الرياضية «جويس عزام» على أعلى سبع قمم فـي العالم
اليابانية “جونكو تابي”، هي الإمرأة الأولى التي تمكّنت عام ١٩٧٥ من تسلّق قمة “الإفـيرست”، أعلى قمم العالم فـي جبال الهيمالايا (٨٨٤٨ م. فوق سطح البحر) ؛ وذلك بعد ٢٢ سنة من نجاح أول رجل فـي العالم، النيوزيلاندي “إدموند هيللاري”، فـي تحقيق هذا الإنجاز.
وبعد ٤٤ سنة، تمكّنت اللبنانية “جويس عزام” من الإرتقاء بدورها، الى قمة ألإفريست الشاهقة فجر الـ ٢٣ من مايو ٢٠١٩، ورفعت عليها علم لبنان بكثير من الفرح والإعتزاز.
وهي كانت قد تمكّنت قبل ذلك من تسلّق قمم عديدة أخرى فـي العالم، ولا سيما “البروز” فـي روسيا عام ٢٠١٢، ومثلث “كارستنز” فـي “بابوا غينيا الجديدة” عام ٢٠١٣، و”كيليمنجارو” فـي تانزانيا عام ٢٠١٤، و”أكونكاغوا” فـي الأرجنتين عام ٢٠١٧، وبعدها “دنالي” فـي الآلسكا، و”فـينسون” فـي “انكترتيكا” قبل رفع تحدي جبل “الإفريست”.
وقد جعل منها إنجازها الاخير، أول إمرأة لبنانية تنجح فـي تسلّق “سبع أعلى قمم فـي مختلف القارات” على الإطلاق.
تحمل جويس عزام التي وُلدت فـي لبنان عام ١٩٨٥، ماجيستيرًا فـي الهندسة المعمارية وإدارة المشاريع العامة؛ وتخصّصت فـي مجال الحفاظ على التراث والأبنية والمعالم التاريخية، وتتكلم الفرنسية والإنكليزية والإيطالية إضافة الى العربية لغتها الأم. تابعت دراسات دكتورا فـي المحافظة على المناظر الطبيعية والمعالم الثقافـية والبيئية فـي جامعة “لا سابينزا” فـي روما، وقدّمت أطروحة عنوانها :
“Cultural Routes and their linear landscapes:An innovative approach for management“
إستحصلت على شهادات دراسات عليا متخصّصة أخرى من جامعات إيطالية واميركية، ومن الجامعة اللبنانية فـي بيروت، ولا سيما فـي الجيولوجيا وإستكشاف المغاور. كما أعطت محاضرات فـي الجامعة الأميركية فـي لبنان وفـي جامعات أخرى.
شاركت وتفوّقت فـي العديد من الماراتونات والمسابقات الرياضية، ومنها: ماراتون بيروت ومباريات التزلج فـي جبال الأرز، إضافة إلى تسلّقها العديد من القمم الشاهقة فـي العالم، بدءًا من قمة “القرنة السوداء”، القمة الأعلى فـي لبنان التي ترتفع ٣٠٩٣ م. فوق سطح البحر. وقد قامت بذلك بالرغم من مشقة التمارين والتحضيرات الجسدية والنفسية والجهود التي تستوجبها مثل هذه الرياضة، وبالرغم من النظرة النمطية التي تربطها حصرًا بالرجال فـي بعض المجتمعات.
وجاء نجاحها فـي الوصول الى قمة “الإفريست” ليتوّج سلسلة إنتصارات سجلتها فـي تاريخ المسيرة الرياضية والنضالية للمرأة بكثير من الإيجابية والتألّق.
فرح وإعتزاز بإنجازها
عبّرت الرياضية المحترفة والمقدامة جويس عزام، عن فرحها وإعتزازها بإنجاز ما كانت تسعى إلى تحقيقه منذ سنوات، وشجّعت بعيد نجاحها فـي بلوغ قمة “الإفريست” كل فتاة ورياضية لبنانية وعربية على إثبات قدراتها، والسعي إلى تحقيق أحلامها بما يقتضيه الأمر من إيمان وتصميم.
وقالت فـي هذه المناسبة، إنها تطمح مستقبلاً إلى الوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي ضمن مشروع “إكسبلوررز غراند سلام”. وقد أصبحت محط إعجاب ومصدر إلهام للكثيرين.
مشروع “إكسبلوررز غراند سلام”
يقضي مشروع “إكسبلوررز غراند سلام” الذي تمكّن من تحقيقه بعض الرياضيين لغاية الآن (٦٦ رياضيًا من جنسيات مختلفة)، بالنجاح فـي تسلّق القمم السبعة الأعلى فـي قارات العالم، والوصول كذلك الى القطبين الشمالي والجنوبي.
ويسجّل للشقيقتين الهنديتين التوأمين الأصغر سنًا حينها “نونغشي وتاشي ماليك” نجاحهما فـي تحقيق هذا الإنجاز، تسلّقًا وتزلّجًا، كما تمّ تسجيل ذلك فـي كتاب “غينيس”.
فـيض من رسائل التهنئة
تلقّت جويس عزام العديد من رسائل التعاطف والتقدير على إنجازها ولا سيما عبر الفايسبوك. وعبر تويتر قام رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري بتهنئتها فـي تغريدة له: “مبروك لجويس عزام، التي اصبحت أول امرأة لبنانية تتسلّق أعلى سبع قمم فـي العالم، وللفريق اللبناني المرافق لها على هذا الإنجاز الذي يرفع إسم لبنان عاليًا ويسلّط الضوء على الدور الريادي للمرأة اللبنانية فـي مختلف المجالات”.
كما سارعت الرياضية المغربية “بشرى بيبانو”، إلى توجيه رسالة تهنئة مماثلة لها على حسابها الخاص على الفايسبوك قالت فـيها: “كامل التهاني لصديقتي جويس عزام التي أصبحت اللبنانية الأولى التي تتمكّن من تسّلق القمم السبعة الأعلى، بعد أن نجحت فـي تسلّق قمة الإفـيرست بتاريخ ٢٣ مايو ٢٠١٩”.
رياضيون عرب حقّقوا إنجازًا مماثلاً
فـي فئة الرجال، سبق وأن تمكّن الرياضي اللبناني ماكسيم شعيا، من تحقيق إنجاز مماثل؛ إضافة إلى نجاحه فـي الوصول الى القطبين الشمالي والجنوبي، ورفع علم لبنان فـي هذين القطبين النائيين والمتجمّدين.
وفـي فئة النساء، بتاريخ ١٦ ديسمبر ٢٠١٣، تمكّنت رها محرق ( ٢٣ سنة حينها)، مع مجموعة من المرافقين العرب، من أن تصبح أول سعودية وأصغر عربية سنا∪ تتسلق قمة الإفرست.
أما المهندسة المغربية المحجبة “بشرى بيبانو” (مواليد عام ١٩٧٠) فقد تمكّنت من بلوغ هذه القمة الشاهقة فـي ٢١ مايو ٢٠١٧؛ ثم عادت ونجحت بتاريخ ١٦ ديسمبر ٢٠١٨، فـي غرس علم بلادها على قمة جبل “فـينسون” (٤٨٩٧ م. ) فـي القطب الجنوبي. وهكذا تكون قد أكملت حلمها بتسلّق جميع القمم فـي القارات السبع فـي العالم، وليس فقط قمة الإيفريست. وباتت أول مغربية تنجح فـي تسلّق جميع هذه القمم. وأعلنت حينها عن فخرها بتحقيق هذا الإنجاز، بصفتها مغربية وإمراة، ودعت الفتيات إلى الإيمان بأنفسهنّ والإقدام على تحقيق أحلامهن بدون خوف.
هنيئا∪ لجويس عزام ولمن سبقها من النساء العربيات الرائدات، ولمن سيقتدي بمثلها مستقبلاً، فـي العمل على صقل المواهب وتخطّي الصعوبات وإثبات المقدرة الذاتية على التميّز والنجاح.
ما هي القمم الأعلى فـي قارات العالم السبعة؟
القمم السبعة الأعلى فـي مختلف القارات هي التالية: “بيراميد كارستنسز” (٤٨٨٤ م) فـي أوقيانيا؛ “فـينسون” (٤٨٩٢ م) فـي القطب الجنوبي ؛ “إلبروز” (٥٦٤٢ م ) فـي أوروبا (روسيا)؛ “الكيليمنجارو” (٥٨٩٥ م) فـي إفريقيا (تنزانيا)؛ “الدينالي” (٦١٩٤ م) فـي أميركا الشمالية (الآلسكا)؛ “الآكونكاغا” (٦٩٦٢ م) فـي أميركا الجنوبية (الأرجنتين)؛ الإيفـيرست (٨٨٤٨ م) فـي آسيا (بين الهند والنيبال).