اللعبة الأكثر شعبية وإنتشارًا
كرة القدم
عرفها الأقدمون، توحّدت قواعدها في القرن التاسع عشر وتبقى متوثبة رغم التحدّيات
هي أكثر الألعاب الرياضية التي تستهوي مئات الملايين في مختلف القارات، بكثير من الشغف والإلتزام والحماس. وقد ظهر جليًا هذا التعلّق العاطفي العابر للقارات والحضارات بهذه اللعبة ونجومها، في ما تسبّبت به وفاة اللاعب الأرجنتيني المميز دييغو مارادونا بتاريخ ٥٢ نوفمبر ٠٢٠٢، من حزن عميق لدى محبي اللعبة، ومن إهتمام دولي شامل، بقطع النظر عن الإصطفافات المعهودة لصالح لاعب أو فريق بعينه.
يعود ذلك لمستوى التقدير لموهبة مارادونا وأدائه الرائع من جهة، ولما يرمز اليه أبطال اللعبة بشكل عام من قوة ومهارة وتصميم على المواجهة والفوز من جهة أخرى.
تختلف تسمية اللعبة من منطقة الى أخرى. دعيت «كرة قدم الإتحاد» عام ٣٦٨١ في إنكلترا، لتمييزها عن باقي الألعاب التي كانت تحمل أيضًا إسم «فوتبول»، كلعبة «الرغبي» على سبيل المثال.
وهي تسمى تحديدًا Football، في دول مثل بريطانيا وفرنسا والعديد من الدول الأخرى، أو Futebol بالبرتغالية لغة ألبرازيلي «بيلي»، أو Fútbol بالإسبانية لغة الأرجنتيني ليونيل ميسي، أو Soccer في الولايات المتحدة الأميركية، أو Calcio في إيطاليا، حيث يعود أصل الكلمة الى القرن السادس عشر.
البحث في هذا الموضوع لا يكتمل بطبيعة الحال في أسطر أو فقرات قليلة، وهو الذي صدرت بشأنه آلاف الكتب والمجلات والدراسات. إلا أننا سنسعى لتلخيص أبرز عناصره، ولا سيما:
أنواع ألعاب الكرة؛ نشوء لعبة كرة القدم؛ كرة القدم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ توحيد قواعد اللعبة؛ إنجازات وتحدّيات في القرن العشرين؛ الأطار المؤسساتي للعبة،إتحاد الفيفا؛ تحدّيات الحروب والأوبئة؛ أبرز المنافسات؛ كأس العالم؛ الألعاب الأولمبية؛ المنافسات القارية؛ المنافسات المحلية؛ كرة القدم والعالم العربي؛ كرة القدم للنساء؛ مدى تأثير جائحة كورنا؛ مستقبل اللعبة.
الكرة بشكلها وحركتها وديناميتها مادة جاذبة بحد ذاتها، وأوحت عبر التاريخ بإستعمالات وألعاب متنوعة، وإن كانت لعبة كرة القدم تحديدًا ما زالت اللعبة الأكثر شعبية وإنتشارًا من بينها. من أبرز ألعاب الكرة، الى جانب كرة القدم، الألعاب الرئيسية التالية:
-الكرة الطائرة، التي تلعب حصرًا باليدين بين فريقين، عبر شبكة فاصلة بينهما، بطول ٩,٥ متر وعلو متر واحد.
-الباسكت بول، التي تلعب كذلك بواسطة اليد، وصولاً إلى إدخال الهدف في سلة خاصة على إرتفاع ٣٫٥ أمتار عن سطح الملعب.
-الرغبي، التي تنقل فيها الكرة بالأذرع وتمرر باليد وتركل كذلك بالرجل، وشكلها بيضاوي.
- البايسبول، التي تلعب بواسطة مضرب وكرة صغيرة.
إضافة إلى ألعاب أخرى، تعتمد فيها أنواع كرة صغيرة الحجم مثل التنيس والغولف، وكرة الطاولة والهوكي على الجليد، والبولو من على ظهر الجياد، ولعبة اللهو المعروفة بالـ”بيبي فووت”، الى ما هنالك من ألعاب تنافسية هادفة…
أنواع ألعاب كرة القدم
الى جانب التنوّع في ألعاب الكرة بشكل عام، هناك بعض التمايز كذلك ولو بشكل محدود، ضمن فئة ألعاب كرة القدم نفسها، أبرزها التالي:
-لعبة الرغبي، التي باتت تمارس بشكل خاص في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن كانت قد تميّزت في إنكلترا منتصف القرن التاسع عشر. مشهديتها تظهر اللاعبين وهم يحملون الكرة بأذرعهم، ويندفعون بها بعزم في الملعب بإتجاه المرمى، ويمررونها لبعضهم قذفًا باليدين. إلاّ أنها تركل كذلك بالقدم، ضمن شروط، وصولاً الى الهدف.
وقد عيب على اللعبة في مرحلة من المراحل، بأنها تسمح بالعنف المفرط، بمناسبة السعي لعرقلة تقدم الخصم باتجاه المرمى، بما في ذلك مسكه وتعثيره أو ركله. وقد تسببت أحيانًا بمقتل عدد من اللاعبين، ما إستدعى تدخل رئيس الولايات المتحدة «تيودور روزفلت» نفسه، لعقد إجتماع بين فرق «هارفارد» و«يال» و«برنستون» عام ١٩٠٥، لفرض ضوابط على اللاعبين، والتخفيف من قدر العنف والأذى الجسدي، الذي كانت تسمح وتتسبّب به المنافسات.
وبموازاة لعبة كرة القدم الأميركية، هناك كرة القدم الكندية، التي لا تختلف عنها إلا بشكل طفيف؛ وكرة القدم الأسترالية، الأقرب الى الرغبي، بأسلوب أعنف بعض الشيء، وبأستعمال كرة حمراء اللون نهارًا وبيضاء أو صفراء اللون مساءً؛ وهي لعبة منتشرة كذلك في نيوزيلاندا وجزر التونغا وساموا وفيدجي جنوب المحيط الهادي؛ وكرة القدم المعروفة بألـ«غايليك فووتبول»، وفقًا للقواعد الإيرلندية؛ وتتضمّن جميعها بعض التمايز على مستوى قواعد اللعبة.
كما تم إبتكار أنواع أخرى في السياق نفسه، مثل «إندور سوكر» أو «فوتسال»، أي كرة القدم في غرفة مغلقة، و«رابيدو» في أميركا اللاتينية، أو «بيتش سوكر» على رمل الشواطىء، أو تحت سطح الماء، وطرق لعب بقواعد تسهيلية للأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية.
نشوء لعبة كرة القدم
يعود إبتكار طرق أولية للعبة كرة القدم الى عهود غابرة، حيث مورست في الصين منذ آلاف السنين، وكانت تدعى Cuju، ولفظها تسوتجو بالصينية أي ركل الكرة؛ تلتها نسخة يابانية غير تنافسية الطابع، تدعى Kemari.
كما عرفت اليونان القديمة أنواعًا مختلفة من ألعاب الكرة، تشبه الرغبي الحديثة، تدعى Episkyros؛ وكذلك العهد الروماني، وفقًا لما وثقه الإتحاد الدولي لكرة القدم.
كما عرفت العديد من الشعوب منذ القدم، أنواعًا مختلفة من اللعب بالكرة، بما في ذلك في العالم العربي، وفي أوروبا ولا سيما في فرنسا وإيطاليا وإنكلترا منذ القرن الثاني عشر، كما تشير الى ذلك إعلانات صادرة عن الملك إدوارد الثالث عام ٣٦٣١، وكذلك لدى سكان أميركا وأستراليا الأصليين في القرن السابع عشر، الذين كانوا يتلهون بألعاب كرة منوعة كانت أقرب الى الكرة الطائرة منها الى كرة القدم، كما تظهر ذلك بعض الرسوم.
أما التاريخ المحدّد لبروز لعبة كرة القدم في شكلها الحديث، فيعود الى بريطانيا منتصف القرن التاسع عشر، وفقًا لتسلسل زمني أفضى إلى الإتفاق على مجموعة القواعد والأصول، التي باتت ترعى هذه اللعبة الشديدة الرواج.
كرة القدم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
كانت لعبة كرة القدم لعبة شائعة وغير منضبطة بقواعد ثابتة وملزمة. إلا أن الجهود تسارعت إعتبارًا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وصولاً الى قوننتها في أطر موحدة.
-المدارس وقواعد كامبريدج
كانت هناك طرق مختلفة للتعامل مع الكرة ولممارسة لعبة كرة القدم، في العديد من المدارس في إنكلترا. جرى جهد لتوحيد هذه القواعد عام ٨٣٨١، عندما عقد إجتماع في كلية «ترينتي» في كامبريدج، بحضور ممثلين عن هذه المدارس، وتمّ الإتفاق في ما بينها حينذاك، على تقنين أصول اللعبة، وتسهيل حسن ممارستها في ما بينهم، بما عرف بقواعد كامبريدج، هدفت هذه القواعد في جوهرها، إلى تحويل فرق كرة القدم الى مجموعات رياضية منظمة ومنضوية ضمن أطر قانونية، بعيدًا عن النظرة السائدة بأنها مجموعات عنفية، كما لو أنها شبيهة بالعصابات.
تبلورت تاليًا الكثير من الجهود، لتدريب التلاميذ على إحتواء ميلهم المتفلت نحو العنف، وإلزام أنفسهم بمزايا الإنضباط والشجاعة الشخصية والعمل الجماعي المنسق والمتكامل .إلا أن الأمر لم يكن كافيًا لتوحيد القواعد بصورة شاملة، بسبب وجود الأندية.
- الأندية
لم تتمكن قواعد كامبريدج من فرض نفسها في جميع الميادين. ذلك أنه تشكّلت في تلك الحقبة، الكثير من الأندية غير المرتبطة بالمدارس، في أنحاء مختلفة من العالم الناطق باللغة الإنكليزية؛ وكانت تمارس اللعبة وفقًا لقوانين خاصة بها. ومن بعض تلك الأندية التي كان لها قوانينها،نادي شيفيلد لكرة القدم، الذي تأسس في مدينة شيفيلد عام ٧٥٨١.
- توحيد قواعد اللعبة
أفضت الجهود التوحيدية التي بذلت في لندن حينها، الى تشكيل إتحاد كرة القدم الأنكليزي عام ٣٦٨١، الذي قام بأعتماد تسمية كرة قدم الإتحاد- أسوسياشون فووتبول، لتمييزها عن باقي ألعاب كرة القدم.
وبعد أن تم تطوير قواعد كامبريدج، ومراجعة قواعد الأندية، تم الاتفاق على تثبيت مجمل هذه القواعد والقوانين عام ١٨٧٧.إلا أن بعض الأندية بقيت عصية على هذا الأتفاق، وقامت من جانبها بتشكيل إتحاد مستقل، هو إتحاد كرة قدم الرغبي، الذي له بعض القواعد الخاصة كما أشرنا أعلاه.
قواعد اللعبة
أبرز قواعد وقوانين اللعبة كما هي معتمدة اليوم، إستقرت على سبع عشرة، حددها وكرسها «مجلس إدارة الإتحاد الدولي لكرة القدم» IFAB، الذي تأسس عام ٦٨٨١، وينشرها ويسهر على تطبيقها إتحاد الفيفا، الذي تأسس عام ٤٠٩١، علمًا بأن قرارات وتوجيهات مجلس الإتحاد تلعب كذلك دورًا إستكماليًا، في تنظيم هذه الرياضة، الى جانب القواعد الأساسية؛ وبأن هناك لائحة عقوبات لكل مخالفة.
كما وضعت تباعًا بعض التعديلات التسهيلية لهذه القواعد، في حالات خاصة، كتلك التي تتعلق مثلاً ببعض الفئات من اللاعبين، كالأطفال والناشئين والأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية.
ويمكن تلخيص هذه القواعد كالتالي:
١- الملعب، بحيث يكون مستطيل الأبعاد، لا يزيد طوله عن ٠٢١ م. ولا يقل عن ٩٠ (ويتراوح ما بين ٠٠١ و٠١١م في ملاعب المباريات الرسمية)، ولا يزيد عرضه عن ٠٩م. ولا يقل عن ٥٤ (ويتراوح ما بين ٤٦ و ٥٧م في المنافسات الرسمية)؛ وكذلك كيفية رسم خطوط الملعب (ولا سيما خطي التماس، وخطي المرمى، وخط منتصف الملعب؛ ومنطقة المرمى، بحيث يرسم خطان عموديان على خط المرمى، عند نهايتي الملعب، وعلى بعد٧٫٣٢ من كلقائم، يمتدان داخل الملعب لنفس المسافة، ويوصلان بخط مواز لخط المرمى؛ وتسمى المساحة المحصورة بين تلك الخطوط وخط المرمى، بمنطقة المرمى.
- منطقة الجزاء وكيفية تحديدها، بحيث توضع علامة داخل كل منطقة من منطقتي الجزاء، تسمى بعلامة البينالتي، أو ضربة الجزاء.
- المنطقة الركنية.
- المرمى، مع الإشارة الى أن العارضة الأفقية ترتفع حافتها ٢،٤٤ م. عن سطح الأرض، ولا يزيد سمك وعرض العارضة وقائمي المرمى عن ١٢،٥ سنتم.
٢- الكرة، التي يجب أن تكون كروية الشكل بالكامل، بغطاء خارجي من الجلد، ولا يزيد محيطها عن ٧٠ سنتم، ولا يقل عن ٦٧٫٥ سنتم؛ ولا يزيد وزنها عند إبتداء اللعب عن ٤٥٣ غ، على أن لا يقل عن ٣٩٦ غ. وتعاد الى الحكم عند نهاية المباراة.
٣- اللاعبون، حيث تلعب المباراة بين فريقين لا يزيد عدد كل منهما عن ١١ لاعبًا، على أن يكون أحدهم حارس المرمى. وهناك إمكانية لأسباب شتى، لإستبدال اللاعبين بغيرهم من الإحتياطيين أو البدلاء، وذلك بالتوافق، وبأذن من الحكم، مع العلم بأن أقصى عدد التبديلات، غالباً ما يبلغ الثلاثة.
٤- المعدات، بحيث يتكون زي كرة القدم من القميص، والسروال القصير، والجوارب، والأحذية، وواقي الساقين. ولا يجب أن تحتوي ملابس اللاعب، أي شيء يشكّل خطورة أو ضررًا على لاعب آخر، على أن ان تكون ثياب حارس المرمى، تختلف عن ألوان بقية اللاعبين وعن الحكم.
أما أحذية اللعب بما في ذلك النعل، فيجب أن تكون لها مواصفات محددة، مذكورة بشكل تفصيلي، ومن غير المسموح مطلقًا وضع أو إدخال المعدن من أي نوع في الحذاء، تحت طائلة عدم السماح للاعب بالإشتراك في المباراة، إذا لم يقم بأزالته.
٥- الحكم، الذي يتمتع بالسلطة الكاملة لتطبيق قوانين اللعبة، في ما يتعلق بالمباراة التي يديرها، وتبدو سلطاته كأنها مطلقة، ضمن ضوابط القانون.
٦-بالنسبة للحكمين المساعدين، فهما يقومان بمساعدة الحكم الأساسي في أداء مهمته. ويتوجب على مراقبي الحدود اللذين يتزودان برايات، أن يبينا خروج الكرة من الملعب، ولأيمن الفريقين يعود الحق بالضربة الركنية أو رمية التماس، على أن يوافق على ذلك الحكم الرئيسي.
٧-مدة اللعب، بحيث تقسم المباراة الرسمية الى شوطين أو نصفين، يستغرق كل منهما ٤٥ دقيقة فعلية، مع إمكانية إضافة الوقت الضائع من جراء أي سبب يترك تقديره للحكم، مع فترة إستراحة بين الشوطين لفترة ١٥ دقيقة.
٨- بدء المباراة، بعد أن يعطي الحكم الإشارة لبدء اللعب، تنطلق المباراة، بقيام أحد لاعبي الفريق الذي فاز بحق الإختيار من طريق القرعة، بتوجيه ضربة البداية بإتجاه الجانب الآخر. ويتبادل الفريقان ناحيتي الملعب، عند إستئناف اللعب في الشوط الثاني.
٩- الحالات داخل اللعب وخارج اللعب، تعتبر الكرة داخل اللعب في جميع الأوقات، منذ بداية الشوط من ركلة البداية حتى نهاية الشوط، إلا إذا خرجت من الملعب، أو أوقف الحكم اللعب مؤقتًا. وإذا ما صارت الكرة خارج اللعب، يعاد اللعب بواسطة إحدى قواعد الإعادات الثمانية، وتستخدم هذه القواعد حسب كيفية خروج الكرة من اللعب.
١٠- طريقة إحتساب الهدف وتسجيله، يحتسب الهدف عندما تتعدّى الكرة كلها خط المرمى، بين القائمين العموديين وتحت العارضة الأفقية، إذا ما رميت وفقا” للأصول.
١١- التسلل، وهو ما يحصل عندما يكون اللاعب اقرب لخط مرمى خصمه من الكرة، في اللحظة التي تلعب فيها الكرة، إلاّ في بعض حالات ثلاث يحددها القانون.
١٢- الأخطاء وسلوك اللاعبين، يعتبر اللاعب مخطئًا، أذا تعمد أي مخالفة من المخالفات التسع المحددة، ومنها ضرب أو ركل اللاعب الخصم، أو محاولة ذلك؛ وإيقاع أو محاولة إيقاع اللاعب الخصم… وهناك تحديد للحالات التي يعتبر فيها حارس المرمى مخطئًا، كأن يسير أربع خطوات وهو يحمل الكرة، أو إذا ما إستمر في محاولات تأخير اللعب.
١٣- الركلة الحرة، أي الركلة الحرة المباشرة نحو الهدف، بدون أن يلمس الكرة لاعب آخر، التي تمنح للفريق الذي يتم عرقلة أحد لاعبيه من الفريق الآخر بطريقة غير قانونية؛ أو الركلة الحرة غير المباشرة، التي تمنح للفريق بعد إرتكاب الفريق الآخر أخطاء غير جزائية، ولا يمكن أن يحرز هدف من الركلات الحرة غير المباشرة، قبل ان يلمسها أحد اللاعبين، ثم تسدد.
١٤- ركلة الجزاء، تمنح للفريق الذي قام خصمه بأرتكاب خطأ في منطقة الجزاء، وهي تعتبر ركلة حرة مباشرة، ولكن داخل المنطقة، وتلعب الكرة من نقطة الجزاء. وعلى حارس المرمى في هذه الحالة أن يقف على خط مرماه، بين قائمي المرمى.
١٥- رمية التماس، عندما تتجاوز الكرة بكاملها خط التماس، تعطى ضربة التماس الى الفريق المنافس، يلعبها لاعب من أفراده من حيث خرجت، على أن يستعمل كلتا يديه، وأن يواجه الملعب في لحظة رميه الكرة، وأن يكون جزء من قدميه، إما على خط التماس، أو خارجه، وأن يرمي الكرة من فوق رأسه، ولا يمكن إحراز هدف مباشر من مثل هذه الرمية.
١٦- ضربة المرمى، عندما تجتاز الكرة خط المرمى -فيما عدا الجزء الواقع بين قائمي المرمى-، بدون ان تسجل هدفًا، ويكون آخر من لعبها لاعب من الفريق المنافس، فأنها تلعب مباشرة في الملعب عبر منطقة الجزاء، بواسطة لاعب من الفريق المدافع، من نقطة داخل نصف منطقة المرمى الأقرب لناحية خروجها عن الخط.
١٧- الضربة الركنية، لدى إجتياز الكرة بكاملها خط المرمى، فيما عدا الجزء الواقع بين قائمي المرمى، ويكون آخر من لعبها لاعب من الفريق المدافع، تحتسب رمية ركنية، ويقوم لاعب من الفريق المهاجم بأدائها، من داخل الدائرة المرسومة على الأرض، عند أقرب قائم راية ركنية، ويجب عدم إزاحة القائم من مكانه.
بدايات القرن العشرين إنجازات وتحديات
بعد أن تميز النصف الثاني من القرن التاسع عشر بالتوافق على إعتماد قواعد موحّدة للعبة كرة القدم، في إطار بريطاني عام، إزدادت الحاجة في مطلع القرن العشرين، إلى إنشاء مؤسسات حاضنة ومشرفة على مجمل اللعبة وأنشطتها المتزايدة.
الفيفا
تأسس الأتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، في باريس بتاريخ ١٢ مايو ٤٠٩١، ومقره الدائم مدينة زيوريخ السويسرية. الرئيس الأول للفيفا هو الصحافي الفرنسي «روبرت جيرين» لغاية العام ٦٠٩١، والرئيس الحالي هو السويسري«جياني إنفنتينو»، الذي بات يشغل المنصب منذ فبراير ٦١٠٢، خلفًا لمواطنه «جوزف بلاتر»، الذي أخرج من المنصب، بعدما طاولته إتهامات بالرشوة والفساد. وتتولى السنغالية «فاطمة سامورا»، الأمانة العامة للأتحاد.
مسؤولية الفيفا الرئيسية، هي تنطيم اللعبة والمباريات العالمية، والأشراف على قواعدها، وإن كانت تلك القواعد هي في الجوهر من مسؤولية مجلس إدارة «الأتحاد الدولي لكرة القدم» الـ«إنترناشيونال فووت أسسوسياشون بوورد».
هناك ستة إتحادات «قارية» متشاركة مع الفيفا، هي:
- الإتحاد الآسيوي لكرة القدم لقارة آسيا ولأستراليا؛
- الإتحاد الأفريقي لكرة القدم؛
- إتحاد أميركا الشمالية وأميركا الوسطى والبحر الكاريبي لكرة القدم؛
- الإتحاد الأوروبي لكرة القدم؛
- إتحاد أوقيانيا لكرة القدم؛
- إتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم.
وتكون الإتحادات الوطنية عضوًا في الإتحاد القاري والإتحاد الدولي، وفقًا لتصنيفها الجغرافي.
اما اللغات الرسمية المعتمدة، فهي الأنكليزية والفرنسية والعربية والألمانية والأسبانية.
تحدّيات الحروب والأوبئة
بالرغم من الإنطلاقة الجيدة للعبة كرة القدم في مطلع القرن العشرين؛ ولا سيما خلق الأطر المؤسساتية لرعاية أنشطتها، واجهت اللعبة سريعًا الكثير من التحديات.
فقد شهد العالم ما بين ٤١٩١ و ٦٤٩١، بروز ظاهرتي النازية والفاشية، ونشوب حربين عالميتين طاولتا أوروبا في الصميم، وإنتشار جائحة «الأنفلونزا الأسبانية»، التي أودت بحياة أكثر من ٥٠ مليون شخص حول العالم، ما بين ٨١٩١ و٠٢٩١، وقضت بإرتداء الكمامات وتطبيق تدابير الوقاية. وقد تأثرت لعبة كرة القدم على الصعد السياسية والقومية والأقتصادية، من جميع هذه التطورات المعيقة.
أبرز المنافسات
قد تكون المباراة التي لعبها فريق إنكلترا ضد فريق إسكتلندا ربيع عام ٠٧٨١، هي المباراة الدولية الرسمية الأولى؛ وفقًا لقواعد وقوانين لعبة كرة القدم. إلا أن نشوء الفيفا عام ٤٠٩١، أعطى زخمًا جديدًا لهذه اللعبة وأنشطتها.
بطولة كأس العالم
تقوم الفيفا برعاية تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال والنساء؛ مرة كل أربع سنوات، وهي البطولة الأهم دوليًا؛ في منافسة تدوم لأربعة أسابيع؛ يتابعها أكثر من ملياري شخص على شاشات التلفزة حول العالم، وإن كان قد تمّ إلغاء المباراة عامي ٢٤٩١ و ٦٤٩١، بسبب تداعيات الحرب العالمية الثانية.
وهي تقوم كذلك بتنظيم العديد من البطولات المتنوعة؛ بما في ذلك «كأس العالم لكرة القدم» للاعبين تحت الـ ٧١ و ٠٢ سنة، و«كأس القارات»، و«كأس العالم لكرة القدم للنساء»، و«بطولة كأس العالم للأندية»، علمًا بأن هذه البطولة للعام ١٢٠٢، ستشهد عودة فريق النادي الأهلي، بعد تتويجه بالنجمة الأفريقية على حساب الزمالك بهدفين مقابل واحد، في المواجهة التي جمعت الفريقين على ملعب القاهرة، في نهائي دوري أبطال إفريقيا، أواخر نوفمبر ٠٢٠٢.
فكرة إقامة كأس العالم إقترحها الفرنسي «جول ريميه»، على الإجتماع الاول للأتحاد الدولي لكرة القدم عام ٤٠٩١ في باريس، بحضور سبع دول؛ هي سويسرا وبلجيكا والدانمرك وفرنسا وهولندا وإسبانيا والسويد؛ وقد تم بنتيجته تبني الأقتراح، الذي لم يقر نهائيًا إلا بتاريخ ٥٢ مايو ٨٢٩١. وقد ترأس «ريميه» الفيفا، من العام ١٢٩١ لغاية ٤٥٩١.
أقيمت المنافسة الأولى لبطولة كأس العالم في الأوروغواي، التي كانت تحتفل بمئوية إستقلالها عام ٠٣٩١، وهزمت بنتيجتها الأرجنتين بأربعة أهداف مقابل هدفين.
بعد الأوروغواي، أقيمت بطولة كأس العالم في إيطاليا عام ٤٣٩١، ثم تباعًا كل أربع سنوات، في فرنسا وسويسرا والسويد والتشيلي والأرجنتين والمكسيك وإسبانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان؛ وألمانيا وأفريقيا الجنوبية والبرازيل.
أما آخر بطولة، فأقيمت في روسيا من ٤١ يونيو الى ٥١ يوليو ٨١٠٢، فاز بنتيجتها المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية ضد المنتخب الكرواتي.
ومن المعلوم أن دولة قطر سوف تستضيف الدورة الـ ٢٢ المقبلة لبطولة كأس العالم، من ١٢ نوفمبر لغاية ٨١ ديسمبر ٢٢٠٢، وتعمل بشكل حثيث على توفير العناصر اللازمة لأنجاحها.
أما الدورة الـ٢٣، فستعقد ما بين يونيو ويوليو ٦٢٠٢ في أميركا الشمالية، بالشراكة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
كرة القدم في الألعاب الأولمبية
بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تنظمها الفيفا، مسابقة رياضية مميزة، تستجلب الكثير من الإهتمام على الصعيد الدولي. كما أن اللعبة تلقى إهتمامًا دوليًا موازيًا ومكملاً، من خلال الفرصة التي تتوفر لفئات مختلفة من اللاعبين من مختلف دول العالم، لأظهار مهاراتهم خلال دورات الألعاب الأولمبية. ذلك أنه تقام بطولة لكرة القدم في كل دورة العاب أولمبية صيفية منذ العام ٠٠٩١. إلاّ أن كرة القدم للرجال في الأولمبياد؛ محصورة باللاعبين تحت سن ال٣٢، ما يسمح بتنوع شرائح الفائزين، مقارنة مع منافسات كأس العالم.
المنافسات القارية
المنافسات القارية تعتبر كذلك من أكثر البطولات أهمية ومتابعة في العالم، بعد كأس العالم، ويتمّ تنظيمها من قبل الأتحادات القارية، وتلعب فيها المنتخبات الوطنية من القارة، كمثل بطولة «كأس أمم أوروبا»، و«كأس أمم آسيا»، و«كأس أمم إفريقيا»… وهكذا فإن كل من يفوز ببطولة قارته، يشارك في «كأس العالم لأندية كرة القدم»، التي تنظم بين بطل كل قارة.
المنافسات المحلية
دوري كرة القدم هو بطولة محلية في رياضة كرة القدم على مستوى الأندية؛ تقام سنويًا في معظم دول العالم.
وبالتالي، فإن الهيئات المسؤولة في كرة القدم في كل دولة من الدول، تدير نظام دوري يُلعب في كل موسم محلي. ويقسم الى عدة درجات، بحيث يحصل كل فريق في الدوري على النقاط في الموسم، إعتماداً على النتائج التي يحققها. وفي نهاية الموسم، يحصل الفريق الذي حل في المركز الأول من حيث عدد النقاط، على لقب البطولة.
تجدر الأشارة الى أن الأندية الاوروبية التالية، تجذب أفضل لاعبي العالم، وتبرز هي وبعض نجومها في معظم البطولات والكؤوس والجوائز: الدوري الألماني «بوندس ليغ»، والأنكليزي «بريميار ليغ»، والإسباني «لا ليغا»، والإيطالي «سيريا أي»، والفرنسي «ليغ واحد»؛ علمًا بأن الدوري الأنكليزي الممتاز هو أقدم دوري في العالم تأسس عام ١٨٨٨.
كرة القدم والعالم العربي
شغف العالم العربي بكرة القدم ظاهرة لافتة لأي متابع، وكرست له وسائل الأعلام الأجنبية حيزًا هامًا على صفحاتها؛ وإن كانت قد إعتبرت أن البعد الرياضي للعبة، يتمازج غالبًا مع الأبعاد السياسية والأجتماعية والثقافية.
تجدر الأشارة الى أن «معهد العالم العربي»، إستضاف في باريس من ٠١ إبريل لغاية ١٢ يوليو ٩١٠٢، معرضًا خاصًا حول «لعبة كرة القدم والعالم العربي»، ضمنه العديد من الصور والوثائق وقصاصات الصحف والفيديوهات. وتطرق الى مدى إنعكاس لعبة الكرة على المجتمعات العربية، وما تمكنت المنتخبات العربية من تحقيقه في المنافسات القارية والعالمية، وكذلك ما استجرته المباريات أحيانا من عنف أو تجاذب سياسي، وأبرزت صور وسيرة اللاعبين المتميزين، مع لفتة خاصة الى بعض النوادي والفرق، مثل الأهلي المصري الذي تأسس عام ٧٠٩١، والزمالك عام ١١٩١، ونادي النجمة الرياضي اللبناني، الذي تأسس عام ٥٤٩١.
وسيزداد هذا الأهتمام الشعبي والأعلامي على الصعيدين المحلي والعالمي في العامين المقبلين، إذ إنهما سيشهدان تنظيم بطولة كأس العرب عام ١٢٠٢، وكأس العالم عام ٢٢٠٢.
أما أول إتحاد وطني لكرة القدم في العالم العربي، فهو الذي تأسس في مصر عام ١٩٢١، تلاه الأتحاد الفلسطيني عام ٨٢٩١، وكانا من بين المنتخبات التي تنافست على التأهل الى كأس العالم عام ٤٣٩١، ما أسفر عن تأهل مصر.
وهكذا برزت مصر كأول منتخب عربي وإفريقي يتأهل الى كأس العالم، وأول منتخب يفوز بكأس الأمم الأفريقية عام ١٩٥٧.
أما «الإتحاد العربي لكرة القدم» فلم يتأسس إلا عام ٤٧٩١. وقد تمكنت المنتخبات العربية الناشئة من تثبيت نفسها والبروز بصورة تدريجية على الساحة الدولية، بالرغم من أن بعض الدول عانت وما زالت، من تداعيات الحروب والظروف المعاكسة.
هذا، وقد برزت مجموعة من اللاعبين العرب، أو من أصل عربي، على الساحتين القارية والدولية، ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر:
من المغرب: النجم الراحل «العربي بن مبارك»، الذي إحترف في فرنسا وإسبانيا، وكان اللاعب الأسطوري «بيلي» شديد الأعجاب بمهاراته؛ و«حكيم زياش»؛ و«أشرف حكيمي»؛ و«عبد الرزاق حمد الله»، الذي فاز بلقب «أفضل لاعب عربي» عام ٩١٠٢، عن فريق «النصر» السعودي؛ و«نور الدين نيبت»؛ و«المهدي بن عطية»؛ و«محمد التيمومي»؛ و«مصطفى حاجي»(…).
من الجزائر: الجزائري-الفرنسي الشهير «زين الدين زيدان»، الذي برع في المنتخبات الفرنسية؛ وقبله الفرنسي من أصل جزائري «رشيد مخلوفي»، مواليد عام ٦٣٩١؛ و«رابح ماجر»؛ و«رياض محرز»؛ و«جمال بلماضي»؛ و«سعيد بن رحمة»؛ والفرنسي من أصل جزائري «كريم بنزيما»(…)
من مصر: «محمد صلاح»، و«عصام الحضري»، و«حسن صالح»، و«محمود الخطيب»، رئيس النادي الأهلي الذي فاز نهاية عام ٠٢٠٢ بكأس أبطال إفريقيا (…)
من العراق: اللاعب الراحل «أحمد راضي»، الذي كان يلقب بـ«النورس الطائر»؛ و«يونس محمود»؛ و«عدنان درجال»؛ و«راضي شنيشل» (…)
من تونس: «محمد علي بن رمضان»؛ والفرنسي من أصل تونسي «حاتم بن عرفة»، وحارس المرمى «الصادق ساسي»(…)
من عمان: «أحمد مبارك المحيجري»، و«علي عبد الله الحبسي»، الذي إعتزل المنافسات الدولية هذا العام (…)
من المملكة العربية السعودية: «ماجد العبد الله»، و«سامي الجابر» (…)
من الكويت: «جاسم يعقوب»، و«سلطان البصارة» (.. )
من دولة الامارات: «عمر عبد الرحمن عموري»، و«اسماعيل مطر» (…)
اما في ما خص لبنان، فإن اللاعبين من أصل لبناني في بلاد الاغتراب تمكّنوا من البروز وحجز مراكز لهم في المنافسات الدولية بصورة أفضل من لاعبي المنتخب الوطني لإعتبارات مختلفة، نذكر منهم:
«حسن معتوق» من فريق الانصار؛ و«عباس عطوي» من فريق النجمة؛ و«رضا عنتر»، الذي إنتقل من لبنان الى فريق «فريبورغ» الألماني لبضع سنوات؛ «بيار عيسى» الذي إنضم الى منتخب جنوب إفريقيا؛
لاعب المنتخب المكسيكي من أصل لبناني «ميغيل ليون»؛ لاعب المنتخب الأسترالي «أندرو نبوط» (…)
كأس العرب
نظمت بطولة «كأس العرب» الأولى في لبنان، في أكتوبر ٣٦٩١، بناء على مبادرة «الإتحاد اللبناني لكرة القدم»، وفازت تونس بنتيجته حينها بلقب البطولة.
بطولة «كأس العرب» المقبلة، ستجري في قطر، في أواخر عام ١٢٠٢، بتنظيم من الفيفا، أي قبل عام من بطولة كأس العالم، وسيشارك فيها وفقاً لما أعلن، ٢٢ منتخبًا وطنيًا عربيًا، من الجزائر، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، وجزر القمر، وجيبوتي،ومصر، ودولة الامارات العربية المتحدة، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمغرب،وموريتانيا، وعمان، وفلسطين، وقطر، والصومال، والسودان، وسوريا، وتونس، واليمن.
وستخصّص جوائز قيمة بهذه المناسبة تبلغ ه ملايين دولار للفريق الفائز، من أصل ٥٢ مليون دولار مخصص لمجمل الجوائز.
كرة القدم للنساء
تمارس النساء لعبة الكرة كهواية بصورة غير منظمة منذ القدم، ولا سيما في الصين.
أما ما يمكن إعتباره أول فريق نسائي رسمي لكرة القدم، فهو الذي تأسس في إنكلترا عام ٤٩٨١، وعرف بالـ«بريتيش ليديز فوتبول كلوب».
منعت لعبة كرة القدم في المطلق مرات عدة إعتبارًا من القرون الوسطى، نظرًا لطابعها العنيف في أشكالها الأولى، وما كانت تتسبب به من مشاجرات أو مراهنات مالية، خاصة وأنها كانت تلعب غالبًا في الشوارع، قريبًا من المنازل والحوانيت. إلا أنها إستقرت على قواعد وقوانين واضحة، وأصبحت من أكثر الألعاب شعبية في العالم.
أما بالنسبة إلى النساء تحديدًا، فقد منعن على سبيل الذكر، من قبل «الإتحاد الأنكليزي لكرة القدم»،
من لعب كرة القدم على أرض «الفوتبول ليغ» في إنكلترا وإسكتلندا، إعتبارًا من العام ١٢٩١، لإعتبارات شتى، ردها البعض للغيرة من نجاحهن (وصل عدد الجماهير التي كانت تتجمع لمشاهدة بعض مبارياتهن حوالى ٥٠ ألف مشاهد)؛ أو بسبب ما اشيع حينها، بأنهن لا يتمتعن بالإحترافية والتأهيل الكافيين لممارسة اللعبة.
لم يسمح للنساء من العودة رسميًا الى الميادين من جديد، إلا آخر عام ٩٦٩١. كما إعترف الإتحاد الاوروبي لكرة القدم رسميًا بكرة القدم النسائية عام ١٧٩١.
تمّ تنظيم بطولة «كأس العالم لكرة القدم للنساء» بأشراف الفيفا لأول مرة عام ١٩٩١ في الصين. فاز فيها الفريق الأميركي بهدفين مقابل هدف واحد لصالح النروج. وبات ينظم بعد ذلك كل أربع سنوات، كما أصبح حدثًا أولمبيًا إعتبارًا من عام ٦٩٩١.
هذا وقد فاز فريق الولايات المتحدة للنساء بالبطولة مرة جديدة عام ٩١٠٢، في المباراة التي أقيمت في فرنسا. ومن المفترض أن تعقد الدورة المقبلة في أستراليا ونيوزيلاندا.
تجدر الإشارة بالنسبة إلى الدول العربية، أن «الأتحاد العربي لكرة القدم» لم يتمكن من تنظيم سوى نسختين من «كأس العرب للسيدات» منذ إنشائه، الأولى عام ٦٠٠٢ في مصر، والثانية عام ٠١٠٢ في البحرين بالتنسيق مع ألمانيا.
إلا أن الجديد أن مجلس الإتحاد عاد وقرر في أكتوبر ٠٢٠٢ إقامة بطولة نسائية، بعد عشر سنوات من الإنقطاع، وأخرى لمنتخبات الشباب.
وبالرغم من أنه بات لدى معظم الدول العربية فرق لعب نسائية لكرة القدم، إلا أن تواضع الأمكانات المادية والصعوبات المختلفة حالت دون تحقيق طموحاتهن في التأهل الى كأس العالم للسيدات لغاية الآن.
أما منتخب الأردن الذي يبدو على أنه الأنشط، فقد نجح في التأهل في آخر نسختين لكأس أمم آسيا للسيدات عام ٤١٠٢ و٨١٠٢.
مستقبل اللعبة
تمكن عشرات نجوم كرة القدم، من أن يفرضوا أنفسهم في الميادين، وفي قلوب الملايين من مشجعيهم، وباتت اللعبة في جوهرها ورمزيتها، جزءًا أساسيًا من الحركة والدينامية التي ترافق تاريخ الشعوب.
صحيح أنها رياضة قبل كل شيء، إلا أنها أصبحت كذلك ظاهرة سياسية، يمكن أن تستعمل كوسيلة لخدمة أهداف وطنية، حيث ترفع الدول أعلامها عاليًا في الميادين؛ وظاهرة اقتصادية، توفر فرص العمل، وتحرك العديد من القطاعات؛ وظاهرة إجتماعية، يتتبعها ويتحزب لفرقها ولنجومها مئات الملايين. وباتت تبدو كمشهدية إحتفالية، بوهج ميادينها، وتألق نجومها، وتغطيتها الإعلامية والإعلانية على مدى الكون؛ إضافة لبعدها المالي، في ما تدره من أرباح، وما تحصده من جوائز، وما تسدده من رواتب ومكافآت.
إلا أن التهم التي وجهت الى الرئيس السابق للفيفا جوزف بلاتر، وأدت إلى إخراجه من الإتحاد عام ٦١٠٢، أربكت المؤسسة الأبرز للعبة، وأصبحت تضع جياني إنفنتينو والمسؤولين عن الفيفا بإستمرار، تحت دائرة المراقبة، لضمان الشفافية وحسن الإدارة، وإعادة بناء الثقة.
أما الإعاقة الأكبر فتأتت من جائحة كورونا، التي أبطأت الحركة الأقتصادية والإجتماعية والفنية على الصعيد العالمي عام ٠٢٠٢ بشكل شامل، بما في ذلك منافسات لعبة كرة القدم.
فقد تمّ تأجيل العديد من المنافسات والأنشطة الخاصة بهذه اللعبة المطبوعة بالحيوية، ولم ينج بعض نجومها ولاعبيها الأصحاء والأشداء من واقع الإصابة بالفيروس المستجد؛ يذكر منهم:
الإيطالي «دانيلي روغاني» من«جوفانتوس تورينو»، الذي كان المصاب الأول في الحادي عشر من مارس ٠٢٠٢، وزميله «مانولو غابياديني»، والإنكليزي «هودسون أودوا»، والأرجنتيني «حزقييل غاراي»، والفرنسي «بليز ماتويدي» الذي كان شريك «كريستيانو رونالدو» في اللعب، والبلجيكي من أصل مغربي «مروان فلايني».
ويذكر أخيرًا بشكل خاص اللاعب العراقي الراحل «أحمد راضي» الذي أودت به الجائحة، ورئيس الفيفا «جياني إنفنتينو» نفسه، الذي أعلن عن إصابته بالفيروس في نوفمبر ٠٢٠٢، وإضطر لأن يضع نفسه في الحجر الصحي؛ وذلك، إضافة لإصابات بالعشرات، في صفوف فرق وطواقم عديدة حول العالم.
وهذا ما كان دفع رئيسي الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، السلوفاني «ألكسندر سيفيران»، وإتحاد الفيفا، السويسري «جياني إنفنتينو» إلى القول، في يونيو ٠٢٠٢: «لا نعلم متى ستنتهي الجائحة، ومتى سنتمكن من إستئناف اللعب كالسابق».
إلا أن الميادين عادت لتسترجع قدرًا من حيويتها، بالرغم من إحتمالات إستمرار ظاهرة تأجيل بعض منافساتها ووقوع المزيد من الإصابات.
كما أن مشاريعها وبرامجها المستقبلية قائمة ومدرجة على الجداول، ولا سيما إعتبارًا من العام ١٢٠٢، وصولاً الى مباريات «كأس العالم» عام ٢٢٠٢، بالرغم من التحديات الظرفية الطارئة، ومن حالة الشك والقلق التي ما زالت سائدة.
يؤمل في المقابل، أن تتبدد معظم هذه الشكوك والعوائق، قبل نهاية عام ١٢٠٢، بنتيجة حملات التلقيح على نطاق واسع التي بوشر بها في بريطانيا وروسيا، والتي ستتسارع وتيرتها في العديد من الدول، في الأشهر المقبلة.