التباين ما بين الفورمولا 1 والفورمولا إي
لطالما عُرف سباق الفورمولا 1 على أنه البطولة العالمية الأهم من حيث سباقات السيارات الخارقة، وأنها تحظى بالمتابعة الأوسع من الجمهور العالمي.
ويكمن الفرق الأكبر والأساسي بينها وبين الفورمولا إي، أن الأخيرة تعتمد على السيارات الكهربائية بالكامل. وتظهر النتيجة من خلال الأداء، إذ تُقدم عادةً سيارات الفورمولا إي أداء يقل عن أداء سيارات الفورمولا 1 المبنية على محركات الاحتراق الداخلي.
هذا وتصل سرعة سيارات الفورمولا إي القصوى لـ220 كلم\س، مقارنةً بـ 374 كلم\س لسيارات فورمولا 1. كما تتمتع سيارات فورمولا 1 بمعدلات تسارع أفضل من فورمولا إي في المعتاد، ولكن مع تطور تقنيات السيارات الكهربائية الخارقة، نتوقع تغير معدلات السرعة القصوى والأداء في الأعوام القادمة لصالح سيارات السباق الكهربائية في فورمولا إي.
وتختلف الفورمولا إي عن الفورمولا 1 من ناحية المحركات بحيث تعمل محركات سيارات الفورمولا 1 بمحركات هجينة أو ما يسمى بالهايبرد، بينما تعمل سيارات الفورمولا إي بالكهرباء بشكل كلي.
كما تعتمد سباقات الفورمولا إي على حلبات شوارع المدن التي تمت تهيئتها لخوض السباق بالقرب من ناطحات السحاب، بينما تعتمد سباقات الفورمولا 1 على حلبات خاصة بها ونادراً ما تعقد في شوارع المدن كسباق موناكو وأذربيجان.
هذا وتعد بطولة الفورمولا إي أكثر من مجرد سلسلة سباقات، بحيث تعمل الفورمولا إي كمنصة تنافسية لشركات تصنيع السيارات العالمية ومقدمي خدمات التنقل لاختبار وتطوير التقنيات ذات الصلة بالطرق. كما تعمل السلسلة كمحفز، من خلال 14 شريكاً ملهماً وتِسع من الشركات المصنعة، مما يساعد على تحسين تصميم السيارات الكهربائية وتحسين تجربة القيادة لمستخدمي السيارات اليومية على الطرقات في جميع أنحاء العالم.
ولدت فكرة ومفهوم السباقات الأحادية المقعد الكهربائية في عام 2012، إذ وضع رئيس الاتحاد الدولي للسيارات جان تود الفكرة كوسيلة لإظهار إمكانات التنقل المستدام “وسائل النقل الخضراء”، وهو مفهوم يشير إلى أي وسيلة نقل ذات تأثير منخفض على البيئة وخالية من الانبعاثات الكربونية. ومن هذه الرؤية، أسس الرئيس التنفيذي الإسباني الخاندرو أجاج علامة تجارية عالمية للترفيه وهي سلسلة سباقات السيارات الكهربائية التي تسمى بالفورمولا الكهربائية.
أصبحت الفورمولا إي وجهة لأفضل السائقين والفرق والمصنعين في العالم منذ انطلاقتها لأول مرة على مستوى العالم في عام 2014 في الحديقة الأولمبية في العاصمة الصينية بكين. وفي موسمها الخامس، تفتخر البطولة بواحد من أفضل برامج السائقين في رياضة السيارات مع تقويم مثير لسباقات المدن المضيفة وتكنولوجيا مبتكرة بشكل كبير على المضمار.
ومن جهته، يتألف موسم الفورمولا 1 من سلسلة من السباقات تعرف بالجائزة الكبرى أو بالغران بري “Grand Prix” بينما يطلق على سلسلة سباقات الفورمولا إي اسم إي بري “EPrix”.
هذا وانطلق أول سباق افتتاحي للفورمولا 1 باعتماد من الـ FIA في نيسان/أبريل عام 1950 بمدينة باو الفرنسية، بينما انطلقت بطولة الفورمولا إي في أيلول/سبتمبر عام 2014 بالعاصمة الصينية بكين.