إنجازاته كثيرة بالرغم من مسيرته الفتيّة
ماكس ڤـيرشتابن
بطل صاعد فـي عالم الفورمولا وان
هذا الفوز هو العاشر لڤـيرشتابن فـي مسيرته والثاني هذا الموسم. وانطلق ڤـيرشتابن من المركز الأول للمرة الأولى هذا الموسم وسيطر على السباق من أوله وحتى النهاية.
وهنأه فريقه لدى اجتيازه خط النهاية بالقول: «يا لها من طريقة لإنهاء الموسم- رائع أيها الزميل».
سائق بالجينات
وُلد ماكس ڤـيرستابين فـي 30 سبتمبر عام 1997 فـي هاسيلت، بلجيكا، لأبٍ هولندي وأمٍّ بلجيكية. عائلته كان لها تاريخٌ حافل مع رياضة المحركات. والده الهولندي يوس كان سائق فورمولا1 سابق، فـيما والدته البلجيكية سوفـي كومبين نافست فـي سباقات الكارتينغ، وخاله أنتوني كومبين ينافس فـي النسخة الأوروبية لسباقات الناسكار.
بدأ ماكس التدرب فـي عالم السباقات قبل أن يحصل على شهادة قيادة عادية على الطرقات. إذ دخل عالم هذه الرياضة منذ الرابعة من عمره من خلال مسابقات الكارتينغ للأطفال فـي بلجيكا، وخلال طفولته ومراهقته ربح العديد من البطولات فـي بلجيكا وهولندا بالإضافة إلى بطولاتٍ على نطاقٍ أوروبي وعالمي، قبل أن يبدأ فـي السابعة عشر من عمره مسيرته فـي عالم الفورمولا 1.
كان ماكس سائقًا لفريق تورو روسو لموسمٍ واحد قبل أن ينتقل إلى ريد بول حيث حقّق معه فوزه الأول فـي السباقات، ليكون أصغر سائقٍ فـي تاريخ البطولة يفوز بإحدى سباقاتها.
حقّق بعدها عدة انتصارات، وكان أفضل سائق صاعد فـي البطولة رغم أسلوب قيادته المتهور أحيانًا.
أصغر متسابق
فـي يناير عام 2015، بدأ ماكس مسيرته فـي عالم الفورمولا1 وعمره 17 عامًا و 166 يومًا، ليكون أصغر متسابقٍ فـي هذه الرياضة. وفـي سباق ماليزيا بعد أسبوعين من بداية مشاركته فـي البطولة، سجل أول نقطةٍ له فـي المسابقة. شهدت السباقات التالية انسحابه بسبب مشاكل فـي سيارته قبل أن يسجل أفضل نتيجةٍ له فـي سباق هنغاريا عام 2015، وفـي نهاية البطولة نال ڤـيرشتابين ثلاث جوائز هي أفضل سائق صاعد، وشخصية العام، وصاحب أكثر حدثٍ مثير فـي العام.
خلال موسم 2016 بدأ ڤـيرستابين مع تورو روسو قبل أن ينتقل إلى ريد بول بعد أن أثبت موهبته، وفـي سباق جائزة اسبانيا الكبرى مع ريد بول حقّق ماكس فوزه الأول فـي بطولة الفورمولا 1 ليكون أصغر متسابقٍ فـي تاريخ البطولة يفوز بإحدى سباقاتها. استمر تألّق ماكس فـي السباقات اللاحقة ليصل لمنصات التتويج فـي أربعٍ من ست مناسبات.
هكذا دخل السائق الهولندي الشاب ماكس ڤـيرشتابين تاريخ الفورمولا1 من أوسع أبوابه بعدما تمكن من الفوز فـي سباق جائزة إسبانيا الكبرى الجولة الخامسة من بطولة العالم لهذا الموسم.
وبهذا الفوز الذي حققه على حلبة «برشلونة» أصبح أصغر سائق فـي التاريخ يفوز بإحدى سباقات الفورمولا1 بـ18 عاماً و228 يوما متفوّقا على الألماني سيباستيان فـيتيل الذي فاز بأول سباق فـي مسيرته بعمر 21 عاما و73 يوما.
إلاّ أنّ هذا الموسم شهد كذلك انتقاداتٍ عديدة للسائق الشاب بسبب طريقة قيادته المندفعة، والتي كادت أن تتسبّب فـي حوادث كبيرة وهو ما استدعى إدارة البطولة لتوجيه إنذار له.
إحدى أهم سباقات ماكس كانت فـي جائزة البرازيل الكبرى فـي جوٍّ ماطر، حيث كان فـي المركز 16 قبل 15 جولة من نهاية السباق، إلاّ أنّ أداءه الاستثنائي قاده لينهي السباق ضمن المراكز الثلاثة الأولى، أداءٌ وصفه مدير فريقه بأحد أفضل ما شاهده فـي البطولة.
اليوم، يزخر سجل ڤـيرشتابن بالانجازات بالرغم من مسيرته الفتيّة، فهو فاز بـ 10 سباقات وصعد إلى منصة التتويج فـي خلال 37 سباقا، كما إنطلق مرتين من المركز الاول فـي 110 جوائز كبرى خاضها حتى الآن.
«ماد ماكس»
إضافة الى إنجازاته عُرف ماكس ڤـيرشتابن بطباعه السيئة وسلوكه المشاغب إن لم نقل المتهوّر. ولكن يبدو أن سائق ريد بول يعمل جاهداً للسيطرة على طباعه خارج وداخل الحلبات، إذ أظهر خلال هذا الموسم والذي يشكّل عامه السادس فـي بطولة العالم للفورمولا واحد صورة عن شخصية أكثر عقلانية ولطافة.
فالذي يتعرّف اليوم على ماكس لن يصدّق أنه السائق نفسه الذي هدّد الصحافـيين بتوجيه «لكمة» إليهم فـي حال اصروا على توجيه اسئلة إليه تتعلق بالاخطاء التي يرتكبها على الحلبة خلال جائزة كندا الكبرى 2018. كما لن يصدّق أنه بمشادة مع الفرنسي إستيبان أوكون بعدما حمله مسؤولية الاصطدام به وهو فـي صدارة جائزة البرازيل الكبرى قبل عامين، قبل أن يعمد إلى دفع سائق رايسينغ بوينت فورس إنديا حينها أمام الكاميرات بعد نهاية السباق.
مؤخراً يلاحظ الجميع التبدل الذي حصل مع «ماد ماكس»، فهو بات أكثر لطافة خلال مقابلاته مع الإعلاميين وخلال تبادل الرسائل بينه وبين فريقه أثناء السباقات، وبات يهتم باحتلال المركز الثاني بهدف حصد أكبر عدد من النقاط عندما يدرك أن المركز الأوّل بعيد المنال.
ويشرح ڤـيرشتابن هذا التبدل بالقول: «من الممكن أن تشعر بالمزيد من الاسترخاء نظراً للهيمنة المطلقة لمرسيدس. فـي بعض الاحيان يجب تقبّل الامور ومحاولة بذل قصارى جهدنا»، علماً أن صفة الصبر لم تكن الميزة الاولى لدى سائق ريد بول.
إكتسب ڤـيرشتابن جيناته من والده يوس الذي اشتهر بدوره بكونه من السائقين صعبي المراس فـي «بادوك» الفورمولا واحد.
ويقول ڤـيرشتابن عن طباع والده «لكان (يوس) ركلني لو فعلت ذلك» فـي إشارة إلى رفضه السماح لزميله فـي الفريق حينها الاسباني كارلوس ساينز بتجاوزه مع نهاية سباق جائزة سنغافورة الكبرى عام 2015، خلال عامه الاول فـي «الفئة الملكة».
ولكن بعد خمسة أعوام من هذه الحادثة، تخلى «الولد الشقي» عن سمعته السيئة ليتحول إلى القائد الأوحد لفريق ريد بول، فرد الاخير التحية له عن طريق دعمه حتى أقصى الحدود.
ويترجم ڤـيرشتابن نضجه على الحلبات بتحقيق أفضل النتائج الممكنة فـي ظل هيمنة مرسيدس: اقل إندفاعا من العام الماضي حقق السائق الهولندي أفضل نتيجة فـي مسيرته باحتلاله للمركز الثالث فـي الترتيب العام النهائي للسائقين خلف سائقي مرسيدس.
بالرغم من التبدل الواضح للعيان، إلاّ أن ڤـيرشتابن ما زال وفـياً لبعض عاداته القديمة، غير أن أصغر فائز فـي احد السباقات فـي تاريخ «الفئة الملكة» يصر على عدم التحدث عن الامر، إذ يقول «أعتقد أننا نكبر فـي كل عام. نتطور ولكن نتعلم أيضاً كيفـية فهم فريقنا بشكل أفضل. ولطالما كانت العلاقة بيننا جيدة».
ويتابع مع ابتسامة «بامكاني أن أتصرف بجدية، أو بطريقة مشابهة، ولكن نعم، بامكاني ان أكون مسلياً».