اليابان متاحف لجميع أفراد الأسرة من القطارات إلى العوالم الرقمية
قد تكون المتاحف من أهم المعالم السياحية خلال السفر، ليست تلك المتاحف المظلمة المليئة بالقطع القديمة الهالكة، بل تلك التي تلهم الزوار وتسعدهم، والتي من الممكن أن تعلّم الأطفال الكثير حتى ولو لم يشعروا بأنهم يخوضون جولة تعليمية. وتُعدّ اليابان موطناً لمجموعة متنوّعة من المتاحف، بدءاً من المتاحف الغريبة إلى الفعاليات المميّزة الموجودة فـي قائمة أغلب زوار اليابان.
متحف القطارات
أهم وسائل النقل اليابانية
قد تشتهر اليابان اليوم بقطاراتها السريعة من طراز شينكانسن، لكن تاريخ السفر بالسكك الحديدية فـي البلاد يعود إلى سنوات عديدة فـي الماضي. إن الدخول إلى المساحات الشاسعة لمتحف السكك الحديدية فـي أوميا فـي مدينة سايتاما يكفـي لإضفاء البهجة على قلب أي شخص مهتم بوسائل التنقل الحديثة، وليس لمحبي القطارات فقط، حيث إن المقياس والقطارات التاريخية وأجهزة المحاكاة والسكك الحديدية النموذجية والعروض التفاعلية مثيرة للأطفال كما هي للبالغين من جميع الأعمار، ما يعطي فكرة حول العصر الذهبي للسفر بالقطارات والتقنيات المرتقبة فـي المستقبل.
تأخذ المناطق المختلفة فـي هذا المتحف الزوار فـي رحلات عبر فترات مختلفة من تراث القاطرات. تعرض محطة «رولينج ستوك» 36 قطارًا مختلفًا، بما فـي ذلك قطار «لوكوموتيف 1»، وهو أول قطار تمّ تشغيله عندما بدأت السكك الحديدية فـي العمل لأول مرة فـي اليابان فـي عام 1872، بالإضافة إلى قطارات شينكانسن السريعة.
وبالنسبة لأولئك الذين يحبون نماذج السكك الحديدية، يضمّ المتحف أيضًا ديوراما بطول 1200 متر وبعرض 23 مترًا وعمق 10 أمتار، ويعرض عربات قطار من ما يقرب من 1400 عربة قطار، وهذه طريقة رائعة لمشاهدة تاريخ القطارات اليابان فـي صورة مصّغرة.
متحف زوكان الجديد فـي جينزا
مجموعة غامرة من الموسوعات
بدلاً من التقليب عبر صفحات الموسوعات الورقية، يجلب متحف زوكان الجديد فـي جينزا عالم الموسوعات إلى الحياة من خلال التجارب الرقمية الثورية التي تغمر الزائرين فـي عوالم طبيعية مليئة بالمخلوقات. يتيح المتحف الجديد، الذي أنشأه شوغاكوكان، أحد أكبر ناشري المواد التعليمية فـي اليابان، للزوار الانطلاق فـي مغامرات لاكتشاف الغابات والمحيطات والسافانا، والتعرّف على المخلوقات التي تعيش فـي هذه العوالم الطبيعية المختلفة. شاهد الحياة من منظور النمل، وراقب القردة فـي أعالي الأشجار، واسبح مع الدلافـين، وقابل الطيور والبق والفراشات، كل ذلك من خلال الشاشات الرقمية. ولأنها تجربة تفاعلية اقترب قليلاً وستجد بعض الكائنات تهرب منك، لذا من المفـيد مراقبتها بعناية وحذر، كما ويمكن التقاط رحلتك عبر هذه العوالم الرقمية على جهاز تسجيل خاص.
اقترب من أحد الكائنات وسيوفر الجهاز تلميحات لمساعدتك فـي تسجيل ما رأيته، ومشاركة اسم المخلوق والمعلومات الأخرى التي يمكن حفظها حتى نهاية التجربة، وبإمكانك بعدها الحصول على سجل مصمّم خصيصًا لجميع الأشياء التي اكتشفتها خلال مغامرتك الفردية.
إذا أعاد متحف زوكان إشعال حبك للموسوعات والكتب، فتوجّه إلى مكتبة جينزا تسوتايا القريبة، التي تضم 50 نوعًا من الكتب بالإضافة إلى 600000 كتاب فني معروض على أرفف كتب بارتفاع ستة أمتار، وركنًا مخصّصًا للثقافة اليابانية، ومقهى، وهو أحد أكبر متاجر الكتب الفنية فـي العالم، ولا بد أن يكون هناك كتاب مناسب للجميع.
متحف كيوتو الدولي للمانجا
إنتشرت ثقافة البوب اليابانية فـي جميع أنحاء العالم، وربما تكون المانجا واحدة من أكثر الأشكال التي تحظى بتقدير كبير، ويحبها الأطفال والكبار على حد سواء. بدأ متحف كيوتو الدولي للمانجا كأول مركز ثقافـي شامل للمانجا، ليكون موطناً لمجموعة من 300,000 منتج متعلّق بالمانجا، ابتداءً من كتب ما بعد الحرب إلى مطبوعات الرسوم الكاريكاتورية على الخشب، والمجلات الساخرة من القرن الثامن عشر، والرسوم الهزلية من جميع أنحاء العالم. ويحتفظ أرشيف المتحف بـ 000 ,250 قطعة لمن يرغبون فـي إجراء بحث حول تقاليد المانجا.
وعلى الرغم من أنه يقع فـي مدرسة تاتسويكي الابتدائية سابقاً والتي لعبت دوراً هاماً فـي التعليم فـي المنطقة، إلاّ أنها ليست للأكاديميين فقط. من المؤكّد أن المتحف سيضفـي البهجة على قلوب عشاق المانجا، ويتكون جدار التصفح لها من 50000 كتاب.
يأخذ المعرض الزوار فـي رحلة عبر أصول الشكل الفني، وإلقاء نظرة على أهميته الاجتماعية عبر العصور. فـي استديو المانجا، ستتمكّن من مشاهدة عملية إنشاء المانجا، من الرسم الأولي بالقلم الرصاص إلى الصور بالأبيض والأسود والألوان الكاملة. وإذا كانت رؤية الفنانين فـي العمل قد أثارت اهتمامك لرؤية المزيد، فتوجّه إلى الركن الرئيسي فـي عطلات نهاية الأسبوع للحصول على تذكار فريد من نوعه وهو صورة المانجا الخاصة بك، والتي يتمّ رسمها أثناء انتظارك بواسطة أحد فناني المتحف بأساليب مختلفة، من كاواي حتى التسعينيات من القرن الماضي وأكثر من ذلك.
فندق يشبه المتحف
فندق غاجوين طوكيو هو جزء من التاريخ يقع بعيدًا فـي حي هادئ فـي حي ميغورو فـي طوكيو، وهو متحف بقدر ما هو مكان لقضاء ليلة هادئة. ولكن على عكس معظم المتاحف، يمكن للضيوف فـي هذا الفندق العيش والتنفس فـي محيطهم المليء بالفن. ويعود تاريخ الفندق إلى عام 1928، وهو معرض للفن والتصميم الياباني فـي أوائل القرن العشرين، وتتميّز غرف الضيوف بطابعها الياباني وروحها، ولكن يمكنك عيش روح المغامرة فـي ممرات الفندق والدخول إلى الأماكن العامة وتتضح سماتها الشبيهة بالمتاحف. تمّ تصميم الفندق فـي الأصل كمطعم وقاعة أفراح راقية بهدف توفـير الجمال لسكان المدينة الذين يعيشون فـي أعقاب الزلزال الذي سبب فـي دمار. وهو مليء بالأعمال الفنية والأصول الثقافـية
توجه إلى هياكودان كيدان، الدرج المكون من 100 درجة، وهو جزء من المبنى الأصلي ومنزل لغرف مزينة بشكل رائع تتميز بعرض مبهر من المنحوتات الخشبية، وشاشات مطلية، وترصيع من عرق اللؤلؤ وأكثر من ذلك، تم تخصيصه لمنطقة طوكيو الحضرية الملموسة الثقافـية الملكية فـي عام 2009.
أفضل طريقة للضيوف لتقدير فندق يشبه المتحف هو الانضمام إلى إحدى الجولات الفنية، التي تقام عدة مرات فـي الأسبوع بقيادة مرشد خبير سيكشف عن الكنوز من المجموعة. وحتى إذا لم تكن ضيفًا، فإن تناول الطعام فـي أحد مطاعم الفندق العديدة يعد تجربة مثيرة للإعجاب بنفس القدر، والفن الموجودعلى الطبق يكمل البيئة المحيطة الرائعة تمامًا.