانت ناشطة منذ فترة طويلة من أجل المساواة في الأجور في صناعة السينما، أن الفجوة المستمرة في الأجور بين الجنسين في هوليوود “لا تتعلق دائمًا بالمال فقط”، ولكنها مرتبطة بمشاكل المشاهدين الذكور والمديرين التنفيذيين للأفلام الذكور الذين لا يرون انعكاسًا لأنفسهم في الأدوار النسائية.
وقالت ستريب أمام قاعة مزدحمة في مسرح ديبوسي: “الأفلام هي إسقاط لأحلام الناس، والمديرين التنفيذيين يعيشون خيالهم ويسقطون احلامهم من خلال تمويل أفلام تشبههم وقبل أن تكون هناك نساء في مناصب القرار في الاستوديوهات، كان من الصعب جدًا على الرجال أن يروا أنفسهم في أفلام من بطولة نسائية.” لكنها استدركت وقالت إن الوضع تغير بشكل كبير منذ أن أصبح عدد أكبر من المديرات التنفيذيات في المناصب العليا في صناعة السينما.
كما أعلنت ستريب أنها لم تواجه صعوبة في تقبّل ورؤية انعكاسها في أفلام تسيطر عليها الشخصيات الذكورية، مثل شخصيات روبرت دي نيرو وكريستوفر والكن في فيلمها الناجح The Deer Hunter، بينما كان حسب قولها: “أصعب شيء على الرجل أن يتماثل مع البطلة الأنثوية. “
في المقابل أشارت ستريب الى دور محررة مجلة الأزياء وذات القلب الجليدي الذي أدّته خلال الفيلم الكوميدي The Devil Wears Prada عام 2006، وكشفت الممثلة السينمائية المخضرمة أن أداء دور ميراندا بريستلي، كان أول دور تلعبه يجعل الرجال يأتون إليها بعد ذلك ويقولون إنهم يعرفون بالضبط ما كانت تشعر به.
“لقد جاء أكثر من رجل وقال:” أعرف ما شعرت به. أعرف ما يعنيه أن تكون الشخص الذي يتخذ القرارات. وقالت ستريب، التي حصلت على السعفة الذهبية الفخرية في أكبر مهرجان سينمائي في العالم مساء الثلاثاء: “لا أحد يفهمك”.
أما عن التقدّم الذي يشهده عالم السينما اليوم فلم تنكره ستريب بل علّقت::”هناك بعض التقدم، أكبر النجوم في العالم هم من النساء في الوقت الحالي، على الرغم من أن توم كروز ربما يكون فوق القمة بكثير”.
وأضافت :”الكثير من النساء ينتجن لأنفسهن وأنا في رهبة شديدة ممن فعلوا ذلك.”
وكانت ستريب قد كتبت إلى أعضاء في الكونغرس الأمريكي في عام2015 تحثهم على دعم التشريع الخاص بالمساواة في الأجور. وبالاعتماد على بيانات الأفلام بين عامي 1980 و2015، وجد الاقتصاديون في جامعة هيدرسفيلد في عام 2019 أن نجوم هوليوود الذكور حصلوا على 1.1 مليون دولار أكثر لكل فيلم مقارنة بالنجوم الإناث ذوات الخبرة المماثلة.
ميريل ستريب تتسلّم السعفة الذهبية الفخرية
وكانت ميريل ستريب قد سرقت الأضواء في حفل افتتاح مهرجان كان حيث تسلّمت السعفة الذهبية الفخرية. وما إن أطلّت على المسرح حتّى استقبلها الحاضرون بحفاوة بالغة وتصفيق مستمرّ لمدة دقيقتين. وكانت الممثلة البالغة من العمر 74 عامًا، الحائزة على جائزة الأوسكار، متأثرة للغاية لدرجة أنها تظاهرت في البداية بالخروج من المسرح، لكنها عادت وبدأت بالرقص على وقع التصفيق.
وقدمت النجمة الفرنسية جولييت بينوش، الجائزة لستريب قائلة: «عندما أراك على الشاشة، لا أراك.. من أين تأتين؟ هل ولدت هكذا؟ “
ووصفت بينوش ستريب بأنها “كنز عالمي” حيث استعرضت العديد من الأدوار المحبوبة لستريب، من “Sophie’s choice” إلى “ Julie and Julia“. وأضافت بينوش: «لقد غيرت ستريب الطريقة التي ننظر بها إلى السينما».
ميريل ستريب تعود الى كان بعد 35 عامًا
من جهتها شكرت ستريب مدينة كان على الترحيب بعودتها بعد 35 عامًا، وكان آخر ظهور لها في فيلم “Evil Angels” عام 1989. وقالت إن مشاهدة المقاطع الاستعادية لمسيرتها المهنية في الحفل كانت “مثل النظر من نافذة قطار سريع، ومشاهدة شبابي وهو يطير إلى منتصف عمري، مباشرة إلى المكان الذي أقف فيه على هذه المنصة الليلة. هناك الكثير من الوجوه والعديد من الأماكن التي أتذكرها.”
وأضافت ستريب أنها في آخر مرة كانت فيها في مهرجان كان، “كنت بالفعل أم لثلاثة أطفال، وكنت على وشك أن أبلغ الأربعين من عمري واعتقدت أن مسيرتي قد انتهت، لم يكن هذا توقعًا غير واقعي بالنسبة للممثلات في ذلك الوقت.” وأكملت: “السبب الوحيد لوجودي هنا الليلة واستمرار ذلك هو الفنانين الموهوبين الذين عملت معهم، بما في ذلك السيدة الرئيسة”، في إشارة إلى رئيسة لجنة التحكيم غريتا جيرويج، التي أخرجت لها فيلم Little womenعام 2019.
في الواقع، سيطرت ميريل ستريب بقوة على حفل الافتتاح، حيث كانت الموسيقى مستوحاة من فيلم “Mamma Mia”. وتم تشغيل الأغنية الرئيسية لفرقة ABBA للفيلم الموسيقي في الخارج على السجادة الحمراء، وتم تشغيل أغنية “Dancing Queen” أثناء قبولها للجائزة.
وتنضم ستريب إلى العديد من الشخصيات البارزة الأخرى في الصناعة الذين سيظهرون في نسخة هذا العام، بما في ذلك بطل فيلم “حرب النجوم” جورج لوكاس، الذي سيحصل على جائزة السعفة الذهبية الفخرية في الحفل الختامي.
وكانت ستريب قد أعقبت إعلان مجلة فارايتي عن فوزها بالسعفة الذهبية الفخرية ببيان قالت فيه: “يشرفني كثيرًا أن أتلقى أخبار هذه الجائزة المرموقة. إن الفوز بجائزة في مهرجان كان، بالنسبة للمجتمع الدولي للفنانين، يمثل دائمًا أعلى إنجاز في فن صناعة الأفلام. إن الوقوف في ظل أولئك الذين تم تكريمهم سابقًا هو أمر مثير للتواضع والإثارة بنفس القدر. إنني أتطلع إلى القدوم إلى فرنسا لأشكر الجميع شخصيًا”.
إطلالة ميريل ستريب من توقيع ديور مع لمسة هندية
وقد تألقت ميريل ستريب على السجادة الحمراء في ليلة افتتاح المهرجان ميريل ستريب تتألق في مهرجان كان السينمائي بفستان ملفوف من الساتان يحمل توقيع ديور ويذكّر بالثقافة الهندية كما أكملت ستريب إطلالتها بأقراط أذن كبيرة ولافتة من مجوهرات المصمّم الهندي هانوت سينغ.
ميريل ستريب الأكثر ترشحًا وفوزًا بالأوسكار
ميريل ستريب هي من مواليد 22 يونيو 1949 في نيوجيرسي، الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تحمل في رصيدها الفنّي اليوم إنتاجات غزيرة ولافتة استحقّت عنها 21 ترشيحًا لجوائز الأوسكار، وهو رقم قياسي، على مدار مسيرتها المهنية التي امتدت لخمسة عقود تقريبًا.
كذلك تعتبر ستريب واحدة من أكثر الممثلات حصولًا على جوائز الأوسكار، حيث فازت بثلاث جوائز أوسكار عن دورها في أفلام “Kramer vs. Kramer” و”Sophie’s Choice” و”The Iron Lady”.
تتميز ميريل ستريب بقدرتها على تقديم شخصيات متنوعة بمهارة، حيث قامت بتجسيد العديد من الأدوار في الدراما والكوميديا والسيرة الذاتية وغيرها.