مونديال 2022: فرصة للإحتفاء بالثقافة العربية عموماً والقطرية خصوصاً
لن تقتصر متعة جمهور كرة القدم في بطولة كأس العالم المقبلة في قطر والمقرر انطلاقها في 20 نوفمبر، على مشاهدة المباريات، فالمشجعون من أنحاء العالم سيكونون على موعد مع برنامج ترفيهي وثقافي حافل بأنشطة وفعاليات مميزة، وستكون فترة المونديال التي من المتوقع أن تشهد حضور 1.5 مليون مشجع، فرصة ذهبية للدوحة لتقديم برامج وفعاليات تُعرف الجماهير من خلالها على ثقافتها المحلية والعربية، ما سينعكس إيجاباً على صورة الدولة الخليجية عالمياً، وقرار الجماهير في العودة إلى زيارة قطر مرة ثانية.
على مدى 29 يوماً، ستشهد قطر 64 مباراة عالمية، على أن يسدل الستار على المنافسات في 18 ديسمبر، تزامناً مع اليوم الوطني للدولة الخليجية، في استاد “لوسيل” الذي يتسع لـ80 ألف مشجع. وخلال هذه الفترة ستشهد قطر ليس مهرجاناً كروياً عالمياً وإنما مهرجاناً ثقافياً وفنياً كذلك يُعرّف الضيوف على ثقافة وإرث هذا البلد.
90 حدثاً
قبل 100 يوم على انطلاق البطولة، نشر الموقع الإلكتروني للجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية المسؤولة عن تنظيم البطولة، برنامجاً لأبرز الفعاليات والعروض الترفيهية التي ستشهدها أيام المونديال.
وبحسب موقع اللجنة، فإن برنامج الفعاليات الترفيهية يضم 90 حدثاً خاصاً من المقرر تنظيمها على هامش البطولة. كما أعلنت اللجنة أنها ستنشر شاشات كبيرة لعرض المباريات في عدد من المناطق في العاصمة الدوحة وأنحاء البلاد، وستكون هناك حدائق خاصة بالمشجعين، وستنظَّم مهرجانات موسيقية، إضافة إلى العديد من عروض الشارع الممتعة.
وأشارت اللجنة، إلى أن “العروض الترفيهية في منطقة الكورنيش تعد أحد أهم الأحداث حيث ستتميز بأجواء كرنفالية مميزة على طول كورنيش الدوحة لمسافة 6 كيلومترات”.
ويشمل البرنامج المخصّص لمنطقة الكورنيش عروضاً لفناني الأداء، وأنشطة ثقافية، وأكشاك لبيع الأطعمة والمشروبات، والعديد من المتاجر.
ومن المتوقع أن يشهد الكورنيش خلال برنامج الفعاليات الترفيهية زيارة أكثر من 120 ألف شخص في وقت الذروة، حسب موقع اللجنة.
أكثر من 6 آلاف عرض في 21 موقعاً
سيحظى المشجعون الذين يحضرون مباريات البطولة، بعروض ترفيهية ستقام في محيط الاستادات، ويشمل البرنامج أكثر من 6 آلاف عرض وفقرة أداء في 21 موقعاً مختلفاً طوال أيام البطولة.
وتتضمن قائمة العروض العديد من أشكال الفنون، وأبرزها العروض الفنية والحرف اليدوية والتراثية والأزياء والتصميم وفنون الأداء والموسيقى والأفلام.
وتستضيف حديقة البدع على كورنيش الدوحة مهرجان الفيفا للمشجعين، حيث سيجري بث مباريات كأس العالم 2022 عبر شاشات ضخمة، مع تقديم عروض وفقرات أداء مميزة، وأنشطة ثقافية.
وأنشطة مميزة في جزيرة المها
سيتمكن المشجعون في جزيرة المها من الاستمتاع بالألعاب والأنشطة المتنوعة في مدينة لوسيل بما فيها التزلج على الجليد وعروض السيرك، هذا إلى جانب نادٍ شاطئي ومجموعة متنوعة من المأكولات والمشروبات.
كما ستشهد جزيرة المها حفلات موسيقية وعروض وفقرات أداء تلائم الزوار من جميع الأعمار والفئات.
وسيكون هواة الموسيقى على موعد مع مهرجان “أركاديا سبيكتاكيولار” للموسيقى الذي سيستضيف 15 ألف شخص.
ويستضيف “درب لوسيل” الواقع على مسافة قريبة من استاد لوسيل الذي سيحتضن نهائي كأس العالم، بحسب اللجنة، عروضاً متميزة لفنون الشارع لجمهور يصل إلى 50 ألف شخص يومياً.
فعاليات ثقافية
في يونيو الماضي أعلنت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، عن برنامج أنشطة ثقافية وفنية بالتزامن مع استضافة البلاد لمونديال 2022.
وقالت إن هذه الفعاليات ستكون المنصة الجامعة لإثراء تنوع الأنشطة الثقافية في قطر خلال وبعد انتهاء بطولة كأس العالم.
وأضافت أن هذه الفعاليات ستكون حركة ثقافية وطنية مزدهرة خلال العام الحالي تستقطب الجماهير المحلية والدولية.
وأشارت إلى أن هذه الفعاليات ستتيح لجميع المقيمين والزائرين الفرصة لاستكشاف عالم كامل من الفنون والثقافة وزيارة المتاحف والفعاليات والمهرجانات والحفلات المسرحية والعروض الثقافية في جميع أنحاء قطر.
وذكرت أن برنامج الفعاليات “سيكون زاخراً بمعارض عالمية، وعروض أزياء رفيعة، وحفلات موسيقية ومسرحية وغيرها من الفعاليات”.
وتابعت أن هذه الفعاليات “ستقدم إطلالة على المستقبل الثقافي الثري الحافل الذي ترسم قطر معالمه اليوم”.
وسيتضمن برنامج الفعاليات الثقافية 17 معرضاً و3 مهرجانات فنية حية، إضافة إلى إقامة 15 صالة فنية.
وتتعاون قطر مع 27 دولة لإقامة عروض ومشاركات فنية وثقافية خلال بطولة كأس العالم، حسب “آل ثاني”.
وفي وقت سابق من العام الماضي، أعلنت لجنة المشاريع والإرث عن عروض ثقافية سيتم تنظيمها خلال فترة المونديال.
وقالت اللجنة على موقعها الإلكتروني حينها، إن المونديال يعد في حد ذاته فرصة للاحتفاء بالثقافة القطرية ضمن أجواء بطولة كأس العالم.
وأوضحت أنه سيكون بمقدور زوار قطر الاستمتاع بتجربة ثقافية جديدة وفريدة من نوعها مليئة بحفاوة الترحاب وكرم الضيافة الاستثنائي الذي سيحظى به الجميع.
ومن بين العروض الثقافية التي كشفت عنها اللجنة، عروض “فرينج”؛ وهي منصة للعروض الصغيرة والمتوسطة تنظم بشكل مستقل، من خلال الفنانين والأندية الثقافية والفنية بما يتماشى مع هوية العرض الثقافي للبطولة.
وتتضمن هذه المنصات تقديم عروض ثقافية تلبي تطلعات العائلة بما يتماشى مع القيم القطرية.
مهرجان للفنون الرقمية
وستنظم اللجنة مهرجاناً للفنون الرقمية يوفر عروضاً ثقافية مبتكرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك لتحفيز المشاركة الافتراضية عن بُعد بهدف تعزيز الإثارة وزيادة الوعي الثقافي وإبراز مكانة قطر العالمية خلال البطولة.
وستُسهم الفنون الرقمية في تغيير كيفية تفاعل الجماهير مع الثقافة، وتشكل فرصاً جديدة ومبتكرة لمشاركة وتفاعل الجمهور.
وحسب لجنة المشاريع والإرث، فإن أهداف العرض الثقافي للمونديال تتمثل بتقديم تجربة فريدة عالمية رائدة وملهمة تعكس الثقافة القطرية، وإشراك المجتمع المحلي والجمهور العالمي، ودعم الشراكات لاجتذاب المواهب ورعايتها.
وستعمل هذه العروض على ترسيخ مكانة قطر كوجهة ثقافية تعتمد على قواعد اقتصادية قوية وأسس التقاليد والقيم الإسلامية.