أوّل عربية ترشّح لجائزة إيمي لأفضل ممثلة
منّة شلبي
متمكّنة وبارعة
حملت ترشيحات جائز إيمي هذا العام خبراً ساراً لعالم الإنتاج التلفزيوني فـي العالم العربي مع ترشيح النجمة منّة شلبي لجائزة «إيمي»، لأفضل ممثلة عن دورها فـي مسلسل «فـي كل أسبوع يوم جمعة»، الذي أنتج العام الماضي والذي يتألّف من عشر حلقات.
بغض النظر عن نتائج مسابقة إيمي التي ستُعلن فـي 22 نوفمبر المقبل، يبقى ترشّح منّة لهذه الجائزة العالمية نقطة تحوّل فـي مسيرتها الفنية وفـي مسيرة عالم الانتاج التلفزيوني العربي الذي بات أفقه مفتوحاً نحو العالمية. وقد علّقت منّة على ترشيحها قائلة: «وجودي فـي قائمة المرشحين فـي حدّ ذاته مفاجأة ومصدر سعادة وفخر، وإذا لم أحصل على الجائزة، فأنا راضية بمجرد الترشيح».
دور صعب وإنتاج ضخم
فـي حديث مع بي بي سي، شرحت منّة أن الدور الذي قدّمته كان أكثر الأدوار التي أرهقتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، إذ ظلّت تبحث عن كيفـية الدخول إلى عقل الفتاة التي مثّلت شخصيتها وتحوّلت إلى سفاحة.
ويتناول مسلسل «فـي كل أسبوع يوم جمعة»، الذي عُرض على منصة «شاهد» الرقمية، قصة فتاة تحوّلت إلى سفاحة، بعد أن تزوجت من رجل يعاني من اضطراب عقلي.
ولم يلق مسلسل «فـي كل أسبوع يوم جمعة» الذي رُشحت عنه منّة لجائزة «إيمي» رواجاً كبيراً حين عرض للمرة الأولى، إذ قُدم عبر منصة رقمية غير مجانية.
علماً أن عنصرا الكتابة والإخراج فـي المسلسل كانا زاخمين بالإبداع والجاذبية والصدق، بالإضافة إلى قوة الأداء التمثيلي والدعم المالي الكبير.
وقد اقتبست قصة هذا المسلسل من رواية للأديب المصري إبراهيم عبد المجيد. ويأتي هذا رغم تراجع الاعتماد على الروايات فـي القصص السينمائية والتلفزيونية خلال السنوات الماضية، على عكس ما كان شائعًا فـي مصر فـي منتصف القرن الماضي.
وعلّقت منّة على ترشيحها هذا عبر حسابها على موقع فـيس بوك، بنشر بوستر لمسلسل «فـي كل أسبوع يوم جمعة»، وكتبت: «شكراً للأكاديمية الدولية لفنون وعلوم التلفزيون على ترشيحي لجائزة إيمي فـي فئة أفضل ممثلة. شرف كبير ليا ولكل فريق عمل فـي كل أسبوع يوم جمعة إني أكون أول ممثلة مصرية وعربية مرشّحة للجايزة دي عن عمل ناطق باللغة العربية. . أنا حقيقي مبسوطة من قلبي».
نشاط فني
تشهد منّة شلبي حالة من النشاط الفني، منذ إعلان ترشحها لجائزة «إيمي» العالمية.
فبعد غياب نحو عام، منذ أن قدمت مسلسل «ليه لأ» فـي موسمه الثاني، والذي لاقى نجاحاً كبيراً، تعود منّة إلى الدراما بمسلسل جديد، تخوض به السباق الرمضاني المقبل.
المسلسل الذي لم يستقر صنّاعه على اسمه بعد، يعدّ اللقاء الثانى بين منّة وبين المؤلف محمد هشام عبية، حيث تعاونا من قبل فـي مسلسل «فـي كل أسبوع يوم جمعة»، والذي ترشّحت من خلاله لجائزة «إيمي»، ومن المقرّر الإعلان عن مخرج المسلسل قريباً.
أما سينمائياً، فـيعرض لها حالياً فـيلم «الإنس والنمس» فـي دور السينما، ويشاركها بطولته الفنان محمد هنيدي، من إخراج شريف عرفة. ويعدّ نوع هذا الفـيلم جديدًا على السينما المصرية فهو أول فـيلم رعب كوميدي. وقالت منّة عن وجودها فـي هذا الفـيلم: «أنا محظوظة بتواجدي وسط أساتذة كبار أتعلم من كل واحد فـيهم. بالفعل أنا محظوظة بوجودي معهم فـي فـيلم لكل فئات الأسرة المصرية وأدعو الجميع لمشاهدته فكل من كان بالفـيلم اجتهد وأبدع بشكل نادر».
وعن كواليس عملها مع محمد هنيدي قالت شلبي إنها أعادت الكثير من المشاهد خلال التصوير بسببه مضيفة: «محمد كان السبب أنني أعدت العديد من المشاهد لأنه صاحب خفة ظل نادرة وبمجرد رؤيته أنفجر فـي الضحك، فخفّة ظله خلقت أجواء من المرح والسعادة وكنت أجد صعوبة فـي تقمّص الشخصية التي أقدمها فـي الفـيلم».
كذلك تقوم منّة بالتحضير لفـيلمها الجديد «طريق السلامة» مع كريم محمود عبد العزيز والمخرج بيتر ميمي.
عضو فـي لجنة تحكيم الجونة
كذلك حجزت هذه النجمة المقعد الأول فـي عضوية لجان تحكيم الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، وانضمت لها المخرجة كاملة أبو ذكري والفنانة أروى جودة وأكد صناع المهرجان أن بقية الأسماء لم تحسم بعد، وسيتم إعلان قائمة لجنة التحكيم كاملة فـي المؤتمر الصحفى الذى سيقام يوم 13 أكتوبر.
إحدى أهم نجمات السينما العربية
تُعتبر منة شلبي واحدة من أهم نجمات السينما العربية خاصة فـي السنوات العشر الأخيرة.
فهي ممثلة متمكّنة تعرف كيف تختار أدوارها، وقادرة على التلوّن، فهي مقنعة فـي الكوميديا والتراجيديا، وبارعة فـي الحديث والتعبير بعينيها.
وقدّمت منة شلبي عشرات الأعمال الفنية للسينما والتلفزيون، من بينها «أحلى الأوقات»، و«بنات وسط البلد»، و«حديث الصباح والمساء»، و«ليه لأ: الجزء الثاني».
كما حصلت على عدد من الجوائز، كان آخرها جائزة فاتن حمامة فـي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2019، عن مجمل أعمالها. كما سبق لها وأن فازت بجائزة أفضل دور نسائي عن دورها فـي فـيلم «عن العشق والهوى» عام 2007، كما فازت بجائزة أفضل ممثلة فـي العام نفسه عن دورها فـي فـيلم «بنات وسط البلد» وعلى الرغم من أهمية هذه الجوائز لكن لا يمكن إغفال أن لجان المسابقات كانت مجحفة بحق هذه الممثلة القديرة التي بعد مسيرة 21 عاماً فـي التلفزيون والسينما العربية لم تنل سوى 4 ترشيحات و3 جوائز عربية، علماً أنها الممثلة العربية الوحيدة التي نجحت بلفت أنظار لجنة إيمي العالمية التي رشّحتها أخيراً لجائزة أفضل ممثلة.
علماً أن منّة شلبي قدّمت لعالم الفن الذي تعشقه ما يقرب من 30 فـيلمًا للسينما، بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الدرامية التي استطاعت من خلالها أن تقنع المشاهدين ببساطتها وتمردها، ناهيك عن خفة الدم والتلقائية فـي أدوار عديدة، مع رقة ملامحها وعفويتها التي خطفت قلوب جماهير الدراما والسينما.
فنانة بالفطرة
منّة هي ابنة الممثلة زيزي مصطفى ورجل الأعمال هشام شلبي وقد ولدت فـي 24 يوليو 1982 فـي الجيزة، ونشأت فـي كنف عائلة تحب الفن، علماً أن عمتها هي الإعلامية بوسي شلبي.
بدأت منّة مسيرتها فـي التمثيل عام 2000 عندما اكتشفتها الفنانة سميحة أيوب وقدّمتها من خلال مسلسل سلمى يا سلامة، وكانت قبلها تظهر فـي البرامج التلفزيونية وفوازير الأطفال. وقبل أن تقتحم منّة شلبي مجال السينما، ظهرت لمدة 3 ثوانٍ فقط ضمن أحداث فـيلم العاصفة.
إلاّ أن البداية الحقيقية لها كانت عندما رشّحها محمود عبد العزيز لتقف أمامه فـي بطولة فـيلم الساحر من إخراج الراحل رضوان الكاشف عام 2001. وقد شهد المشهد الذي يجمعها بالفنانة سلوى خطاب، وهي تتحدث خلاله عن تجاوزها مرحلة الطفولة لتصبح أنثى كاملة، رواجاً استثنائياً.
انطلاقة قوية
لقد كان فـيلم الساحر بطاقتها للانطلاق فـي عالم النجومية، إذ لم تتوقف بعده العروض ففـي عام 2002، حصلت على دور رئيسي فـي مسلسل أين قلبي، الذي أنتجته مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة بالاشتراك مع دبي. وفـي السنة نفسها، ظهرت منّة فـي مسلسل «لدواعي أمنية» للمخرج محمد فاضل وبطولة كمال الشناوي وماجد المصري.
وفـي عام 2003 ظهرت فـي أعمال عدّة، منها الفـيلم الكوميدي «كلم ماما»، وكان مخرج الفـيلم أحمد عواض قد تلقى طلبًا وصفه بالغريب من والدة منة شلبي الفنانة زيزي مصطفى، بمشاهدة النسخة الأخيرة من فـيلمه كلم ماما، للتأكّد حسب قولها من خلوه من المشاهد الساخنة، حتى لا تتعرّض ابنتها لموجة انتقادات حادة مثلما حدث فـي فـيلمها الأول الساحر.
ثم عملت منّة مع المخرج منير راضي فـي فـيلمه «فـيلم هندي»، كما صوّرت فـيلم «إوعى وشك».
وللسنة الثانية على التوالي، ظهرت منة على الشاشة الصغيرة، حيث قدّمت شخصية منّة فـي مسلسل «البنات».
دخول عالم المهرجانات السينمائية
فـي 2004، عملت منّة مع المخرجة هالة خليل فـي فـيلم «أحلى الأوقات»، وقامت ببطولته بالمشاركة مع حنان ترك وهند صبري. ثم ظهرت فـي ثاني أفلامها تلك السنة «بحب السينما»، تحت إدارة المخرج أسامة فوزي فـي ثالث أفلامه. وقد عرض هذا الفـيلم فـي مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول فـي ديسمبر 2014 وكذلك فـي مهرجان مراكش السينمائي الدولي فـي نسخته الرابعة، وقُدّم إلى مهرجان القاهرة السينمائي لكنه رفض عرض الفـيلم بدعوى ضعفه فنيًا وكونه يتناول قضية الوحدة الوطنية بشكل سطحي لا يتناسب مع طبيعة المهرجان الدولية.
بعد ذلك، شاهدناها فـي الفـيلم الدرامي «شباب تيك أواي» أمام خالد محمود وأحمد عز، وكانت قد صوّرت الفـيلم قبل موعد صدوره بسنوات، إلاّ أنه واجه مشاكل إنتاجية أجلت موعد طرحه فـي السينما حتى 2004.
5 أفلام فـي 2005
ما من شك أن هذه الممثلة مفعمة بالنشاط وتستمتع بالتمثيل، كما أنها ذات موهبة تجذب المخرجين، ففـي العام 2005، أي بعد أقل من خمس سنوات على انطلاقتها ظهرت فـي خمسة أفلام فـي سنة واحدة فقط. إذ مثّلت فـي الفـيلم الدرامي الرومانسي «إنت عمري» إلى جانب هاني سلامة ونيللي كريم. وقد عُرض الفـيلم فـي مهرجان القاهرة السينمائي الثامن والعشرين ومثل مصر فـي المسابقة الرسمية، إلاّ أنه لاقى ردود سلبية من النقاد. ثم مثّلت فـي فـيلم «الحياة منتهى اللذّة» مع المخرجة منال الصيفـي فـي أول تجاربها الإخراجية.
كذلك تشاركت بطولة فـيلم الإثارة «ويغا» مع هند صبري، والذي تدور أحداثه فـي قالب تشويقي حول مجموعة من الأصدقاء يلعبون لعبة سحرية قديمة تسمى ويغا وتتحقّق تنبؤات اللعبة. ويعتبر الفـيلم التعاون الثاني بين منّة وهند وكذلك ثاني فـيلم تمثّله مع المخرج خالد يوسف. وجاء هذا الفـيلم ثالثًا من حيث الإيرادات التي وصلت إلى ثلاثة ملايين جنيه تقريبًا من بين سبعة أفلام شاركت فـي عروض موسم عيد الأضحى. كما أثار الفـيلم ضجة من جانب بعض علماء الدين، بسبب مشهد صغير ظهرت فـيه منّة شلبي ترتدي الحجاب كي تقابل زميلها فـي الجامعة فـي منطقة شعبية، واعتبر البعض أن الفـيلم يسخر من الحجاب، وطالب البعض بمنع عرضه فـي الدول العربية بحجة أنه يسيء إلى الإسلام.
فـيلمها الرابع فـي عام 2005، كان «أحلام عمرنا»، من إخراج عثمان أبو لبن الذي خاض التجربة السينمائية الروائية الأولى فـي مسيرته، ولعبت فـي الفـيلم دور فتاة مسترجلة تملك معسكرًا فـي مدينة ساحلية وتستقبل المصطافـين الشباب حتى تقع فـي غرام شاب من بينهم، وشاركتها فـي بطولة الفـيلم منى زكي ومصطفى شعبان. وقد لاقى نجاحاً جماهيرياً وقبولًا جيدًا من النقاد، أما على صعيد شباك التذاكر فقد حقّق أحلام عمرنا 5 ملايين جنيه فـي موسم الصيف.
أدوار بارزة فـي السينما والتلفزيون
هكذا انطلقت منّة بخطوات ثابتة وجريئة فـي عالم التمثيل وقد نجحت خلال مسيرتها بأداء الكثير من الأدوار التي ستترك بصمتها طويلاً فـي عالم التلفزيون والسينما العربية، ومن أهمها فـي 2006 مسلسل «سكة الهلالي»، وفـيلم «عن العشق والهوى»، و«واحد من الناس»، و«لعبة الحب»، وفـيلم «فـي محطة مصر»، بينما شهد 2007 تقديمها فـيلم «فوضى»، و«الأوله فـي الغرام»، و«كدة رضا» دون أن ننسى مسلسلَي «آسف على الإزعاج»، و«حرب الجواسيس» فـي 2008.
ومثَّلت منة دور «أميرة» فـي مسلسل «نيران صديقة» عام 2013، وظهرت سينمائياً فـي «سمير أبو النيل»، بينما كان لها فـي 2015 مسلسل «حارة اليهود»، وفـيلم «نوارة»، واكتفت عام 2016 بفـيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن».
وفـي 2017 شاركت فـي مسلسل «واحة الغروب»، وفـيلم «الأصليين»، وظهرت بفـيلم واحد عام 2018 وهو «تراب الماس»، فـي حين شهد 2019 تقديمها فـيلمَي «أهل العيب»، و«خيال مآتة»، الذي حقّق انتشاراً واسعاً.
وفـي العام الماضي، عُرِضَ لها مسلسل «فـي كل أسبوع يوم جمعة»، بينما شهد العام الجاري، تميّزها بدور «ندى» الطبيبة العزباء التي تتبنّى طفلاً من دار الأيتام فـي الجزء الثاني من مسلسل «ليه لأ»، الذي حقّق نجاحاً هائلاً.