تواجه كورونا بالأمل… والمشاريع هند صبري حاضرة في رمضان رغم غياب مسلسلها
بإبتسامتها المشرقة المفعمة بالطاقة والإيجابية فضلاً عن موهبتها وقدرتها المميّزة على تجسيد مختلف الأدوار من الكوميديا الى الدراما والتشويق، نجحت هند صبري بشق طريقها الى قلوب ملايين المشاهدين وتثبيت نفسها كنجمة من الصف الأول ينتظر الجمهور أعمالها بفارغ الصبر.
بعد أن خاب أمل محبي هند صبري مع إعلان توقف تصوير مسلسل «هجمة مرتدة» الذي كان من المقرّر أن يشارك في السباق الرمضاني هذا العام، فاجأت هذه الممثلة الجميلة جمهورها ببرنامج سيبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوتيوب وحسابها الرسمي على فيسبوك طيلة أيام الشهر الفضيل بعنوان «مش مسلسل هند صبري».
يعد هذا البرنامج التعاون الأول بين هند صبري كمذيعة، وشركة «طيارة» التي شاركت في تأسيسها منذ سنوات عدة، ويشارك معهما شركة رايم برودكشنز- رامي السكري.
التجربة تهدف إلى التواصل مع أشخاص حال فيروس كورونا دون تحقيق أحلامهم، ومحاولة هند بث السعادة داخلهم.
وتحدّثت هند في فيديو، نشرته عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من منزلها، وقالت فيه إنها تقوم بالتصوير من إحدى غرف منزلها، وكان من المفترض أن يكون لديها مسلسل هذا العام، لكن تأجل بسبب كورونا.
وأوضحت الفنانة التونسية أنها أرادت مشاركة الجمهور في مشاعرها في الفترة التي نمر بها جميعًا حالياً، كما أشارت إلى أنها ستتحدث كذلك مع بعض الأشخاص، ممن فشلت خططهم بسبب الفيروس.
الجدير بالذكر، أن هند صبري سبق وأن قدّمت برنامجاً بعنوان «الشقة» عام 2007، وكانت فكرته قائمة على استضافة الفنانين، إذ يأتي الضيف إلى الشقة، ويفاجأ بأحد أفراد الإنتاج الذي يعطيه مفتاح الشقة أمام المدخل، ثم تدعوه هند إلى الدخول بصوتها فقط من خلال غرفة التحكّم التابعة للاستديو، وعند دخوله الشقة، ترحب به هند بصوتها ثم توجهه إلى عدة محطات مختلفة هي فقرات البرنامج.
أمل ومشاريع
هند صبري كالعديد من الأشخاص حول العالم تفاءلت بالعام ٢٠٢٠ المتناسق الأحرف، إلا أن وقائع السنة جاءت صادمة في أشهرها الأولى، في ضوء الأزمة الأقتصادية العالمية ومجموعة القيود والمخاوف التي فرضها وباء كورونا على البشرية جمعاء. إعتبرت أن الفرق بين توقّعاتها والواقع «طلع زي الفرق بين السما والأرض».
إلتزمت بالحجر المنزلي وبمجمل التوجيهات الإرشادية الوقائية، وإستفادت من ما يمكن إعتباره «بالوقت الضائع» للإهتمام عن كثب بمستوى بناتها التعليمي، وإعتنت بترتيب أمورها وكتبها وبمشاهدة ما قد فاتها من أفلام تستهويها.
إعتبرت أنه سيتوجب على كل شخص بعد الإنتهاء من تداعيات كورونا إعادة تحديد أولوياته، وأن ينظر الى الحياة بطريقة أكثر تواضعاً وبساطةً، والتركيز على التضامن والتواصل العائلي، وأول أمر تشتاق اليه ضم والدتها بين ذراعيها وتقبيلها.
أما في المجال الصحي العام، فتجدر الإشارة الى أنها غالبًا ما تشير الى حرصها الشديد على صحتها وقناعتها بأن «الوقاية خير من العلاج»، وتواظب كل عام على إجراء فحص طبي شامل مع كامل أفراد عائلتها.
أما على الصعيد المهني فقد تسبّبت إجراءات الوقاية من كورونا بخروج المسلسل الذي كانت تحضّره لرمضان من السباق هذا العام نظراً الى أن تصويره يتطلّب السفر خارج مصر في حين أقفلت كل الخطوط الجوية.
إلا أن هند التي تدبّرت عودتها الى الشاشة الرمضانية من خلال برنامج على مواقع التواصل الاجتماعي، ما زالت تطمح وتأمل بالعودة لتصوير مسلسلها الجديد «هجمة مرتدة» الذي كان قد بدأ إنتاجه مع أحمد عز وهشام سليم، وهو من إخراج أحمد علاء الديب، وأحمد أنور، وتأليف باهر دويدار، وله حبكة ذات طابع بوليسي ومخابراتي، وكان من المفترض أن يحتوي على مشاهد يتمّ تصويرها في إيطاليا والأردن في ما لو سمحت الظروف بذلك…
كما أنه كان من المقرر إنتاج فيلم بعنوان«كيرة والجن» عام ٠٢٠٢، تجسّد فيه دور الملكة «نازلي»، الى جانب كريم عبد العزيز، وأحمد عز، وروبي؛ كما من المقرّر أن تشارك في فيلم «الفيل الأزرق ٣» عام ١٢٠٢ برفقة كريم عبد العزيز ونيللي كريم.
مسيرتها الفنية
هند صبري فنانة مميزة جمعت سحر المغرب العربي وحضارته وحيوية المشرق وطاقاته وغنى تراثه، ورفعت عالياً إسم بلادها تونس والعالم العربي على الساحة الدولية، شعارها الحوار العقلاني والتواصل الإيجابي لإعلاء شأن الفن والتضامن الإنساني.
هند صبري متعدّدة المواهب فهي ممثلة تلفزيونية وسينمائية قديرة ومتخصّصة في القانون. كانت تفكر بأن تصبح سفيرة أو عالمة نفس، وتعتبر بأن الصدف أو القدر هو الذي قادها نحو عالم الفن.
تشرح في هذا المجال بأن إحدى المخرجات أتت الى مدرستها بحثاً عن فتاة صغيرة يمكنها أن تشارك في أحد الأفلام، وأنه وقع عليها الإختيار كخيار ثان، وكانت ما زالت في الثالثة عشرة من العمر. إلا أنه أعيد توجيه الطلب اليها بعد ثلاثة اسابيع، بعد أن تراجعت الفتاة الأولى المختارة عن موافقتها الاساسية. شجعها أهلها على الموافقة بالرغم من تردّدها، وبشكل خاص والدها الذي كان يرتبط بعلاقة صداقة مع المخرج التونسي المعروف نوري بو زيد الذي «إكتشفها» كممثلة واعدة خلال حفل عيد ميلاد.
وقد شاء القدر ان تذهب الى مصر عام ٠٠٠٢، وأن تتزوج في القاهرة عام ٨٠٠٢، وأن تصبح نجمة من كبار نجوم التمثيل في العالم العربي.
المسلسلات التلفزيونية
شاركت هند صبري في مسلسلات تلفزيونية عديدة منها: «لحظات حرجة» عام ٧٠٠٢ و«مكتوب» و«بعد الفراق» عام ٨٠٠٢؛ و«عرض خاص»، و«عايزة إتجوز» عام ٠١٠٢، علمًا بأن مشاركتها في هذا العمل الأخير إعتبر من أنجح إطلالاتها على الشاشة الصغيرة. المسلسل مستوحى في المضمون من رواية الكاتبة غادة عبد العال، ويتمحور حول مواقف طريفة تتعرّض لها فتاة تدعى «علاء» الى جانب والدتها، خلال مساعي بحثها عن عريس، مباشرة بعد حصولها على شهادة جامعية من كلية الصيدلة.
شاركت بعد ذلك في مسلسل «فيرتيجو» عام ٢١٠٢، تماهت فيه بتألق مع مواطنها وزميلها ظافر العابدين الذي تقدره كصديق وكفنان وشجعته على القدوم الى القاهرة التي تعتبرها «هوليوود الشرق»؛ وكذلك في «إمبراطورية مين» عام ٤١٠٢، وهو من فكرة هند صبري نفسها، وإخراج مريم أبو عوف، وإن كان قد وجه بالإنتقاد من منطلق سياسي في مصر وإنتشرت بعض المطالبات بإيقافه؛ و«حلاوة الدنيا» عام ٧١٠٢ بمناسبة الموسم الرمضاني، مع ظافر العابدين…
كما شاركت في مسلسلات إذاعية وتلفزيونية مختلفة أخرى.
الأفلام السينمائية
إختيرت للتمثيل في الفيلم التونسي«صمت القصور» عام ٤٩٩١ بدور «عليا»، ولم تكن قد بلغت الخامسة عشرة من العمر. وهو فيلم من إخراج مفيدة التلاتلي، عرض في مهرجان «كان» السينمائي الدولي، وحصل خلاله على تنويه خاص؛ كما شاركت في فيلم «موسم الرجال» عام ٠٠٠٢ للمخرجة نفسها، قامت فيه بدور «آمنة».
حصل تحول رئيسي في مسيرتها الفنية وفي حياتها، عندما لفتت نظر المخرجة «إيناس الدغيدي»، التي دعتها الى القاهرة وأسندت اليها دور البطولة في فيلم «مذكرات مراهقة» عام ١٠٠٢ بدور «جميلة». الفيلم أثار الكثير من الجدل لدى صدوره عام ٢٠٠٢، نظراً لتطرّقه الى مواضيع تعتبر حساسة في بيئتها.
إلاّ أن حسن أدائها حقّق لها شهرة واسعة، وفتح لها طريق النجومية والنجاح بإمتياز على مستوى العالم العربي.
تلاه فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» للمخرج داوود عبد السيد عام ١٠٠٢ بدور «حياة»؛ و”الكتيبة” عام ٢٠٠٢؛ و«إزاي البنات تحبك»، و«عايز حقي» عام ٣٠٠٢؛ و«حالة حب» و«أحلى الأوقات» عام ٤٠٠٢ بدور «يسرية»؛ و«بنات وسط البلد» بدور جومانا، و«ويجا» عام ٥٠٠٢ بدور «فريدة».
شاركت عام ٢٠٠٦ مع عدد من أبرز نجوم السينما المصرية في بطولة الفيلم الشهير «عمارة يعقوبيان»، من بينهم: عادل إمام، وخالد الصاوي، ونور الشريف، وسمية الخشاب… تدور أحداث الفيلم المستوحى من رواية الكاتب علاء الأسواني، حول بناية يعقوبيان العتيقة في القاهرة، وما يطرأ عليها وعلى سكانها من تغيرات على مدى السنين، بما يعكس التغيرات التي طرأت على المجتمع نفسه خلال الخمسين سنة الماضية.
كما شاركت في «لعبة الحب» و«ملك وكتابة» و«صباح الفل».
وفي العام ٧٠٠٢ شاركت في الجزء الأول من فيلم «الجزيرة» بدور «كريمة»، و«التوربيني»، و«جنينة الأسماك» عام ٨٠٠٢؛ و«إبراهيم الأبيض» عام ٩٠٠٢ بدور حورية.
من أبرز الأفلام الناجحة والصعبة على السواء التي إضطلعت فيها بدور البطولة، هو فيلم «أسماء» عام ٢٠١١. جسّدت فيه شخصية إمرأة مصابة بمرض الـ«إيدز» المشين إجتماعيًا، وما تعانيه من تمييز وقسوة ، وقرارها بعدم الإستسلام. وقد إعتبرت هند بأن هذا الفيلم من أحب الأعمال الى قلبها.
يضاف الى ذلك فيلم «الكنز: الحقيقة والخيال» بدور «حتشبسوت» عام ٧١٠٢؛ و«نورا تحلم» من إخراج هند بو جمعة، الذي نال ترحيبًا في الصالات وفي العديد من المهرجانات الدولية؛ و«الممر» الى جانب أحمد عز؛ و«الفيل الأزرق ٢» من إخراج مروان حامد بدور فريدة عبيد/الغجرية، رفقة كريم عبد العزيز ونيللي كريم وإياد نصار عام ٩١٠٢.
وحضور متوقّع على نتفليكس
وهذا وقد أعلنت هند صبري أخيراً إنضمامها للمنصة الإلكترونية العالمية «نتفلكس»، إذ تعاقدت على تقديم مسلسل سيعرض في العام 2021. ونشرت الفنانة التونسية عبر صفحتها الرسمية على «إنستغرام» صورة لخبر انضمامها لـNetflix، وعلقت عليها قائلة: «أشعر بالحماس والسعادة وأنا أشارككم خبر انضمامي لعائلة نتفليكس في عمل فني جديد، يحمل رؤية مرتكزة حول المرأة العربية.. خصوصاً أنني للمرة الأولى سأكون منتجاً منفذاً لمسلسل عربي يعرض على نطاق عالمي». ويبدأ تصوير العمل في الخريف المقبل، في سابقة تحدث للمرة الأولى في الشرق الأوسط أن يكون التعاقد مع النجم نفسه وليس شركة إنتاج، ما يعكس ثقة الشبكة العالمية في هند صبري وأعمالها السابقة. ومسلسل هند صبري تنتجه شركة «Salam Prod»، وهي شركة إنتاج سينمائي تمتلكها الفنانة، وكان أول أعمالها الإنتاجية فيلم «زهرة حلب» من إخراج رضا الباهي، وحصد الفيلم العديد من الجوائز.
وسبق أن عرضت «نتفليكس» عدداً كبيراً من أعمال الفنانة التونسية، آخرها فيلما «الكنز» و«الجزيرة». يذكر أن «نتفليكس» اختارت صبري الشهر الماضي ضمن 55 نجمة عالمية، بالتعاون مع الأمم المتحدة ضمن مشروع «لأنها شاهدت»، ويشمل القصص التي ألهمت النساء اللواتي قدمن لنا أعمالاً استهوتنا وألهمتنا بالوقت نفسه.
نجمة مكلّلة بالجوائز
تدعى هند صبري الى معارض ومناسبات مميزة دولية عديدة، ومنها الحدث الإحتفالي لساعات IWC السويسرية في جنيڤ في يناير ٩١٠٢، الذي تميّزت فيه كالعادة بجمالها وأناقتها وحضورها المحبّب. وقد أعربت في أكثر من مناسبة، بما في ذلك في مجلة «فوغ» وعلى حسابها على مواقع التواصل الإجتماعي، عن إفتخارها لكونها سفيرة لماركة: آي دبليو سي شافهوسن السويسرية الفاخرة التي تعني لها الكثير على الصعيد الشخصي، عدا عن أنها تشجع الفنون الجميلة وتدعم الإنتاج السينمائي الدولي. كما أفادت بأنها كانت محظوظة بأن تعين في لجنة جائزة الـ IWC Filmmaker Award وأن تضيء على أهمية صناعة الأفلام في منطقة الخليج العربي.
كما فازت بجائزة «ستار لايت سينما أوارد» التي تمنحها «مؤسسة الصحافيات الإيطاليات» في سبتمبر 2019، وقد أعربت عن إفتخارها بتسلمها هذه الجائزة، وكونها أول فنانة عربية تحصل على مثل هذا التمييز… إضافة لجوائز تونسية ومصرية وعربية وعالمية عديدة أخرى.
وإختيرت عام ٩١٠٢ لعضوية لجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي العالمي في دورته الـ ٦٧، وتألّقت خلاله بثوب أسود للمصمّمين جورج قزي واسعد أسطا، وبساعة يد ماركة IWC السويسرية، وتميّزت بإطلالة في غاية الأناقة.
كما فازت بجائزة أحسن ممثلة لعام ٩١٠٢ في إستفتاء برنامج «معكم… منى الشاذلي».
وصفتها مجلة «جورنال دي فام» الفرنسية في نوفمبر ٩١٠٢ بـ «جوليا روبرتس النيل» نظراً لجمال إبتسامتها وبهاء طلّتها.
وتوجت للمرة الثانية كأحسن ممثلة من قبل «أيام قرطاج السينمائية»، بعد أن كانت قد شاركت هناك في أول عرض لفيلم «نورا تحلم».
إضافة الى كل هذا التألق الذ شهدته في العام 2019 تملك هند صبري في رصيدها لائحة طويلة من الجوائز أبرزها:
«وسام الفنون والآداب» من رتبة فارس و«وسام الجمهورية» التونسية في عهد الرئيس زين الدين بن علي. ووسام الفنون والآداب برتبة فارس من وزارة الثقافة الفرنسية.
تمّ إختيارها عام ٧٠٠٢ لتكون عضوة في لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي.
فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «جنينة الأسماك» من «مهرجان روتردام للأفلام العربية”في هولندا عام ٨٠٠٢.
حصلت في العام نفسه على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الجزيرة» من المهرجان القومي للسينما المصرية عام ٨٠٠٢.
عام ٢١٠٢ حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان أفلام السلام في هوليوود عن دورها في فيلم «أسماء». كما تولّت في نهاية العام نفسه رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في «مهرجان دوحة ترايبيكا السينمائي الدولي».
كما أُدرج إسمها في مجلة «أرابيان بيزنيس» عام ٣١٠٢ ضمن لائحة «أقوى مئة إمرأة عربية»، تتويجاً لجهودها الإنسانية في مجال مكافحة الفقر وتقديراً لمجمل إنجازاتها الفنية.
وحصلت على جائزة «الموريكس» الذهبية كأفضل ممثلة عربية عن مسلسل “حلاوة الدنيا” في أبريل ٨١٠٢ في لبنان.
وظهرت على غلاف مجلات عالمية ومنها «فوغ أرابيا» و«باري ماتس أفريك».
هند المحامية
هند محمد المولوي الصابري، المعروفة بهند صبري ممثلة تونسية مرموقة، صاحبة إبتسامة مشرقة وأناقة في الشكل والأداء. من مواليد ولاية «قبلي» المحاذية للجزائر جنوب تونس بتاريخ ٠٢ نوفمبر ٩٧٩١.
تابعت دراساتها الإبتدائية والثانوية في مدرسة «الليسيه الفرنسية» في تونس، حيث غالبًا ما كانت تحل في المرتبة الأولى في إمتحانات نهاية السنة؛ وهذا ما يفسّر قولها بأنها تتقن لغات عديدة لكنها تفكر وتحلم بالفرنسية… بعد سنوات من حصولها على الإجازة أكملت الجهد العلمي، دون أن تتوقف عن التمثيل، فنالت درجة الماجيستير في الحقوق متخصّصة في حماية الملكية الفكرية من جامعة تونس عام ٤٠٠٢، وتسجلت عام ٧٠٠٢ في نقابة المحامين، لكن دون أن تمارس المهنة على الصعيد العملي.
مقيمة في القاهرة منذ العام ٠٠٠٢ حيث تزوجت، وتحمل الجنسيتين التونسية والمصرية.
هند صبري من عائلة تونسية مثقفة ومنفتحة، وكانت ملتصقة دوماً بوالديها وترافقهما حيثما يذهبان، بما في ذلك الى «أيام قرطاج السينمائية»، نظراً لكونها بنت وحيدة لم يكن لديها أشقاء أو شقيقات، وكانت تميل للإختلاء بنفسها وللتفكير الهادىء وللقراءة.
والدها محمد المولدي مدير تجاري، ووالدتها تدعى «داليندا»، من مواليد ٦٥٩١، تعمل كمدرسة للغة الفرنسية، وأنجبت إبنتها هند بينما كانت ما زالت تتابع دراستها في الجامعة.
تزوجت عام ٨٠٠٢ من رجل الأعمال المصري أحمد الشريف من مواليد ٥٧٩١، الذي تعرّفت عليه في إحدى المناسبات الإجتماعية، إلا أنه لم يكن يعلم حينها بانها نجمة من نجوم التمثيل، بسبب إقامته في كندا قبل عودته الى مصر. وقد تم الإحتفال بالزواج في تونس أولاً ثم في القاهرة. تعتبر بأن علاقتها مع زوجها مبنية على الثقة المتبادلة، ما يساهم بتوفير الإستقرار في الأسرة، علماً بأنه لا يتدخل في عالمها كممثلة، ولم تكن ثروته النسبية، على ما أوضحت، أحد الدوافع للزواج. تصفه بأنه قوي، واثق من نفسه، لا يبدي غيرة ظاهرة، ويشعرها بالأمان، وإن كان لا يميل للتعبير عن مشاعره بصورة رومانسية.
رزقا بإبنتين هما «عليا» و«ليلى». إسم ليلى متجذر في لائحة الأسماء العربية العريقة، أما إسم عليا فقد إختارته لأنه هو الإسم الذي أعطي لها في فيلمها الاول «صمت القصور»، ولأنها أحبت هذا الإسم الذي ورد في أغنية فيروز الجميلة «على هدير البوسطة». وبالمناسبة، فهي تعتبر بأن لقب «أم البنات» كاف وتفتخر به.
ومع ذلك، فإنه يصعب فصل إسم هند صبري عن إسم زميلها باسل خياط، الذي إرتبطت معه بعلاقة جدية لم تكتمل، كما أشرنا الى ذلك في إضاءتنا على سيرة باسل الشخصية ومسيرته الفنية (….).
تعتبر بشكل عام أن مقاربتها للأمور فيها مزيج من الرومانسية والكثير من الواقعية التي تتطلّبها مقتضيات الحياة.
أعمالها الخيرية والإجتماعية
إلتزمت بالعمل الإجتماعي والإنساني منذ صباها. تتعاون منذ العام ٩٠٠٢ مع «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة من أجل رفع مستوى الوعي حول مشكلة الجوع، ولا سيما في العالم العربي. قامت لهذا الغرض بزيارة مخيمات اللاجئين، ولا سيما في سوريا والعراق ولبنان واليمن؛ وساهمت مع زميلها «أحمد السقا» في حملات لجمع المبالغ اللازمة لمساعدة الأطفال في مجالي الغذاء والتعليم. ولهذا الغرض تم تعيينها من قبل البرنامج عام ٠١٠٢ كسفيرة للنوايا الحسنة.
لا تحب من هذا المنطلق إستعمال كلمة «تعاطف» مع الفئات المهمّشة، لما للكلمة من تعال معين، بل عبارة «تقاسم» للمعاناة.
كما تعتبر من أبرز الناشطات في مجال العمل على تعزيز المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة في العالم العربي.
هواياتها
الى جانب إنشغالاتها وإلتزامها بعالم الفن وبالعمل الإنساني والبيئي، يبقى المنزل وضرورة الإهتمام بالعائلة وبهناء طفلتيها وبحسن متابعة دروسهما في أعلى سلم أولوياتها.
من هواياتها القراءة (تعتبر في هذا المجال أن كتاب «مائة عام من العزلة» هو كتابها المفضل)، ومشاهدة الأفلام السينمائية، والسفر، ولعب التينيس، وتزيين المنزل الذي تحرص على أن تزدان غرفه بالورد. وقد أصبحت عبارة «عاوزة ورد يا إبراهيم» ملتصقة بها وبحبها للورود… تعلمت الدق على الطبلة، وتهتم برياضة اليوغا والتأمل العميق. في المقابل، لا تتقن فن الطبخ كوالدتها، إلا أنها تحرص على تحضير بعض الأطباق، لا سيما الآسيوية والإيطالية منها.