فابريزيو بووناماسّا ستيلياني مدير مركز التصاميم لساعات بولغاري «إبتكاراتنا بسيطة لناحية الشكل الهندسي ولكن غنية بالتفاصيل والتكنولوجيا وهذا يتطابق مع الذوق الإيطالي»
مهمة ليست بالسهلة أبداً، غير أن فابريزيو هو على قدر التحدّي، فهو متسلّح بشهادة فـي التصميم الصناعي من مؤسسة الفنون الصناعية فـي روما، فضلاً عن سنوات طويلة من الخبرة فـي عالم التصميم الإيطالي، إذ بدأ نشاطه المهني مع مجموعة «فـيات» فـي تورينو، حيث إختبر القطاع الصناعي، وتعلّم كيفـية ادارة المشاريع التي كانت فـي مجلسي التصميم والتصنيع.يشغل فابريزيو بووناماسا ستيلياني منصب مدير مركز بولغاري للتصميم منذ العام 2007 وتقع على عاتقه مهمة ترجمة تراث بولغاري المتميّز بالغنى والذوق الى تصاميم عصرية تحترم تاريخ هذه العلامة العريقة.
الى جانب هذه الحقيبة الغنية بالمعرفة، يقود فابريزيو شغف كبير بالتصميم وخاصة تصميم الساعات، وهذا ما دفعه عام ١٠٠٢، إلى إرسال بعض تصاميمه إلى مركز بولغاري للتصميم فـي روما، ما أمّن له وظيفة فـي مكاتب هذه العلامة الرائدة.
من وجهة نظر فابريزيو، إن قطاعي السيارات والساعات لهما الجاذبية والأحاسيس نفسها: «ان شكل السيارة يوحي بكيفـية إستعمالها وما توحي به من إحلامها ومميزاتها»، والساعة توحي بالتطلّعات والأحاسيس نفسها، لكن بحجم أصغر لا يتعدّى الـ٤٠ملم.
وعلى هامش أسبوع دبي للساعات فـي دورته الرابعة الذي أقيم فـي مركز دبي المالي العالمي فـي الفترة الواقعة ما بين 20-24 نوفمبر 2019، كان للزميلة كريستين أبي عاصي هذه المقابلة مع فابريزيو بووناماسّا للتعرّف أكثر على فلسفته فـي تصميم الساعات والتي تشي بمستقبل تصاميم ساعات بولغاري.
حدّثنا عن دورك وعن كيفـية القيام بالعمل الابتكاري فـي دار «بولغاري»؟
انا المدير الفنّي للساعات لدى بولغاري. ويبدأ العمل الإبتكاري لدينا من فكرة تطّويرها لتتحوّل الى ابتكار يتجسّد فـي ساعاتنا.
نبدأ بالفكرة ونضع لها سيناريوهات وتصورات ورسمات عدّة. . . . احياناً يتطلّب ذلك ٥ سنوات واحياناً أقّل، وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن العديد من الأشخاص يدخل فـي مسار التنفـيذ وهذا ما يجعل إبتكار الساعات الجديدة صعباً.
ومن الأشخاص الذين يدخلون فـي مسار التنفـيذ نذكر فريق التسويق، قسم تطوير المنتجات، وحتى صائغي المجوهرات الموجودين فـي مشاغلنا فـي روما بما أننا نبتكر العديد من القطع المجوهرة. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أننا فزنا بجائزة فـي مجال الساعات الفاخرة فـي GPHG، وهذا كان من دواعي سرورنا.
تهانينا على جائزة GPHG، ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة للإبتكارات التي قمتم بها وماذا سيحصل الآن؟
هذه الجائزة تؤكّد على قيمة علامة بولغاري وريادتها، كما أنها تزيد المبيعات، خاصة وأن هذه الجائزة هامة جداً فـي عالم الساعات.
لقد فزنا بهذه الجائزة عن فئة الكرونوغراف عن ساعة اوكتو فـينيسيمو كرونوغراف GMT الأوتوماتيكية، كما نلناها عن فئة الساعات المجوهرة بفضل ساعة «سربانتي ميستيريوزي روماني» وهي قطعة فريدة من نوعها علماً بأنها أغلى ساعة سربانتي.
وهنا لا بد من الإشارة الى أن الفوز بجائزتي GPHG Awards عن فئتين مختلفتين بالنسبة لنا كعلامة، فهو يثبت تنوّعنا وقدراتنا، علماً أن خمسًا من ساعاتنا وصلت الى التصفـية النهائية لجوائز GPHG Awards ضمن خمس فئات مختلفة.
كنت تعمل فـي عالم السيارات سابقًا ما الذي دفعك الى دخول عالم الساعات؟
أنا أعشق الساعات. وفـي مرحلة معيّنة من حياتي قرّرت أن الوقت قد حان للقيام بتغيير، فإخترت بولغاري لأنها قريبة إلى الطرق والقواعد الإيطالية للإبتكارات، لأن لها شكلاً ومظهرًا لا يشبه سواه. كما أن تاريخ هذه العلامة لطالما سحرني، فهي تبتكر الألوان والأشكال بشكل مميّز. وهذا ما يميّز بولغاري عن باقي علامات صناعة الساعات والمجوهرات.
ما هي فلسفتك الإبتكارية وكيف تتماهى مع جماليات وتراث دار بولغاري؟
بما أنني ما زلت هنا بعد ٨١ عامًا، فهذا يعني أن التطابق بيننا هو فعلي ومميّز. فجماليات هذه العلامة فريدة جداً، فنحن نحب التلاعب بالأشكال. فعندما ترى إبتكاراتنا تجدها بسيطة لناحية الشكل الهندسي، ولكن غنية بالتفاصيل والتكنولوجيا، وهذا يتطابق مع الذوق الإيطالي.
هل تستقطب ابتكاراتكم العابرة للزمن جيل الشباب؟
إن الأجيال الشابة اليوم هي غريبة ومختلفة عن الأجيال التي سبقتها. إنها مولعة بالموضة وتشتري بواسطة الإنترنت، وهي على إطلاع على جميع المنتجات، ولديها وسائل متعدّدة للإختيار ولإستخدام المنتجات. لذلك من الهام الحرص على تلبية رغباتها.
فـي الأساس هذا الجيل ينتقي المنتج الذي يتناسب مع أسلوبه وشخصيته، خاصة فـي عالمنا اليوم حيث إن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم فـي مشاطرة الأفكار والأذواق، إذ إن كل واحد يرغب بأن يكون مميّزاً، وهنا نرى اتجاه بعض الشباب الى المنتجات المصنوعة حسب الطلب، بينما يتجه البعض الآخر الى الموديلات القديمة التي تسهل التواصل بين الشخص وعائلته وماضيه. ولكن هذا لا يشبه بولغاري التي ليس لديها ابتكارات فـي هذه الفئة، فعندما ترى ساعة سربانتي وأوكتو فـينيسيمو تصبح لك نظرة اخرى لإقتناء الساعات الفاخرة.
لذلك من الهام أن تبقى منسجماً مع هويتك كما هي الآن وكما ستكون فـي المستقبل.
عند تصميم الساعة هل تبدأون بالشكل أم بالحركة؟
فـي بولغاري نبدأ بالإثنين معًاً، لدينا مصنعنا حيث ننتج الحركات الميكانيكية، وكذلك العلبة والسوار والتشغيل، ولكن الشكل هو هام أيضاً خاصة وأننا ايطاليون.
بالنسبة لـ«سربانتي واوكتو فـينيسيمو» هل من مشاريع او خطط لتطويرهما أكثر؟
فـي كل مرة نستعمل مواد مختلفة وطريقة تنفـيذ مختلفة أيضاً.
كل منتج جديد يظهر وكأنه مشابه للسابق، ولكنه فـي الواقع مختلف بعض الشيء وجديد.
ما هي الابتكارات التي علينا توقّعها من ساعات بولغاري وكيف ستستمرون فـي الإبداع؟
ليس الإبتكار شيء تحصل عليه فـي نهاية عملية انتاجية، انه يبدأ فـي الواقع من فكرة معيّنة ويمكنك استعمال مواد عديدة ومختلفة لتنفـيذها. وقد يكمن الإبتكار فـي إستعمال الساعة نفسها ولكن بطرق مختلفة. وبالتالي فالإبتكار لا يعني فقط مفاجأة المستهلك الذي ينوي شراء ساعتك.
بولغاري تحصد جائزتين فـي المسابقة الكبرى للساعات فـي جنيڤ
شهدت المسابقة الكبرى للساعات فـي جنيڤ التي انتهت فـي السابع من نوفمبر فوز ساعات بولغاري بجائزتي لجنة حكام GPHG تكرّمان ساعتين من ابتكاراتها ضمن فئتين مختلفتين.
إذ فازت ساعة أوكتو فـينيسيمو كرونوغراف GMT اوتوماتيك عن فئة ساعات الكرونوغراف بينما فازت ساعة سربانتي ميستيريوزي روماني – عن فئة الساعات المجوهرة ولعل هذا ما يظهر تقدير الحكام لروحية بولغاري الإبداعية ومستوى ابتكارها العالي.
وهنا تجدر الإشارة الى أن خمسة من ساعات بولغاري من أصل ستة تمّ اختيارهم من قبل لجنة تحكيم GPHG كأفضل ابداع لسنة ٩١٠٢.
سربانتي ميستيريوزي روماني 102987
تعتبر هذه الساعة اغلى قطعة تمّ صنعها فـي هذا المجال بسعر يناهز الـ ٢ مليون يورو وهي تحتوي على عدد كبير من الحجارة الثمينة : رأس الأفعى مزيّن بـ ٠١ قيراط من السافـير السريلانكي بينما زين جسم الأفعى بـ ٦٠ قيراطًا من الماس و٣٥ قيراطًا من السافـير.
اوكتو فـينيسيمو كرونوغراف GMT الأوتوماتيكية 103068
تحتضن هذه الساعة حركة كرونوغراف ميكانيكية وحركة GMT هوائية أوتوماتيكية بوزن دائري متحرك مع طاقة تشغيل لـ٥٥ ساعة وتكييف الوقت من خلال زرّ فـي الساعة التاسعة.
وهي تتألّق بسوار مصنوع من التيتانيوم الممزوج مع السيراميك. يتحمّل ضغط الماء حتى ٠٣ مترًا.