دمج مميّز بين التكنولوجيا والفنّ
هشام خرما
«أريد التواصل من خلال موسيقاي»
This slideshow requires JavaScript.
بين الإنتاج الموسيقي والعمل الإنساني، يتألّق اسم الموسيقي هشام خرما، الذي قاده شغفه وحبّه للموسيقى الى التخلّي عن مسيرته الناجحة فـي عالم الإنتاج الإعلاني ليخوض مغامرة مميّزة فـي عالم الفن، والموسيقى تحديداً.
هشام خرما هو مؤلِف ومنتج موسيقي، كما أنه مدير إبداعي ورائد أعمال اجتماعي. وُلد ونشأ فـي القاهرة فـي مصر، وعاش بين ميامي وهامبورغ ودبي. هذا وتأثر بتجارب متعدّدة الثقافات، وأصبح يجسّد هذا التأثر فـي موسيقاه.
ويكمن شغف هشام فـي ابتكار ألحان ملهمة وراقية مع اندماج أخاديد وأصوات من العالم الحديث، إذ إنه يحب كسر الحواجز من خلال اكتشاف الأصوات والتعاونات الجديدة.
موسيقاه عبارة عن العديد من المؤثّرات وأنواع الموسيقى التي تبدو غير متناسقة، تجتمع معًا لتخرجك من السرير فـي الصباح بأكثر الطرق إيقاعًا وتناغمًا.
شغف بالموسيقى منذ الطفولة
بدأ حبّ هشام خرما للموسيقى عندما كان فـي التاسعة من عمره. كانت الكلمات والألحان طريقة سهلة للطفل، لتخيّل ما حدث بالفعل فـي العالم. وبالتالي، ظل شغفه حاضرًا طوال فترة مراهقته. وبدأ هشام منذ عمر صغير فـي العزف على البيانو لمدة ساعة وساعتين، حتى وصل إلى 12 ساعة فـي اليوم، هكذا بدأ كل شيء.
لكن على عكس معظم الناس، لم يترك أحلامه تتلاشى مع مرور الوقت. قرّر احتراف الموسيقى، عبر تعلّم الموسيقى بشكل نظري ومتابعة بعض الفصول الدراسية فـي هذا المجال، إلا أنه لم يستطع، وشعر بأنه مسجون. فالموسيقى بالنسبة له لا تخضع لقواعد، إنها الحرية الكاملة للتعبير عن نفسه.
مغامرة موسيقية ناجحة
تخصّص هشام فـي علوم الكمبيوتر، فـي الجامعة الأميركية بالقاهرة، وقد عمل فـي هذا المجال لمدة عام ونصف، لكنّه كان يميل دائمًا نحو الفنون – الموسيقى والتصوير الفوتوغرافـي والإخراج والتصميم الغرافـيكي.
غير راغب فـي دفن طفله الداخلي تحت كومة من الفواتير وبطاقات الائتمان، إنطلق خرما فـي مجال الإعلانات، ولمدة 14 عامًا قاد مسيرة مهنية توّجت برئاسة وكالة إبداعية يابانية فـي دبي.
ومع ذلك، لم يغب حبه للموسيقى أبدًا. فـي عام 2010، أنتج ألبومًا إلكترونيًا حقّق نجاحاً فاق كلّ توقّعاته، ما منحه الحافز الذي احتاجه ليستمر فـي هذا الطريق الرائع.
يعترف خرما أن ترك مسيرته الناجحة فـي عالم الإعلانات لم يكن سهلاً؛ كان يضحّي بمصدر دخله الثابت ويغامر فـي مسار موسيقي لا يمكن التنبؤ به فـي مصر. بعد كل شيء، الموسيقى الإلكترونية، بكل تنوّعاتها، لم تكن مقبولة عندما بدأ كما هي اليوم. لحسن الحظ، لاقى إصرار خرما وشغفه بالموسيقى صدى لدى الجماهير المصرية.
تصدّر الألبوم الأول لهشام First Voyage، قوائم Virgin Megastore وحتى ظهر فـي قوائم التشغيل فـي Buddha Bar وCafé elmar، لكن «الصحوة» الحقيقية – كما يحب أن يطلق عليها – جاءت فـي الصباح التالي لحفلة يانّي فـي دبي. «كانت تلك لحظة يقظتي، أدركت أن هذا ما أردت القيام به: أريد إنتاج الموسيقى. رأيت الطريقة التي يتفاعل بها الجمهور، أناس من جميع أنحاء العالم لا يتحدثون بالضرورة نفس لغة الموسيقى. لقد جعلني أرغب فـي التواصل من خلال موسيقاي».
بعد ذلك بعام، وقّع خرما على تنفـيذ مشروع ألبوم «أرابيسك» من سوني ميوزيك، والذي ظهر خلاله جنبًا إلى جنب مع عمالقة الموسيقى مثل الملحن اليوناني الأسطوري يانّي والموسيقي التركي كان أتيلا.
وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن دخول عالم الموسيقى كاحتراف لم يكن أبداً بالقرار الطبيعي بل كان بالنسبة للكثيرين مغامرة مجنونة، إذ لدى هشام الكثير من المسؤوليات فهو أب لثلاثة أطفال، كما أن الوضع كان متأزم جداً فـي مصر التي كانت تشهد حينها ثورة شعبية. إلاّ أن هشام رأى أنه إذا كان سعيدًا بفعل ما يحبه، فـيمكنه تحقيق المزيد، ويمكنه أن يجعل الناس من حوله أكثر سعادة.
«اليقين» ثالث ألبوماته
فـي عام 2016 أصدر ألبومه الثالث «اليقين»، والذي يجمع مجموعة من الموسيقيين الموهوبين الذين يشاركونه شغفه بدمج الأصوات الإلكترونية والغريبة. وقد لاقى هذا الألبوم ضجة أكبر من معظم التسجيلات التي صدرت فـي الآونة نفسها، علماً أنه يقدّم مقطوعات موسيقية فقط، أي من دون غناء، وهو أمر نادر فـي صناعة الموسيقى فـي مصر. وعن هذا الألبوم يشرح خرما: «فكرة هذا الألبوم كانت تدور حول إيجاد طريقي كفنان، وقد قمت بدمج الآلات العربية التقليدية فـي اندماج إلكتروني نأمل أن يجعل الموسيقى جذابة لقاعدة جماهيرية كبيرة».
وقد أتاح خرما لخياله حقًا أن يندفع مع إمكانيات غير محدودة، فبات يعمل لتصل موسيقاه إلى المزيد من الناس ولتصبح دولية.
حفلات بطراز عالمي
بدأت حفلات خرما الموسيقية الحية فـي عام 2016، حيث تمّ وصفها من قبل الكثيرين بالعروض من الطراز العالمي، إذ إنه تطوّر وبدأ يقدم مع الأوركسترا عروضه فـي المناسبات الكبرى، وفـي معالم رئيسة، مثل الأهرامات وقلعة القاهرة ومانشن هاوس فـي لندن.
كما وأطلق هشام ألبومات عدّة وأغاني منفردة، إذ كانت أول إصداراته الرسمية ألبوم First Voyage بالتعاون مع فـيرجن ميغا ستورز وHybrid Records. وتلاه الألبوم الثاني الذي يحمل عنوان Arabesque الذي أصدره بالتعاون مع Sony Music.
وتجربة مميزة فـي عالم التيترات
بدأ خرما مسيرته المهنية فـي الأفلام والمسلسلات فـي عام 2019، بدءاً من سلسلة «النهاية»، وانتهاءً بسلسلة «Suits Arabia» الشهيرة التي تُعد أحدث أعمال هشام.
كما قام أيضاً بتأليف المقطوعة الرئيسية لمؤتمر المناخ COP27، التي مثّلت البصمة الموسيقية التي تحتفـي باستضافة مصر للمؤتمر، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفـيلم المؤتمر الافتتاحي.
…وفـي موسيقى عروض الأزياء
اليوم، يتعاون المؤلف الموسيقى هشام خرما مع العلامة التجارية لتصميم الأزياء Temraza فـي عرض أزياء عالمي فـي مدينة باريس بمناسبة مرور 11 سنة على تأسيسها، حيث تُعزف موسيقى من تأليفه فـي عرض مستوحى من الحضارة الفرعونية وذلك فـي إطار جمع الموضة بالموسيقى وتسليط الضوء على تأثيرهما عالميًا.
أول موسيقي مصري فـي الميتافـيرس
كذلك شارك هشام خرما بموسيقاه فـي أول مدينة مصرية على الميتافـيرس ميتاتوت –METATUT ليصبح أول موسيقار مصري تُعزف موسيقاه فـي الميتافـيرس.
وتعدّ مدينة «ميتاتوت» المشروع الأكبر والأول من نوعه فـي هذا المجال بمصر، بالتعاون مع شركة كيوب.
ويستمع الحضور لمقطوعتين للموسيقار هشام خرما فـي منطقتين هما «بوابة هرم توتيرا» و«قاعة اللحن المسحور».
وتعتبر «توتيرا» مدينة إبداعية للمصمّمين من جميع أنحاء العالم، لتقديم تصميمات تهدف إلى إحياء الروح المصرية القديمة بطريقة معاصرة، وهي مستوحاة من تصميم الهرم الأكبر خوفو، ومخصّصة للبحث العلمي والسياحة الفضائية.
ويسافر زائر المدينة فـي رحلة عبر الزمان والمكان، ليعيش تجربة فريدة تدمج بين الحضارة المصرية بشكل عصري وبين حضارة تخيلية للمستقبل، فـي كافة مجالات الحياة سواء السكن، الترفـيه، التجارة، التعليم، وكافة الأعمال.